اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وأهلك اعدائهم يالله
الغيبة الكبرى
230_متى وقعت الغيبة الكبرى ؟
بعد وفاة ابي الحسن علي بن محمد الشمري ...
انقطعت السفارة ووقعت الغيبة الكبرى .
231_من ادعى المشاهدة على طبق السفارة والنيابة الخاصة من الإمام (عليه السلام )في عصرنا هذا
هل يجب اتباعه ؟وإذا كان الجواب بلا ...فمن يجب اتباعهم ؟
من ادعى السفارة والنيابة الخاصة أو ادعى المشاهدة على طبقها فهو كذاب
مفتر على أمامنا الحجة (عجل الله فرجه )
بل ان مرجع الدين وأحكام الشريعة يعود بأمره (عليه السلام )إلى العلماء والفقهاء والمجتهدين
الذين تثبت النيابة لهم على سبيل العموم ..
كما خرج التوقيع الشريف بذلك في الإجابة عن مسائل اسحاق بن يعقوب ... وهو من اجلة علماء الشيعة فقد
وسط اسحاق بن يعقوب محمد بن عثمان بن سعيد العمري ان يوصل له كتابا سأل فيه عن مسائل
فورد التوقيع بخط سيدي صاحب الأمر (عجل الله فرجه الشريف )
ومما جاء فيه :
((وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا ، فإنهم حجتي عليكم ...
وأنا حجة الله عليهم )).
ويستفاد منها أن العلماء وحفظة علومهم الذين هم من أصحاب النظر والاستباط عن علم ومعرفة
العارفين بما صدر عنهم من أحكام هم الذين امر المكلفون بالرجوع إليهم في مسائل الحرام والحلال
وقطع المنازعات .
لتوفر شرائط الفتيا فيهم من قدرة على الاستنباط ومن العدالة والبلوغ والعقل وشروط الإجتهاد
ولهم النيابة العامة .
أما غير هذا من تعيين نائب خاص في زمان الغيبة الكبرى فلم يأمر (سلام الله عليه )بذلك ...
بل انه حكم بانقطاع السفارة والنيابة الخاصة .
232_إن بعض الأخبار تدل على أن الغيبة الطويلة تحدث قبل القصيرة ...
كقوله في بعضها :
للقائم غيبتان إحداهما طويلة والأخرى قصيرة ...
وقوله في الخبر الآخر :
إحداهما أطول من أخرى ...
وهذا مادل على ماذكرناه ... ماهو المراد من ذلك ؟
المراد هو الإخبار عن وجود الغيبتين وأما تقديم الغيبة الطويلة بالذكر فباعتبار أهميتها
لا باعتبار سبقها الزماني على الغيبة الأخرى ..
وقد قال في نفس الخبر :
فالأولى يعلم بمكانه الخاصة من شيعته والأخرى لا يعلم بمكانه فيها إلا خاصة مواليه في دينه ...
وهو نص بتقدم الغيبة الصغرى التي تتصف بقلة الإحتجاب على صاحبتها .
233_قوله في بعض الأخبار :
يظهر في الثانية فأنه دال على أنه (سلام الله عليه )يظهر خلال الغيبة الثانية ....فكيف يصح ذلك ؟
إن هذه الفكرة التي فهمها السائل تتضمن تهافتا في التصور ...لتنافي الغيبة مع الظهور ...
فلا معنى لأن يظهر وهو غائب ..
و إنما المراد أنه يظهر بعد إنتهاء الغيبة الثانية ..كماهو معلوم .
234_قوله في بعض الأخبار :
إن لصاحب الأمر غيبتين في إحدهما يرجع إلى أهله ..
وهو دال على أنه المهدي (عليه السلام )خلال الغيبة الصغرى يرجع إلى أهله ... فما معنى ذلك ؟
إن الإمام المنتظر (سلام الله عليه )كان ساكنا في دار أبيه في سامراء ردحا من عصر غيبته الصغرى ...
وهو دار أهله بطبيعة الحال ... كما نطق الخبر .
ويحتمل أن يكون المراد إعطاء فكرة قلة الإخفاء خلال الغيبة الصغرى ..
مشبها بمن يخرج من أهله ويعود ... ومن هنا يقول الخبر بالنسبة الى الغيبة الكبرى والأخرى
يقال هلك في واد سلك .
235_كيف يمكن للأمامنا (عليه السلام )أن يختفي عن الناس دون أن يعرفوه ؟
هناك أطروحتان لمعرفة ذلك وهما :
1_أطروحة خفاء الشخص :
وهي أن المهدي (عجل الله فرجه الشريف )يختفي بجسمه عن الأنظار ، فهو يرى الناس ويرونه
وبالرغم من أنه موجودا في مكان إلا أنه يرى المكان خاليا منه .
2_أطروحة خفاء العنوان:
ونريد به أن الناس يرون الإمام الحجة (عليه سلام الله )بشخصه بدون أن يكونوا
عارفين أو ملتفتين إلى حقيقته .
حسب الأطروحة الثانية إذا كان المهدي (عجل الله فرجه الشريف )ظاهرا بشخصه للناس
وهم لا يعرفونه فكيف لا يلتفتون إليه طوال السنين ، وهم يرونه باقيا لا يموت ...على حين يموت غيره من الناس ؟
في هذا السؤال غفلة عن الأسلوب الذي يمكن مهدينا (عليه السلام )أن يتخذه تلافيا لهذا المحذور
فأنه لو عاش في مدينة واحدة حقبة طويلة من الزمن لأنكشف أمره لا محالة .
ولكنه بطبيعة الحال لا يعمل ذلك بل يقضي في كل مدينة أو منطقة عددا من السنين تكون كافية لبقاء غفلة الناس عن
حقيقته .
فلو كان يقضي في كل مدينة من العالم الإسلامي 50عاما ....لكان الآن أكمل سكني إثنين وعشرين مدينة
وتوجد في العالم الإسلامي أضعاف ذلك من المدن التي يمكن للمهدي (عليه السلام )أن يسكنها تباعا
كما يمكن أن يعود إلى نفس المدينة التي سكن بها بعد جيلين أو أكثر وانقراض من كان يعرف شخصه
من الناس .
ومن البسيط جدا أن لا ينتبه الناس إلى عمره خلال السنوات التي يقضيها في بلدتهم ...
فإن هناك نوعا من الناس نصادف منهم العدد الغير القليل تكون سحنتهم ثابتة التقاطيع على مر السنين .
فلو فرضنا كون المهدي (عليه السلام )على هذا الغرار لم يكن ليثير العجب بين الناس
بعد أن يكونوا قد شاهدوا عددا غير قليل من هذا القبيل .
ثم حين يمر الزمان الطويل الذي يكون وجود المهدي (عليه السلام )فيه ملفتا للنظر ومثير للإنتباه يكون
المهدي (عليه السلام )قد غادر هذه المدينة بطريق إعتيادي جدا إلى مدينة أخرى ليسكن فيها حقبة
من السنين ....وهكذا .
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وأهلك أعدائهم يالله
يتبع
المفضلات