بنت العوامية ... ويعطيكِ الف الف عافية ، رزقنا الله وإياكِ جنان وارفة ، وبخصوص ما نوهتِ به ، سيكون في عين الحسبان ومستقر في البال ، ولا داعي للأعتذار ، فأنتِ تضعيني على الطريق الصحيح ، آخيتي ، تأكدي ان حضوركِ ودعمكِ يدفعني للمزيد ...
المصيبة الجديده او الاكذوبة الجديدة هي (صلاح الدين الايوبي )....
هذا الذي عرضت له المسلسلات والافلام ، حيث كان يبدو في قمةالتقوى والورع ، والحب للاسلام .... تبا يا تاريخ لما تحصد ....
صلاح الدين الأيوبي بينالأسطورةوالواقع
مقدمـة:
يحار المرء في الوصولإلى حقيقة شخصية صلاح الدين، وسبر أغوار نفسيته المقلقلة، خاصة وهو بطل معركةحطّين، التي انتهت في الرابع من تموز عام 1187 م بتحرير القدس من أيدي الصليبيين،وتحقيق نصر مؤزر عليهم.
ولكن المنصف إذا أبحر بعمق، في سفينة المؤرخ والمفكر الكبير السيد حسنالأمين عبر كتابه ( صلاح الدين الأيوبي بين العباسيين والفاطميين والصليبيين)، يمكنأن يصل إلى شاطئ فيه الكثير من الصور واللوحات، التي تعبر إن لم يكن عن كل الحقيقةفعن أكثرها جلاء في حياة هذا الرجل.
يقول السيد الأمين أن صلاح الدين الأيوبي (لم يكد يطمئن إلى النصر الرائع فيتلك المعركة، حتى أسرع إلى القيام بعمل لا يكاد الإنسان يصدقه، لولا أنه يقرأبعينيه تفاصيله الواضحة، فيما سجله مؤرخو تلك الحقبة، المؤرخون الذين خدرت عقولهمروائع استرداد القدس، فذهلوا عما بعده، لم تتخدر أقلامهم فسجلوا الحقائق كما هـي،وظل تخدير العقول متواصلاً من جيل إلى جيل، تتعامى حتى عما هـو كالشمس الطالعة، حصلبعد حطين أن صلاح الدين الأيوبي آثر الراحة بعد العناء، والتسليم بعد التمرد، فأسرعيطلب إلى الإفرنج إنهاء حالة الحرب وإحلال السلام(.
ولكي يتوصل صلاح الدين إلى إحلال السلام وإنهاء حالة الحربمع الصليبيين، رضخ بصورة مذهلة وغريبة إلى كل الشروط التي اشترطوها عليه أثناءالمفاوضات، ومنها: التنازل للصليبيين عن الكثير من المدن التي كان صلاح الدين قداستردها منهم بالحرب00 حيفا - يافا – قيسارية – نصف اللد ونصف الرملة – عكا – صور – وسوى ذلك، حتى صارت لهم فلسطين إلاّ القليل.
إضافة إلى ماوراء ذلك من اعتراف بوجودهم وإقرار لاحتلالهم،ورفع العنت والمعاناة عن رقابهم الموضوعة تحت سيوف المجاهدين، وإعطائهم الفرصةالذهبية للراحة، والاستعداد التام للانقضاض على القدس من جديد، الأمر الذي حصلفعلاً بعد موت صلاح الدين.
ويقول الدكتور حسين مؤنس: (ثم دخلوا في مفاوضات مع صلاحالدين انتهت بعقد صلح (الرملة)، الذي نصّ على أن يترك صلاح الدين للصليبيين شريطاًمن الساحل، يمتد من صور إلى يافا، وبهذا العمل عادت مملكة بيت المقدس – التي انتقلتإلى طرابلس – إلى القوة بعد أن كانت قد انتهت، وتمكن ملوكها من استعادة الساحل حتىبيروت ... وبذلك تكون معظم المكاسب التي حققها صلاح الدين – فيما عدا استعادته لبيتالمقدس – قد ضاعت(
إنه لأمر غريب حقاً وعجيب جداً بل ومريب، أن يجنح إلى السلم قائد مظفر لجيشمنتصر، ثم إن هذا الذي جنح إليه صلاح الدين، هل هو سلم أماستسلام؟!.
