في مساء غاب فيه نور القمر

وعلى أحجار بيضاء لا تعرف القهر

سهرت طوااال ليلي مع رحلة الألم

تبعثرت كل أوراقي

وضاعت كل أحلامي

فأنا غدوت بلا حب بلا حنين بلا أمل

برحيلكِ ياغاليتي

إلى مابعد البحار وسط تلك الجزيرة

تغيرت خريطة حياتي

فقدت طعم الماء

ولا أشرب قهوتي السوداء في الصباح

أحرقت كل ملابسي

ورميت عطري

فماذا أصنع بهم من دونكِ

رفعت ناظري إلى السماء أرجو خالقي بأن يسحب روحي من جسدي

رأيت النجوم تتساقط صرعه على المي

والسماء أنشقت وهي تندب وجعي

والأشجار تعزف سمفونية الرحيل بسببكِ

والأنهار خرجت من مجراها متمرده

صارختاً سأنتقم لك منهم سأقتلهم كما قتلوك

أرجوكِ أيتها الأنهار الحره الثائرة

عودي إلى مجراكِ فقاتلتي هي حبيبتي

فدعيها . .

تجلدني

تعذبني

تحرقني

تقتلني

ولا تمسيها بقطرة ماء من غضبكِ

فمن أجلها أعيش وأموت

ومن أجلها أفتح صدري أمام كل سهامها

وأقبل مواضع طعناتها بفمي

وإذا سالت الدماء من جسدي سأنقش على جدران الزمن

رسالة حبرها دمي

حبيبتي هي قاتلتي أحبكِ ياقاتلتي

فمن بعدكِ يابسمة حياتي

لم يعد يؤثر فيني شيئ

لا حزن يبكيني

ولا فرح يضحكني

ولا ألم يعصرني

فعندما نصل إلى قمة الألم يامعشوقتي

يفقد الألم مفعوله فلا نعود نشعر به



بقايا إنسان