صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 17

الموضوع: علي من الكعبة الى المحراب ( عظم الله لكم الأجر )

  1. #1
    عضو متميز
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    الدولة
    syria
    المشاركات
    275
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    237

    علي من الكعبة الى المحراب ( عظم الله لكم الأجر )

    عَليٌّ (عليه السلام)
    وَليدُ الكَعْبَة ِوَشهِيدُ المِحْراب


    الحمدُ للهِ ربِّ العالمين ...
    والصلاةُ والسلامُ على أشرف الأنبياء والمرسلين..
    أبي القاسم محمد .. وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين ..
    واللعن الدائم على أعدائهم والناصبين لهم العداوة والبغضاء إلى قيام يوم الدين. وبعد :
    من جوف الكعبة الشريفة ومن أقدس بقعة على وجه الأرض كلِّها سطع نور سيد
    الأوصياء وفتح عينيه برؤية الحياة محاط بجدران الكعبة المقدسة وحينما خرجت أمه الطاهرةفاطمة بنت أسد (عليها السلام) تحمله بين ذراعيها من تلك الفتحة التي سميت بالمستجار وقع نظره في وجه الصادق الأمين رسول إله العالمين فكان حديث البدء أانطقه مليك السماوات والأرض فقال وليد الكعبة ما لم يقل قبله إنس ولا جان :
    ( قَدْ أَفلَحَ المؤمنون * الذِّينَ هُمْ في صلاتهم خاشِعون )
    فكانت تلك الكلمات القرآنية هي التي أوضحت نهج إمام المتقين
    علي ابن أبي طالب منذ ولادته


    و في ذلك يقول السيد ألحميري :
    ولدتـْهُ في حَرَمِ الإلهِ و أمنِهِ ,,والبيتُ حَيث فِناؤهُ والمَسِجـِدُ
    بَيضاءُ طاهرةُ الثيابِ كريمـةٌ ,, طابتْ و طابَ وليدُها والمولد
    في ليلةٍغابتْ نحوسُ نُجومِها ..وبَدتْ مع القَمرِ المنير الأسعُدُ
    مـا لُفَّ في خِرَقِ القوابلِ مِثلُهُ.. إلاّ ابنُ آمنـةَ النَّبيُّ محمــدُ

    فكانت حياته سلام الله عليه منذ اللحظات الأولى قد أشرف عليها أبو طالب مؤمن قريش و شيخ البطحاء و الدرع الواقي للرسول الأعظم ( ص) وأمُّهُ فاطمة بنت أسد بن هــاشم وبعد رحيل أبو طالب اشرف حبيب إله العالمين على تربيته ولـم يبلغ الخامسة من عمره بعد، حمله نبي الرحمة إلى داره، وعُني بتربيته، ولازمه منذ طفولته، حتى شبَّ ‘ فكانت كل صفاته الكريمة
    من علم وإيمان وورع و حزم وزهد وتقوى وشجاعة وسخاء وتواضع وعدالة وعبودية وخشوع لله تعالى ثمرة جهود النبي في تربية تلك الذات التي تميزت بطهارة الروح ونزاهة الوجدان فكان وليد الكعبة معجزة رسول الله الثانية بعد القرآن الكريم ... حتى كانت الرسالة والرسول.. فكان أول المؤمنين إيمانا وأخاً للرسول و المدافع والمبيِّن لأحكام الرسالة في مرحلة الدعوة المكية حتى انجلت مليئة بالأحزان والآلام وقد أفصح عن هويته يوم نام مضحياً بنفسه في فراش رسول الله ليلة هجرته إلى المدينة المنوَّرة فأنزل الله تبارك وتعالى
    وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ

    وكان عليٌ يعتز بذلك ويقول
    وقيتُ بنفسي خيرَ مَن وطىءَ الحصى.. ومــَن طافَ بالبيتِ العتيقِ وبالحَجر ِ
    مُحمـــدٌ لمّا خافَ أن يَمكـــروا بــه .. فوقـاه ربــــــي ذو الجَلال من المَكر
    وبتُّ أراعـيهــم متـــــى ينشرونَني .. وقد وَطَّنْتُ نفسي على القتلِ والأسرِ
    وباتَ رســـولُ اللّهِ فـــي الغارِ آمـناً.. هـُنـاك وفــي حفظِ الإله وفــــي سِتر
    أقامَ ثلاثاً ثـــُمَّ زَمـَّــــتْ قَلائــــــصٌ ..قَلائـــِصُ يَفرينَ الحصى أينما تَفـري
    أردتُ نــــَــــــــــــصرَ الإلهَ تبَتُلاً ..وأضمرتُهُ حتّى أوسَّــــــــدَ في قبْري

    ثم كان العهد المدني ووليد الكعبة له الدور الأبرز في الانتصارات التي حققها رسول الله (ص )والمسلمون في كلّ الغزوات التي خاضها ضدّ أعدائهم
    فكان يجاهد بين يدي رسول الله( ص) ممتشقا سيف ذي الفقار مقاتلا على التنزيل لا تأ خذه في الله لومة لائم ‘ فجندل صناديد العرب وشجعانهم وناوش ذؤبانهم وقطع أوصالهم حتى قالوا لا اله إلا الله
    ونعم قول الشاعر
    إن كُنتَ، لِجهلكَ، بالآياتِ.. جَحدتَ مَقام َ أبِي شُبَّرْ
    فاسألْ بَدرا ً واسألْ أُحُداً.. وسَلِ الأحزاب َ وسَل ْ خَيبرْ
    مَنْ دبَّرَ فيها الأمرَ ومن ْ.. أردى الأبطال َ ومن ْ دَمَّرْ
    من هدَّ حُصون َ الشّركِ ومَن.. شادَ الإسلامَ ومنْ عَمّـَرْ
    من قدَّمَـه ُ طه و على .. أهلِ الإيمان لـهُ أَمَّرْ
    أحييت َ الدّين َ بأبيضِ ِ قد .. أودعت َ به الموت َ الأحمر
    قُطباً للحرب ِ يُديرُ الضرب ..ويجلو الكربَ بيوم الكَرْ
    فاصدع ْ بالأمر فناصِرُكَ الـ .. ـبَتَّارُ وشانِئـُكَ الأبتـرْ
    مَن غيركَ من يُدْعى للحربِ ..وللمحرابـــــــــــــــــــــِ وللمنبَـرْ
    فلما كانت حجة الوداع وانتهت مناسك الحج وانطلق الحجيج بمسيرة العودة مائة وعشرون ألف مسلم يتوسطون خير خلق الله

    في حجة الوداع وعند غدير خم هبط الأمين جبرائيل بهذا النداء ....
    ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ)
    فاذا بالنبي يقف خطيبا على منبر صُنع له من أحداج الإبل فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:
    الحمدُ لله ونستعـينه ونؤمن به ونتوكل عليه‘ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا‘ الذي لا هادي لمن أضل‘ ولا مضل لمن هدى‘ واشهد أن لا اله إلا الله وان محمدا عبده و رسوله
    أما بعدُ : أيها الناس قد نبأني اللطيف الخبير : انه لم يُعمِّر نبي إلا مثل نصف عمر قبله واني أوشك أن أُدعى فأجيب
    وإني مسؤول وأنتم مسؤولون، فماذا أنتم قائلون؟
    قالوا : نشهد أنك قد بلغت ونصحت وجاهدت فجزاك الله خيراً
    إلى أن يقول ألستُ أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا بلى
    ثم أخذ بيد علي فرفعها حتى رئي بياض آباطيهما وعرفه القوم أجمعون فقال :
    (مَن كنتُ مولاه فهذا عليٌ مولاه اللهم والِ مَن والاه، وعادِ مَن عاداه واُنصر من نصره وأخذل من خذله، وأدِر الحقَّ معه حيثما دار ألا فليبلغ الشاهد الغائب)

    و لما فرغ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) من خطبته نزل وأمر المسلمين أن يبايعوا علياً بالخلافة ويسلِّموا عليه بإمرة المؤمنين فتهافت عليه الناس يبايعونه، وجاء الشيخان: أبو بكر وعمر إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وقالا: هذا أمر منك أم من الله؟ فقال النبي: وهل يكون هذا عن غير أمر الله؟ نعم أمر من الله ورسوله فقاما وبايعا، فقال عمر: السلام عليك يا أمير المؤمنين بخ بخ لك لقد أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة ...
    فقال بن عباس : وجبت والله ِ في أعناق القوم .
    وبذالك يقول شاعر الرسول حسان بن ثابت:
    يا رسول الله أقول في علي شعراً؟ فقال رسول الله(صلّى الله عليه وآله): افعل، فقال:
    يناديهـــمُ يومَ الغديرِ نبيُّهـــــــم.. بخُمٍ وأسْمِع بالنبــــي مناديــــــا
    وقد جاءَهُ جبريلُ عَن أمرِ ربــه ..بأنَّكَ معصومٌ فلا تــَــكُ وانيــــــا
    وبلّغهمُ ما أنزلَ اللهُ ربُّهم .. إليكَ ولا تخش هناك َ الأعاديا
    فقامَ به إذ ذاك رافــــــعَ كفِّــــه.. بكفِّ عــليٍّ مُعلنَ الصوتِ عاليــا
    فقال: فمن مولاكمُ ووليّكــــــم؟ ..فقالوا ولم يُبدوا هناك تعاميـــــا
    إلهــُـكَ مولانـــا وأنت وليُّنـــــا ..ولن تَجِدنْ فينا لك اليوم عاصـيـا
    فـقــال لـــه قُم يا عليُّ فإنَّنــي ..رضيتُك من بعدي إماماً وهاديـــا
    فَمـَن كنـتُ مـولاه ُفهذا وليـُّـــه ..فكونوا له أنصارَ صدقٍ مواليـــا
    هـناك دعا: اللهــم والِ وليـــُّـه ..وكـُـن للذي عادى عـلياً مُعـاديـــا
    فيا ربِّ أنصر ناصريه لنَصرِهِم.. إمامَ هدىً كالبدرِ يجلو الديـــاجيا
    عمار ابو الحسين


  2. #2
    عضو متميز
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    الدولة
    syria
    المشاركات
    275
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    237

    رد: علي من الكعبة الى المحراب ( عظم الله لكم الأجر )

    فكانت الولاية من بعد النبوة وكان وليد الكعبة من بعدالحبيب المصطفى يحفظ الرسالة المحمدية المقدسة وقد ورد في الحديث عن رسول الله : { إن هذا أخي ووصي وخليفتي من بعدي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا } ( فهل تجد عبارة أصرح من هذه العبارة للنص على الخلافة والإمامة) ؟ فتهافت عليه الناس يُسَلِّمون عليه بإمرة المؤمنين...

