بالنسبة للجواب
{وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ }
في الرواية سأل أحدهم الإمام الصادق (ع) جنة نبينا آدم عليه السلام هل هي من جنات الدنيا أم من جنات الآخرة فقال له الإمام الصادق بل هي من جنات الدنيا وكانت تطلع فيها الشمس والقمر بدليل قوله تعالى { وَكُلا مِنْهَا رَغَداً} ولو كانت من جنات الآخرة لما اخرج منها آدم وكذلك لو كانت من جنات الآخرة لم سمح لإبليس بأن يدخلها وإعراب كلمة {رغدا }هي منصوب لأنه نعت لمصدر محذوف والتقدير فيه {أكلا رغدا} وهو في وضع الحال وكلمة { حيث } هي كلمة دالة على المكان والزمان وقوله سبحانه و تعالى { وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ } أراد الله سبحانه وتعالى الكف عن مكروه لا عن محظور لأن الأنبياء لا يجوز عليهم الخطأ لعصمتهم وأيضا يقول أحد العرفاء الكبار أن الجنة التي وعدنا الله سبحانه وتعالى بها هي دار الخلد فلو كان آدم عليه السلام فيها لما أخرج منها بدليل قوله تعالى { وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ} وأيضا أن أبليس عليه لعنة الله لما امتنع من السجود لأدم لعن وطرد من قبل الله فكيف يوسوس لأدم أو كيف يصل لأدم وهو مطرود من الجنة ؟ وآدم فيها وقيل أن الجنة كانت في أرض بين فارس و كرمان وقيل أنها كانت في أرض فلسطين وحمل معنى قوله تعالى { اهْبِطْ} بمعنى الأنتقال ويستدل على ذلك أن الله سبحانه وتعالى خلق آدم من كل أنواع تراب الأرض لما أمر الملك المقرب جبرائيل عليه السلام (( بالمناسبة للملاطفة فقط أنا لاحظت كبار السن في المجالس الحسينية إذا جبت لهم طاري جبرائيل يقولون عليه السلام وإذا جبت ليهم طاري عزرائيل أما يسكتوا أو يهمهموا )) على كل نعود لموضوعنا لما أمر الله سبحانه وتعالى جبرائيل بأن يأتيه من كل بقعة من بقاع الأرض قبظة من التراب هذا يستدل به على أن آدم كان يعيش في جنة الأرض لأنه خلق بعد خلق الأرض وهناك من العلماء من يقول أن الجنة كانت في السماء السابعة واستدل على ذلك بقول الله سبحانه وتعالى { قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعاً} وضعف العلماء هذا القول بدليل أن الألف واللام في لفظ الجنة لا يفيدان العموم لأن سكون جميع الجنات محال فلا بد من صرفها إلى المعهود السابق إلى الفهم والجنة التي هي المعهود المعلوم بين الناس هي دار الخلد فوجب صرف اللفظ إليها ومعنى قوله تعالى { فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ} أي بمعنى الباخسين نفوسكم ثوابا كبيرا وهذا ما تدل عليه الآية الكريمة التي من خلالها يبين الله سبحانه وتعالى منزلة آدم {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ} وإذا قلنا بمعصية آدم هنا نقع في إشكال كبير كيف يمدح الله سبحانه وتعالى آدم من جانب وهو يعصي من جانب آخر وكذلك الحال كيف يكون نبيا وهاديا ومن قبل الله وهو يعصي بالدرجة الأولى من أرسله وحتى لا أطيل من يراجع الكتب الكلامية يجد أن هذا الكلام وأمثاله من التشكيك في أن آدم قد عصى أو أن نبي الله موسى كان سيء الخلق حتى أنه قتل شخصا أو أن نبي الله أيوب كان من كثرة مرضه قد خرج منه الديدان هذه كلها روايات إسرائيلية مكذوبة وقد بدأت من بعد عهد النبي الأكرم (ص)
المفضلات