بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين , الحمد لله الذي علم بالقلم علم الانسان مالم يعلم , و أفضل الصلاة و السلام على خير خلق الله محمد بن عبد الله و على آله أولياء الله الى قيام يوم الدين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


سأنقل لك أخي الكريم بعض ما كتب عن جامعة البحرين أو بالأحرى كما أسميها أنا فاجعة البحرين .. لستُ أخيفك ولكنني أريد لك الخير فأنا كنتُ طالبة فيها والآن أنسحبت لأنني لا أود أن أخسر عمري ووقتي في جامعة ظالمة تعجيزية لا تقدر الطلبة ولا مجهودهم وأنت فكر مليئاً قبل أن تندم على دخولك لهذهِ الجامعة ..


تفضل أول موضوع كتبهُ أخ بأول يوم له بالجامعة ..



كم تمنيت الانضمام إلى كادرك الطلابي ... عشت قلق المرحلة التي تسبق الدخول إليك. كانت نبضات قلبي تختصر القلق المنتشر في عروقي بسبب هاجس الخوف من عدم التمكن من رؤيتك من الداخل .

سارت الأيام بطيئة قلقة حتى كان ذلك اليوم.هل تعلمين؟؟ لم أنم طوال الليل لكثرة التفكير والقلق الذي راودني .. كيف لا اقلق واللقاء بك كان مقصورا في تلك الفترة الغابرة على فئة معينة دون غيرها . ولكن شاء الله العلي القدير أن أرى اسمي بين المقبولين.. لعلك لا تصدقين لو قلت إنني طرت من السعادة .. بل كنت السعادة بعينها.

قبل ثلاثة أيام من بدء الدراسة كان موعدي للقائي بك لأول مرة بصفتي أحد طلابك .. كان يوم التهيئة..كم تضايقت من هذا اليوم الذي أساء لك ولصورتك التي رسمتها في مخيلتي .. كان مجرد حفل تعارف .. أو لأكن صادقا معك ..كان أكذوبة تعارف . فالكل كان ينمق الكلام المعسول والكل كان ينظر لكاميرات التصوير ليرى نفسه في البرنامج الذي سيذاع في التلفزيون عن ذلك اليوم.

هل تعلمين ؟؟ أول يوم دراسي كان تاريخي بالنسبة لي .. كنت مصمما أن أسجل كل ما يحدث في هذا اليوم في دفتر مذكراتي .. ولكن الموقف الأول في ذلك اليوم جعلني أتراجع عن تلك الفكرة لأتجنب تشويه صورتك في تاريخ مذكراتي .. هل تعلمين؟.. جئتك بحافلة لا تعدو أن تكون حافلة من بدايات القرن التاسع عشر.. غير أن سنة صنعها كانت في منتصف التسعينات من هذا القرن .. على ما يبدو أن صانعها أبى أن يتعب نفسه في ايجاد تصميم لها يتناسب مع هذا التاريخ .. هل تعلمين؟؟ عندما وصلت اليك خجلت ان تريني بتك الوضعية .. وكيف لا والحافلة لعبت دورها بحرفية تامة في الأخذ من هيبتي ووقاري .. كنت أنقط عرقا .. أخال نفسي في تلك اللحظة كمن خرج من منجم فحم أو أحد المصاهر في ألبا .

هل تعلمين؟؟ قابلني رجل الأمن على بوابتك بوجه عابس وكأنني ثقيل على قلبه .. كنت واقفا في صف طويل منتظرا أن يأتي دوري ليتفحص هذا الرجل هويتي وبطاقتي السكانية.. لم تكوني قد جهزت بطاقتي التي تثبت إنتمائي لك .. عتبت عليك كثير ا في تلك اللحظة لأنك لم تراعي شعوري ورجل الأمن يتحقق مني وكأني أحد الأفغان المشبوهين.

هل تعلمين؟؟ عندما دخلت إلى بهوك لم أجد من يرشدني في يومي الأول على شوارعك.. لم أجد مكانا أجلس فيه لأنتظر محاضرتي الأولى .. سألت أحد القدامى ممن ينتمون اليك فأرشدني الى المكتبة التي كانت عاجة بالناس .. هل تعلمين ؟؟ لم يكن لدى هؤلاء مكان آخر غير المكتبة لينتظروا فيه موعد محاضراتهم.

لو تعلمين يا جامعتنا العزيزة.. عندما فوجئت بحجرات خشبية في بعض ممراتك .. سألت أحد المارين عليها عن الهدف من وجودها .. فسكب على راسي ماءً بارداً عندما أخبرني أنها حجر تستخدم كصفوف .. دخلت لأتفحص إحداها فإذا السقف واقف على عمود وحوله ماء الرطوبة ينزل من كل مكان.

هل تعلمين؟؟ لم يساعدني الجوع في مقاومة إغراء رائحة الطعام المنبعث من الكافتيريا المبنية بشكل فلوكلوري .. أخذتني أقدامي إلى هناك وأنا أتشوق لتذوق هذا الطعام الذي يخدر العقل برائحته .. هل تعلمين ؟؟ استغرقت عشرين دقيقة لأستلم ما طلبت لشدة الزحام ..ولكن ياله من حظ عاثر .. لم احصل على كرسي لأجلس عليه حتى استمتع بطعم ما اشتريت .. انتظرت حتى فرغت إحدى الطاولات وذهبت مسرعا إليها وأنا أتحرق لشدة اللهفة لتذوق هذا الطعام .. هل تعلمين؟؟ كنت كالعجوز التى زينت نفسها بالعطر والطيب.

هل تعلمين ؟؟ عدت للمكتبة وأنا أجر أذيال الهزيمة بعد ان هزمتني الرائحة التي لم يسعفني في التغلب على الطعم وضيق المكان .. ولكن هل تعلمين؟؟ استغربت حين وجدت إعلانات عن حفل غنائي ملصوقة على جدرانك.. هل الثقافة والعلم يؤخذان بالرقص والغناء ؟؟ أم هل جدرانك وطرقاتك مكان مناسب لمثل هذا؟؟

هل تعلمين؟؟ مرت الأيام وحلت ذكرى عيدنا الوطني ..كنت منتظرا أن أرى مهرجانا ثقافيا يستعرض التاريخ العريق لهذا البلد.. ولكن هل تعلمين؟؟ لم يكن فيك إلا الاحتفالات الغنائية التي استقطبت لها طاقاتك المالية والادارية التي كنت انت بأمس الحاجة اليها لتعملي لنفسك عمليات تجميل وشد.

هل تعلمين ؟؟ لم اعدد لك كل ما رأيت داخلك.. ولكم هل تعلمين؟؟ ألا يكفي هذا لأقول لك آسف .. آسف يا جامعتي العزيزة .. آسف لانني انتمي لك.

اعذريني فانا لا أستطيع أن أنتمي إاليك بوجداني وعاطفتي .. لكن اقبليني عضو شرف فيك أتلقى دروسي وأرجع سريعا هربا من كل ما فيك .

فاعذريني يا جامعتي العزيزة يا جامعة البحرين ..

يتبع ..