    وقبيل انتهاء السلام على أمير المؤمنين علي صلوات الله عليه ‘ تصل البشارة الإلهية بيد الأمين جبرائيل إلى الحبيب المصطفى

    ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا )
    و مرت الأيام ورحل الرسول الكريم
    والتحق بالرفيق الأعلى مخلفا ً فيهم الثقلين كتاب الله وعترته ...
    ياترى ماذا صنعوا بعد رسول الله
    نحو عليا عن منصبه الإلهي ' وغصبوا حقه وحاربوه فصبر على كل هذه الأمور أشدَّ الصبر ‘ حتى قضى نحبه شهيدا في محرابه ‘ وهو يشكوا إلى الله والى رسوله ‘ من هذه الأمة الجافية الظالمة مما صنعوا به .
    فصبر على ما كان يراه من أعداء الدين إذ راموا أن يُطفئوا نوره أو يشوهوا صورته النقية الطاهرة .. هيهات هيهات لأن الله تعالى يأبى له ذلك ورسوله والمؤمنون ..
    { يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ }
    وبعدأن نُهِبَ حقه ‘ قتلت زوجته وجنينه ‘ و أُخذ عُنوة من الدار حتى المسجد للبيعة أمام الملأ وهو قد صبر على كل هذه المصائب ‘ لأنه كان مقَيَّدا بوصيةٍ من رسول الله حتى لا تستغل مثل هذه النزاعات بينه وبين اعدائه من قبل اولائك الذين كانوا يتربصون بالإسلام وأهـله . وأنعم بمن قال قسما ما قيدوا ذاك الأبي إنِّما قيَّده أمرُ النبي
    فهو لا يؤسرُ بل لَم يُقرَبِ حينما في ساحةِ الحربِ يصول
    حتى انقضت الخمسة والعشرون عاما ً وعلي جليس الدار فكان أول مظلوم من العترة الطاهرة التي خلّفها الرسول الكريم من الثقلين الذي قال ما إن تمسكتم بهما لن تظــلّوا بعدي أبدا ..... وفي تلك الفترة جمع علي القرآن الكريم ووضع أُسس العلوم للتفسير والفقه والأصول والفلك والفيزياء والكيمياء
    وبان فظله في المواقف والعجائب في سائر العلوم والأحكام حتى عرف الناس أن لاسبيل إلاّ لمن قال (سلوني قبل أن تفقدوني) فأقتربت الساعة وكأنها رجعت الى الوراء وكأن عهد رسول الله قد عاد فانْثَالُوا عَلَى نفس الرسول وزوج الزهراء البتول مِنْ كُلِّ جَانِب، حَتَّى وُطِىءَ الحَسَنَانِ، يطالبونه بالقيام بأمر الخلافة
    فلما نهض بأتعابها نهضت الجاهلية الجهلاء بمواجهته
    فأشعلوا نار الحرب بمقاتلته فقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين على التأويل كما قاتل بين يدي رسول الله على التنزيل
    فلا مساومة عند وليد الكعبة على حساب كتاب الله وسنة نبيه
    فتآمروا باغتياله مرات عديدة أهل الترف وعشاق الدنيا وعبدة المال
    فكان القدر المشؤم مقدَّرا أن ينزل عليه في الشهر الفضيل وفي ليلة القدر
    من مؤامرة اشترك فيها الخوارج ‘ وبالتنسيق مع رأس الكفر والنفاق
    معاوية ابن أبي سفيان ‘
    فكمُنَ له أشقى الأولين والآخرين ابن ملجم ‘ وهو مشغول بذكر الله
    في قلب المحراب ‘ وفي بيت من بيوت الله ‘
    فضربه على رأسه الشريف وهو بين يدي الله عز وجل فوقع وليد الكعبة
    في المحراب يخور بدمه الطاهر وهو يقول فزت ورب الكعبة فكانت الولادة
    من الكعبة وكان الخلود الأبدي لوليد الكعبة وشهيد المحراب بعطائه الفكري وخدماته الجليلة وتواضعه الكبير وسيرته العطرة التي انطلقت من بيت الله ولتنتهي في المحراب في قلب بيت ٍ من بيوت الله عز وجل .
    ونعم القائل
    عندَ خيطِ الفَجرِ ‘ والفجْرُ بيوم الحشر يشهَدْ
    خُضِّبَ المحرابُ ظُــلماً ‘ فغدا الإصباح أسو دْ
    سَيقولُ الفجرُ : يا من في السما ‘ والأرضِ يُعبَدْ
    صُرِعَ المولى عليٌ ‘ ساجداً هــاجـــئتُ أشهَدْ
    ******
    ضجَّتِ الكوفةُ ذاك اليوم َ ‘ واسوَدَّت سماها
    حينَ ناح المسجدُ الكُوفيُّ ‘ مِن خطبٍ دَهاها
    فالذي طاحَ ‘ وهَزَّ الأرضَ ‘ فيهِ ‘ نفسُ طه
    والذي راح َ بهذا الفجر ِ ‘ للناس حماها
    عمار ابو الحسين


  3. #3
    عضو متميز
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    الدولة
    syria
    المشاركات
    275
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    237

    رد: علي من الكعبة الى المحراب ( عظم الله لكم الأجر )

    السلامُ على وليدِ الكعبةِ وشهيدِ المحراب دونَ الخلقِ أجمعين.
    السلامُ على مَن أسلَمَ قَبْلَ أن يُسْلِمَ الناس بسبعِ سنين .
    السلامُ على مَن بات في فراش رسولِ اللهِ وهو من الموقنين .
    السلامُ على الموفي عَن رسولِ اللهِ كلَّ وديعةٍ و دَين.
    السلامُ على أخي رسولِ اللّهِ وابن عمِّه ِدون الناس أجمعين .
    السلامُ على مَن بـايَـعَ البَيعَتين .. وصلَّى القبلتين .
    السلام على نفس رسولِ الله ِو مَن لمْ يكفرْ باللّهِ طرفةُ عين.
    السلام زوجِ الزهراء البتول و ابنةِ أشرف الأنبياء والمرسلين .
    السلام على والدِ الرَّ يحانتين و قسيمِ الجَنَّة والنارِ يومَ الدِّين.
    السلام على مُظهرِ العَجائب أبي السِّبطين , الحسنَ والحُسين.
    السلام على أسدِ الله ِالغالب ومُمَزق الكتائب وقـاتـِلِ الناكثين .
    السلام على يعسوبِ المؤمنين و مولى الموحّدين.
    السلام على سيَّدِ العَرَبِ والعَجَمِ أجمعينْ .
    السلام على و صيِّ رسولِ الله وخليفتِه ِ و يعسوب المسلمين .
    السلام على حِصنِ اللهِ الحَصين الذي مَن دَخلَهُ كانَ منَ الآمنين.
    السلام على والد الأئمة الميامين مِن آل طه ويا سين.
    السلام على وارثِ علومِ الأولينَ والآخرين ونور المجاهدين .
    السلام على كاتب ِالوحي الأمين و جامع آيات الذكرفي القرآن المبين .
    السلام على صاحبِ رايةِ رسولِ الله في كلِّ حين .
    السلام على البَطلِ الهُمام يومَ بدرٍ وأُحُدٍ والأحزابَ وخيبر وحُنَين
    السلامُ على مَن قال في حقِّهِ حبيب الهِ العالمين أبي القاسِمِ مُحمد

    أشقى الآخَرين َ الّذي يطعَنُكَ يا عَلي
    أعلمُ أمّتي مِن بَعدي عَلي
    اللهمَّ لا تُمِتني حتَّى تُريَني وَجهَ عَلي
    إنَّ اللهَ أَمرني أن أُزَوِّجَ فاطمِة َمِن ْ عَلي
    إنَّ الله َ جَعلَ ذُريَّة َ مُحمََّدٍ مِنْ صُلْبِ عَلي
    إنَّ أوَّلَ أهلِ الجَنَّةِ دُخولاً إليها عَلي

    إنَّ أوَّ ل َمَن صلّّى مَعِي عَلي .
    إنَّ على الصِّراطِ لَعَقَبَةً لايَجوزُها أحدٌ الاّ بجوازٍ مِنْ عَلي .
    أُوصي مَن آمَنَ بي وصَدَّ قني بولايةِ عَلي .
    أوَّلُ ثُلمة ٍ في الأسلام مُخالفَةُ عَلي .
    أوَّلُكُم وارداً علَيَّ الحَوضِ أولُكُم إسلاماً عَلي .
    زيِّينوا مَجالِسَكُم بذِكْرِ عَلي .
    سُدُّو أبوابَ المَسْجِدِ كُلُّها إلاّّ بابَ عَلي .
    عنوانُ صحيفة المؤمن ِ حبُّ عَلي .
    لاسَيفَ الاّ ذو الفِقار ولا فَتى إلاّّ عَلي .

    لا يُبلِّغُ عَنِّي إلاَّ أنا و عَلي
    لا يَدْخُلِ الجَنَّة إلاَّ مَنْ جاءَ بجَوازٍ مِنْ عَلي
    لا يَقضي دَيني غيري أو عَلي
    لِكُلِّ نبيٍ خَليل ٌ وإنَّ خليلي وأَخي عَلي
    لِكُلِّ نبي ٍّ صاحِب ُسِرٍ وصاحِبُ سِرِّي عَلي
    لكل نبيٍّ وصيٌ ووارثٌ وإنَّ وصيي ووارثي عَلي
    مَنْ سَرَّه أن يَنظُرَ إلى سَيِّدِ شبابِ العَرَبِ فَلينظُر إلى عَلي
    مَنْ كُنتُ مَولاهُ فأن ََّمَولاهُ عَلي
    يا أيها الناسُ أوصِيكُمْ بِحبُِّ ذي أقربيها وأخي وابنُ عمي عَلي
    يَفتَخِرُ يَومَ القيامَةِ آدَمُ بابنِهِ شَيثَ وأَفتخرُ أنا بِ عَلي
    عمار ابو الحسين


  4. #4
    عضو متميز
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    الدولة
    syria
    المشاركات
    275
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    237

    رد: علي من الكعبة الى المحراب ( عظم الله لكم الأجر )

