المستقبل السعيد للبشرية

هل يوجد للبشرية مستقبل سعيد ؟؟

يسود فيه الرفاه والسعادة ويرتفع الظلم عن المحرومين ويعم السلام الحقيقي ، أما ان المفترض ان تبقى هذه البشرية في تخبط واعتداء وتجني وظلم ...

هذا سؤال مهم جدا ، يبدو من الوهلة الاولى ان السؤال معقد وقد يائس البعض من الجواب ، اذ انه من المستحيل للاطلاع على المستقبل .

اما آخر فيرى ان البشرية سوف تبقى على حالها في ظلمها ومشاكلها ، لان الطبيعة البشرية ذات انانية وعامل جنسي واقتصادي ، هو السبب في هذه الحركات الظالمة المستبدة ، بناءً على ذلك لا يمكن ان يوجد لها مستقبل سعيد .

المستقبل السعيد للبشرية في الفكر المادي /

المادية ترى ان السعادة البشرية تتحقق بعدة امور :

العلم التكنيكي الحديث /

وينظر ارباب هذا الاعتقاد الى ان العلم ، وما وصل اليه اليوم ، من إنجازات باهرة وتقدم منقطع النظير ، اذاً فهو كفيل حتما لأن يحمل على عاتقه سعادة البشرية في المستقبل ، لان العلم والتطور في حالة تقدم مستمرة ، فأحرى به ان يصل الى درجات عالية ومهمة في المستقبل .


مناقشة ذلك /

يبدو ومن النظرة الاولى لهذه النظرية والاعتقاد ، انها نظرية صائبة ، اننا لا ننكر ان للعلم والتقدم دورا فاعلا ومهم في رفاهية الانسان ، وراحته .

العلم ، إنما يضمن الجانب المادي ةالتكنيكي من حياة الانسان ، ولا يضمن العلم ـ بمجرده ـ اي جانب قانوي او اخلاقي ، اذ ان لهذه الامور حقولا اخرى في المعرفة الانسانية .

اذا استطعنا ان نضم النتائج المذهلة للعلم الى نظام عادل وقانون سليم ، حينها نستطيع ان نكفل الرفاه الحقيقي والسعادة الكبرى ، أما اذا نظرنا الى العلم وحده ، وتقعنا منه ان يكون صانعا للسعادة البشرية مع إسقاط النظام عن نظر الاعتبار ... هذا يعني الوصول الى نتائج مروعة وسيئة جدا .

منها :

انه يمكن للعلم ان تكرس طاقاته الهائلة في فناء البشرية الى حد كبير ، من وضع الاسلحة الفتاكة ، والسموم القاتلة ، وابتكار اساليب جديدة للتعذيب ، وهذا ما هو حاصل اليوم في حاضرنا .

ان الرفاه يكون خاصا بالذين يستطيعون استغلال النتائج العلمية ، في مصلحتهم ، اما الاعم الاغلب من الناس في العالم وهم الفقراء وذوي الدخل المحدود ، فلن يستطيعوا الحصول على شيء من هذه النتائج .

اذاً هذا المنحى وهذا الاعتقاد ساقط . ولا يمكن القبول به ، او الأخذ به واعتماده كمنهج يضمن سعادة البشرية .


الطرح القادم سيتحدث عن /

المستقبل السعيد بتطور الفكر القانوني .

موفقين دائما ...