(لوعة الذكرى)
حملت صغيرهابين يديها ...وقد بزغ نور الفجر...
مبدداً غلس الليل... جعلت تقلب ناظريها في وجنتيه الموردتين...
صارت تلتفت الى قرص الشمس الطالعه... وتدير طرفها في قسمات وجهه...
جعلت تشمه ...قربته من صدرها ...أخذت تقبله...وتلثمه...وقد غابت روحها معه...ثم عادت ألى عالم احلامها الذي حاكته حوله...اخذت تقلب ثيابه...لتلبسه أفضل ماعنده...
واقترب الموعد...وجاءت به تسابق خفقات قلبها...
وقفت على باب الخيمه تنظر لردائه...تحركه الريح الباكيه...وترعاه عيون النجوم المترقرقه...وتحنو عليه نخيل كربلاء...
التي احنت رؤوسها من حوله وقد احتضنها الليل الحزين بثوبه الاسود القاتم ...كل شئ..ما بداخلهايمانعها...نشر الرعب في صدرها ...واعادت النظر الى رضيعها...فلم تشاهداي تعبير على تقاسيم وجه صغيرها...وكأن شيئاً في أعماقهايدفعهاللتزود منه...
وبينما هي كذلك ...امتدت يد حمراء لتأخذه ...فهمست للقوم متوسله مكسوره...خذوني ...واتركوا أبني انه طفلاًرضيع ...لا طاقة له على مقاومة حرارة الشمس ...ولكن ...هيهات أن يعود أبنك يا رباب...
مروياً...فسوف يعود ملطخاً بدمه...بسهام الأعداء مرمياً...