فقدان الذات
يا جماعة ، لماذا يشعر الإنكليزي ، والفرنسي ، والأمريكي ، والطلياني ، بذاته ، ويعيشها ، ويفتخر بثقافته وعاداته وتقاليده ، وكل زاوية في بلده . . ولماذا يعيش اليهودي العلو على الدنيا كلها ، ويفتخر بتاريخه الملئ بقتل الأنبياء عليهم السلام ، وخيانة الرسالات والأمم ! وبحاضره الذي هو عنصرية ، وتعصب ، وإفساد ، وفتن ، وقتل ، ومؤامرات ؟ ! ولا يحق لنا نحن أن نشعر بذاتنا ، ونعيشها ونفتخر بها ؟ فهل وصل بنا الأمر إلى أن نكون إمعات تمسح بنا الأمم أحذيتها، وطحالب نتعلق على سيقانهم ؟ ! أما أنا فاسمحوا لي أن أفتخر بكل ما أنتمي أليه وينتمي إلي من هذه الأمة العريضة العريقة. . وهذه الأوطان الجميلة الخالدة . أفتخر بكل فكري وعقيدتي وتاريخي ، وكل عاداتي وتقاليدي الجميلة ، ومنها عصبة خالتي البدوية في الصحراء ، وأهزوجة خالتي الصعيدية في مصر ، وهلهولة خالتي العشائرية في العراق . . وبكل زاوية في وطني العربي والإسلامي . . وكل إنسان يعيش فيه ويؤمن بنفسه . . ولا يفقد ذاته ! ! واسمحوا لي أن أقول : نحن ساحة الدنيا ، ومن عندنا بعث أنبياؤها عليهم السلام ونشأت حضاراتها ! ولئن خسرنا موقعنا السياسي، فعندنا مقومات استرداده، فكرا وثروات وشعوبا وجغرافيا. . وليس عند أعدائنا مقومات بقاء سيطرتهم على مقدراتنا وقرارنا . ومن أول شروط عودتنا إلى صدارة العالم : أن نستعيد ذاتنا .
المفضلات