    علي ٌّ أخي في الدُّنيا والآخِرَةِ
    علي ٌّ أعلَمُ النَّاسِ بالله
    علي ٌّ إمامُ البَرَرةِ وقاتِلُ الفَجَرَةِ
    علي ٌّ أميرُ المؤمنينَ وسَيِّدُ المُسلِمينَ
    عليٌّ أوَّلُ مَنْ آمَنَ بي وصَدَّقَني
    علي ٌّ بابُ حِطَّةٍ مَن دَخَلَ مِنْهُ كانَ مُؤمِنا ً
    علي ٌّ بابُ عِلمي ومُبَيِّنُ لأُمَّتي ما أُرسِلْتُ بهِ مِنْ بَعدي
    علي ٌّ خَيرُ البَشَرِ فَمَنْ أبى فَقَدْ كَفَر ْ
    علي ٌّ رايةَ الهُدى ومَنارَ الإ يمان
    علي ٌّ طاعَتُهُ طاعَتي ومَعصيتُهُ مَعصِيتي
    علي ٌّ بَيِّنَةٍ مِنْ ربِّه وأنا الشاهِدُ مِنهُ علي ٌّ قَسيمُ النّارِ والجَنَّةِ
    علي ٌّ مَعَ الحَقِّ والحَقُّ مَعَ عَلي
    علي ٌّ مَعَ القُرآن والقُرآنُ مَعَ عَلي
    علي ٌّ ملئٌ إيماناً إلى مُشاشِه
    علي ٌّ مِنِّي بمَنزلةِ رأسي مِنْ بَدَني
    علي ٌّ مِنِّي بمَنزلةِ هارونَ مِنْ موسى
    علي ٌّ مني وأنا منه وهو وليُّ كلِّ مؤمن ومؤمنة
    علي مني وانا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي
    علي مولى من كنت مولاه
    علي ٌّ هو نفسي وأنا نفسُهُ
    علي ٌّ وشيعتُهُ همُ الفائزون
    علي ٌّ يَزهرُ لأهلِ الجنَّة
    عليٌّ يعسوبُ المؤمنين
    علي ٌّ يقضي دَيني ويُنجِزُ مَوعدي
    السلامُ علىابن شيخ البطحاء ‘ أبي طالب والد أمير المؤمنين .
    السلامُ على ابن كافل رسول الله حتى فاز بالرضوان المبين .
    السلامُ على ابن من أشرفت على تربية رسول اله العالمين ,
    السلام على مَن باهلَ بهِ خير الخلق أجمعين ..
    حيث دعا رسولُ الله الحسنَ والحُسين وعليُ و فاطمةَ (عليهِمُ السلام)
    امتثالا لقوله تعالى
    { فَمَنُ حاجَّكَ فيه مِن بَعدِ ما جاءكَ مِنَ العِلمِ.. فَقُل تعالَوا نَدعُ أَبناءَنا وأبناءَكم ونِساءَنا ونساءَكُم وأنفُسَنا وأنفُسَكُم ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعنةَ اللهِ على الكاذِبين}
    السلام على صاحبِ بيعة الغدير ... ومن قال في حقِّه النبيِّ ألأمِّيِّ الكريم :
    {من كنت مولاه فهذا علي مولاه .. اللهم وال مَن والاه .. وعادي من عاداه .. وانصُر من نصره ..واخذل من خذ له..}
    إنّ المحبّةَ لِلْوَصِيِّ فريضةُ أَعني أميرَ المؤمنينَ عَلِيّا قَدْ كلّّفَ اللهُ البَرِيَّةَ كُلِّها واختارَهُ لِلْمؤمنينَ وليّا
    عمار ابو الحسين


  5. #5
    عضو متميز
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    الدولة
    syria
    المشاركات
    275
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    237

    رد: علي من الكعبة الى المحراب ( عظم الله لكم الأجر )

    وقد روي أنَّ رسولَ الله قد أخبرَ علياً بأنه ينال الشهادة في سبيل الله .
    ففي يوم الخندق لما ضربه عمرو بن عبد ود على رأسه كانت الدِّماء تسيلُ على وجهه الشريف …
    فقامَ رسولُ الله يشُدُّ جُرحَهُ بيده ويقول له :
    { أين أنا يوم يضربك أشقى الآخَرين على رأسِك ويَخضِبُ لحيتَك من دم ِ رأسك }.
    وفي آخر جمعة من شهر شعبان خطبَ رسولُ الله
    وذكر ما يتعلق بشهر رمضان من الطاعة والغفران …
    فقام عليٌ وقال: يا رسولَ الله ما أفضلُ الأعمال في هذا الشهر؟
    فقال: يا أبا الحسن …
    أفضلُ الأعمال في هذا الشهر الورع عن محارم الله عز وجل، ثم بكى
    فقال ..علي ٌ(ع ) ما يُبكيكَ يا رسولَ الله ؟
    فقال: ( ص ) يا علي..أبكي لما يُستحلُّ منك في هذاالشهرالشريف
    كأني بك وأنت تُصلِّي لربك وقد انبعث أشقى الأولين والآخَرين شقيق عاقرُ ناقةِ صالح ، فيضربُك ضربة على قَرنك فيَخضِبُ منها لحيتِكَ مِن دمِ رأسِك .. .
    قال أمير المؤمنين ( ع ) يا رسولَ الله.وذلك في سلامة ٍمن ديني ؟
    فقال ( ص) نعم في سلامةٍ من دينِك . فقال الحمد لله

    ولما اقبلَ عبدُ الرحمن بن ملجم ليُبايعهُ ‘ نظرَ عَليُّ في وجهِ طويلاً ، ثم قال له: إن سألتُكَ عن شيء هل أنت مخبرُ عنه؟ قال : نعم ، فقال هل مررتَ برجُلٍ وقد أيفعت .. فنظر إليك نظراً حاداً .. وقال أشقى من عاقرِ ناقة ِصالح ؟ قال: نعم . قال وهل أخبرَتك أمُّكَ أنَّها حَمَلَتْ بك في بعض عدَّتها ؟ فتَتَعْتَع هُنيئة ً ثم قال: نعم فقال : قُم ْ ياهذا .. سمعتُ رسولَ الله يقول { قاتِلُكَ شبه اليهودي بل هو اليهودي }
    وقد تكرر منه (عليه السلام) أن رأى ابن ملجم : فكان يقول .. أريدُ حَياتَه ويُريدُ قتلي عذيرك من خلياك من مراد وفي آخرِ أيامِ حياتهِ كان يُخبرُ الناس بشهادته ..فيقول: ألا وإنكُم حاجُّوا العامَ صفاً واحداً ، وآيةُ ذلك أَنِّي لستُ فيكم فعَلِم الناس أنَّهُ يَنعى نفسه، ولم يكتفِ بذلك بل كان يدعو .. ويسألُ من اللهِ تعالى تعجيلَ الوفاة، وتارةً كان يكشف عن رأسه وينشُرُ المُصحفَ على رأسه ويرفع يديه للدُّعاءِ قائلاً: اللَّهُمَّ إنِّي قد سَئِمتُهم وسَئموني ومَللتهم وملُّوني، أَما آن أن تُخضَبَ هذه من هذا * ويشير إلى هامَتِه ولِحيَته .
    عمار ابو الحسين


  6. #6
    عضو متميز
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    الدولة
    syria
    المشاركات
    275
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    237

    رد: علي من الكعبة الى المحراب ( عظم الله لكم الأجر )

    وروي أنَّه أَخبر أبنته أم كلثوم بأنه رأىفي المنام نبيُّ الرحمة وهو يمسح الغبار عن وجهه ويقول: يا علي لا عليك، قضيت ما عليك
    وقد بَلَغَ وليدُ الكعبةِ مِن العمر ثلاثاً وستين سنة عاشها سلام الله عليه منذ اللحظة الأولى هموم الرسالة وآلامَها جنبا إلى جنب مع أشرف خلق الله
    و لمَّا دخل شهرُ رمضان سنة أربعين للهجرة كان يفطر ُ ليلةً عند الحسن وليلةً عن الحسين وليلةً عند ابنتِه زينبَ الكبرى عليهم السلام
    وفي الليلةِ التاسعة عشر كان إفطارُه في دار ابنتِه زينبَ الصغرى المكنَّاتْ بأُمِّ كُلثوم فقدَّمَت له إدامين في طَبقٍ واحد فيه قرصان من خبز الشعير ، وقُصعَةٍ فيها لبن … وجَريشُ ملح فقال لها .. بُنيَّة .. قد عَلِمتِ أنني متبِّعُ ما كان يصنعُ أخي وحبيبي
    { ما قُدِّمَ له إدامان في طبق واحد حتى قبضه الله إليه مُكَرّماً }
    إرفعي أحدَهُما ..إعلمي يا ا بنتي
    { ما مِن عبدٍ طابَ مأكلُهُ ومشرَبُهُ في الدُّنيا الاّ وطالَ وقوفَهُ بين يدي الله عز وجل يوم القيامة} . فرفعَت ِاللبن بأمرٍ منه وأفطر بالخبز والملح. ثم حمِد الله وأثنى عليه‘ وكان لا يزيد على ثلاثِ لُقم فقيل له في ليلةٍ ولمَ ذلك ؟
    فقال { يأتيني أمرُ الله وأنا خميصٌ }

    ثم قامَ إلىمُصَلاَّه ، فلم يَزل راكعاً وساجداً ومبتهلاً ومتضرعاً إلى الله تعالى،حتى انقضى وطرُ مِن الليل .. وكان بين الفينة والأخرى يخرج من الحجرة وينظرُ في السَّماء
    ويقول: هي، هي والله … الليلة ..التي وعدَنيها حبيبي رسولَ الله
    وهو يقول … اللهم بارك لنا في لقاءِك ..
    ويُكثرُ من قول (لا حول ولا قوة إلا بالله ألعلي العظيم)
    ثم صلَّى حتَّى ذهبَ بعضَ الليل ، و جلس للتعقيب، فنامت عَيناه وهو جالس، ثم انتبهَ من نومته مرعوباً، مضطرباً وهو يقول اللهم بارك لي في الموت ويُكثر من قول: (أنا لله وأنا إليه راجعون) ويُصلى على النبي وآله ويستغفر الله كثيرا ..
    قالت أم كلثوم فلما رأيتَهُ في تلك الليلة قَلِقاً مُتَمَلمِلاً كثيرَ الذكر والاستغفار أرَقَّت ْ معهُ ليلتي … وقلتُ يا أبتاه ما لي أراك هذه الليلة لا تذوق طعمَ الرُّقاد ؟
    قال: يا بنية إن أباكِ قتلَ الأبطال وخاض الأهوال‘ وما دخل الخوف له جوفاً، وما دخل في قلبي رعب … أكثر مما دخل في هذه الليلة من هيبةِ لقاء الله عزوجل ..
    ثم قال : (أنا لله وأنا إليه راجعون)
    ثم خرج يُقَلِّبُ طَرفَه في السماء وينظرُ في الكواكب وهو يقول:
    والله ما كَذِبتْ ولا كُذِّبْتْ، وإنها الليلة التي وعِدْتُ بها
    {ليلةُ ما أصبحت إلاّّ وقد غلبَ الغيُّ على أمرِ الرَّشادِ
    والصلاحُ انخفضَت أعلامُهُ وَ غدَت تُرفعُ أعلامَ الفسادِ}
    فقلت يا أبه ما لكَ تنعى نفسك ؟
    قال: بُنيَّة قد قرُب الأجَل وانقطَع الأمَل
    فبكيت أم كلثوم
    فقال .. يا بنية لا تبكي فإني لم أقُل ذلك إلا بما عَهِدَ إليَّ النبي
    ثم وضع رأسُه على الوسادة وطوى ساعةً ثم استيقظ من نومِه،
    قال يا بنية إذا قَرُب الأذان فأعلميني فرجع إلى مصلاّه فما زال بين قائم وقاعد
    وراكعٍ وساجد متضرعا إلى الله سبحانه وتعالى ‘
    قالت أم كلثوم: فجعلت أرقُب الأذان فلما لاح الوقت أتيتُهُ ومعي إناء فيه ماء، فأسبغ الوضوء، فقام ولبس ثيابه وفتح بابَه

