السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
برج العذراء الرجل
صن النفس واحملها على مايزينها *** تعش سالماً والقول فيك جميل
و لا تـــريــن النــاس إلا تجمـــلاً *** نبــا بـك دهــر أو جفـاك خليــل
بان بالطالع والحساب والله العالم بالكتاب , أن صاحب هذا البرج ذو
عقل وتدبير , وحنكة وتفكير وصاحب ذوق رفيع وإحساس مرهف
رقيق , يحب أكثر الناس دون سبب , ويقابلهم بصدر عطوف رحب ,
يهتم كثيراً بشؤنه الخاصة ويبتعد عما يراه صعباً مجهداً , لا يستمر حتى
نهاية الأعمال التي تتطلب منه نشاطاً وقوة , فهو غالباً لا يهتم بالقشر و
الظاهر وإنما يأخذ اللب والفحوى , يبحث عن مبهمات الأمور وغوامضها ,
يكون تارة ذو قلب رهيف مشتعل العاطفة , وتارة يكون قلبه أبرد من الثلج
لاتهزه أي عاصفة .
ومن صفات صاحب هذا البرج:
لا يكترث بالعداوة ولا يتأثر بطعن اللسان طالما يعتقد أنه على صواب ,
ويمتاز بقوته الفكرية التي لا يحتويها التعب والملل ويستطيع ان يجمع
ويفكر في عدة مواضيع دون أن يختلط عليه الأمر لما يتمتع به من ذاكرة
وتركيز , يدافع عما يراه صائباً صحيحاًبمنطق وبيان وحكمة , لا يقدم على
شيء دون قناعة ودراية , ويصدرحكمه بناءً على خبرته وفكره وتجاربه و
لا يهتم بآراء الآخرين , ومن عيوبه أنه يتردد ويعيد ويكرر وحين يبدأ في العمل
يكون في بطء وحرص شديد .
وهو صريح يتحدث عما يختلج في نفسه ويفكر ولذا يترك الفرصة لأحد
المتملقين في سرقة مافكر فيه ويقوم بتنفيذ فكرته وينسبها الى نفسه دون
أن ينال منها أي نصيب يذكر , ومن صفاته تطمئن نفسه وترتاح بالحدائق
والزهور والطبيعة وطيور الزينة , يحب لحم الدواجن أكثر من لحم المواشي ,
لا يسهر كثيراً خارج مسكنه ومنزله ولا يبتعد كثيراً عن أهله وعشيرته
ولذا يسهل العثور عليه في أي وقت , وإذا تكلم يحب أن يصغى إليه , فإن
أحس أن كلامه لا يسمع أو لا يؤثر ترك الكلام وجعل الحديث لغيره .
وبان لك إحكام وتدبير في المعاش والعيش تأمن فيهما السكن والإدخار
في يوم الاقتار , والله يعطيك من فضله أرزاق .
ويرى أنك تكف وتحجم نفسك عن إسراف المال بالفساد , وتبديد الرزق
بالكساد , وأنك تكف النفس عن الحرام , ولا تضيع وقتك في القيل والقال
ولهو الحديث والكلام , وهذا مايجعل رزقك مأموناً , وعيشك ميموناً , فقد
ورد في الخبر اعمل لدنياك كأنك تعيش ابدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً .
وبان لك نفس ذات عفة وسداد لا تقبل السوء والعصيان والفساد والحرام ,
تدفع الباطل وإن كثر وتأخذ الحق وإن قل رزقه .
وبان لك أرزاق ومسرات ورغد عيش وأفراح ولذات , وعافية في خيرات ,
وهذا من فضل الله عليك لأنك حسن السيرة والنية , في اخلاص تخدم ليلاً
ونهاراً وتجني بعده خير أكل وثمار .
وبان لك اضهار حجة وبرهان تحاول إقناع بعض العذال واستمالتهم إليك
بالود والحنان والميول , ولكن لاترى منهم إلا الصد والإعراض , وتكون
عزيز النفس لا يهمك ما صدر منهم من إغماض وظهر أنك تلاقي من
يقذفك بسوء اللسان والغيبة والبهتان , ولكن تصمد بقوة أمام هذا الطوفان
وتكون أنت صاحب الحق والصدق والبرهان , لأنك تعمل بالعدل والإحسان .
وبان لك أنك محفوظ من كثير من البلاء ومدفوع عنك عظيم الشقاء , لعمل
تقوم به وأنت به مستهين وعن آثاره من الغافلين , فلا تحقرن عملاً فلعل
فيه الخير الكثير , هذا مانطق به آخر الفال والحمد لله على هذا الحال .
و عليك بمؤخرات الآجال ودافعات البلاء , الصدقة والدعاء , وصلة الأرحام
وشراء الكفن والوصية في الكتاب والاستعداد للموت , فكل هذه الأعمال تؤخر
البلاء وتطول الأعمار كما جاء في الأخبار , وإذا وقفت عند هذا الختام فاجعل وردك
ليلاً ونهاراً ( يا رؤوف يا رحيم يا رب يا سيدي )
فإنه يذهب عنك الفاقة والأمراض كما قال هذا الإمام الرضا عليه السلام في مهج
الدعوات :
وعليك بالدعاء المسمى بدعاء المشلول لأنه اقام مشلولاً من مكانه وهو يدعى
به لكل علة ومرض وفاقة وشدة وقد علمه أمير المؤمنين عليه السلام لشاب
مشلول فدعا به واضطجع فرأى رسول الله في منامه وقد مسح عليه وقال
احتفظ بالاسم الأعظم فإن عملك يكون بخير فانتبه من نومه معافى مشافى .
المفضلات