بسمه تعالى
لا أرى التواري عن أيقونة الوجود إلاّ فراراً إلى حيث النكهة ولجوءاً إلى حديقة الرفاهية !! كل إنقطاع يثري الحياة عطاءاً هو إنقطاع حميم يزيد في النفس رغبة إليه والتوجه نحوه !! لا يرغب أياً منّا أن يغيب عن ذاكرة الآخرين ما لم يكن الغياب قسراً علينا وهذا مالا نطيق ، ولكن من المؤلم حقاً أن يظل الغياب هروباً إلى حيث الهروب !! زحفاً إلى قعر النسيان والغروب عن سماء الدنيا !! التماس يتلو إلتماس وهمساً يطال خط التماس نعلن معه التحدي لمقاومة كل ما يغيّبنا عن الظهور أمام شاشة الحياة وفضاء الوجود !! ينبغي علينا أن نقف بوجه تلك الشياطين التي تدخل إلى ثغورنا لنهرع إلى حيث ما هرع إليه الخائفون !! ليس ينبغي أن نفزع من حيث ما تدخل إلينا تلك الوساوس فنولول ونقول : إذا دخلت الشياطين خرجت الملائكة والعكس صحيح !! لا أريد أن نضعف أمام هذه المقولات ونغيب مع الغائبين إلى حيث ما غاب إليه أهل الكهف فلا عودة إلا بعد مضي سنيناً طوال !!
يجب أن تكون الغيبة استراحة محارب يعود ريثما تتجدد فيه روح اليقظة وروح التوثب وروح العودة !!
يجب أن تكون هناك قوة العودة مثلما كان هناك قوة الغياب
هذا ما أردت الافصاح عنه ولتعي القلوب التي تعيش بداخل الصدور
أخيكم الفقير إلى الله
يوم سعيد
المفضلات