    ثم نزل إلى الدار وكانَ في الدار إوز قد أُهدِيَ إلى أخي الحسين فلما نزلَ خرجن وراءه ورفرفن، وصحن في وجهه
    فقال (عليه السلام): لا إله إلا الله
    صَوائِحٌ تتبَعُها نوائِح ….. وفي غداة غد ٍ يَظهَرُ القضاء
    فلما وصل إلى الباب فعالجَهُ ليفتَحه فتعلَّق الباب بمئزره فانحل مئزرُهُ حتى سقط فأخذه وشدَّه وهو يقول :
    أُشدُدْ حَيازيمكَ للموت فإنَّ المــوتْ لاقيكا
    ولا تجـزعْ مِنَ الموتِ إذا حـلَّ بواديكا
    كما أضحككَ الدَّهرُ كذاكَ الدَّهر يُبكيكا

    ثم قال : اللهُم بارك لنا في الموت .. اللهم بارك لنا في لقائك
    قالت أم كلثوم: وكنت أمشي خلفَهُ فلمَّا سمعتُهُ يقول ذلك
    قلتُ: واغوثاه يا أبتاه أراك تنعى نفسَك منذُ الليلة
    قال: يا بنية ما هو بنِعاء ولكنَّها دلالاتٌ وعلاماتٌ للموت يتبعُ بعضها بعضاً،
    فامسكي عن الجواب، ثم فتح الباب وخرج مُتَّجِهاً نحو المسجد
    وقد أنشأ (ع ) يقول :
    خلّوا سبيل المؤمن المجا هِدِ في الله ذي الكتب وذي المشاهدِ
    في الله لايُعبَدُ غيرُ الواحدِ ويُوقِضُ الناس َ إلى المساجِدِ
    عمار ابو الحسين


  7. #7
    عضو متميز
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    الدولة
    syria
    المشاركات
    275
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    237

    رد: علي من الكعبة الى المحراب ( عظم الله لكم الأجر )

    تقول كريمتُهُ: فجئتُ إلى أخي الحسن فقلت: يا أخي قد كان مِن أمرِ أبيك الليلة كذا وكذا وهو قد خرج في هذا الليل الغَلِس فالحقهُ ... فقام الحسن بن علي
    وتبعَهُ فلَحِقَ به.. قَبلَ أن يدخُلَ المسجد فسلَّم عليه وقال ..
    أبة ما الذي أخرجَك في هذا الوقت ؟ فقال رؤيا رأيتُها أهـــالتني وأزعجتني ‘
    فقالَ الحسَن ُ أبة خيراً رأيت وخيراً يكون أنشا ء الله ‘
    فقال أمير المؤمنين رأيت ُ....كأنَّ جَبرئَيل قد نزلَ مِنَ السماء على جَبل أبي قُبَيس .. فأخذَ منهُ حَجَريين كبيرين وجاءَ بهما الى سطحِ الكعبةِ
    فضربَ أحدُ هما بالآخر فصيَّرهُما رَميماً ثم ذَرّى ذلكَ الرميم في الهواء فلم يبقَ بيتْ في مكةَ ولا في المدينة الاّ ودخلهُ من ذلك التراب شيء ‘ فقال الحسَنُ .. أبة وما تأويلُ رؤياك ؟ فقال يابُني إنْ صَدَقَت رؤياي ... فإنَّ أباكَ مقتول .. ولا يبقى بيتْ في مكةَ ولا في المدينة الاّّ ودَخلَهُ من أجلي
    همٌّ وغمٌ ومصيبة ... فقال الحسن مكتئباً .. أبة ومتى يكون ذلك

    فقال يا بُنيَّ إن الله تعالى يقول ..
    { وما تدري نفسٌ ماذا تكسِب غداً وما تَدري نفسٌ بأي أرضٍ تموت}(1)
    ولكنْ عَهِدَ اليَّ حبيبي رسولَ الله أنَّ ذلك يكون في العشر الأواخر من شهر رمضان ‘ فقال الحسن سلام الله عليه ..
    أبة ومن الذي يقتلُك ؟ قال يقتُلُني عبد الرحمن ابن ملجم المرادي .. فقال الحسن.. أبة وهل من سبيلٍ للوقوف أمامَه .. فقال نعم .. القتلُ يابُني ‘
    ولكن يا أبا محمد { أنت تعلم أنه لا يجوز القِصاص قبلَ وقوع الجناية .. }
    فقال الحسن سلام الله عليه إذَن يا أبة دعني أمضي معك ... فقال عليٌّ ‘
    روحي فداه .. بُنَي بحقي عليك الاّ ما رجِعت الى بيتك ‘
    فرجع الحسَنُ سلام الله عليه إلى الدار .. وإذا بزينب وأم كلثوم وبنات
    أمير المؤمنين قد اجتمعن في الدار محزونات مكروبات ‘
    وأما عدو الله عبد الرحمن بن ملجم فقد جاء تلك الليلة ‘ وبات في المسجد
    ينتظر طلوع الفجر ‘ ومجيء الإمام أمير المؤمنين علي ابنِ أبي طالب للصلاة ‘
    وهو يفكر بالجريمة العظمى التي جُنِّدَ لها من زمرة الغدر والنفاق الخارجين على إمام زمانهم.. وكان معه شخصان من الخوارج هما :
    شبيب بن بَحرة .. و وردان بن مُجالد .. يساعدانه على إغتيال وليد الكعبة و نفسُ الرسول ، وزوج الزهراء البتول، و سيفُ اللّه المسلول و أميرُ البررة، و قاتلُ الفجرة، وصاحبُ اللواء ، و سيِّدُ العَرب والعجم، و كاشف الكَرْب،و الصِدِّيق الأكبر، والفاروق الأعظم أبو الريحانتين، الحسن والحسين سبطي رسولِ الله
    وأقبل الأمام حتى دخل المسجد فصلَّى ساعةَ حتى طلع الفجر ، فصَعِدَ المأذنة رافعاً صوته بالأذان فلم يبقَ في الكوفةِ بيت إلا اخترقهُ صوتُه
    ثم نزل عن المأذنة وهو يسبِّحُ الله ويُكَبِّرُه، ويُكثرُ من الصلاةِ على سيد الكونين ومولى الثقلين محمدٍ وكان يتفقَّد النائِمين في المسجد ويقول: الصلاة، الصلاة
    يرحمُكم الله ‘ ثم يتلوا { إنَّ الصلاةَ تنهى عَن الفحشاء والمنكر}
    ولم يزل يفعل ذلك إلى أن انتهى إلى ابنِ ملجم وهو نائم على وجهِهِ وقد أخفى سَيفَهُ تحت إزاره
    فقال له الإمام : يا هذا قُم من نومِكَ هذا فإنها نومةُ يَمْقُتُها الله‘
    وهي نومَة الشيطان، ونومة أهلِ النار ... بل نَم على يمينك فإنها نومةُ العلماء ،
    أو على يسارك فإنها نومة الحُكماء ، أو نَم على ظهرك فإنها نومةُ الأنبياء
    ثم قال له : لقد هَمَمْتَ بشيءٍ تكادُ السماوات يتفَطَّرن منه وتنشقُ الأرضُ وتخِرُّ الجبال هداً ، ولو شِئت لأنبأتك بما أخفيتَ تحت ثيابك ، فتحرَّك الشقي موهِماً كأنَّهُ يريدُ القيام ولكنَّهُ لم يَقُم فتركه الأمام وأقبل حتى وقف في محرابه ، فأذَّن للصلاة وأقامَ وكبَّر ، وقد اصطفَّت الصفوف خلفَهُ ..
    وكان (عليه السلام) يطيل الركوع والسجود ، فقام الشقي لعنهُ الله وأقبلَ مُسرِعاً يمشي حتى وقف بإزاء الاسطوانة التي كان يصلي عندها الإمام ، فأمهلَهُ حتى صلَّى الركعةَ الأولى وسجدَ السجدة الأولى ورفع رأسَهُ منها ، فشَدَّ عليهِ اللعين ابنَ ملجِم ‘ فضَرب الإمام على رأسِهِ ضربةً شَقَّتْ هامتَهُ الشريفة ، الى موضعِ سجودِه‘
    فوقعَ وليد الكعبة في المحراب قد خُضِّبتْ شيبتُه من دمِ رأسه ..

