قال الله تعالى
((وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَأٍ مَسْنُونٍ, وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ))
ترد علينا آيات كثيرة تتكلم لنا عن حقيقة الإنسان أو مما تكون هذا الإنسان والحكمة منها عظمة الخالق وكما أن القرآن الكريم قد تكلم كثيرا عن مبدأ خلق الإنسان وأعطاه عناية خاصة وأولاه كثيرا من الاهتمام لكونها إحدى المسائل الفكرية البارزة في الكون ومن المسائل العقلية لوجود خالق للكون وهو الله الذي خلقها فهو الذي يعرف مراحلها ومن الواضح أن القرآن لما تعرض للحديث عن هذه المسألة وأولاها عناية كبيرة لم يقصد بذلك بحثها أو الحديث عنها بالنحو الذي تبحث في كتب البيولوجيا أو الجيولوجيا وعلوم الطبيعة لأن القرآن الكريم ليس كتابا للعلوم الطبيعية وإنما هو كتاب للتربية الدينية والتعليمة السلوكية الاجتماعية الأسرية وهو كتاب يرسم للبشرية أساليب التربية وأسس التكامل وعلى هذا فلا ينتظر القارئ للقران التحدث منه عن جزئيات هذه العلوم من قبيل تفاصيل التشريح وعلم الأجنة وعلم النبات أو ما شابه ذلك نعم هذا لا يمنعه من التحدث وتناول بعض هذه الجزئيات بما يتناسب مع البحث التربوي المراد طرحه بإشارات مختصرة لأن الهدف الأساسي من التناول هو الجانب التربوي في الخلق وعلى كل حال فقد وردت الإشارة إلى عدد من المسائل الكونية والتكوينية فيه تلميحا أو تصريحا لإثبات أنه كتاب الله المبين ومعجزة هذا الدين وآية صدق للرسول الكريم وعندما نستعرض آيات القرآن التي تتحدث عن أصل الإنسان ووجوده الأول نجدها قد اهتمت بهذا الموضوع من جوانب ثلاثة
الأول :
أصل الإنسان بحكم كونه إنسانا وبمواد خلقه وعناصر تركيبه .
الثاني:
ما عني بآدم بملاحظة كونه الإنسان الأول والأب لكل البشر.
الثالث:
ما يعرف في اصطلاح المحدثين بعالم الذر وما ورد بشأنه من وجود سابق للناس كلهم في لحظة واحدة لأخذ الميثاق عليهم.وما يهمنا في الحديث في هذا البحث هو الجانب الأول وما يتعلق به ولذا سوف يكون التركيز عليه دون غيره .أصل الإنسان :تختلف الآيات القرآنية من جهات حول خلق الإنسان فيعرض بعضها لخلق أول إنسان وبمعرفة ذلك سوف يتضح مبدأ جميع أفراد الإنسان الآخرين من الناحية التاريخية فإذا قلنا أن ادم خلق من طين صح عندها القول بان جميع الناس خلقوا من التراب ومعنى هذا الكلام أن كل إنسان قد خلق من نطفة والنطفة مخلوقة من مواد غذائية والمواد الغذائية مخلوقة من التراب وجميعها يعود إلى الأرض فيكون مبدأ خلق الإنسان من التراب باعتبار كل فرد من أفراده هو التراب ثم إن هذا الاختلاف ليس تناقضا لان كل فئة من الآيات تنظر إلى جهة لا تلحظها الآيات الأخرى .
ولي في الحديث بقية إن شاء الله
المفضلات