ونادى جبرائيل بين السماء والأرض تهدمت والله أركان الهدى..
وانطمست والله نجوم السماء وأعلام التقى ..
وانفصمت والله العروة الوثقى
قُتِلَ ابنُ عمِّ المصطفى .. قُتِلَ الوصِيُّ المجتبى قُتِلَ علي المرتضى... قُتِلَ سيد الأوصياء ..
قَتَلهُ أشقى الأشقياء
فاستولت الدهشة والذهول على الناس وبادروا إلى ولي الله‘ و حبيب رسول الله وقد صُرِعَ في محرابه متشحطاً بدمه ‘ واقبلَ إليه أولاده .. ينادون وا أبتاه
وا إماماه واعليا
ثم أقبل الأمام الحسن إلى أبيه سلام الله عليه وإذا بالدِّماء قد فاضَتْ على وجهه
و الضربة وقعت على مكان تلك الضربة التي ضربَه عمرو بنِ عبدِ ود في واقعة الخندق ، و قد أتم الأمامصلاته إيما ءً من جلوس . فجعل يشُدُّ الضربةَ ويضع التراب على رأسه .. وهو يقول :
{ مِنْـها خَلَقْنَاكُـمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى}
{ هَذَا مَا وَعَدَنا اللهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ } فلما سمعت زينب نعي جبرائيل...
لطمت على وجهها وصاحت: وا أبتاه وا علياه.
قَتلوهُ وهوَ في مِحرابهِ طاويَ الأحشاءِ عن ماءٍ وزادِ
عاقرُ الناقةِ معْ شِقوتهِ ليس بالأشقى من الرجس المرادي
فلقدْ عمَّمَ بالسيف فتىً عمَّ خلق الله طُراً بالأ يادِ
فبكتهُ الأنسُ والجنٌ معاً وطيورُ الجو معْ وحشِ البوادي
وبكاه الملأ الأعلى دماً وغدا جبريلُ بالويل ينادي
هُدِّمت والله أركان الهدى حيث لا مِن مُنذر فينا وهاد
هذا وقد عصَّبوا رأسَ أميرِ المؤمنين..
وقد علتهُ الصُفرَةُ مِن انبعاث الدَّم وشدَّةِ السُّم وهو يمسح الدم عن وجهه
وكريمتِه يَميلُ تارة ويسكن أخرى ...
والحسن ينادي: وا انقطاع ظهراه يعز عليّ أن أراك هكذا...
ففتح الإمام (عليه السلام) عينه ... وقال: يا بني لا جَزع على أبيك بعد اليوم ،
هذا جدُّك محمد المصطفى وجدتك خديجة الكبرى...
وأمك فاطمة الزهراء ... والحور العين محدقون
ينتظرون قدوم أبيك، ‘ فطِب نفساً وقر عيناً وكفَّ عن البكاء
فإن الملائكة قد ارتفعت أصواتَهم إلى السماء ...
وقد سمعوا أهل الكوفة ‘ الصيحة في السماء ‘ التي هتف بها جبرائيل
و لم يُسمَعْ من قبل ... أن جبرائيل هتف يوم وفاة نبي من الأنبياء أو وصي من الأوصياء، لكنه هــتف بشهادته ..
لما وصلَ السيف إلى هامتِهِوهو بعدُ في المحراب ، كما هتف سيد أهل السماء يومَ أحُدٍ بفُتوَّته وشهامتِهِ ‘
إذ هتف
لا فتى إلاّ عَلي ولا سيف إلاّ ذو الفِقار
المفضلات