    وهو يقول: بسم الله وبالله وعلى ملَّةِ رسول الله ؛ ثم قال َ{ فزت ُوربِّ الكعبة}
    فاصْطفقَتْ أبوابُ المسجد‘ وضجَّتْ الملائكةُ في السَّماء ‘وهبَّتْ ريحُ عاصفٌ سوداء مظلمة
    عمار ابو الحسين


  8. #8
    عضو متميز
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    الدولة
    syria
    المشاركات
    275
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    237

    رد: علي من الكعبة الى المحراب ( عظم الله لكم الأجر )

    ونادى جبرائيل بين السماء والأرض تهدمت والله أركان الهدى..
    وانطمست والله نجوم السماء وأعلام التقى ..
    وانفصمت والله العروة الوثقى
    قُتِلَ ابنُ عمِّ المصطفى .. قُتِلَ الوصِيُّ المجتبى قُتِلَ علي المرتضى... قُتِلَ سيد الأوصياء ..
    قَتَلهُ أشقى الأشقياء
    فاستولت الدهشة والذهول على الناس وبادروا إلى ولي الله‘ و حبيب رسول الله وقد صُرِعَ في محرابه متشحطاً بدمه ‘ واقبلَ إليه أولاده .. ينادون وا أبتاه
    وا إماماه واعليا
    ثم أقبل الأمام الحسن إلى أبيه سلام الله عليه وإذا بالدِّماء قد فاضَتْ على وجهه
    و الضربة وقعت على مكان تلك الضربة التي ضربَه عمرو بنِ عبدِ ود في واقعة الخندق ، و قد أتم الأمام صلاته إيما ءً من جلوس . فجعل يشُدُّ الضربةَ ويضع التراب على رأسه .. وهو يقول :
    { مِنْـها خَلَقْنَاكُـمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى}
    { هَذَا مَا وَعَدَنا اللهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ } فلما سمعت زينب نعي جبرائيل...
    لطمت على وجهها وصاحت: وا أبتاه وا علياه.
    قَتلوهُ وهوَ في مِحرابهِ طاويَ الأحشاءِ عن ماءٍ وزادِ
    عاقرُ الناقةِ معْ شِقوتهِ ليس بالأشقى من الرجس المرادي
    فلقدْ عمَّمَ بالسيف فتىً عمَّ خلق الله طُراً بالأ يادِ
    فبكتهُ الأنسُ والجنٌ معاً وطيورُ الجو معْ وحشِ البوادي
    وبكاه الملأ الأعلى دماً وغدا جبريلُ بالويل ينادي
    هُدِّمت والله أركان الهدى حيث لا مِن مُنذر فينا وهاد
    هذا وقد عصَّبوا رأسَ أميرِ المؤمنين ..
    وقد علتهُ الصُفرَةُ مِن انبعاث الدَّم وشدَّةِ السُّم وهو يمسح الدم عن وجهه
    وكريمتِه يَميلُ تارة ويسكن أخرى ...
    والحسن ينادي: وا انقطاع ظهراه يعز عليّ أن أراك هكذا...
    ففتح الإمام (عليه السلام) عينه ... وقال: يا بني لا جَزع على أبيك بعد اليوم ،

    هذا جدُّك محمد المصطفى وجدتك خديجة الكبرى...
    وأمك فاطمة الزهراء ... والحور العين محدقون
    ينتظرون قدوم أبيك، ‘ فطِب نفساً وقر عيناً وكفَّ عن البكاء
    فإن الملائكة قد ارتفعت أصواتَهم إلى السماء ...

    وقد سمعوا أهل الكوفة ‘ الصيحة في السماء ‘ التي هتف بها جبرائيل
    و لم يُسمَعْ من قبل ... أن جبرائيل هتف يوم وفاة نبي من الأنبياء أو وصي من الأوصياء، لكنه هــتف بشهادته ..
    لما وصلَ السيف إلى هامتِهِ وهو بعدُ في المحراب ، كما هتف سيد أهل السماء يومَ أحُدٍ بفُتوَّته وشهامتِهِ ‘
    إذ هتف
    لا فتى إلاّ عَلي ولا سيف إلاّ ذو الفِقار
    عمار ابو الحسين


  9. #9
    عضو متميز
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    الدولة
    syria
    المشاركات
    275
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    237

    رد: علي من الكعبة الى المحراب ( عظم الله لكم الأجر )

    وبعد أن شاع الخبر في الكوفة هرَع الناس رجالاً ونساءً حتى المخدرات خرجن من خدورهن إلى المسجد وهم ينادون:
    وا إماماه، قُتِلَ والله إمامٌ عابد مجاهد، لم يسجد لصنم ...
    كان أشبهُ الناس برسولِ الله
    فدخل الناس إلى المسجد فوجدوا الحسن جالس ورأس أبيه في حِجره .. وقد شَدَّ الضربة وهي لم تزل تشخَبُ دماً ، ووجهَه قد زاد بياضاً بصُفرة، وهو يرمق السماء بطرفه .. و لسانُه يُسَبِّحُ الله ويوحِدُه ،
    وكان يُغشى على الأمام بين الحين والآخر ،
    فبكى الحسن بكاءً شديدا وجعل يقبِّل وجه أبيه وما بين عينيه وموضع سجوده فسقطت من دموعه قطرات على وجه أمير المؤمنين (عليه السلام) ففتح عينيه فرآه باكيا فقال له الإمام (عليه السلام): بُني حسن ما هذا البكاء؟
    أي بني لا روع على أبيك بعد اليوم ‘ يا بني أتجزع على أبيك وغداً تُقتلُ بعدي مسموماً مظلوماً ‘ ويقتل أخوك الحسين بالسيف هكذا ؟ وتَلحقان بجدِّكُما وأبيكُما وأمِّكُما ‘
    فقال الحسن (عليه السلام): أبة من الذي قتلك و أفجعنا بك ؟
    قال (عليه السلام) : قتلني ابنُ اليهودية : عبد الرحمن بن ملجم المرادي .
    فأمرَ في طلبه ‘ فقال لا يمضي أحد في طلبه فإنه سيطلع عليكم من هذا الباب وأشار بيده الشريفة إلى باب كِندَه ‘ ولم يَزل السُّم يسري في رأسه وبدنه
    ثم أُغمي عليه ساعة والناس ينتظرون قدوم الشقي ... من باب كنده، فاشتغل الناس بالنظر إلى الباب يرتقبون‘ وقد غصَّ المسجد بالناس ما بين باكٍ ومحزون
    فما كانت إلا ساعة وإذا بالصيحة قد ارتفعت من الناس ‘وقد أقبلوا بعدوِ الله ابن ملجم مكتوفاً ‘ فوقع الناس بعضهم على بعض ينظرون إليه و يقولون له:
    يا عدو الله لعنَكَ الله ولعن فعلتك ؟ أهلَكْتَ أمةَ محمدٍ وقَتَلتَ خيرَ الناس ‘
    والشَّقِيّ صامت لا يتكلَّم ‘ وبين يديه رجل يقال له ‘ حُذيفة النخعي ‘
    بيده سيف مشهور ‘ وهو يرد الناس عن قتله ‘ و يقول هذا قاتلُ إمامي
    أمير المؤمنين علي‘ حتى أدخلوه إلى المسجد وكانت عيناه قد طارتا في أمِّ رأسه كأنَّهما قِطعتا عَلَق ‘ وقد وقَعت في وجهه ضربة قد هشَّمَت وجهه وانفه والدم يسيل منه وهو ينظر يميناً وشمالاً من شدَّةِ خوفه وهلعه‘

    فلما أوقفوه بين يدي أمير المؤمنين (عليه السلام) نظر إليه الحسن (سلام الله عليه ) قال له: يا عدو الله لِمَ قتلتَ أمير المؤمنين و أثكلتنا بإمام المسلمين؟
    أ هذا جزاءُ من آواك وقرَّبك وأدناك وآثرك على غيرِك ؟
    أَ بئس الإمام كان لك يا شقي؟؟ فلم يتكلم .. بل دمعت عيناه
    فقال: يا أبا محمد أفأنت تُنقِذ ُمَن في النار؟
    فعند ذاك ضج الناس بالبكاء والنحيب فأمر الحسن بالسكوت . فسكتوا ثم التفت الحسن إلى حذيفة الذي ظفرَبه
    فقال له: كيف ظفرتَ بعدوِّ الله ؟
    فقال: يا ابنَ رسولِ الله كُنتُ نائماً في داري إذْ سَمِعت زوجتي ناعياً يهتف بين السَّماءِ والأرض ، ينعى أمير المؤمنين
    وهو يقول: تهدَّمَت والله أركان الهدى ..قُتِل ابنُ عمِّ المصطفى قُتِل علي المرتضى...
    فأيقظتني وقالت لي: أنت نائم؟
    وقد قُتِلَ إمامُكَ علي بنِ أبي طالب
    فانتبهتُ من كلامِها فزِعاً مرعوباً وقلت لها: يا ويلك ما هذا الكلام؟
    لعل الشيطان قد ألقى في سَمعك هذا
    إنَّ أميرَ المؤمنين ليسَ لأحدٍ مِن خلق الله تعالى قِبَلُه تَبِعَةُ ولا ظُلامة، و من ذا الذي يتجرأُ على قتل أمير المؤمنين؟
    وهو الأسد الضُرغام والبطلِ الهُمام والفارسِ القُمقام .. فأكثَرَت عليَّ وقالت: إني سمعت ما لم تَسمع وعَلِمتُ ما لم تعلم، فقلتُ لها: وما سمعت فأخبرتي بصوت الهاتف
    ثم قالت: ما أظن أن بيتاً في الكوفة إلا وقد دخله هذا الصوت

    قال: وبينما نحن كذلك .. وإذا بصيحةٍ عظيمةٍ وجُلبة وقائل يقول:
    قُتِل أمير المؤمنين (عليه السلام)
    فأحسَّ قلبي بالشر فمددت يدي إلى سيفي وسللتُه من غَمْدِه، وأخذتُه ونزلتُ مُسرعاً، وفتحتُ باب داري وخرجت، فلما صِرتُ في وسط الجادة نظرتُ يميناً وشمالاً فإذا بعدو الله يجولُ فيها، يطلبُ مَهرباً فلم يجد، و قد انسدَّت الطرقات في وجهِهِ..
    فلما نظرتُ إليه وهو كذلك رابني أمرُه فناديتُه:
    من أنت وما تريد؟ فتسَمَّى بغير اسمه، وانتمى إلى غير كُنيته فقلتُ له:
    من أين أقبلت؟ قال: من منزلي ‘ قلت: وإلى أين تريد أن تمضي في هذا الوقت؟
    قال :إلى الحيرة، فقلت: ولِمَ لا تقعد حتى تصلي مع أمير المؤمنين
    صلاةَ الغَداة وتمضي في حاجتك ؟ فقال: أخشى أن أقعد للصلاة فتفوتني حاجتي
    فقُلت: يا ويلك إنِّي سَمعتُ صيحةً وقائلاً يقول: قُتِل أمير المؤمنين
    فهل عندك من ذلك خبر؟ قال: لا عِلم لي بذلك .. فقلت له: ولمَ لا تمضي معي حتى نحقق الخبر وتمضي في حاجتِك ؟ فقال: أنا ماضٍ في حاجتي وهي أهمُّ من ذلك
    فلما قال لي مثلَ ذلك القول قلتُ: يا لُكْع الرجال حاجتُك أحبُّ إليك من التحقق عن خبر أمير المؤمنين وإمام المسلمين؟
    إذاً والله ما لكَ عند اللهِ من خلاق ‘ فحملتُ عليه بسيفي وهَمَمتُ أن أعلو به، فراغ عني فبينما أنا أخاطبُه وهو يُخاطبني إذ هبَّت ريح فكشفت إزاره وإذا بسيفه يلمع تحت الإزار وكأنَّهُ مرآةُ مصقولة... فلما رأيت بريقهُ تحت ثيابه
    قلتُ: يا ويلك ما هذا السيف المشهور تحت ثيابك؟
    لعلَّكَ أنت قاتلُ أمير المؤمنين ؟؟؟ فأراد أن يقول: لا .. فأنطقَ اللهُ لِسانهُ بالحق فقال: نعم ،
    فرفعت سيفي وضَرَبتُه فرفع سيفَه وهمَّ أن يعلوني به فانحرفتُ عنه ...
    فضربتُه على ساقيه فأوقعتُه... ووقعت عليه وصرخت صرخة شديدة وأردت أخذ سيفه فمانعني عنه، فخرجَ أهلُ الحيرة فأعانوني عليه حتى أوثقتُه وجئتكَ به فهو بين يديك جعلني الله فداك فاصنع به ما شئت ...
    فقال الحسن لأبيه أمير المؤمنين : هذا عدو الله وعدوك ابن ملجم قد أمكن الله منه وقد أُحضِر بين يديك .. ففتح عليٌّ عينيه ونظر إليه وهو مكتوف وسيفه معلَّقُ في عُنقه ‘
    عمار ابو الحسين


