قالت: أتمنى ان لا ينتهي حديثك

--------------------------------------------------------------------------------


فقد تكهربت بحديثك
وكأنك ساحر تسحر بكلامك كما في الحديث:
(ان من البيان لسحرا)

قلت:الزوجة اذا صارت اما فهي المعلمة
وهي المدرسة
فاذا كانت الام تحترم زوجها و تحافظ على كرامته فان الاطفال يقتدون
بها وينظرون الى ابيهم بنظر الاحترام

والاطفال فيما بينهم يتبادلون المحبة و المودة
ويلعبون معا و يدرسون معا ولا يعرفون معنى الحقد و العداء
يلتفون حول ابيهم
يتسلقون على اكتافه
ويتساقطون في حجره
ويتبادلون معه القبلات

واذا نظروا الى امهم يعتبرونها ملاك الرحمة
ومثال العاطفة
يتفجر الحنان من حركاتها و نظراتها
*
قطعت الفتاة علي كلامي
وتنهدت و تأوهت وما أدري اي شيء تذكرت
رأيتها تنظر في حجرها كأنها تريد ان تبكي!!

سكت برهة واذا بها تقول:
انطلق في كلامك..

قلت:فهي تلاعب أطفالها
ولا تسمح لهم ان يتعلموا الرذائل من الكلام
هي التي تعلمهم الانسانية
الاخلاق الحسنة
وهي التي تحافظ على نظافة ثيابهم
وابدانهم وفراشهم

والمصيبة كل المصيبة
اذا انعكست القضية
فكانت الام فاقدة للعاطفة
غير مبالية بما تقول وتفعل
لا تعرف معنى التربية والاخلاق
ولا تفهم معنى النظافة و النظام
وتسب اولادها بكلمات
وتهين زوجها امام اطفالها

فهناك الحياة المعقدة
وهناك الشقاء وهناك الجحيم

أليس هكذا يا اختاه عفاف؟!!
قالت :بلى كأنك عشت مع مختلف الطبقات من الناس
انني اصدق كلماتك كلها
لانها تذكرني بمشاهداتي وتجاربي خلال سنوات قليلة

هل يمكن ان تحدثني عن دورها في المجال الاقتصادي؟

قلت:ان المرأة تستطيع ان تجعل زوجها الفقير ثريا يملك اموالا طائلة
وهذا اذا سلكت طريق القناعة في المأكل و الملبس و المسكن

وانني اعرف فتاة كانت عزيزة عند اهلها
قد تربت بالنعيم و الدلال فتزوجها شاب فقير كان راتبه ضئيل
واستأجر غرفتين للزواج وكان صاحب الدار يضايق العروسين
ويسلبهما حرية الخروج من البيت ليلا

فقررت الفتاة ان يمتنع زوجها عن شراء الاشياء غير اللازمة
وتقتنع بالواجب في المأكل فقط
واختارت التقشف لفترة قصيرة
حتى استطاع زوجها عن طريق توفير راتبه ان يشتري قطعة من الارض
وتدريجيا اكتمل بناء هذا البيت بعد ثلاث سنوات
فاستراحوا من الايجار و التنقل

وهكذا كانت حياة الزوجين سعيدة و حلوة

لكن ماذا لو كانت المرأةتكلف زوجها بالتكاليف
المجهدة من انواع الترف و الاسراف و التبذير
في المأكل و الملبس و الترفيه و اقامة الحفلات
لكانت تحطم زوجها اقتصاديا
وما كان زوجها يملك من الارض شبرا واحدا

أرأيت يا عفاف كيف يمكن للمرأة ان تعين زوجها
و تساعده على التخلص من مشكال الحياة

تبسمت عفاف وقالت:
ان المرأة هي حوراء من الحور العين
ومن اين يستطيع الرجل ان يظفر بفتاة تقدم عقلها على عاطفتها
وتؤمن بالتدبير في معيشتها
والتفكير في سبيل تامين حياة افضل لها و لزوجها !!!

ان هكذا فتاة نموذجية وممتازة بمزايا خاصة
فريدة من نوعها و حيدة بين اترابها و زميلاتها

وهل توجد اليوم فتاة قد توفرت على هذا المقدار
من الحكمة و الحنكة و الذكاء؟!!
فتكون بعيدة النظر و عميقة التفكير
تخطط لحياتها الخطط الناجحة و يساعدها الحظ والتوفيق
فتصبر على الضيق اياما قليلة تعقبها راحة طويلة

ومن اين يحصل مثل هذه الفتاة؟!!!
وهل يربي زماننا أمثال هذه الطيبات الشريفات العاقلات؟!!!

قلت:ولماذا لا يمكن؟!!
؟!! اليست الامور اختيارية
اليست المرأة مختارة في تصرفاتها و في اختيار نوعية الحياة؟!!

قالت:كأنك ترجو أن تفوز بفتاة كهذه؟!
قلت:يا ليت!
يا حبذا!
يالها من سعادة و رحمة
....ان الله على كل شيء قدير

ضحكت الفتاة وقالت:
عسى ان يحقق الله لك الآمال و يوصلك الى الاماني

قلت:قلت لعلك رأيت بعض الرجال الذي يبطئ عنه الشيب
وتدوم طراوة شبابه و نضارة وجهه ويلازمه النشاط بصورة دائمة
يتمتع بالصحة و السلامة وكل ذلك من بركات الزوجة
التي تزول همومه اذا نظر اليها
وتحترمه كلما دخل البيت

فهر في بيته المتواضع كأنه في قصر
تحافظ على عواطفه ان لا تنخدش وان لا يرى ما يكرهه

وقد رأيت رجلا خظى بالزوجة الصالحة
فكان الرجل اذا رجع في كل يوم من محل وظيفته الى الدار
كانت زوجته تنتظره فإذا دق الجرس اسرعت زوجته وفتحت له الباب
وسملت عليه و تبسمت في وجهه ابتسامة تنسي اتعابه

وعند الغداء تاكل زوجته معه وتضاحكه و تحدثه
وبعد يذهب الى غرفة النوم ليستريح فتنذر الزوجة الاطفال
ان لا يرفعوا اصواتهم لان اباهم بحاجة الى النوم
فتذهب الى المطبخ لتحضر الشاي ومتى ما استيقظ زوجها تقدم له الشاي

ونفس هذه التشريفات تتكرر في المساء
فإذا آوى الرجل الى سريره لينام يجد زوجته
....
...
..
.

--------------------------------------------------------------------------------
يتبع