القلب الحنون ... الاروع هو تواجدك اخي الكريم هنا ...

عاشقة احمد ... تقبلي تحياتي ووافر شكري ...


ترددي وخوفي نابعٌ من اعتقاد اني ربما كنت سبباً من أسباب وجِعه وجِرحه ، قَدم لي كوباً من القهوة ، اتذكر رائحتها الزكية ، جذابة ، وشهية ، أدركتُ حينها أنه يجيد بإتقان صنع قهوة مميزة ، ربما لأنهُ أعتاد شربها بشكلٍ مستمر ، فقد لمحتُ ابريق القهوة يميل وبقوة الى اللون الاسود من كثرة الغليان ...

أخذ يحكي لي كلامٍ ربما لم أدرك معناه الان ، لم أتفاعل معه كما يجب ، كلام لم اكترث لهُ كثيرا كان يتحدث عن مصطلحات ربما سمُعتها لكن لم أهتم بها "خيانة العشِرة " الى ما إلى ذلك من ألفاظ ، كان واجبٌ علي الانصات لهُ ، لا لشيءٍ ، ولكن الوضع السائد كان يتطلب مني ذلك ... أخذَ نفساً عميقاً وانتشى ، ابتسم ، إبتسامةٍ خاطفة وقال : اسمع قصتي ، وحكايتي ، ووجعي ، وفرحي ،ودموعي ، ارتعدت مفاصلي ، وخفق قلبي ، بشدة نظراً لإعتقادي المسبق بأني قد أكون من أسباب جِرحه ، لم يكن هناك مجال لردعه او للتراجع ... كان علَي أن أنصت له وأُبدي لهُ كل اهتمامي ، راح يقول :


أيام الصغر ، حلاوة القدر ، كنا معاً ، لا زلتُ أتذكر الماضي الجميل ، المشي في تلك الزقاق الضيقة ، اللعب في الطريق دون شعور ، آهٍ للبقال وكم عانى البقال حين كنا نسرق البسكويت المغطى بالكريما ، ثم يضُبطنا أخوه ليلقي علينا مواعظه ثم يأخذ البسكويت وهو في سخط من فعلتنا فيلتذ بأكلها مُتبعا معها (قزوزة بيبسي ) ، اللحم المشوي الذي لا ننعم الا ولا نلتذ الإ برائحته الشهية ، الطفولة البريئة ، وأذية أم عدنان وهي تحوم بسلة الرمان مع العنب والتمر ، عن كل ذلك كان يتحدث في شغفٍ عميق ... أمتدت يداهُ للأعلى في انتشاءٍِ ، وابتسامة خاطفة تسللت بين شفتيه ،،،

كوب القهوة ، الكوب لازال يتمتع بسخونة ، اما القهوة فقد كان نصيبها الى مجرى حوض الغسيل ، تذكرت ، الكوب كان قريب للمدفئة لذا ظل يتمتع بالسخونة ... لازلتُ أتابع ولههٌ وعشقه بتركيز شديد ،،،


ألا يكفي اليوم ؟؟؟

نتابعُ غدا ما رأيكم ؟؟؟

موفقين دائما ...