  10. #10
    عضو متميز
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    الدولة
    syria
    المشاركات
    275
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    237

    رد: علي من الكعبة الى المحراب ( عظم الله لكم الأجر )

    فقال له بضعفِ صوت ورأفة ورحمة:
    يا هذا لقد جئت أمراً عظيماً ، وخطباً جسيماً،
    أبئس الإمام ُكنتُ لك حتى أجزلت عليَّ بهذا الجزاء؟
    ألم أكُن شفيقاً عليك وآثرتُك على غيرِك وأحسنتُ إليك وزدتُ في عطائِك ؟
    ألم يقال لي فيك كذا وكذا، فخلَّيتُ لكَ السبيل. ومنحتُك عطائي ‘ وقد كنتُ أعلم أنك قاتلي لا مُحالة ‘ ولكن رَجوتُ بذلك الاستظهار من الله تعالى عليك ‘
    فغَلَبَتْ عليكَ الشقاوة فقتلتني يا شقي الأشقياء؟
    فدَمِعَت عينا ابن ملجم وقال يا أمير المؤمنين:
    أفأنتَ تُنقذُ من في النار ... قال له: صَدَقت ..
    ثم التفتَ إلى ولده الحَسَن (سلام الله عليه )
    وقال له: إرفق يا ولدي بأسيرِك وارحمه وأحسن إليه واشفق عليه، ألا ترى إلى عينيه قد طارتا في أمِّ رأسه وقلبُه يرتجف خوفاً وفزعاً؟؟
    فقال له الحسن أبة انه قد قتلك وأفجعنا فيك ؟
    فقال (ع ): نعم يا بُني نحنُ أهلُ بيتٍ لا نزداد على الذنب إلينا إلا كرماً وعفواً والرحمة والشفقة من شيمتنا ‘بحقي عليك أطعِمهُ يا بُني مما تأكل!
    واسقه مما تشرب! ولا تقيد له قدماً ولا تَغُلَّ له يداً ! فإن أنا مِتُّ فاقتص منه بأن تقتله وتضربُه ضربة واحدة وان أنا عِشت فانا أولى به بالعفو عنه وما أصنَعُ به ..
    ثمَّ أمر أن يحملوه إلى منزله .. فحملوه والناس حوله يبكون وينتحبون، وكان الحسن والحسين أشدَّ الناس بكاءأً وحزناً فكان الحسين (عليه السلام) يبكي ويقول: يا أبتاه من لنا بعدك ؟ لا يوم كيومِك إلا يوم رسول الله،
    حتى وصلوا قريبا من الدار .. التفت إليهم أمير المؤمنين
    وقال أنزلوني ودعوني أمشي على قدمي
    قالوا لماذا يا أبا الحسن ؟ قال .. إني أخشى أن تراني ابنتي زينب بهذه الحالة فتجزع .. فأنزلوه قرب الدار .

    فلما نظرت زينب الى أبيها ..مُعَصَّب الرأس والدماء تسيل على وجهه وكريمته ..
    صاحت وا أبتاه .. وا علياه

    أقبلن بناتُ رسول الله وحريمُه ‘ وجلسن حوله ينظرن إلى أسدِ الله وشبيه
    رسول الله وهو بتلك الحالة، فصاحت زينب الكبرى
    أبتاه من للصغير حتى يكبُر؟ ومن للكبير بين الملأ ؟
    أبتاه حُزننا عليك طويل، وعبرتنا لا ترقا
    فضج الناس من وراء الحُجرة بالبكاء والنحيب،
    ففاضت عينا أمير المؤمنين بالدموع وسالت على خدَّيه ..
    واجتمع أطباء الكوفة فوصفوا للإمام اللبن،
    فكان اللبن طعامُه وشرابُه، وكان يغمى عليه ساعة بعد ساعة، فناوله الحسن قدحاً من اللبن فشربَ منه قليلاً، ثم نحّاهُ عن فمِه وقال احملوه إلى أسيركم ! ثم قال للحسن: بُني بحقي عليك ارفقوا به إلى حين موتي !
    أطعمه مما تأكل، واسقيه مما تشرب حتى تكون أكرم منه!!
    وكان اللعين ابن ملجم محبوساً في بيت، فحملوا إليه اللبن
    قال محمد بن الحنيفة: بتنا ليلة عشرين من شهر رمضان
    مع أبي أمير المؤمنين وقد نزل السم إلى قدميه،
    وكان يصلي تلك الليلة من جلوس ولم يزل يوصينا بوصاياه ويعزينا عن نفسه، ويخبرنا بأمره إلى طلوع الفجر، فلما أصبح استأذن الناس عليه،
    فأذنَ لهم بالدخول، فدخلوا عليه واقبلوا يسلِّمون عليه و يرد عليهم السلام
    ثم قال
    سار المثلُ ..وحُقِّقَ الأجلُ ..وقرُبَ الرَّحيل .. ولم يَبقَ من العمر إلاّ القليل
    أيها الناس سلوني قبل أن تفقدوني ،
    أنا المخبرُ عَن الكائنات.. أنا المفسِّرُ للآيات..
    أنا سفينةُ النجاة..أنا الأمنُ من النيران... أنا المفسِّرُ للقرآن ..
    أنا الساقي العطشان.. انا ابو المهدي القائمِ في آخر الزمان
    وخففوا سؤالكم لمصيبة إمامكم !!
    فبكى الناس بكاء شديداً، وأشفقوا أن يسألوه تخفيفاً عنه

    فقام إليه حِجرِ بنِ عدي الطائي .. وقال
    فيا أسفي على المولى التقيِّ أبي الأطهار حيدرةَ الزكيِّ
    قتله كـــافر حنـث زنيم لعين فاســـــق نغل شـقي
    فيلعن ربنا من حاد عنكم ويبرء منهم لعنا وبيِّ
    لأنَّكُمُ بيومِ الحشر ذخري وأنتمْ عدَّةالهادي النبيِّ
    فلما بصر به الإمام وسمع شعرَه‘ قال له: كيف بك يا حِجر إذا دُعيت إلى البراءة مني ؟ فما عساك أن تقول؟ فقال: والله يا أمير المؤمنين ‘ لو قطعت بالسيف إرباً إرباً، وأضرمت لي النار وألقيت فيها ‘ لآثرتُ ذلك على البراءة منك .
    وهكذا حصل له فقال (عليه السلام):
    وفِّقتَ لكل خير يا حِجر ، جزاك الله عن أهلِ بيتِ نبيِّك ‘ ثم قال هل من شربة لبن؟ فأتوه بلبن فشربَه كلُه، فذكر ابنَ ملجم وأنه لم يترك له من اللبن شيئاً فقال: وكان أمر الله قدراً مقدوراً ،
    أعلموا أني شربتُ الجميع، ولم أُبقِ لأسيركُم شيئاً من هذا
    ألا وإنهُ آخرُ رزقي من الدنيا !
    فبالله عليك ـ يا بني ـ إلا ما سقيتَه مثل ما شربت ،
    فحمل الأمام الحسن إليه اللبن فشرب
    والناس مجتمعون على باب الإمام ... فخرج إليهم الإمام الحسن وأمرهم عن قول أبيه بالانصراف، فانصرف الناس
    وكان الأصبغ بن نباته جالساً فلم ينصرف، فخرج الإمام الحسن مرة اخرى وقال: يا أصبغ أما سمعت قولي عن أمير المؤمنين؟
    قال بلى، ولكني رأيتُ حاله ، فأحببت أن أنظر إليه واسمع منه حديثاً، فاستأذِن لي رَحِمك الله ..
    عمار ابو الحسين


  11. #11
    عضو متميز
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    الدولة
    syria
    المشاركات
    275
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    237

    رد: علي من الكعبة الى المحراب ( عظم الله لكم الأجر )

