يقول الأخ عادل حسن الشبعان من مدينة الأحساء :
شـرفـنـي اللـه والعائلة الكريمة، بـزيـارة الـعـتـبـات الـمـقـدسـة فـي مـكـة الـمـكـرمـة والـمـديـنـة الـمـنـورة رأيـت خـلالـهـا وعـن قـرب تـلـك الفرص الـمـتـاحـة لأخـوانـي الـعـاطـلـيـن والـبـاحـثـيـن عـن الـعـمـل والـكـسـب الـحـلال والـحـاصـلـيـن عـلـى الـشـهـادات مـن الـكـفـاءة ومـا دون . فـمـن نـعـم اللـه سـبـحـانـه وتـعـالـى عـلـى تـلـك الــديـار الـمـقـدســة أن مـن عـلـيـهـا بـنـعـم جـمـى لا تـعـد ولا تـحـصـى فـتـلـك الـروحـانـيـة الألاهـيـة والـقـدسـيـة والـكـسـب الـحـلال والـنـعـم والـخـيـر الـوفـيـر فـي جـميـع الأوقــات بـلا اسـتـثـنـاء بـجـوار الـكـعـبـة الـشـريـفـة وبـجـوار مـنـقـذ الـبـشـريـة .
لفت نظري ما يقوم به الجميع هناك، من مـواطـنـيـن ، مـقـيـمـيـن ، مـعـتـمـريـن ، زائـريـن أو مـتـخـلـفـين وغـيـرهـم لـلـكـسـب فـالكـل لـه طـريـقـتـه وأسـلـوبـه لـلـعيـش الـكـل يـعـمـل فـلا تـجـد احـد عـاطـلاً فـمـن الـنـادر أصـلاً أن تـجـد عـاطـلاُ بـتـلـك الـديـار .
مـن هـذا الـمـنـطـلـق راودتـنـي فـكـرة إجراء هـذا الإسـتـطـلاع عـن بعض المهن التي يمكن لبـعـض شـبـابـنـا، الـمـواطـنـيـن الـعـاطـلـيـن والـبـاحـثـيـن عـن الـعـمـل أو الـذيـن يـعـمـلـون بـوظـائـف دونـيـة لا تـسـد الـرمـق، ممارستها حيث أنها لا تـحـتـاج إلـى شـهـادات أو خـبـرات أو واسـطـات ومـدخـولـهـا يـقـارب مـدخـول الـمـوظـف الـجـامـعـي أن لـم يـكـن ما يـفـوق الـخـيـال .
مـا دفـعـنـي إلـى الـحـديـث عـن ذلـك ان أغـلـب تـلـك الـمـهـن لـلأسـف أصـبـحـت خـيـراتـهـا تـذهـب إلـى الـعـمـالـة الـوافـدة والـمـقـيـمـيـن وغيـرهـم مـن الـمـتـخـلـفـيـن لـذلـك حـاولـت قـدر الـمـسـتطـاع ان أقـوم بـأعـداد هـذا الأسـتـطـلاع الـمـبـسـط عـن خـلاصـة بـعـض مـن تـلـك الأعـمـال فـكـان أن الـتـقـيـت بـبـعـض مـن أصـحـاب تـلـك الـمـهـن وبـطـريـقـة غـيـر مـبـاشـرة فـكـان الـحـديـث الـتـالـي :
المهنة الأولى: السائقين
وهي لا تـحـتـاج لأكثر من سـيـارة بـحـالـة جـيـدة ويا حـبـذا ان تـكـون ( صـالـون غـمـارتـيـن ) ، وهـنـا سـأتـحـدث عـن هـذه الـمـهـنـة بـتـمـعـن حـيـث فـي هـذه الـشـغـلـة الـتـي فـيـهـا مـن الـخـيـر الـكـثـيـر الـذي لا يـوصـف ولا يـصـدق فـبـإمـكـانـك ان تـحـصـل عـلـى ركـاب وفـي جـمـيـع الأوقـات حـتـى فـي عـز الـليـل بـسـبب أن الـمسـجـد الـحـرام لا يـغلـق ومفتوح ( 24 ) سـاعـة للمـعـتـمـريـن والـزائـريـن، ووجـدتـهـا فـرصـة أن اتـحـدث مـع بـعـض الأخـوة الـمـواطـنـيـن أصـحـاب هـذه الـمـهـنـة فـكـان مـعـهـم الـحـديـث الـتـالـي:
