ومع لقمان عليه السلام نتابع
صلوا على محمد وآل محمد .
لا تعاد أحداً
معاني الأخبار 253، ب280، ح1: أبي ـ رحمه الله ـ قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن بعض أصحابنا، رفعه، قال: قال لقمان لابنه:
يا بني صاحب مئة ولا تعاد واحداً.
يا بني إنما هو خلاقك وخلقك، فخلاقك دينك، وخلقك بينك وبين الناس، فلا تتبغض إليهم، وتعلم محاسن الأخلاق.
يا بني كن عبداً للأخيار ولا تكن ولداً للأشرار، يا بني أد الأمانة تسلم لك دنياك وآخرتك وكن أميناً تكن غنياً.
صاحب أهل المروة
بحار الانوار 13/ 418 ـ 419، ح12: عن قصص الأنبياء، بالإسناد إلى الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن الأصبهاني، عن المنقري، عن حماد بن عيسى،
عن الصادق (عليه السلام ) أنه قال: لما وعظ لقمان ابنه فقال:
أنا منذ سقطت إلى الدنيا استدبرت واستقبلت الآخرة، فدار أنت إليها تسير أقرب من دار أنت منها متباعد.
يا بني لا تطلب من الأمر مدبراً، ولا ترفض منه مقبلاً، فإن ذلك يضل الرأي ويزري بالعقل.
يا بني ليكن مما تستظهر به على عدوك الورع عن المحارم، والفضل في دينك، والصيانة لمروتك، والإكرام لنفسك أن تدنسها بمعاصي الرحمن ومساوىء الأخلاق وقبيح الأفعال، واكتم سرك، وأحسن سريرتك، فإنك إذا فعلت ذلك أمنت بستر الله أن يصيب عدوك منك عورة، أو يقدر منك على زلة، ولا تأمنن مكره، فيصيب منك غرة في بعض حالاتك، وإذا استمكن منك وثب عليك ولم يقلك عثرة، وليكن مما تتسلح به على عدوك إعلان الرضى عنه، واستصغر الكثير في طلب المنفعة، واستعظم الصغير في ركوب المضرة.
يا بني لا تجالس الناس بغير طريقتهم، ولا تحملن عليهم فوق طاقتهم فلا يزال جليسك عنك نافراً، والمحمول عليه فوق طاقته مجانباً لك، فإذا أنت فرد لا صاحب لك يؤنسك، ولا أخ لك يعضدك، فإذا بقيت وحيداً كنت مخذولاً وصرت ذليلاً، ولا تعتذر إلى من يحب أن يقبل منك عذراً، ولا يرى لك حقاً، ولا تستعن في أمورك إلا بمن يحب أن يتخذ في قضاء حاجتك أجراً، فإنه إذا كان كذلك طلب قضاء حاجتك لك كطلبه لنفسه، لأنه بعد نجاحها لك كان ربحاً في الدنيا الفانية، وحظاً وذخراً له في الدار الباقية، فيجتهد في قضائها لك، وليكن إخوانك وأصحابك الذين تستخلصهم وتستعين بهم على أمورك أهل المروة والكفاف والثروة والعقل والعفاف، والذين إن نفعتهم شكروك، وإن غبت عن جيرتهم ذكروك.
إذا سافرت
روضة الكافي 348 ـ 349، ح547: علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن سليمان بن داود المنقري، عن حماد
عن أبي عبد الله (عليه السلام ) قال: قال لقمان لإبنه:
إذا سافرت مع قوم فأكثر استشارتك إياهم في أمرك وأمورهم، وأكثر التبسم في وجوههم، وكن كريماً على زادك، وإذا دعوك فأجبهم، وإذا استعانوا بك فأعنهم، واغلبهم بثلاث: بطول الصمت، وكثرة الصلاة، وسخاء النفس بما معك من دابة أو مال أو زاد، وإذا استشهدوك على الحق فاشهد لهم، وأجهد رأيك لهم إذا استشاروك، ثم لا تعزم حتى تثبت وتنظر، ولا تجب في مشورة حتى تقوم فيها وتقعد وتنام وتأكل وتصلي وأنت مستعمل فكرك وحكمتك في مشورته، فإن من لم يمحض النصيحة لمن استشاره سلبه الله تبارك وتعالى رأيه ونزع عنه الأمانة، وإذا رأيت أصحابك يمشون فامش معهم وإذا رأيتهم يعملون فاعمل معهم، وإذا تصدقوا وأعطوا قرضاً فأعط معهم، واسمع لمن هو أكبر منك سناً، وإذا أمروك بأمر وسألوك فقل: نعم، ولا تقل: لا، فإن لا عي ولؤم، وإذا تحيرتم في طريقكم فانزلوا، وإذا شككتم في القصد فقفوا وتآمروا، وإذا رأيتم شخصاً واحداً فلا تسألوه عن طريقكم ولا تسترشدوه فإن الشخص الواحد في الغلاة مريب، لعله أن يكون عيناً للصوص، أو يكون هو الشيطان الذي يحيركم، واحذروا الشخصين أيضاً إلا أن تروا ما لا أرى ، فإن العاقل إذا أبصر بعينه شيئاً عرف الحق منه، والشاهد يرى ما لا يرى الغائب.
يا بني وإذا جاء وقت الصلاة فلا تؤخرها لشيء، وصلها واسترح منها، فإنها دين، وصل في جماعة ولو على رأس زج، ولا تنامن على دابتك فإن ذلك سريع في دبرها، وليس ذلك من فعل الحكماء، إلا أن تكون في محمل يمكنك التمدد لاسترخاء المفاصل، وإذا قربت من المنزل فانزل عن دابتك، وابدأ بعلفها قبل نفسك، وإذا أردت النزول فعليك من بقاع الأرض بأحسنها لوناً، وألينها تربة، وأكثرها عشباً، وإذا نزلت فصلِّ ركعتين قبل أن تجلس، وإذا أردت قضاء حاجة فأبعد المذهب في الأرض، فإذا ارتحلت فصل ركعتين، وودع الأرض التي حللت بها، وسلم عليها وعلى أهلها، فإن لكل بقعة أهلاً من الملائكة، وإن استطعت أن لا تأكل طعاماً حتى تبدأ فتصدق منه فافعل، وعليك بقراءة كتاب الله عز وجل ما دمت راكباً، وعليك بالتسبيح ما دمت عاملاً، وعليك بالدعاء ما دمت خالياً، وإياك والسير من أول الليل، وعليك بالتعريس والدلجة من لدن نصف الليل إلى آخره، وإياك ورفع الصوت في مسيرك.
كيف تطفىء الشر
تنبيه الخواطر 1/ 46: قال لقمان لابنه:
يا بني كذب من قال: إن الشر يطفأ بالشر، فإن كان صادقاً فليوقد نارين، ثم لينظر هل يطفأ إحداهما الأخرى؟ وإنما يطفىء الخير الشر كما يطفىء الماء النار.
ولكلام لقمان عليه السلام بقية رحم الله من ذكر القائم من آل محمد .
المفضلات