الليل الأليل ... تواجد كريم ، يدفعنا لبذل المزيد من الجهد ، المزيد بتفاعلكم وتواجدكم عزيزي ....


من هو المهدي المنتظر ؟؟؟


كيف وُجدت الفكرة المهدوية في الذهن البشري ؟؟؟


إن وجود فكرة المهدي مساوق لتطور الوعي البشري ...


أولا/ المهدي في الأديان السماوية .


إذا نظرنا إلى عصر ما قبل نبوة موسى عليه السلام نرى المقدار المنجز من هذه الفكرة في الذهن البشري يتمثل في الجوانب التالية /


الجانب الأول : ضرورة البدء بإصلاح النفس ، وهي خطوة في طريق إصلاح المجتمع ، ومن ثم تكوين دولة العدل العالمية في المدى البعيد .


واهم من أكد على ذلك نبي الله نوح عليه السلام ، ومن ذلك قوله تعالى " قال يا قوم إني لكم نذيرٌ مبين أن اعبدوا الله واتقوه و أطيعون يغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى أجلٍ مسمى " .


الجانب الثاني : رفع مستوى الوعي من إصلاح النفس إلى السعي في إصلاح المجتمع ، وفي ذلك قوله تعالى " وإلى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إلهٍ غيره قد جاءتكم بينةٌ من ربكم فأوفوا الكيل والميزان " .


الجانب الثالث : الإشارة بغموض إلى دولة العدل العالمية وقائدها ، حيث قال نبي الله شعيب لقومه " بقيةُ الله خيرٌ لكم إن كنتم مؤمنين " .


والمراد ببقية الله هو المهدي عجل الله فرجه الشريف على ما نطقت به الروايات ، ويكون المراد الحقيقي الكامل لشعيب عليه السلام : أن دولة العدل العالمية بقيادة المهدي عليه السلام هي خير للإنسانية من كل وضع اجتماعي وعقائدي سابق ، ولأن البشرية لم تكن تطبق هذا المعنى بصراحته ، كان الأرجح الاكتفاء بهذا المقدار من الغموض .


إذن فالفكرة المهدوية بالمعنى الخاص الذي يفهمه الناس الآن ، وهي أن شخصا معينا سيأتي لإصلاح العالم ، لم يكن لها وجود قبل نبي الله موسى عليه السلام ، والديانة اليهودية .


وبعد بعثة نبي الله موسى فإنه أشار لمستقبل العالم والدولة العالمية ولكن ليس بوضوح تام .


ثم جاءت المسيحية التي تحوي الكثير مما ينبئ عن مستقبل البشرية وإقامة دولة العدل وهذا ما يلاحظ في كتب الإنجيل /


أولا: نزول المسيح في مستقبل الدهر أو نهايته ولقد رُكز على هذا المعنى بوضوح في إنجيل برنابا .


ثانيا : التصريح ببعثة النبي محمد صلى الله عليه واله وتسميته ، وهو أيضا ما اختص به إنجيل برنابا .


ثالثا : فكرة إقامة دولة العدل العالمية ، يكون بقيادة القائد الأكبر المهدي عجل الله فرجه الشريف الذي يسميه الإنجيل بابن الإنسان ، ويصفه بأوصاف إلهية كبيرة .


نكتفي بهذا المقدار .


طرحنا القادم ، سيكون عن :






المهدي في الاسلام .