التولي والتبري
تنبيه الخواطر 2/ 554: وكان عيسى (عليه السلام ) يقول:
يا معشر الحواريين تحببوا إلى الله ببغض أهل المعاصي وتقربوا إلى الله بالتباعد عنهم، والتمسوا رضاه بسخطهم.
يوشك بكم الرحيل
منية المريد 48: ومن كلام عيسى (عليه السلام ):
تعملون للدنيا وأنتم ترزقون فيها بغير عمل، ولا تعملون للآخرة وأنتم لا ترزقون فيها إلا بالعمل، وإنكم علماء السوء! الأجر تأخذون، والعمل تضيعون! يوشك رب العمل أن يطلب عمله، وتوشكون أن تخرجوا من الدنيا العريضة إلى ظلمة القبر وضيقه، الله تعالى نهاكم عن الخطايا كما أمركم بالصيام والصلاة، كيف يكون من أهل العلم من سخط رزقه، واحتقر منزلته، وقد علم أن ذلك من علم الله وقدرته؟
كيف يكون من أهل العلم من اتهم الله فيما قضى له فليس يرضى شيئاً أصابه؟
كيف يكون من أهل العلم من دنياه عنده آثر من آخرته وهو مقبل على دنياه، وما يضره أحب إليه مما ينفعه؟
كيف يكون من أهل العلم من يطلب الكلام ليخبر به ولا يطلب ليعمل به؟.
علماء السوء
منية المريد 48: ومن كلام عيسى (عليه السلام ):
ويل لعلماء السوء تصلى عليهم النار.
ثم قال:
اشتدت مؤونة الدنيا ومؤونة الآخرة: أما مؤونة الدنيا فأنك لا تمد يدك إلى شيء منها إلا وجدت فاجراً قد سبقك إليه، وأما مؤونة الآخرة فأنك لا تجد أعواناً يعينونك عليها.
دعوا الذنوب
أمالي الصدوق 401 مجلس 75، ح1: حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي (ره) قال: حدثنا أبي (رض) قال: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام ) قال:
مر عيسى بن مريم (عليه السلام ) على قوم يبكون، فقال:
علام يبكي هؤلاء؟
فقيل: يبكون على ذنوبهم.
قال: فليدعوها يغفر لهم.
عيسى يعظ أصحابه
أمالي الصدوق 446، مجلس 82، ح12: حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا محمد بن عبد الجبار، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن سيف بن عميرة، عن منصور بن حازم، عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام ) قال: كان عيسى بن مريم (عليه السلام ) يقول لأصحابه:
يا بني آدم اهربوا من الدنيا إلى الله، وأخرجوا قلوبكم عنها، فإنكم لا تصلحون لها ولا تصلح لكم، ولا تبقون فيها ولا تبقى لكم، هي الخداعة الفجاعة، المغرور من اغتر بها، المغبون من اطمأن اليها، الهالك من أحبها وأرادها، فتوبوا إلى الله بارئكم، واتقوا ربكم، واخشوا يوماً لا يجزي والد عن ولده، ولا مولود هو جاز عن والده شيئاً، أين آباؤكم؟ أين أمهاتكم؟ أين إخوتكم؟ أين أخواتكم؟ أين أولادكم؟ دعوا فأجابوا، واستودعوا الثرى، وجاوروا الموتى، وصاروا في الهلكى، وخرجوا عن الدنيا، وفارقوا الأحبة، واحتاجوا إلى ما قدموا واستغنوا عما خلفوا، فكم توعظون وكم تزجرون، وأنتم لاهون ساهون، مثلكم في الدنيا مثل البهائم همتكم بطونكم وفروجكم، أما تستحيون ممن خلقكم، وقد أوعد من عصاه النار، ولستم ممن يقوى على النار؟ ووعد من أطاعه الجنة ومجاورته في الفردوس الأعلى، فتنافسوا فيه، وكونوا من أهله، وأنصفوا من أنفسكم، وتعطفوا على ضعفائكم وأهل الحاجة منكم، وتوبوا إلى الله توبة نصوحاً، وكونوا عبيداً أبراراً، ولا تكونوا ملوكاً جبابرة، ولا من العتاة الفراعنة المتمردين على من قهرهم بالموت، جبار الجبابرة رب السماوات ورب الأرضين، وإله الأولين والآخرين، مالك يوم الدين، شديد العقاب، أليم العذاب، لا ينجو منه ظالم، ولا يفوته شيء، ولا يعزب عنه شيء، ولا يتوارى منه شيء، أحصى كل شيء علمه وأنزله منزلته في جنة أو نار.
ابن آدم الضعيف! أين تهرب ممن يطلبك في سواد ليلك وبياض نهارك وفي كل حال من حالاتك؟ قد أبلغ من وعظ، وأفلح من اتعظ.
ومعك يا ابن البتول عليكما السلام نتابع رحم الله من ذكر القائم من آل محمد .
المفضلات