قال الله تعالى في محكم التنزيل (وإن جنحواللسَّلم فاجنح لها وتوكل على الله) [سورة الأنفال: الآية 61.]
يلاحظ أن الله سبحانه وتعالى قد اشترط في هذه الآية الكريمة، أن يجنحالمعتدون أنفسهم إلى السلم، فيجنح إليه عندئذ المسلمون، وهذا يعني أن الهزيمةالأكيدة قد حاقت بالأعداء، ولاحت لهم بوادرها، فجبنوا عن متابعة الحرب، وجنحوا إلىطلب الصلح حفظاً على أرواحهم وأنفسهم، ولم يعودوا مؤهلين إلى تقديم شروط، وباتوامستعدين للاستجابة للشروط التي يفرضها عليهم المسلمون، وغني عن البيان أن المسلمينبما هم مكلفون بتبليغ الإسلام إلى البشرية جمعاء، وبما هم مأمورون به من العدلوالإنصاف، وتأليف قلوب الكفار ليسلموا لله ويؤمنوا بالحق الذي جاء من عنده، لنيشتطوا في شروطهم، ولن يجعلوها شروطاً تعجيزية مجحفة، بل سيقتصرون من الشروط علىسبيل المثال لا الحصر على:
- فتح الطريق أمام حريةالدعاة في التبليغ ونشر نور الرسالة الربانية.
- استردادالأسرى من المؤمنين – إن كان هناك أسرى – أو تبادلهم مع الأسرى من الكفارالمقاتلين.
- الجلاء التام الكامل عن كل شبر من الأرضالإسلامية، التي دخلها الكفار أو احتلوها أثناء الحرب.
- وربما دفع جزية للمسلمين، حتى لا يفكر الكفار مستقبلاً في نقض هذهالشروط.
ولكن شيئاً من هذا لم يحصل بين صلاح الدين الأيوبيوالصليبيين المعتدين، فما الذي حصل إذن؟:
1- إن صلاح الدينهو الذي طلب الصلح والهدنة، وبادر إليها رغم أنه المنتصر في معركة حطين التي انتهتبتحرير القدس.
2- الصليبيون استغلوا استغلالاً كبيراً هذهالمبادرة السلمية من صلاح الدين، وفرضوا عليه شروطهم كاملة.
3- لم يحقق صلاح الدين أياً من مقتضيات الجنوح الإسلامي إلى السلم،فالصليبيون لا يزالون محتلين لمنطقة كبيرة جداً من البلاد الإسلامية.
4- وزاد من سوء هذا الجنوح إلى السلم تنازل صلاح الدينللصليبيين عن مناطق أخرى ومدن مهمة كانت في يد صلاح الدين.
كل هذا في الوقت الذي لم يكن فيه صلاح الدين في حالة ضعف أو تقهقر، بل كانفي حالة عظيمة من الانتصار والتقدم والقوة، بل وكان الخليفة الناصر العباسي يلحعليه في أن يمده بجيش الخلافة، وكان ذلك إيذاناً بنصر كاسح على الصليبيين المعتدين،سيؤدي إلى طردهم خارج البلاد الإسلامية، والتنكيل بهم تنكيلاً يجعل الرعب يدب فيقلوب من خلفهم من الكفار، بحيث لا يراودهم أي أمل ولو في مجرد التفكير مستقبلاًبالاعتداء على ديار المسلمين، طبقاً لقوله عز من قائل(فإما تثقفنهم في الحرب فشردبهم من خلفهم لعلهم يذّكرون) [سورة الأنفال: الآية 57]
يتبع ..........
المفضلات