مع القرية البائدة
أصول الكافي 2/ 318 ـ 319 ح11 وتنبيه الخواطر 1/ 141: عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد، عن منصور بن العباس عن سعيد بن جناح، عن عثمان بن سعيد، عن عبد الحميد بن علي الكوفي، عن مهاجر الأسدي، عن أبي عبد الله (عليه السلام ) قال:
مر عيسى بن مريم (عليه السلام ) على قرية قد مات أهلها وطيرها ودوابها فقال:
أما إنهم لم يموتوا إلا بسخطة، ولو ماتوا متفرقين لتدافنوا، فقال الحواريون:
يا روح الله وكلمته ادع الله أن يحييهم لنا فيخبرونا ما كانت أعمالهم فنجتنبها.
فدعا عيسى (عليه السلام ) ربه فنودي من الجو أن: نادهم. فقام عيسى (عليه السلام ) بالليل على شرف من الأرض فقال:
يا أهل هذه القرية. فأجابه منهم مجيب: لبيك يا روح الله وكلمته.
فقال: ويحكم ما كانت أعمالكم؟
قال: عبادة الطاغوت وحب الدنيا، مع خوف قليل، وأمل بعيد وغفلة في لهو ولعب.
فقال: كيف كان حبكم للدنيا؟
قال: كحب الصبي لأمه إذا اقبلت علينا فرحنا وسررنا، وإذا أدبرت عنا بكينا وحزنا.
قال: كيف كانت عبادتكم للطاغوت؟
قال: الطاعة لأهل المعاصي.
قال: كيف كانت عاقبة أمركم؟
قال: بتنا ليلة في عافية وأصبحنا في الهاوية.
فقال: وما الهاوية؟
فقال: سجين.
قال: وما سجين؟
قال: جبال من جمر توقد علينا إلى يوم القيامة.
قال: فما قلتم وما قيل لكم؟
قال: قلنا ردنا الى الدنيا فنزهد فيها قيل لنا: كذبتم.
قال: ويحك كيف لم يكلمني غيرك من بينهم؟
قال: يا روح الله إنهم ملجمون بلجام من نار، بأيدي ملائكة غلاظ شداد، وإني كنت فيهم ولم أكن منهم، فلما نزل العذاب عمني معهم فأنا معلق بشعرة على شفير جهنم، لا أدري أكبكب فيها أم أنجو منها.
فالتفت عيسى (عليه السلام ) إلى الحواريين فقال: يا أولياء الله أكل الخبز اليابس بالملح الجريش، والنوم على المزابل، خير كثير مع عافية الدنيا والآخرة.
مثل الدنيا والآخرة
روضة الواعظين 2/ 448 تنبيه الخواطر 1/ 146: قال المسيح (عليه السلام ):
مثل الدنيا والآخرة كمثل رجل له ضرتان: إن أرضى أحدهما أسخطت الأخرى.
اهربوا من الدنيا
روضة الواعظين 2/ 447: قال الصادق (عليه السلام ): كان عيسى بن مريم (عليه السلام ) يقول لأصحابه:
يا بني آدم اهربوا من الدنيا إلى الله، وأخرجوا قلوبكم عنها فإنكم لا تصلحون لها، ولا تصلح لكم، ولا تبقون فيها لا تبقى لكم، هي الخداعة الفجاعة، المغرور من اغتر بها، المغبون من اطمأن اليها، الهالك من أحبها وأرادها، فتوبوا إلى الله بارئكم واتقوا ربكم، واخشوا يوماً لا يجزي والد عن ولده، ولا مولود هو جاز عن والده شيئاً.
أين آباؤكم وأمهاتكم؟ أين إخوانكم؟ أين أخواتكم؟ أين أولادكم؟ دعوا فأجابوا، واستودعوا الثرى، وجاوروا الموتى، وصاروا في الهلكى وخرجوا عن الدنيا وفارقوا الأحبة، واحتاجوا الى ما قدموا، واستغنوا عما خلفوا، كم توعظون؟ وكم تزجرون؟ وأنتم لاهون ساهون؟ مثلكم في الدنيا مثل البهائم همتكم فروجكم وبطونكم، أما تستحون ممن خلقكم، قد وعد من عصاه النار ولستم ممن يقوى على النار، ووعد من أطاعه الجنة ومجاورته في الفردوس الأعلى، فتنافسوا فيه وكونوا من أهله.
وأنصفوا من انفسكم، وتعطفوا على ضعفائكم وأهل الحاجة منكم وتوبوا إلى الله توبة نصوحاً, وكونوا عبيداً ابراراً، ولا تكونوا ملوكاً جبابرة، ولا من العتاة الفراعنة المتمردين على من قهرهم بالموت، جبار الجبابرة، رب السماوات ورب الأرض وإله الأولين والآخرين، مالك يوم الدين، شديد العقاب، الأليم العذاب، لا ينجو منه ظالم، ولا يفوته شيء، ولا يعزب عنه شيء ولا يتوارى منه شيء، أحصى كل شيء علمه وأنزله منزله، في الجنة أو النار.
ابن آدم الضعيف! أين تهرب ممن يطلبك في سواد ليلك وبياض نهارك؟ وفي كل حال من حالاتك؟ فقد أبلغ من وعظ وأفلح من اتعظ.
كيف أصبحت؟
مصباح الشريعة 168 ضمن ب79:
قيل لعيسى بن مريم (عليهما السلام)، كيف أصبحت؟ قال:
لا أملك نفع ما أرجو، ولا أستطيع دفع ما أحذره، مأموراً بالطاعة منهياً عن المعصية، فلا أرى فقيراً أفقر مني.
أفقر الفقراء
أمالي الشيخ الطوسي 2/ 253 ـ 254 ب32 ح8: حدثنا محمد بن الحسن بن علي بن الحسن الطوسي قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل، عن غياث بن مصعب بن عبدة، عن محمد بن حماد عن حاتم الأصم، عن شقيق بن إبراهيم البلخي، عمن أخبره من أهل العلم قال:
قيل لعيسى بن مريم (عليه السلام ): كيف أصبحت يا روح الله؟ قال: أصبحت وربي تبارك وتعالى من فوقي، والنار أمامي، والموت في طلبي، لا أملك ما أرجو ولا أطيق دفع ما أكره، فأي فقير أفقر مني.
ولمن تكلم في المهد صبيا لكلامه بقية رحم الله من ذكر القائم من آل محمد .
المفضلات