قلت: لقد تقاربت وجهات نظرنا
والان يمكن لنا ان ندرك السبب الاصلي لهذه المور:

ان الرجل حينما يريد ان يتزوج و يبني البيت الزوجي
ويشيد الصرح العائلي يفتش في المرأة
وعن الحسب و النسب
والاخلاق و الاداب
وحسن السمعة في الزوجة

وبعض الرجال يبحثون في الفتاة عن الدين
..الذي يشمل العفاف و النجابة..

ونحن حينما ننظر الى الفتاة المتبرجة لا نثق بها
أذا انها مسلوبة الرصيد..
ونراها غير صالحة للزواج..

فكيف نطيب نفس الشاب ان يتزوج فتاة جعلت جسمها معرضا
لانظار الالاف من الرجال طيلة سنوات؟

وكيف يثق الشاب ان يتزوج فتاة(يقال لها عذراء)
ولا يعلم كم من الايدي عبثت بجسمها؟!
وكيف يطمئن القلب من ماشيها و حاضرها و مستقبلها؟!

ان مستقبلها غامض مجهول كماضيها
بسلوكها وضعت على نفسها علائم الاستفهام
ان الثقة و الاطمئنان مفقودان
*
سكتت لاعرف ما في قلبها
ولاعرف موقفها تجاه هذه الآراء

قالت:هذا هو السبب؟!
قلت: هذا احد الاسباب وهناك غيرها..

قالت: منها؟
قلت: منها غلاء المهر و التكاليف القاصمة للظهر
والتقاليد المحطة للاعصاب وو...

قالت:ما اظن ان جميع الفتيات كما وصفت
ولا يصح ان تحكم حكما غيابيا على كل فتاة!!

قلت: انت تدافعين عن الفتيات
ولا ترضين لهن الحكم الغيابي

قالت:جرب حظك ولو مرة لعلك تظفر بفتاة تحبها و ترتضيها
قلت:قد جربت حظي مرة
وذلك حينما أصر اهلي ان اتزوج..
فاستسلمت لهم مكرها و خطبوا لي بنت الجيران
وعم عائلة متوسطة وليسوا من الطبقة الراقية

خطبوها ووافق اهلها على الزواج..
ووافقت البنت لكنها قالت اريد ان اشترط
..على خطيبي بشروط و اريد ان اكلمه بنفسي

اقشعر جلدي من هذا الحكم العجيب
وحضرت الى دارهم و أنا مرتبك مضطرب
وبعد التحية سألتني عن عمري و مستوى ثقافتي
و حرفتي و مقدار راتبي

فكأنها محقق عدلي!!
وكأنني متهم بجريمة !!

فأجبتها بكل صدق و أمانة
ثم قررت هي مقدار المهر وكان المبلغ فوق الاستطاعة
واشترطت علي ان اقدم اليها الهدايا من الذهب
و غيره ما تبلغ قيمتها مقدار المهر!!

وان اقيم حفلة الزواج في اضخم فندق
!!و أدعو اكبر عدد ممكن من الرجال و النساء

وان اصطحبها معي الى بلاد الغرب لقضاء شهر العسل
بل شهر البصل !!

وهنا ابتسمت الفتاة و قالت و هي ضاحكة:
شهر البصل!
شهر البصل!

ثم اكملت:
وافقت على هذه الشروط نزولا على رغبة اهلي
ولكنها اشترطت على ان أنفصل عن اهلي
و أستأجر دارا نعيش فيها معا لا ثالث معنا

مع العلم ان دارنا كانت تشتمل على غرف عديدة
غيرمسكونة لكنها رفضت !!

فقمت لها و قلت لهم سأخبركم عن رأيي:
الفرار مما لا يطاق من سنن المرسلين..!!

عادت الابتسامة الى الفتاة و قالت:
لقد احسنت يا اخي ان هذه البنت قاسية القلب
انانية!
لا تحب الا نفسها!
ولا تقدر ظروف الناس!
ولا تعرف شروط الحياة!

قلت: اما يحق لي ان اخاف من الزواج بعد هذه التجربة المرّة؟!!

انظري يا اختاه الى البيوت و المساكن
فان في كل دار عددا من الفتيان و الفتيات ينتظرن الزواج
ولكن الشروط قاسية
والتقاليد الجهنمية الذي حرمتهم من لذة الابوة و الامومة!!
*
وانقبض وجه الفتاة من هذا الكلام
وكأنها شعرت ان الكلام يمسها بصورة غير مباشرة

قالت: وأخيرا هل تبقى أعزبا ما دمت حيا؟!!
قلت:
....
...
..

--------------------------------------------------------------------------------
يتبع