الجزء الاخير
الكون لونهُ العتمه ، خيوط الليل تسعى للغدر ، لتسرق الذئاب أحلى الاحلام ، تتسلل بكل وقاحة وجرأة ، تنهبُ حتى بسمتنا ، البسمة التي اعتادتها شفتي ، الان نسيتُها ، نعم غابت من ذاكرتي تلك البسمة ،لم يكتفي بذلك ، واصل المخطط ، ليكون الخطف حتى في وضح النهار ، ومن استحى قد مات .
ابتسامتهم قناعٌ زائف ، تتخفى وراءه أنفسٌ مريضة ، مخادعة ، يربتُ على كتفي ، وهو من سرق حلمي ، من اغتال البسمة في ربيعها ، من قتل الزهر وهو في أوجِ انفتاحه ، من شحذ همته لإطفاء النور في بداية إشتعاله ، من خنق الروح بلا مقصلةٍ ولا جلاد ، بكلمة ، بجملة ، ربما بموعظةٍ كما يدعي دائما .
لم يرتح قلبي لمرآه في الوهلة الاولى ، ولكن تحملتهُ وأستلطفتُ ثقل دمه من أجلك ، تحملتُ تطفلهُ المستمر وكأنهُ يرمي لشيءٍ ما ، أسئلتهُ الدائمة ، انا متيقن انهُ الآن يبحث عن ثغره ، عن خيطٍ مترهل بيننا ليتشبث به ، لا يستطيع ان يبوح لهُ بكلمات سيئة تحطُ من قدري عنده ، ومن اجل ان لا ينقلب السحرُ على الساحر كان لابد من اتباع سياسة محنكة ، خطة متقنة لتنفيذ المخطط ، وكأنها حرب شعواء ، بل هي كذلك ، فهناك رئيس ، وهناك منفذ ، وهناك من يخطط ، وهناك مستشار ، وهناك زغردة الانضمام ، وبهجة الانتصار ، والوليمة الضخمة ابتهاجا بالانجاز .
تموت البسمة ، حين قرر الرحيل ، معالم الطريق الان واضحه ، واللعبة تحولت بالمكشوف ، فلم يعد هناك حياء ، ولا احساس ، هاهو يمضي وانا أراه ، نعم نجح في إنجاز المهمه ، وانطفأت شمعتي ، واحترق دفتر أشعاري القديم ، وانكسر القلم من يدي .
تنهمر دمعتان ساخنتان من خديه ، وترتمي بين قدميه ، بسرعة فائقة مسح بلل الدموع من خديه ، وقال لي :
يا رجل ، هكذا هي الحياة يومٌ لك وآخر عليك ,
بادلتهُ بإ بتسامه متردده ، منكسره ، وفيها استفهامٌ فاضح !!!
أيقنتُ حينها ان مواساتي له لن تُجدي نفعا ، كلمات الصبر كلها لن تفيد الآن ...
أطرقت برأسي لا أعلم ما أصنع ؟؟!!
ما أقول ؟؟!!
أتذكر آخر ما قاله :
لكن ، ربما يعود ...
يعود !!! حين تحيا الغصون !!!
من دوحةٍ آخرى ...
من أعماقي أشكركم لحضوركم الرائع الذي جعل لهذه الصفحة حياة ، حقا تواجدكم جعل لهذه الصفحة رونق ، وأضاف لها لمسة مميزة ، انتم النجوم ، ودائما أقول :سماء بلا نجوم مؤكد لن تكون جميلة .
موفقين دائما ...
المفضلات