حـيـث الـتـقـيـت مـع الـسـائـق ابـو جـابـر مـن سـكـان أحـدى الـهـجـر الـقـريـبـة مـن مـكـة الـمـكـرمـة فـيـقـول وللـه الـحـمـد تـعـتـبـر هـذه الـمـهـنـة مـن الـمهـن الـتـي دخـلـهـا الـيـومـي لا يـقـل أبـداً عـن ( 150 ) ريال فـي الأيـام الـعـاديـة وبـنـهـايـة الأسـبـوع وأيـام الـعطـل والـمواسـم يـصـل الـدخـل إلـى أكـثـر مـن ذلـك فـأنـا أحـرص كـل نـهايـة أسـبـوع بـأستـمـرار لـلـذهـاب إلـى مـكة لـكـي أتـرزق مـن عـلـى سـيـارتي الـخـاصـة الـوانـيـت ، أمـا الـحـاج أبـو بـدر هـو الأخـر مـن سـكـان مـكة يـقول أبـدأ يـومـي مـن بـعـد صـلاة الـعصـر لـغـايـة بـعـد صـلاة الـعشـاء فـقـط للـعمـل عـلى سـيـارتـي الـبـكـب فـيقـول الـحمـد للـه أحـصـل كـل يـوم عـلـى أكـثـر مـن الـ ( 100 ) ريـال كـأقـل تـقـديـر ، أمـا الـسـائـق عـبد الغنـي صـاحـب حـافـلـة صغيـرة فـيـقـول امـتـهـنـت هـذه الـمهـنـة مـنـذ فـتـرة طـويـلـة وانـا اعـمل عـليـهـا أقـوم بـأخـذ الـحجـاج والـمعتمـريـن والـزوار مـن مـكة إلـى جـدة والـعكـس بـأستـمـرار لـعدد ( 15 ) راكـب فـي الـبـاص بـمـدخـول لا يـقـل تـقـريبـاً عـن ( 150-250 ) ريال يـوميـاً وتـزداد أكثـر أيـام الإجـازات والـعطـل والـخميـس والـجمعـة ، أمـا الـسائـق ابـو سـعيد فـيقول أحـرص عـلى أن أقـف بـحـافـلتـي الـصغيـرة خـارج الـحـرم أمـام سـاحـة بـوابـة الـسـلام بـعـد كـل فـريـضـة مـبـاشـرة كـل يوم وأقوم بـإيصـال الـمجمـوعـات إلـى الـفنـادق أو إلـى جـدة لـلـمطـار أو الـمشـاويـر الـخـاصـة الـعـائـليـة إلـى الأسـواق وغـيرهـا ورفـض الإفـصـاح عـن مـدخـولـه الـيومـي وبـعـد إلـحاح بـسيـط تـحـدث بـأنـه يـقـارب ( 200 ) ريال كـأقـل تـقديـر يـومياً ويـقـول بـأنـة لا يـتـعـطـل أبـداً فـي الـحـصـول علـى ركـاب وفي جميـع الأوقـات .
الـمـهـنـة الـثـانـيـة: الــمـطـوفـيـن
وهـي مـن الـمـهـن الـقـديـمـة والـتي فـي الأغـلـب يـتـوارثـهـا الأبـنـاء عـن الآبـاء والأجـداد فـيـهـا مـن الـكـسـب الـديـنـي والـدنـيـوي الـشـي الـكـثـيـر مـدخـولـهـا الـيـومـي حـسـب قـول أصـحـاب الـمـهـنـة لا يـقل عـن ( 200 ) ريـال بـمـدخـول لا يـقـل عـن ( 6000 ) آلاف ريال شهـريـاً تـحـدثـت مـع الـشـاب محمـد وهـو كـما افـاد من سكـان مـكـة أبـاً عـن جـد صـاحـب عـربـة يـقـوم بـخـدمـة كـبـار الـسـن والـمـرضـى لأداء الـعـمـرة مـن طـواف وسـعـي بـقـيـمـة ( 100 ) ريال للـشـخـص سـألـتـه بـعـفـويـة عـن طـبيـعـة عـمـلـه أجـابـنـي بـكـل رحـابـة صـدر يـقـول مـن حـمـد اللـه وشكـره انـه طـوال أيـام الـسـنـة ونـحـن لا نـتـوقـف عـن الـعـمـل خـصـوصـاً الأشهـر مـن ( شـهـر جمادى لـغايـة شـهـر محرم ) نـقـوم بـخـدمـة الحـجـاج والـمعتـمـريـن والـزوار بـمعـدل لا يـقـل أطـلاقـاً عـن شـخـصيـن فـي الـيـوم الـواحــد بــحــدود ( ســاعـتـيـن ) أو أقـل لـكـل شـخـص فـي أوقـات الـذروة وخـلال شـهـري رمـضـان وذو الحجة يـتـضـاعـف الـعـدد إلـى أكـثـر . الـكـلام ذاتـه تـحـدث به الحـاج سـعود مـن سـكان مـكة الـمكرمـة أيـضـاً يـقول امـتـهـنـت هـذه