أرادت ان تتكلم ..

--------------------------------------------------------------------------------

فكأن البكاء قطع صوتها..
.. فتنحنحت

وقالت:
قسما بشرفي و حياتي ومقدساتي
اني عذراء ولم تصل الى جسمي يد اي رجل في حياتي
ولم يمسسني بشر

وانني اعاهدك واعاهد ربي على ان :
اكون لك وفية مطيعة لا اعصي لك امرا
ولا اخالف لك قولا
واقبل كل شرط تشترطه علي

احافظ على ديني و صلاتي و حجابي
انقلب الى امرأة محجبة و عفيفة بجميع معنى الكلمة
أقنع بكل ما حضر من القوت
ولو كان رغيفا واحدا من خبز الشعير لا اكلفك بشيء

اكون طوع امرك و عند ارادتك
اساعدك على كل ما تحب
واتكيف بكل ما شئت

فهل ترغب ان تتزوج بي مع هذه الشروط؟؟؟
*
كانت تلك الساعة احرج ساعة في حياتي
تحيرت في الإجابة
شعرت برجفة استولت على اعصابي
نظرت الى اصابعي رأيتها ترتعش و ترتجف

ما اصنع؟!
ما أقول لهذه الفتاة؟!
هل أكسر قلبها بالرفض؟!

وقد تنازلت هي الى درجة من الاستسلام!
انها تريد مني اجابة سريعة!
فما اصنع؟!
*
قلت:
لعل والدك لا يرضى و لا يوافق على هذا الزواج
ولابد من الاستئذان منه!

قالت:مع الاسف ان والدي قد فارق الحياة منذ كنت صغيرة
و ليس لي وليّ يملك امري سوى امي العجوز
فانها ترضى بما ارضى و تختار ما اختار لنفسي
فأنا مالكة نفسي
وأمري بيدي فما تقول بعد هذا؟!

قلت:فما دعاك الى هذا الامر بهذه السرعة و الارتجال؟!
واي شيء أعجبك مني؟!
مع العلم انك لا تعرفين عني شيئا!
ولعلي لا اكون كما تحبين؟

قالت:أنت أمنيتي التي كنت أبحث عنها
انت رؤياي التي كنت احلم بها
انت رجائي الذي كنت احدث نفسي بها
انت كما احب فارجو ان اكون كما تحب

عرفتك و عرفت عنك كل شيء
عرفتك رجلا فاضلا غيورا
متدينا و مثقفا و مؤمنا ناضجا
تحمل ضميرا طيبا و قلبا طاهرا

وثقت بك و اطمأن قلبي لك
رأيتك أهلا لأخدمك ولأكون شريكة حياتك
لأعيش في جوارك
لأقضي حياتي تحت ظلك
فأنت ابي و انت اخي
وانت زوجي وانت مالك امري
وانت سيدي

فما تقول بعد هذا؟!
وما عذرك؟!
*
سكتت الفتاة بعد ان أغلقت علي كل باب
حبست عني كل جواب
فقلت لها:
أمهليني لحظات لأتفكر حول الموضوع

قالت:أمهلتك تفكر على مهلك
لا تستعجل..تفضل
*
هاجمتني الافكار هجمة و احدة
تفكرت أنه يجوز لي الان شرعا ان انظر الى الفتاة
نظرة اختبار لاني أريد أن أتزوجها

جعلت انظر الى وجهها
والى عينيها وحاجبيها
وفمها و خديها
الى شعرها الاشقر المنشور على اكتافها
البارز من تحت القناع الابيض الذي قنعت به رأسها

فهي لا طويلة و لا قصيرة
ولا سمينة و لا هزيلة
متوسطة طولا و عرضا

قلت في نفسي:
لا بأس فيها ولماذا ارفضها؟!
ولعلي لا اظفر بمثلها
ولا بمن هي دونها

وما يدريني عن مستقبلي
ومن اين افوز بامرأة تعاهدني هذه المعاهدة؟!
وتوافق على كل الشروط؟
وتستسلم هذا الاستسلام

فلعل الله تعالى خلقها لي و خلقني لها!
ولعل الله يبارك لي فيها
ويرزقنا السعادة في الحياة

كنت افكر حول الموضوع
والفتاة تنتظر مني الجواب
و يعلم الله كيف كانت تعيش الفتاة تلك اللحظات
وهي بين اليأس و الرجاء
وبين الفوز و الخيبة
وبين الظفر و الفشل

واخيرا رفعت لها رأسي
وقلت:
....
...
..
.

--------------------------------------------------------------------------------
يتبع