بسمه تعالى
السلام عليكم ورحمة الله
الاضطرابات المصاحبة للسفر

* ما هي أعراض اضطرابات فروق التوقيت؟
أعراض هذه الاضطرابات: الإرهاق والتعب، الأرق، التوتر، القلق، الإمساك، الإسهال، الارتباك، الجفاف، الصداع، الانفعال الزائد، الغثيان، العرق، وفقد التركيز كما توجد أعراض أخرى بجانب الأعراض السابقة مثل سرعة خفقان القلب وازدياد التأثر للإصابة بالأمراض.
* تعريف المناطق الزمنية:
المنطقة الزمنية هي منطقة جغرافية لها توقيت زمني محدد. ويقسم العالم إلى 24 منطقة زمنية بعدد الساعات الأربع والعشرين أى منطقة زمنية/ ساعة في اليوم، وتقسم المناطق الزمنية من الشمال إلى الجنوب بمسافة تقرب 1000 ميل (1.600كم) (العرض الفعلي لكل منطقة زمنية يختلف باختلاف الحدود السياسية والجغرافية) وبما أن الأرض في دوران دائم حول نفسها، فعندما يحدث الفجر في منطقة زمنية نجده يحدث بعد ساعة مباشرة في المنطقة الزمنية التي تقع غرب المنطقة التي سبقتها وهكذا في باقي المناطق الزمنية الأخرى خلال الأربع والعشرين ساعة.

* لماذا تحدث مثل هذه الاضطرابات عند السفر؟
لا يستطيع جسم الإنسان التكيف مع التوقيت في المناطق الزمنية المختلفة فمثلاً عند سفر الإنسان إلى مسافات بعيدة فلا يزال جسمه محتفظاً بالتوقيت القديم: إذا كان يسافر من بلد ما توقيتها صباحاً ويصل إلى البلد الآخر وتوقيتها مساءاً فنجد أن جسده مازال مهيئاً لنشاطات الصباح مثل العمل وليس النوم، وينشأ من هنا صراع الجسد لكي يتكيف مع التوقيت الجديد ويصاب الإنسان بالأرق والإرهاق وعدم التركيز، كما أن جهازه الهضمي يتأثر بشدة لتغير عاداته في استخدام دورات المياه.

* مدي تأثير وجهة السفر:
تختلف هذه الأعراض باختلاف فروق التوقيت أي كلما زادت فروق التوقيت كلما ازدادت حدة هذه الأعراض، ونجد أن المسافر الذي يسافر شمالاً أو جنوباً في نفس المنطقة الزمنية يعاني من مشاكل بسيطة ولا يكون بسبب فروق التوقيت لأنه لا توجد وإن وجدت فيكون الفارق ساعة واحدة وإنما تحدث المشاكل بسبب إرهاق السفر العادي والجلوس في الطائرة لساعات طويلة، أو لتغير المناخ أو الثقافات ونوعية الأكل. أما عندما تكون وجهة السفر شرقاً أو غرباً فتكون المعاناة كبيرة للشخص المسافر وذلك بسبب فروق التوقيت الكبيرة وتلخيصاً لما سبق يمكننا القول بأن الإنسان لا يتأثر كثيراً بهذه المشاكل عند سفره عبر منطقة أو منطقتين زمنيتين وإنما لأكثر من ذلك، كما أن وجهة المكان لها دور كبير أيضاً في ذلك.

* كيف يحتفظ الجسم بالتوقيت؟
يوجد جزء صغير جداً بالمخ ولكنه يلعب دوراً رئيسياً يسمي (هيبوثالامس) Hypothalamus وهو بمثابة الساعة المنبهة الذى يعمل علي تنشيط وظائف الجسم المختلفة مثل الجوع والعطش والنوم … الخ. كما أنه ينظم درجة حرارة جسم الإنسان وضغط الدم ومستويات الهرمونات في جسده، والجلوكوز في الدم. أي بمعني آخر هو المسئول عن إخبار جسم الإنسان بالتوقيت، كما أن الألياف التي توجد في العصب البصري في العين تحول إشارات الضوء والظلام التي تشعر بها إلى مركز حفظ الوقت الموجود في المخ.
فلذلك عندما تعي عين المسافر هواء أوضوء الفجر في ميعاد يسبق أو يتأخر عن ما هو معتاد عليه، ينشط (الهيبوثالامس) Hypothalamus في حين أن الجسم لا يكون مستعداً لهذا التغيير لذلك يحدث اختلال في ساعته البيولوجية.

* ما هو دور هرمون الميلاتونين؟
"الميلاتونين" هو هرمون يلعب دوراً رئيسياً في تكييف جسم الإنسان مع فروق التوقيت التي تعرض لها أثناء سفره فعند غروب الشمس تبدأ عين الإنسان في إدراك الظلام وتبعث إشارات إلى "الهيبوثالامس" لتبدأ في إفراز هرمون الميلاتونين والذي يساعد الإنسان علي النوم، ولكن عندما تدرك العين ضوء الشمس وترسل الإشارات إلى الهيبوثالامس تقوم بالتوقف عن إنتاج هرمون الميلاتونين لتساعد الإنسان علي الاستيقاظ، وعلي الرغم من أن هذا الهرمون لا يستطيع أن يعدل جدوله بهذه السهولة إلا أنه يستغرق أياماً فقط للتكيف مع الظروف الجديدة.

يتبع
المفضلات