الـشغلـة منـذ الـصغـر فـكنـت أسـاعـد والـدي فـي أوقـات عـدة حـتى كـبـر فـقمـت بـالعمـل مـكـانـه وأصـبحـت أعـيل أسرتـي ووالـداي وأخـواتـي مـن هـذه الـمـهنـة الـتي فـيهـا الأجـر والـثـواب مـا يـفـوق الـخـيـال فـيـقـول نـقـوم بـخـدمـة شـخـصـيـن فـي الـيـوم الـواحـد فـي الأيـام الـعـاديـة تـزداد فـي أيـام نـهايـة الأسـبـوع إلـى أكـثـر مـن ذلـك فـيمـا تـعتبـر الأشـهر من ( بـدايـة الـعـطـلـة لـغـاية بـعد الـحـج ) هذه الأشـهـر عـلى وجـه الـتحديـد لا نـتوقـف فـيهـا عـن الـعمـل اطـلاقـاً . أما الشـاب عـمـر فـتحـدث بـتحـفظ رغـم إنـنـي أفـصحـت لـه أنـنـي لـسـت صـحفيـاً ، كـل مـا تـحـدث بـه انـه يـتنـاوب عـلـى هـذه الـمـهـنـة هـو وأخـويه غـازي و(الـثـاني نسيـت الاسـم بالـضبـط ) بـعـد كـبـر سـن والـدهـم تـولـيـا مـعـاً بـالـتـنـاوب مـسـاعـدة والـدهـم وتـحـدثـا بـأن مـدخـول هـذه الـمـهـنـة يعـتـبـر جـيـد رغـم الـتعـب الـشديـد الـذي يـعانـون منـه وبـالأخـص بـيـن الـصفـا والـمـروى بـسبـب تـقيدهـم بـعـدم الـسيـر إلا ضـمـن الـمسـار الـخـاص بـهـم ذهـابـاً كـان أو أيـابـاً بـسبـب الـتـوقـف الـمستمـر ، كـمـا أفـادا بـأنـه لا يـقل عـن شـخصيـن أو أكثر في اليـوم الـواحـد ويـزداد إلـى أكـثر مـن ذلـك في الأجـازات والعطـل ونـهـايـة كل أسبـوع .
الـمـهنـة الـثـالـثـة : مـوظـف اسـتـقـبـال فـي الـفنـادق:
خـلال انـتـظـاري بـإسـتـراحـة الـفـنـدق تـحـدثـت مـع مـوظـف الأسـتـقـبـال أفـادنـي بـأنـه يـعـمـل فـي شـفـت مـعـيـن لـمـدة ( 8 ) سـاعـات ويـقـوم هـو وزمـلائـه بـخـدمـة أي نـزيـل يـريـد الـذهـاب إلـى الـمـديـنـة الـمـنـورة - جـدة --الـمـطـار- الـطـائـف -الـمـنتـزهـات والأمـاكـن الـتـرفـيهـيـة أو أي مـكـان فـيـقـول نـتـنـاوب أنـا وزمـلائـي تـلـك الـخـدمـة للـنـزلاء وإذا كـان الـعـدد كـبـيـر نـقـوم بـالإتـصـال عـلـى أصـحـاب الـحـافـلات الـكبـيـرة ونـأخـذ نـسـبـة جـيـدة مـن تـلـك الـخـدمـة وبـعـد انـتــهـاء دوامـي اذهـب للـتـرزق فـي أمـاكـن أخـرى فـالـديـار المـقـدسـة مـن نـعـم اللـه سـبـحـانـه وتـعـالـى بـأن جـعـل فـيـهـا الـخـيـر الـوفـيـر وفـي كـل وقـت ، أمـا الأخ سـالـم فـهـو الأخـر رفـض الإجـابـة فـي بـادي الأمـر ثـم اسـتـرسـل فـي الـحـديـث ونـسـى نـفـسـه وأبـاح لـنـا بـبـعـض مـن أسـرار تـلـك الـمـهـنـة فـيـقـول أعـمـل فـي الـفـنـدق فـي دوام واحـد وأقـوم بـخـدمـة الـنـزلاء مـن تـوصـيـل وغـيـرهـا مـن الـخـدمـات الـتـي تـزيـد مـن دخـلـي الـمـادي بـعـد انتـهـاء دوامـي حـيـث أعـطـي بـعـض الـركـاب الـكـارت الـخـاص بـي فـيـه رقـم جـوالـي وأقـوم بـخـدمـتـهـم طـوال فـتـرة وجـودهـم بـمـكـة وأثـنـاء ذهـابـهـم الأمـاكـن الـتـرفـيـهـيـة والأسـواق والـمـجمـعـات واخـيـراً إلـى الـمـطـار أو إلـى الـمـديـنـة الـمنـورة وغـيـرهـا .
المفضلات