    فدخل الحسن ولم يلبث أن خرج فقال له: أدخل يا أصبغ ‘
    قال الأصبغ فدخلتُ على أمير المؤمنين فإذا هو معصب الرأس‘ بعمامة صفراء ، وقد علَت صُفرة وجهِه على لون تلك العمامة، فأكببت عليه فقبلته وبكيت ..
    فقال لي لا تبكي يا أصبغ .. فانها والله الجنة ...
    فقلت له .. جُعِلتُ فداك إني اعلم والله انَّك تصير إلى الجنة وإنما ابكي لفقدِك
    يا أميرَ المؤمنين ...
    فقال لي: يا أصبغ أما سمعت قول الحسن عن قولي ؟
    قلت: بلى يا أمير المؤمنين، ولكني رأيتُك في حالة ‘ أحببت أن أتزوَّد منك ، وأن أسمع منك حديثا فقال لي: اجلس ، فما أراك تسمع مني حديثاً بعد يومك هذا
    إعلم يا أصبغ: أني أتيتُ رسول الله عائداً كما جئت الساعة فقال: يا أبا الحسن أُخرج فنادِ في الناس: الصلاة جامعة، واصعد المنبر وقُم دون مقامي بمرقاة، وقل للناس:
    ألا من عقَّ والديه فلعنةُ الله عليه،
    ألامَن أبِق مواليه فلعنة الله عليه،
    ألا مَن ظلم أجيراً أُجرتَه فلعنة الله عليه
    يا أصبغ: ففعلت ما أمرني به حبيبي رسولَ الله، فقام من أقصى المسجد رجل
    فقال: يا أبا الحسن تكلمت بثلاث كلمات أوجزتهن فلم أرد جواباً حتى أتيتُ رسولَ الله فقلت ما كان من الرجل .. قال الأصبغ: ثم أخذ بيدي وقال: يا أصبغ أبسط يدَك، فبسطتُ يدي، فتناول أصبع من أصابع يدي وقال: يا أصبغ كذا تناول رسولُ الله إصبعاً من أصابعِ يدي كما تناولتُ إصبعاً مِن أصابعِ يدك ثم قال يا أبا الحسن
    ألا وإني وأنتَ أبوا هذه الأمة، فمن عَقَّنا فلعنة الله عليه،
    ألا وإني وأنتَ مَوليا هذه الأمة فعلى من أبِق عنا لعنة الله عليه،
    ألا: وإني وأنت أجيرا هذه الأمة، فمن ظلمنا أجرَنا فلعنة الله عليه، ثم قال: آمين فقلت آمين قال الأصبغ: ثم أُغمي على ألإمام ولما أفاق قال لي:
    أجالسُ أنت يا أصبغ؟ قلت: نعم سيدي
    قال: أأزيدك حديثاً آخر؟ قلت نعم زادك الله من مزيدات الخير،
    قال: يا أصبغ: لقيني رسول الله في بعض طرقات المدينة وأنا مغموم، قد تبين الغم في وجهي ‘ فقال لي: يا أبا الحسن أراك مغموماً
    ألا أحدِّثك بحديثٍ لا تغتم بعده أبداً؟؟
    فقلت: نعم يارسول الله قال: إذا كان يومُ القيامة
    نصب الله منبراً يعلو منبرَ النبيين والشهداء ثم يأمُرُني
    عزوجل أن أصعد فوقه.. ثم يأمرُكَ الله تعالى أن تصعد دوني بمِرقاة
    ثم يأمُرُ الله تعالى مَلكَين فيجلسان دونَك بمِرقاة، فإذا استقللنا على المنبر لا يبق أحد من الأولين والآخرين إلا حضر، فينادي الملك الذي دونك بمِرقاة:

    معاشر الناس ألا: من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني أعرِّفه بنفسي: أنا رضوان خازن الجنان ... ألا إنَّ الله بمنه وكرمه وفضله وجلاله قد أمرني أن أدفع مفاتيح الجنة إلى حبيبه محمد ،
    وأنَّ محمداً أمرني أن أدفعها إلى علي بن أبي طالب، فاشهدوا لي عليه
    ثم يقوم الذي تحت ذلك الملك بمرقاة منادياً يسمَعُهُ أهل الموقف: معاشر الناس من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني أُعرِّفهُ بنفسي: أنا مالك (خازن) النيران، ألا: أن الله عزوجل بمنه
    وكرمه وفضله وجلاله قد أمرني أن أدفع مفاتيح النار إلى حبيبه محمد وإن محمداً قد أمرني أن أدفعها إلى علي بنِ أبي طالب فاشهدوا لي عليه
    فآخذ مفاتيحَ الجنان والنيران، يا علي فتأخذ بحُجزتي ،
    وأهلُ بيتك يأخذون بحُجزتك . وشيعتُك يأخذون بحُجزةِ أهلَ بيتِك
    قال الإمام: فصفقت بكلتا يدي ... وقلت: وإلى الجنة يا رسول الله ؟
    قال: { إي وربُّ الكعبة }
    ثم التفت أمير المؤمنين إلى أولاده وهم مجتمعون عنده يبكون فجرت دموعه
    على خدَّيه ..
    وقال أما أنت يا أبا محمد ستُقتلُ مظلوما مسموما ...
    واما انت ياأبا عبد الله شهيد هذه الأمَّة
    وسوف تذبح ذبح الشاة مِن قفاك وتُرضُ أعضاؤك بحوافر الخيل ويطاف برأسك وتسبى حريم رسول الله
    وأن لي ولهم موقفا يوم القيامة
    عمار ابو الحسين


  12. #12
    عضو متميز
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    الدولة
    syria
    المشاركات
    275
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    237

    رد: علي من الكعبة الى المحراب ( عظم الله لكم الأجر )

    وغُشي عليه ساعة .. فأحضروا له أعرف أطباء الكوفة ..
    أثير بن عمرو بن هاني السكوني فلما نظر إلى جرح رأس الإمام
    طلب رئة شاة حارة فاستخرج منها عرقاً وأدخله في جراحة الأمام ثم استخرجه ، وإذا عليه بياض الدماغ..
    فقال: يا أمير المؤمنين بعد أن استعبَر وبَكى .... إعْهِدْ عهدك سيدي وأوصي بوصيتك فإنَّ عدو الله
    قد وصلت ضربتُه إلى أمِّ رأسك ..
    قال محمد بن الحنفية ... وتزايد ولوج السم في جسدالأمام حتى
    نظرنا إلى قدميه وقد احمرتا جميعاً فكَبُر ذلك علينا وأَيسْنا
    منه ثم عرضنا عليه المأكل والمشرب فأبى ذلك فنظرنا إلى شفتيه يختلجان بذكر الله، ثم نادى أولاده كلهم بأسمائهم واحداً بعد واحد وجعل يودعهم وهم يبكون فقال الحسن أبه ما دعاك إلى هذا؟
    فقال: يا بني إني رأيتُ جدَّكَ محمداً في منامي قبل هذه الكائنة بليلة فشكوت إليه ما أنا فيه من التذلل والأذى من هذه الأمة فقال لي صبرأ صبرا .. فقلت اللهم أبدلهم بي شراً مني وأبدلني بهم خيراً منهم فقال لي رسول الله : قد استجابَ الله دُعاك ، ستكون عندنا بعد ثلاث وقد مضت يابني
    يا أبا محمد أوصيك ويا أبا عبد الله خيراً فأنتُما مني وأنا منكُما
    ثم ألتفت إلى أولاده الذين مِن غير فاطمة وأوصاهم أن لا يخالفوا
    أولادَ فاطمة الزهراء يعني الحسن والحسين، سيدا شباب أهل الجنة
    ثم قال: أحسن الله لكم العزاء، ألا وإني مُنصرفٌ عنكم وراحل في ليلتي هذه ولاحِقٌ بحبيبي محمد كما وعدني،
    يا أبا محمد إذا أنا مت فغسلني وكفني وحنطني ببقية حنوط جدّكَ المصطفى ، فإنه من كافور الجنة جاء به جبرائيل إليه،
    ثم ضعني على سريري، ولا يتقدم أحد منكم مقدم السرير،
    واحملوا مؤخره واتَّبِعوا مقدمه، فأي موضع وضع المقدم
    فضعوا المؤخر، فحيث قام سريري فهو موضع قبري،
    ثم تقدم يا أبا محمد وصل عليَّ يا بني وكبر علي سبعاً، واعلم أنه لا يَحِلُّ ذلك على أحد غيري إلا على رجل يخرج في آخر الزمان اسمه القائم المهدي من ولد أخيك الحسين يقيم اعوجاج الحق ...
    فإذا اتمَمْت الصلاة علي ... فنح السرير عن موضعه ثم اكشف التراب عنه، فترى قبراً محفوراً، ولحداً مثقوباً وساجةً منقوبة
    فأضجعني فيها، فإذا أردت الخروج من قبري فتفقدني فإنك لا تجدني وإني لاحق بجدِّك الرسول

    وأعلم يا بني: ما من نبي يموت وإن كان مدفوناً بالمشرق ويموت وصيه بالمغرب إلا ويجمع الله عز وجل بين روحيهما وجسديهما،
    ثم يفترقان فيرجع كل واحد منهما إلى موضع قبره
    الذي حُطَّ فيه ثم أشرج اللحد باللبن وأهِل التراب عليَّ ثم غيِّب قبري
    ثم قال: يا بني أنت ولي الأمر بعدي وولي الدم فإن عفوت فلك،
    وإن قتلت فضربة بضربة ولا تأثم ‘ ثم قال أكتب
    عمار ابو الحسين


  13. #13
    عضو متميز
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    الدولة
    syria
    المشاركات
    275
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    237

    رد: علي من الكعبة الى المحراب ( عظم الله لكم الأجر )

    بسم الله الرحمن الرحيم
    هذا ما أوصى به أمير المؤمنين علي بنِ أبي طالب:
    أنه يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبدُه ورسولُه،
    أرسله بالهدى ودين الحق ليظهرهُ على الدين كله ولو كره المشركون،
    { إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ‘ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ }
    أوصيكُما بتقوى الله وأن لا تبغيا الدنيا وإن بغتكما، ولا تأسفا على شيء منها زوي عنكما، وقولا بالحق واعملا للأجر ...
    وكونا للظالم خصماً وللمظلوم عوناً أوصيكما وجميع ولدي وأهل بيتي ومن بلغهم كتابي هذا من المؤمنين بتقوى الله ربُكم،
    ولا تموتُن إلا وأنتم مسلمون ،
    { وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا }
    أوصيكم (بتقوى الله ونظم أمركم وصلاح ذات بينِكُم)
    فإني سمعتُ رسولَ الله يقول:
    صلاح ذات البين أفضلُ من عامة الصلاة والصيام،
    وإن البُغضةَ حالقة الدين ولا قوة إلا بالله،
    انظروا ذوي أرحامِكم فصِلوهم يُهوّنُ الله عليكم الحساب،
    الله الله في الأيتام ... يضيعوا بحضرتكم فإني سمعتُ رسولَ الله يقول: من عال يتيماً حتى يستغني أوجب الله له الجنة كما أوجب لآكلِ مال اليتيم النار،
    الله الله في القرآن فلا يسبقنكم إلى العمل به غيركم،
    الله الله في جيرانكم (فإنهم وصية نبيكم)
    الله الله في بيت ربكم فلا يخلو منكم
    الله الله في الصلاة فإنها خير العمل وإنها عمودُ دينكم،
    الله الله في الزكاة فإنها تطفئ غضبَ ربِّكم،
    الله الله في صيام شهر رمضان فإن صيامَهُ جُنَّةُ من النار،

    الله الله في الجهاد في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم
    الله اللهَ في ذرية نبيكم فلا يُظلَمُنَّ بين أظهُرِكم،
    الله الله في الفقراء والمساكين فأشركوهم في معايشكم،
    الله الله في النساء وما ملكت أيمانُكم ..
    ثم قال: الصلاة، الصلاة، الصلاة، ولا تخافُن في الله لومة لائم ،
    يكفكم من أرادكم وبغى عليكم، قولوا للناس حُسناً كما أمركم الله عز وجل،
    ولا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيوَلَّى عليكم أشرارُكم، ثم تدعون فلا يستجاب لكم ‘وعليكم بالتواصل والتباذل والتبار ‘ وإياكم والتقاطع والتدابر والتفرق،
    { وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }
    حفظكُم الله من أهل بيت وحفظ فيكم نبيكم،
    وأستودعكم الله خير مستودع، وأقرأ عليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
    يا بني عبد المطلب: لا ألفينكم تخوضون دماء المسلمين خوضاً ، تقولون قُتِلَ أمير المؤمنين ألا: لا تقتلُنَّ بي إلا قاتلي ...
    انظروا إذا أنا متُّ مِن ضربتِه هذه فاضربوه ضربة بضربة
    ولا يُمَثَّلُ بالرجل فإني سمعتُ رسول الله (صلّى الله عليه وآله)
    يقول: إيَّاكُم والمُثلة ولو بالكلب العقور ..
    ثم عرق جبين الإمام فجعل يمسح العرق بيده
    فقالت أبنته زينب: يا أبه أراك تمسح جبينك ؟
    قال: يا بنية سمعت جدّكِ النبي (صلّى الله عليه وآله)
    يقول: إن المؤمن إذا نزل به الموت ودنت وفاته عرق جبينه ‘
    وصار كاللؤلؤ الرطب، وسكن أنينه ..
    عمار ابو الحسين


  14. #14
    عضو متميز
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    الدولة
    syria
    المشاركات
    275
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    237

    رد: علي من الكعبة الى المحراب ( عظم الله لكم الأجر )

    فقامت زينب وألقت بنفسها على صدر أبيها ..
    وقالت: يا أبه حدثتني أم أيمن بحديث كربلاء ...
    وقد أحببت أن أسمعه منك،‘ فقال: يا بنية، الحديث كما حدثتك، أم أيمن، وكأني بك وبنساء أهلك لسبايا بهذا البلد ، خاشعين تخافون أن يتخطفكم الناس فصبراً صبراً
    ثم التفت الإمام إلى ولديه الحسن والحسين ..
    وقال: يا أبا محمد ويا أبا عبد الله كأني بكما وقد خرجت عليكما الفتن من بعدي من هنا وهناك ...
    فاصبرا حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين
    يا أبا عبد الله أنت شهيد هذه الأمة، فعليك بتقوى الله والصبر على بلائه
    ثم أغمي عليه ساعة وأفاق صلوات الله عليه
    وقال: هذا رسولُ الله، وعمي حمزة وأخي جعفر ، وفاطمة الزهراء
    كلُّهم يقولون: عجِّل قدومك علينا فإنا إليك مشتاقون ،
    ثم أدار عينيه في أهل بيته كلهم وقال: أستودعكم الله جميعاً، سددكم الله جميعاً، الله خليفتي عليكم ، وكفى بالله خليفة،
    ثم قال: وعليكم السلام يا رسلُ ربي،

    (إن اللهَ مع الذين اتقوا والذين هم محسنون)

    ثم استقبل القبلة، وغمض عينيه... ومدد رجليه ويديه
    وتشهد الشهادتين .. وفاضت روحه الطاهرة !! الى ربِّها راضيةً مرضية
    رحم الله من نادى وا إماماه وا علياه
    اليوم مات الهدى والدِّين منهدِمُ
    وفي ثياب الأسى قد بات مدَّرعا
    اليوم في قتله الهادي وفاطمةُ
    ماتا وعليا نزارٍ سورُها انصدعا
    اليوم فالتسكب الأيتام عبرتها
    ولتترك الصبر لكن تصحب الجزعا
    فعند ذلك صرخت زينب بنت علي والنساء وقد شققن الجيوب ولطمن الخدود، وارتفعت الصيحة ،
    فعلم أهل الكوفة أن أمير المؤمنين قد فارق الحياة، فأقبلوا يهرعون أفواجاً
    وصاحوا صيحة عظيمة فارتجت الكوفة بأهلها وكثر البكاء والنحيب والضجيج بالكوفة فكان ذلك اليوم كاليوم الذي مات فيه رسولُ الله
    وتغير أفق السماء، وسمع الناس أصواتاً وتسبيحاً في الهواء،
    عن محمد بن الحنفية انه قال ..أخذنا بتجهيز أمير المؤمنين ليلاً وكان الحسن يغسله والحسين يصب عليه الماء ،
    وكان لا يحتاج إلى من يقلبه، بل كان يتقلّب كما يريد الغاسل يميناً وشمالاً ، وملائكة الرحمن كانت تقلّبه وكانت رائحته أطيب من رائحة المسك ثم نادى الحسن بأخته زينب وقال: يا أختاه هــلمي بحنوط جدي رسول الله..
    ولما حنطوه لفوه بخمسة أثواب كما أمر ثم وضعوه على السرير وتقدم الحسن والحسين إلى السرير من مؤخره وإذا مقدمه قد ارتفع، ولا يُرى حامله، وكان حاملاه جبرائيل وميكائيل، وسارا يتعقبان مقدمه
    فما مر بشيء على وجه الأرض إلا انحنى له
    فكان أولاد أمير المؤمنين وعدد قليل من أخص أصحابه
    المعتمد عليهم، فابتعدوا عن الكوفة في جوف الليل قاصدين النجف،
    وإذا بمقدم السرير قد وضع، فوضع الحسن والحسين مؤخر السرير، وقام الحسن وصلى جماعة على أبيه فكبر سبعاً كما أمر شهيد المحراب ، ثم زحزح السرير، وكشف التراب وإذا بقبر مقبور ولحد مشقوق وساجة منقورة مكتوب عليها:
    { هذا ما ادَّخره له جدُّه نوح النبي للعبد الصالح الطاهر المطهر علي بن أبي طالب }
    ولما أرادوا إنزاله إلى القبر سمعوا هاتفاً يقول:
    أنزلوه إلى التربة الطا هره
    فقد اشتاق الحبيب إلى الحبيب
    وألحدوا أمير المؤمنين قبل طلوع الفجر،
    عمار ابو الحسين


  15. #15
    عضو متميز
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    الدولة
    syria
    المشاركات
    275
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    237

    رد: علي من الكعبة الى المحراب ( عظم الله لكم الأجر )

    ولما فرغوا من دفن الإمام (عليه السلام) قام صعصعة َبن صوحان فوقف على القبر
    ووضع إحدى يديه على فؤاده والأخرى قد أخذ بها التراب
    وضرب به رأسه ثم قال: بأبي أنت وأمي يا أمير المؤمنين هنيئاً لك يا أبا الحسن،
    فلقد طاب مولدك، وقوي صبرك، وعظم جهادك وظفرت برأيك، وربحت تجارتك، وقدمت على خالقك فتلقاك ببشارته، وحفتك ملائكته، واستقررت في جوار المصطفى فأكرمك الله بجواره، ولحقت بدرجة أخيك المصطفى وشربت بكأسه الأوفى، فأسأل الله أن يمن علينا باقتفائنا أثرك، والعمل بسيرتك ،
    والاة لأوليائك، والمعاداة لأعدائك، وأن يحشرنا في زمرة أوليائك، فقد نلت ما لم ينله أحد، وأدركت ما لم يدركه أحد، وجاهدت في سبيل ربك بين يدي أخيك المصطفى حق جهاده من،
    وقمت بدين الله حق القيام حتى أقمت السنن، وأبرت الفتن، واستقام الإسلام وأنتظم الإيمان، فعليك مني أفضل الصلاة والسلام، بك أعتدل ظهر المؤمنين واتضحت أعلام السبل، وأقيمت السنن، وما جمع لأحدمناقبك وخصالك، سبقت إلى إجابة النبي مقدماً مؤثراً، وسارعت إلى نصرته، ووقيته بنفسك
    ورميت سيفك ذا الفقار في مواطن الخوف والحذر، قصم الله بك كل جبار عنيد،
    وذلَّ بك كل ذي بأس شديد، وهدم بك حصون أهل الشرك والكفر والعدوان والردى، وقتل بك أهل الضلال من العدى ،
    فهنيئاً لك يا أمير المؤمنين كنت أقرب الناس من رسول الله قربى وأولهم سلماً وأكثرهم علماً وفهماً فهنيئاً لك يا أبا الحسن ، لقد شرف الله مقامك، ‘
    أقرب الناس إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) نسباً، وأولهم إسلاماً وأوفاهم يقيناً، وأشدهم قلباً، وأبذلهم لنفسه مجاهداً، وأعظمهم في الخير نصيباً،
    فلا حرمنا الله أجرك، ولا ذلنا بعدك، فو الله لقد كانت حياتك مفاتيح للخير ومغالق للشر، وإن يومك هذا مفتاح كل شر ومغلاق كل خير،
    ولو أن الناس قبلوا منك لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم، ولكنهم آثروا الدنيا على الآخرة ..

    ثم أنشأ يقول
    ألا، مَن لي بأُنسِكَ يا أُخيـــــَّــا ومَــن لي أن أبُثُّك ما لديـــا؟
    طوتكَ خطوبُ دهرٍ قد تولــــى لذاكَ خطوبُه نشراً وطيـــــا

    فلو نُشرت قِواكَ لي المنايـــــا شكــوتُ إليك ما صنعت إليا
    بكيتُك يا علي بدرِّ عيني فلم يُغنِ البكاء عليك شيــّا

    كفى حزناً بدفنك ثم إنـــــي نفضـتُ تراب قبركَ من يديا
    وكانت في حياتِك لي عُظـــــاةُ وأنت اليوم أوعظُ منك حيــا

    فيا أسفي عليك وطول شوقي ألا لو أن ذلكَ رد َّ شيـــــــا
    عمار ابو الحسين


صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. إلى رحمة الله الحاجة فاطمة محمد المير
    بواسطة روح الشرق في المنتدى منتدى وفيات القطيف
    مشاركات: 22
    آخر مشاركة: 11-10-2009, 12:32 AM
  2. فزت ورب الكعبة ،، عظم الله اجوركم ..!!
    بواسطة شبكة الناصرة في المنتدى الناصرة عنوآن التميز
    مشاركات: 32
    آخر مشاركة: 09-11-2009, 07:08 PM
  3. عظم الله لكم الأجر ياشيعة
    بواسطة آهات حنونه في المنتدى منتدى الترحيب والتهاني
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 07-18-2009, 10:30 PM
  4. تعظيم الأجر لرسول الله (ص) في سيد الشهدا
    بواسطة سارونة القطيف في المنتدى أخبار المجتمع
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-05-2009, 05:41 AM
  5. اكتسبوا الأجر معي أختكم في الله .
    بواسطة faty في المنتدى منتدى المواضيع المكررة والمحذوفة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 08-04-2006, 04:23 PM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •