هي قصة قد عاشتها قريبة لي من بعيد، قصة أفجعت قلبي


وقد ترجمتها بكلماتي الحزينة على هيئة خاطرة، تجسد قبول


المرء،،،



القدر القسري .....الذي لا مفر منه....


وقد كان لأسم إصدار الرادود مهدي سهوان ( أوصتني أمي)


أثراً كبيراً في نفسي، كي أتخذه عنواناً لهذه القصة الحزينة.



(( أوصتني أمي ))


كرسيُ قد نخرته دود الأرض، فسقط متهاوياً، معلناً انقضاء مدته.


قدح الشاي الكبير الذي اعتادت أمي بأن تشرب فيه، ها هو الآن


يركن في خزانة الأواني القديمة الصدئة. كتاب أمي المهترء، والذي


كان بمثابة الماسة التي لا تقدر بثمن، قد أُغلق و للأبد، بوفاة صاحبته.


ذكريات جميلة، وماضي أجمل، في كنف أمي، قد عشتها.


أمي يسود الصمت والسكون القاتل أرجاء منزلنا القديم، برحيلك عنا.


و لكن كلماتكِ و وصاياك ستظل محفورة بداخلي حتى الممات.


عاهدت نفسي بأن أنفذها، رغم الأسى والحزن اللذان أثقلا


كاهلي، تجرعت كل ألوان العذاب بعد رحيلك أمي، رغم صغر سني.


لا زلت أذكرك عندما كنتِ تقولين، أنتن أخوات فلا ينقطع شملكن


بعد مماتي، لا زلت أذكر قولكِ صلة الرحم لا تقطعوها يا


حبيباتي، لا زلت أذكر قولكِ اصبري و لا تجزعي فإن الصبر


مفتاح الفرج. تلك الكلمات والله كانت كالدرر نلتقطها منك، و لكن ،،،،


أخواتي، من قمن بقطع الشمل، بل تنكّرن لي، ما عدت أختهم


الصغرى التي يعتبرونها يا أمي، و لأجل ماذا لقلة حضي


و نصيبي، فمن اقترنت به فقير، والفقر عيب بالنسبة لمن كان


غنياً، لا بل لجهلي و عدم معرفتي، مثلهن، فهن، خريجات


مدرسة، وأنا لم يتسنى لي الدراسة من بعدك. فزوجت عن غير


إرادة، و بالإكراه، قد دخلت قفصاً حديدياً، وليس ذهبي، مثل باقي


الفتيات الأخريات، عندما يقضين شهر عسلهن الهنيء. بل كان


سلسلة من العذابات اللامنتهيه، الخالة التي، كانت تختلق


الحجج، وتفتعل المشاكل، من دون وجه حق، كانت وراء إزرقاق


جسدي بكدمات عميقة، قد طال شفاؤها سنين، و في تلك


السنين، كنت الأم الولود التي تنجب في كل سنة طفلاً، حتى خارت


قواي، و ما عاد لجسدي بأن يستحمل الولادات المتكررة، والضرب


المبرح من غير سبب. فعشت بلا أخوات ولا أهل، و مستقبلي


مرهون بأطفالي، فهم ما تبقوا لي في هذه الدنيا. أمي يتوقني


الحنين والشوق إليك، و الالتحاق بكِ بشغف كبير. تترنم تلك


الأمنيات في داخلي، عندما يعتصرني الألم، و يبلغ بي حد القهر


والغضب أوج انفعالاته. كيف بي أن أكون بلا سند


يحميني، من تلك الوحوش الكاسرة، الجائرة، الظالمة.


حسرة عميقة في مقلتي، استدرت دموعاً غزيرة، بإنهاء


حياتي وللأبد، و لكن الصبر مفتاح الفرج

الصبر مفتاااااااااااااح الفرج

أجل
أجل الصبر مفتااااااااااااااااا ااااح الفرج، هكذا أوصتني أمي......




بحرينية كيووووووووت