النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: العالم بعد الامام المهدي المنتظر(عج)

  1. #1
    عضو فعال الصورة الرمزية الشيعي
    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المشاركات
    83
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    215

    Lightbulb العالم بعد الامام المهدي المنتظر(عج)

    إن النتائج البحثية التي تتعلق بهذا المقام، تتلخص في عدة أمور:
    الأمر الأول: إن مدة بقاء المهدي (عليه السلام) بعد ظهوره، ستكون محدودة، قد لا تزيد على العشر السنوات، كما يرجح.
    الأمر الثاني: إن المهدي (عليه السلام) سيمارس الحكم من حين سيطرته على العالم إلى وفاته، من ثم يكون تحديد عمره حين الظهور، تحديد لمدة حكمه.
    الأمر الثالث: إن المهمة التي يتكفلها المهدي (عليه السلام) في دولته بعد التجاوز عن الأمور الإدارية، هي وضع الأسس العامة لتربية البشرية من خلال الأطروحة العادلة الكاملة، باتجاه المجتمع المعصوم.
    الأمر الرابع: إن نظام المهدي (عليه السلام) سيبقى بعد وفاته، وستستمر دولته إلى نهاية البشرية أو قريباً ً من النهاية.

    الأخبار التي تنفع بهذا الصدد
    أخرج أبو داود بسنده عن أم سلمة في حديث يقول فيه (صلى الله عليه وآله وسلم) عن المهدي (عليه السلام):
    فيلبث سبع سنين، ثم يتوفى ويصلي عليه المسلمون.
    وأخرج ابن طاووس في الملاحم والفتن عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
    أبشركم بالمهدي... إلى أن قال: فيكون ذلك سبع سنين أو ثمان سنين أو تسع سنين. ثم لا خير في العيش بعده أو قال: لا خير في الحياة بعده.
    وأخرج الإربلي عن أربعين الأصفهاني بسنده عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
    لو لم يبق من الدنيا إلا ليلة لطول الله تلك الليلة حتى يملك رجل من أهل بيتي... إلى أن قال: فيملك سبعاً أو تسعاً، لا خير في عيش الحياة بعد المهدي.
    وقال في البحار: على ما ورد عنهم صلوات الله عليهم فيما تقدم من أن الحسين بن علي (عليه السلام) هو الذي يغسل المهدي (عليه السلام) ويحكم في الدنيا ما شاء الله.
    وقال في إلزام الناصب ملخص الاعتقاد في الغيبة والظهور ورجعة الأئمة لبعض العلماء: فإذا تمت السبعون سنة أتى الحجة الموت فتقتله امرأة من بني تميم اسمها سعيدة. ولها لحية كلحية الرجل بجاون صخر من فوق سطح، وهو متجاوز في الطريق. فإذا مات تولى تجهيزه الحسين (عليه السلام)... الخ.

    إن التبادر في الذهن الاعتيادي، هو أن يموت المهدي (عليه السلام) حتف أنفه كما يموت سائر الناس. غير أنه في الإمكان الالتفات إلى عدة وجوه مقوية لإثبات قتله:
    الوجه الأول: الخبر المرسل عن الإمام الصادق (عليه السلام):(ما منا إلا مقتول أو شهيد).
    والمراد به أن الأئمة المعصومين (عليهم السلام) لا بد أن يخرجوا من الدنيا بحادث تخريبي خارجي، ولا يموت واحد منهم حتف أنفه، بمن فيهم الإمام المهدي (عليه السلام) نفسه بحسب الفهم الإمامي له.
    إلا أن هذا الخبر قاصر عن الإثبات التاريخي، باعتباره خبراً مرسلاً لم تذكر له المصادر سنداً.

    الوجه الثاني: الفكرة التقليدية القائلة بأن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة (عليهم السلام) قد خلقت بنيتهم الجسدية قوية كاملة، لا تكون قابلة للموت والتلف إلا بعارض خارجي، فلو لم يحدث شيء على المعصوم، لكان قابلاً للبقاء إلى الأبد. ولكن طبقاً للقانون العام للموت الذي أعربت عنه الآية: (كل نفس ذائقة الموت) لا بد أن يطرأ عارض خارجي كالقتل ونحوه على كل معصوم لكي يكون هو السبب في انتهاء حياته. وهذه الفكرة تشمل الإمام المهدي (عليه السلام) بطبيعة الحال.

    الوجه الثالث: النص الأخير الذي نقلناه مع الروايات عن إلزام الناصب. فإنه يصرح بأن المهدي (عليه السلام) يموت مقتولاً ويذكر طريقة موته، وسنعرض مضمونها ونناقشه في الجهات الآتية. والمهم الآن أنها هل تصلح دليلاً على إثبات هذه الفكرة بمجردها، وهي أن المهدي (عليه السلام) يموت مقتولاً.
    والصحيح أن هذا النص غير قابل للإثبات أساساً، لأنه ليس رواية عن أحد المعصومين بل عن بعض العلماء وهذا العالم لم نعرف اسمه. ولو كان هذا النص إشارة إلى مضامين الروايات – كما هو المضمون- فإن يصبح رواية مرسلة ليس لها أي سند ولا يعرف الإمام المروي عنه. على أن تلك الروايات المشار إليها تكون –عادة- ضعيفة السند وغريبة المضامين، بشكل تسقط معه عن الإثبات التاريخي.

    الوجه الرابع: استبعاد أن المهدي (عليه السلام) يموت حتف أنفه، وذكر قرائن معينة توجب الظن أو الاطمئنان بكونه غير قابل لمثل هذا الموت خلال سبع أو عشر سنين، بل حتى خلال عاماً. فمن ذلك قوته البدنية الموصوفة في الأخبار التي سمعناها فيما سبق، والتي في بعضها أنه لو مد يده إلى شجرة عظيمة لقعلها، ولو صاح بالجبال لتدكدكت، وقد وصف بدنه بالضخامة وعظامه بالخشونة ووجهه بالحمرة، مما يدل على قوة بنيته إلى حد بعيد. ومن ذلك غيبته المترامية في الطول، بحسب الفهم الإمامي، فإن من عاش هذه القرون، قابل لأن يعيش ردحاً طويلاً آخر من الزمن.
    مضافاً إلى ما سبق أن ما قلناه من أن فترات عمر الإنسان، كالشباب والكهولة، تنقسم في عمره بنسب معينة، فإن كان العمر طبيعياً كالمعهود، كانت كل فترة خمسة عشر عاماً أو عشرين مثلاً. وإن كان أطول كانت الفترات مقسمة بنفس النسبة لكن بسنوات أكثر، على مقدار العمر المفترض. فقد تكون فترة الشباب خمسمائة عام مثلاً وهكذا.
    فإذا علمنا أن الإمام المهدي (عليه السلام) يظهر بعد أكثر من ألف عام وهو في آخر الشباب، في عمر الأربعين، إذاً فقد بقيت فترات أخرى من عمره لم يمر بها بعد وهي الكهولة والشيخوخة، ويحتاج من خلال عمره الطويل أن يمر بنفس المقدار السابق من السنين تقريباً لكي يستوفي هاتين الفترتين.
    ومن ذلك، ما عرفناه مفصلاً من الخبرة المعمقة التي تكون لدى الإمام المهدي (عليه السلام) بما فيها خبرات تعود إلى أسلوب العناية بالجسم وإبقائه صحيحاً معافى إلى أكبر حد ممكن. إلى قرائن أخرى تدعم الظن، بأن الإمام المهدي (عليه السلام) لم يموت بهذه السرعة بدون حادث تخريبي خارجي. وهذه القرائن قائمة ولا نافي لها، إلا أنها تعدو الظن ولا تصل إلى درجة الإثبات التاريخي بطبيعة الحال.
    وإذا لم يتم شيء من هذه الوجوه، كان احتمال موته حتف الأنف، قابلاً للإثبات التاريخي، لأنه القاعدة في البشر حيث لا يوجد حادث خارجي.

    الجهة الرابعة: إن الخبر الأخير على كيفية مقتله (عليه السلام)، يحتوي على عدة نقاط ضعف، غير ما سبق:
    النقطة الأولى: إن الإمام المهدي (عليه السلام) يقتل بحادث عمدي تخريبي، أو بمؤامرة مدبرة ضده، وهذا بعيد جداً، بعد أن استطاع المهدي (عليه السلام) تربية البشرية بشكل عام، وإحراز الرأي العام لعدالة نظامه وعظمة شخصه وما له من المميزات والقدرات، الأمر الذي يخلف أفضل الأثر في نفوس الناس وأعظم الاحترام، مما يستبعد معه تفكير أي منهم في التآمر ضده.
    وسيدرك الناس تدريجياً وبسرعة المبررات الواقعية التي قام المهدي (عليه السلام) بموجبها بحملات القتل الكثير في أول ظهوره، وسيعرفون أنهم قد استفادوا من ذلك فائدة كبيرة، إذ مع وجود أولئك المنحرفين لا يمكن إقامة العدل ولا شمول السعادة والرفاه. ومعه لن يكون لتلك الحوادث انعكاس سيئ في النفوس ليوجب تآمر البعض للإجهاز عليه (عليه السلام). ومعه يكون ما دل عليه الخبر من وجود التآمر بعيد جداً.

    النقطة الثانية: يدل الخبر على أن المهدي (عليه السلام) يقتل بجاون صخر يقع عليه، من أعلى وهو ماش في الطريق، والجاون آلة قديمة لسحق الأشياء ودقها، كالحبوب وهو عبارة عن جسم مجوف ثقيل الوزن له فتحة من أعلاه توضع فيه الحبوب، ويلحق به جسم أسطواني ضخم للدق فيه. وهو قد يعمل من الصخر وقد يعمل من الخشب.
    واستعمال مثل هذه الآلة في العصر المهدوي القائم على العمق الحضاري والعمق المدني معاً، كما سبق أن برهنا، أمر غير محتمل. كما أن وجوده على السطح في مثل البيوت القديمة التي كان يوجد فيها، أمر غير محتمل لثقله وقوة الضرب فيه، مما يوجب انهدام السطح، وإنما كان يستعمل عادة على الأرض.
    وقد يخطر في الذهن ه أنه في الإمكان حمل (الجاون) على بعض الآلات المتطورة كما يحمل (السيف) على كل آلة للقتال. وهذا أمر محتمل، إلا أن جو الخبر ينافيه ويدل على نفيه كما هو واضح ، بخلاف مثل قولنا: إن المهدي بالسيف، فإن معناه أنه يظهر حاملاً للسلاح، وليس في تلك الأخبار ما يدل على نفي هذا المعنى.

    النقطة الثالثة: يدل الخبر على المرأة التي تقتله ذات لحية كلحية الرجل وهذا المعنى له عدة محتملات كلها فاسدة، فيكون أصل المعنى فاسداً.
    الاحتمال الأول: أن يكون لهذه المرأة شر غير قليل في مكان اللحية حرصت على تنميته وإظهاره. وهذا ما قد يحدث لبعض النساء وإن كان نادراً. غير أن اللحية عندئذ لا تكون كلحية الرجل، بل لا تكون لحية إلا مجازاً، لأن المناطق الخالية من الشعر كثيرة جداً، فهي أشبه بلحية الرجل الأحص أو الأكوس، لا بلحية الرجل الطبيعي، مع أن ظاهر الخبر أنها كلحية الرجل الطبيعي.

    الاحتمال الثاني: أن يكون لهذه المرأة لحية كثة كلحية الرجل تماماً، وهذا مقطوع العدم لأنه لم يحدث في التاريخ لأي امرأة، مما يدل على أن الجنس الناعم مناف مع وجود مثل هذه اللحية خليقاً.
    ويجيب الفكر التقليدي على ذلك: أنه ما من عام إلا وقد خص، وقدرة الله تعالى شاملة لمثل ذلك. ومن ثم توجد هذه المرأة بلحيتها تكون هي القاتلة للإمام المهدي (عليه السلام) بعد ظهوره.
    والجواب على ذلك: أنه بعد التجاوز عما قلناه من عدم قابلية الخبر للإثبات بالرغم من أن الفكر التقليدي قائم على قبوله وقبول أمثاله تعبداً.
    إن هذه المرأة لو وجدت في عصر الظهور وعاشت بين الناس وأظهرت لحيتها، والتفت الناس إلى هذه الظاهرة النادرة، وكان مفكروهم وعلماؤهم قد قرأوا في الكتب أن مثل هذه المرأة تقتل المهدي (عليه السلام)... إذاً فسوف تعين هذه المرأة قتله قبل أن تقوم به بسنين، وسوف يقع عن ذلك كلام ومناقشات وسوف يسأل المهدي (عليه السلام) نفسه عنها. وسوف يكون للدولة تجاهها موقف معين لا نستطيع الآن أن نعرف كنهه، وليس هو غض النظر عنها وإهمالها بالمرة على أي حال، فقد لا يكون النتيجة تماماً كما يتوقع الفكر التقليدي أن يكون.

    الاحتمال الثالث: أن تكون هذه المرأة طبيعية كباقي النساء، ولكنها تضع لحية على نحو الاستعارة، على شكل (باروكة) تضعها على وجهها تشبهاً بالرجل، وهذا الاحتمال له صورتان:
    الصورة الأولى: أن يفترض أنه يوجد للنساء اتجاه عام لوضع اللحى المستعارة على الذقون، وتكون المرأة القاتلة واحدة من هؤلاء النساء.
    إلا أن وجود مثل هذا الاتجاه في دولة العدل العالمية، من غير المحتمل أن يوجد"، بعد أن انتهت قصة (تشبه النساء بالرجال) بالظهور نفسه، وتم القضاء على جذورها بسيف المهدي. وقد كان إحدى الصفات المنحرفة لمجتمع الظلم والفساد السابق على الظهور، فكيف يحتمل وجودها مع وجود النظام العادل.

    الصورة الثانية: إن هذه المرأة القاتلة تنفرد بوضع الباروكة، من دون كل النساء ولعل هذا أبعد الاحتمالات وأشدها فساداً، إذ يكفي في نفيه أنه بذلك تدل على نفسها وتجعل نفسها عرضة لاحتمال كونها القاتلة للإمام (عليه السلام) أو أكثر من الاحتمال.
    وهذه ورطة تكون هذه المرأة في غنى عنها مع إهمال استعمال الباروكة، بل لعل فرص القتل عندئذ ستكون أكثر لو كانت شريرة قاصدة له على كل حال.
    وإذا بطلت كل المحتملاتـ، كان افتراض وجود اللحية لهذه المرأة افتراض باطل، أو أنه يفتقر إلى الإثبات على أقل تقدير.

    النقطة الرابعة: يدل الخبر على أن الإمام الحسين بن علي (عليه السلام) هو الذي يقوم بتجهيز الإمام المهدي (عليه السلام) ودفنه بعد موته. وهذا افتراض يقوم على أسس تقليدية ثلاثة:
    الأساس الأول: القول بالرجعة عموماً بمعنى رجوع الأئمة المعصومين السابقين مرة أخرى إلى الدنيا ليمارسوا الحكم من جديد بعد المهدي (عليه السلام). وهذا مما لا يمكن إثباته إثباتاً كافياً، بالرغم من اندفاع البعض في تصحيحه والالتزام به.

    الأساس الثاني: وهو تطبيق من تطبيقات الرجعة، وهو الالتزام بأن الذي يرجع ويمارس الحكم بعد المهدي (عليه السلام) هو الإمام الحسين (عليه السلام) بالخصوص وهذا أبعد عن إمكان الإثبات التاريخي من الأساس السابق، ولعلنا نلم بذلك في الباب الآتي.

    الأساس الثالث: أن الإمام المعصوم لا يقوم بتجهيزه بعد موته إلا الإمام المعصوم.
    وهي فكرة تقليدية مرتكزة في بعض الأذهان إلى اليوم، بالرغم من أنه لم يقم عليها دليل كاف.
    وحيث أن الإمام المهدي (عليه السلام) هو آخر الأئمة المعصومين الاثني عشر، في الفهم الإمامي، إذاً فسوف لن يوجد إمام معصوم آخر يقوم بتجهيزه ما لم نقل بالرجعة، وأن إماماً من الأئمة السابقين يعود إلى الدنيا ليقوم بهذه المهمة ومن هنا قد يجعل هذا الأساس الثالث دليلاً على الرجعة نفسها.
    إلا أن الصحيح أن الأساس الأول وهو الالتزام بالرجعة على وجه الإجمال أقوى الأسس الثلاثة دليلاً، فمن غير المحتمل أن يصلح الأساسان الآخران كدليل عليه. لكننا سنرى في أدلة الرجعة تشويشاً واضطراباً وغرابة، تسقطها عن كفاية الإثبات التاريخي.
    ولو أننا سلمنا بالأساس الثالث، فلا ضرورة إلى القول بالرجعة، لإمكان تطبيق هذه القاعدة على البديل الآخر للرجعة، وهو أن يمارس الحكم بعد المهدي (عليه السلام) أولياء صالحون غير الأئمة المعصومين السابقين، فمع شيء من التوسع في فهم هذا الأساس الثالث، يكون خليفة المهدي (عليه السلام) تطبيقاً لهذا الأساس، لأنه معصوم بمعنى من المعاني، على ما سنعرف، ولأنه خير أهل الأرض بعد المهدي (عليه السلام).
    فلو فرضنا قيام الدليل الكافي على هذا الأساس الثالث، فهو لا يأبى عن هذه الصورة بكل تأكيد.

    أمور أخرى أشارت إليها الأخبار السابقة:
    الأمر الأول: أن المهدي (عليه السلام) إذا مات صلى عليه المسلمون.
    وهذا أمر طبيعي بصفته إمام المسلمين ورئيسهم الأعلى، وهم يشكلون يومئذ الأكثرية الساحقة في العالم. والذي يصلي عليه –عادة- هو خليفته، أياً كان، أعنى سواء صح القول بالرجعة أو لم يصح، فإنه –بعد المهدي (عليه السلام)- رئيس المسلمين وخير أهل الأرض. ويبدو أن المسيح عيسى بن مريم (عليه السلام)، لن يقوم بهذه الصلاة، لنفس السبب الذي رفض في أول نزوله تولي إمامة الجماعة، كما انحسرت عنه خلافة المهدي (عليه السلام) بالرغم من بقائه بعده. وهو السبب الذي أشار إليه الخبر السابق: تكرمة الله لهذه الأمة.

    الأمر الثاني: قال الخبر الأخير: فإذا تمت السبعون أتى الحجة الموت. يراد بهذه السبعين أن الحجة القائم المهدي (عليه السلام) يبقى في الحكم سبعين عاماً. ولا بد أن هذا منطلق من الخبر الذي يفيد بأنه يبقى سبعين عاماً.

    الأمر الثالث: نص أكثر من خبر واحد، أنه لا خير في الحياة بعد المهدي (عليه السلام) أو لا خير، في العيش بعده. وهو أمر صحيح كما سنذكر، وقد اختصت به المصادر العامة دون الإمامية، ولكن قد يبدو للذهن منافاته مع إحدى فكرتين:
    الفكرة الأولى: القول بالرجعة. فإن وجود الأئمة المعصومين (عليهم السلام) بعد المهدي (عليه السلام) يعني انخفاض التطبيق عن مستواه الرفيع من دون أي خلة أو نقص، فيكون الخير في العيش بعد المهدي (عليه السلام) موجوداً.
    ولعله لهذا لم يتبين الفكر الإمامي التقليدي مثل هذه العبارة. وخاصة وهو يؤمن أن الأئمة المعصومين من نور واحد ولهم قابليات متماثلة وآراء مشتركة لا يختلف أولهم عن آخرهم. فإذا وجد الحسين (عليه السلام) بعد المهدي (عليه السلام) أمكن أن يأخذ بزمام القيادة الإسلامية، تماماً كالمهدي (عليه السلام).
    ولا يحول دون ذلكم سوى احتمال واحد من احتمالين: وهو أن يكون المهدي (عليه السلام) أفضل ممن سبقه من الأئمة (عليهم السلام) أو من أكثرهم على الأقل، وقد سمعنا هناك الأخبار الدالة على ذلك والمبررات الكافية له، إذ يكون الفرق بين القيادتين كافياً في صدق هذه العبارة: لا خير في الحياة بعده.

    الفكرة الثانية: القول بوجود المجتمع المعصوم. فإن وجوده يعني وجود الخير كله بعد المهدي (عليه السلام) لا أنه لا خير في الحياة بعده.
    إن المجتمع المعصوم سوف لن يوجد بسرعة وسهولة، بل سيتأخر كثيراً بعد وفاة الإمام المهدي (عليه السلام). فإذا التفتنا إلى ذلك استطعنا أن نعرف أن هناك فترة من الزمن هي التي تلي وفاة الإمام المهدي (عليه السلام) يشعر فيها المجتمع العالمي بكل وضوح الفرق بين القيادتين، وهو فرق كبير مهما أرادت القيادة الجديدة أن تبذل من الجهود ومهما استطاعت أن تنتج من النتائج. إن المجتمع سيرى الفرق الكبير بين القيادة المهدوية التي عاصرهم وسعد تحت لوائها وشاهد مميزاتها، وبين القيادة الجديدة كل ما في الأمر أن هذه القيادة ستستطيع بالتدريج البطيء وتحت القواعد العامة لتربية البشرية، الوصول بالبشرية إلى المجتمع المعصوم. فهذه الجيل المعاصر لقيادة الإمام المهدي (عليه السلام)، سيقول عند وفاته بكل تأكيد: أنه لا خير في الحياة بعده.

  2. #2
    عضو سوبر مميز الصورة الرمزية بنوتة توتة
    تاريخ التسجيل
    Mar 2004
    المشاركات
    2,287
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    291

    رد: العالم بعد الامام المهدي المنتظر(عج)

    مشكور اخوي ع الطرح المميز
    جزاك الله خيراً
    بانتظار جديدك


  3. #3
    عضو سوبر محترف الصورة الرمزية ام باسم
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    المشاركات
    3,548
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    285

    رد: العالم بعد الامام المهدي المنتظر(عج)

    سيرة الامام المهدي المنتظر(عج)
    بطاقة الهوية
    الإسم: محمد
    اللقب: المهدي
    الكنية: أبو القاسم‏
    اسم الأب: الحسن بن علي العسكري
    اسم الأم: نرجس‏
    الولادة: 15 شعبان 255ه
    مدة الإمامة: حي غائب‏
    بدء الغيبة الصغرى: 260ه
    بدء الغيبة الكبرى: 329ه

    اللهم عجل فرجه


    جزاك الله خيرآ اخي

  4. #4
    عضو سوبر مميز الصورة الرمزية نور الشمس
    تاريخ التسجيل
    Jul 2005
    المشاركات
    2,676
    شكراً
    0
    تم شكره 7 مرة في 7 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    383

    رد: العالم بعد الامام المهدي المنتظر(عج)

    معلومااات رائعه وقيمه يااخوووى الشيعى

    اول مرة اعرف هالمعلومه الرائعه

    يعطيك العافيه

  5. #5
    عضو محترف
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    549
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    223

    رد: العالم بعد الامام المهدي المنتظر(عج)

    سلام ..

    شكراً أخي الشيعي وأختي أم باسم على المعلومات ..

    يعطيكم العافية ..

    ما ننحرم منكم..

    تحياتي القلبية ..

    جنة الحسين (ع)
    التعديل الأخير تم بواسطة جنة الحسين (ع) ; 11-10-2006 الساعة 05:59 PM

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. زمن خروج الامام المهدي المنتظر عج
    بواسطة علوكه في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 09-17-2008, 07:29 AM
  2. مسجات بمناسبة مولد الامام المهدي الحجة المنتظر عج •° ۩
    بواسطة روح الانسانيه في المنتدى منتدى المسجات
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 08-17-2008, 03:08 AM
  3. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-28-2007, 07:18 PM
  4. الامام المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه
    بواسطة سعيد درويش في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 10-30-2005, 03:38 PM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •