النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: ماذا ينبغي أن نتعلمه في ذكرى الإسراء والمعراج

  1. #1
    عضو جديد
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    4
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    0

    Lightbulb ماذا ينبغي أن نتعلمه في ذكرى الإسراء والمعراج

    أولاً: تسمية السورة:
    لقد جاء اسم هذه السورة (الإسراء) عنواناً للحدث المعجز الذي جرى للنبي (ص)، في ما قصّه الله سبحانه علينا في أول آية من السورة، عندما أسرى به الله إلى السماوات العلى، في ما ذكرته السيرة في حديث المعراج.
    وأطلق على هذه السورة أيضاً اسم (سورة بني إسرائيل) لأنّها تحدثت عن جانب مهم من سلوكهم المنحرف، الذي كان سبباً لغضب الله عليهم وعقوبته لهم في الدنيا والآخرة.

    ثانياً: روايات الإسراء:
    لقد أجملت هذه الآية مسألة الإسراء، ولم تفصّل شيئاً من حوادثه، ولكنها حافظت على روح المعنى بشكل رمزي مبهر، بيد أنّ الروايات المتواترة أفاضت في الحديث عن ذلك.
    فقد روى هذه الحادثة جم غفير من الصحابة، منهم: علي بن أبي طالب (ع)، وأبو سعيد الخدري، وحذيفة بن اليمان، وأبو أيوب الأنصاري، وجابر بن عبد الله، وأم سلمة، وأم هانئ، وأنس بن مالك، وشداد بن أولى، وأبو هريرة، وعبد الله بن مسعود، وعمر بن الخطاب، وعبد الله بن عمر، وأبي بن كعب، وسمرة بن جندب، وصهيب بن سنان، وسهلان بن سعد، وأبو الدرداء، وعائشة، وأسماء بنت أبي بكر..
    وقد تكون الرواية التي رواها الصدوق هي أكثر الروايات اختصاراً وأقربها إلى الاعتبار، فقد روى الصدوق، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبان بن عثمان، عن أبي عبد الله جعفر الصادق (ع) قال: لما أسري برسول الله (ص) إلى بيت المقدس، حمله جبرائيل على البراق، فأتيا بيت المقدس، وعرض عليه محاريب الأنبياء، وصلّى بها ورده، فمرّ رسول الله (ص) في رجوعه بعير لقريش، وإذا لهم ماء في آنية، وقد أضلّوا بعيراً لهم وكانوا يطلبونه، فشرب رسول الله (ص) من ذلك الماء وأهرق باقيه.
    فلما أصبح رسول الله (ص)، قال لقريش: إنّ الله جل جلاله قد أسرى بي إلى بيت المقدس، وأراني آثار الأنبياء ومنازلهم، وإني مررت بعير لقريش في موضع كذا وكذا وقد أضلّوا بعيراً لهم، فشربت من مائهم وأهرقت باقي ذلك.
    فقال أبو جهل: قد أمكنتكم الفرصة منه، فاسألوه كم الأساطين فيها والقناديل؟
    فقالوا: يا محمد، إنّ ها هنا من قد دخل بيت المقدس، فصف لنا كم أساطينه وقناديله ومحاريبه؟
    فجاء جبرائيل، فعلّق صورة بيت المقدس تجاه وجهه، فجعل يخبرهم بما يسألونه عنه، فلما أخبرهم قالوا: حتى يجيء العير ونسألهم عما قلت؟!
    فقال لهم رسول الله (ص): تصديق ذلك أنّ العير يطلع عليكم مع طلوع الشمس يقدمها جمل أورق.
    فلما كان من الغد، أقبلوا ينظرون إلى العقبة ويقولون: هذه الشمس تطلع الساعة. فبينما هم كذلك، إذ طلعت عليهم العير حين طلع القرص، يقدمها جمل أورق، فسألوهم عما قال رسول الله (ص) فقالوا: لقد كان هذا، ضل جمل لنا في موضع كذا وكذا ووضعنا ماءً فأصبحنا وقد أهرق الماء، فلم يزدهم ذلك إلا عتوّاً.

    ثالثاً: مضامين هذه الآية الشريفة:
    1 - كثرة التسبيح:
    ولقد حُفّت السورة كلها بالتسبيح والتحميد قبلها وبعدها ولعل في هذا إشارة إلى أنّ النبي (ص) سينُقل إلى مكان وعالم كله تسبيح.
    ولقد ورد التسبيح في القرآن الكريم في سور شتى:
    · فورد بصيغة الفعل الماضي: {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}.
    · وورد بصيغة فعل المضارع: {يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ}.
    · وورد بصيغة فعل الأمر: {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ}.
    · وورد بتعدية الفعل نفسه: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى}، {وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً}، وبالباء {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ}.
    · وورد بلفظ تسبيح وتسبيح اسمه {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ} فنحن نسبّحه ونسبّح له ونسبّح باسمه ونسبّح بحمده {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ}.
    فالمجيء بالمصدر (سُبْحَانَ) يفيد الإطلاق بدون تقيّد بزمن أو بفعل أو بفاعل. فمعنى سبحانه: أي تنزه الله تعالى تنزيهاً مطلقاً، فليس له شبه أو مثيل فيما خلق، لا في الذات، فلا ذات كذاته، ولا في الصفات فلا صفات كصفاته، ولا في الأفعال، فليس في أفعال خلقه ما يشبه أفعاله تعالى.
    فنزّه الله أن يكون وجوده كوجودك؛ لأنّ وجودك من عدم، وليس ذاتياً فيك، ووجوده سبحانه ليس من عدم، وهو ذاتي فيه سبحانه. فذاته سبحانه لا مثيل لها، ولا شبيه في ذوات خلقه. وكذلك نزّه الله أن يكون فعله كفعلك.
    إذن كلمة (سُبْحَانَ) جاءت هنا لتشير إلى أنّ ما بعدها أمر خارج عن نطاق قدرات البشر، فإذا ما سمعته إياك أن تعترض أو تقول: كيف يحدث هذا؟! بل نزّه الله أن يشابه فعله فعل البشر، فإن قال لك: إنه أسرى بنبيه محمد (ص) من مكة إلى بيت المقدس في ليلة، مع أنهم يضربون إليها أكباد الإبل شهراً، فإياك أن تنكر. فربك لم يقل: سرى محمد، بل أسرى به. فالفعل ليس لمحمد ولكنه لله، ومادام الفعل لله فلا تخضعه لمقاييس الزمن لديك، ففعل الله ليس علاجاً ومزاولة كفعل البشر.

    والافتتاح بـ(سُبْحَانَ) طبع هذه السورة بجو التسبيح وشاع فيه ذكر التسبيح {سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوّاً كَبِيراً}، {تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ}، {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ} وهي أوسع وأشمل توسيع على الإطلاق.
    وليس هناك في القرآن كله سورة شاع فيها التسبيح كما شاع في سورة الإسراء ولا توجد سورة تضاهيها في التسبيح ولعلها إشارة إلى أنّ الرسول (ص) سينتقل إلى عالم وجو مليء بالتسبيح {يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ}.

    2 - نسبة فعل الإسراء إلى الله:
    {الَّذِي أَسْرَى} من السري، وهو السير ليلاً. فالله سبحانه وتعالى هو الذي أسرى بعبده، فالفعل لله تعالى، وليس للحبيبه محمد (ص) فلا يمكن أن نقيس الفعل بمقياس البشر، بل علينا أن ننزه فعل الله عن أفعالنا..
    لأننا إذا لم ننزه هذا الفعل فحينئذ سنكون في ضمن دائرة المكذبين لهذه الحادثة، عيناً كما استقبل أهل مكة هذا الحدث استقبال المكذب فقالوا: كيف هذا ونحن نضرب إليها أكباد الإبل شهراً!! ولكنّ رسول الله (ص) لم يدعِ أنه سرى بل قال: أسري بي.
    ومن تكذيب كفار مكة لرسول الله (ص) في رحلة الإسراء والمعراج نأخذ رداً جميلاً على هؤلاء الذين يخوضون في هذا الحادث بعقول ضيقة سطحية في عصرنا الحاضر، فنسمع منهم من يقول: إنّ الإسراء كان مناماً، أو كان بالروح دون الجسد.
    ونقول لهؤلاء: لو قال محمد لقومه: >أنا رأيت في الرؤيا بيت المقدس< هل كانوا يكذبون؟! ولو قال لهم: >لقد سبحت روحي الليلة حتى أتت بيت المقدس< أكانوا يكذبونه؟!
    ولكن في إنكار الكفار على رسول الله وتكذيبهم له دليل على أنّ الإسراء كان حقيقة تمت لرسول الله (ص) بروحه وجسده، وكأنّه سبحانه ادخر الموقف التكذيبي لمكذبي الأمس، ليرد به على مكذبي اليوم.

    3 - العبودية الحقة مفتاح للإسراء:
    {بِعَبْدِهِ}: لم يقل برسوله ولا بمحمد وإنّما قال بعبده. والاختيار لكلمة (بعبده) له جملة معاني:
    1 - أنّ الإنسان مهما عظُم لا يعدو أن يكون عبداً لله تعالى لا ينبغي لأحد أن يدّعي مقاماً ليس للآخرين وحتى لا يعظم أكثر مما ينبغي، كما فعل النصارى بعيسى (ع)، فاختيار كلمة عبد حتى لا يُدعى له مقام غير مقام العبودية. فمقام العبودية لله هو أعلى مقام للخلق، وأعلى وسام يُنعم الله تعالى به على عباده الصالحين، تماماً كما وصفت الآيات نوح (ع): {إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً}، وأيوب: {نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ}، والرسول (ص): {وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ}.
    2 - العبودية نوعان: قسرية واختيارية، فالعبودية القسرية تتحقق شاء أم أبى {إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِلا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً}، أما العبودية الاختيارية فهي أعلى مقام العبودية ولما ذُكر موسى (ع) ذكره الله تعالى باسمه وأعلى مقام لموسى كان في المناجاة {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ مُوسَى صَعِقاً...}. لم يكن ليقل >خرّ عبدنا موسى< أو >جاء عبدنا موسى< فلا يجوز أن ينسب العبودية له ثم يخرّ صعقاً هذا لا يحدث ولا يجوز أصلاً، أما الرسول (ص) عندما ذكر بصورة العبودية أعقبها أنه عُرِج به إلى السماء وإلى سدرة المنتهى وخاطبه ربه بمقام لم يصل إليه أحد إلا هو (ص) فلذا كان استعمال كلمة {بِعَبْدِهِ} دلالة على زيادة التشريف له (ص)، والباء أيضاً إضافة تشريف وهي تدل على الرعاية والحفظ مثل قوله تعالى: {فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى}.
    فكأنّ كلمة (عبده) هي حيثية الإسراء. أي: أسرى به؛ لأنّه صادق العبودية لله، ومادام هو عبده فقد أخلص في عبوديته لربه، فاستحق أن يكون له ميزة وخصوصية عن غيره، فالإسراء والمعراج عطاء من الله استحقه رسوله بما حقق من عبودية لله.

    4 - دلالات الزمان في هذه الحادثة:
    {لَيْلاً}: حتى نفهم أنّ الرحلة الطويلة من البيت الحرام إلى المسجد الأقصى والعروج إلى السماء كانت كلها في جزء من الليل فقد جاءت كلمة {لَيْلاً} بدل (الليل) لأنّ الليل تدل على الليل كله أما الإسراء فقد تم في جزء من الليل فقط وليس الليل كله.
    لماذا لم يحدث الإسراء نهاراً؟!
    نقول: لتظل المعجزة غيباً يؤمن به من يصدق رسول الله (ص)، فلو ذهب في النهار لرآه الناس في الطريق ذهاباً وعودة، فتكون المسألة -إذن- حسية مشاهدة لا مجال فيها للإيمان بالغيب. لذلك لما سمع أبو جهل خبر الإسراء طار به إلى المسجد وقال: >إنّ صاحبكم يزعم أنه أسرى به الليلة من مكة إلى بيت المقدس< فمنهم من ضرب كفاً على كف مستسخفاً، ومنهم من ارتد...
    لقد جعل الله هذا الحادث محكاً للإيمان والاختبار، لذلك قال تعالى في آية أخرى: {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ} وهذا دليل آخر على أنّ الإسراء لم يكن مناماً، فالإسراء لا يكون فتنة واختباراً إلا إذا كان حقيقة لا مناماً، فالمنام لا يكذبه أحد ولا يختلف فيه الناس.
    لكن لماذا قال عن الإسراء >رؤيا< يعني المنامية، ولم يقل >رؤية< يعني البصرية؟! قالوا: لأنها لما كانت عجيبة من العجائب صارت كأنها رؤيا منامية، فالرؤيا محل الأحداث العجيبة.
    5 - دلالات المسجد في بداية الصعود:
    {مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ }: أكثر العلماء يقولون أنّ الإسراء لم يتم من المسجد الحرام وإنّما من بيت أم هانئ وفي هذا التفاتة إلى أنّ مكة كلها حرم.
    {إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ}: أسند سبحانه وتعالى المباركة لنفسه؛ للدلالة على التعظيم.
    ولم يقل: >باركناه< بل قال >باركنا حوله<؛ لأنّه لو قال: >باركناه< لانحصرت المباركة بالمسجد فقط، أما >باركنا حوله< فهو يشمل كل ما حوله، وهو تعظيم للمسجد نفسه ولكنه إشارة أنّ المباركة حول المسجد أيضاً.
    ولم يقل: >باركنا ما حوله< لأنها عندئذ تعني الأشياء فإذا زادت الأشياء زادت المباركة وإذا ذهبت ذهبت المباركة لكنّ المباركة كانت مطلقة تشمل أشياء معنوية وماديّة وروحانية بما أودع الله تعالى من رزق وخير وإرسال الرسل ولا تختص المباركة بشيء معين واحد وإنّما تشمل كل هذه الأشياء.
    فالمقطع دليل على المبالغة في البركة..
    لكن بأي شيء بارك الله حوله؟ لقد بارك الله حول المسجد الأقصى ببركة دنيوية، وبركة دينية: بركة دنيوية بما جعل حوله من أرض خصبة عليها الحدائق والبساتين التي تحوي مختلف الثمار. وبركة دينية وتتمثل في أنّ الأقصى مهد الرسالات ومهبط الأنبياء، تعطرت أرضه بأقدام إبراهيم وإسحق ويعقوب وعيسى وموسى وزكريا ويحيى، وفيه هبط الوحي وتنزلت الملائكة.

    6 - الجائزة من الله لحبيبه محمد (ص):
    {لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا}: تدل على أنّ أفعاله سبحانه معلّلة ولغرض معيّن ولحكمة. ولم يقل ليرى أو ليُرى إنّما جاءت (لنُريه) وهذا إكرام وتشريف من الله تعالى لرسوله (ص) في هذا الرحلة. وإضافة الآيات إلى نفسه تعالى تأتي من باب الاحتفاء بالرسول (ص).
    فكأنّ مهمة الإسراء من مكة إلى بيت المقدس أن نري رسول الله الآيات، وكلمة: الآيات لا تطلق على مطلق موجود، إنّما تطلق على الموجود العجيب، كما نقول: هذا آية في الحسن، آية في الشجاعة، فالآية هي الشيء العجيب.
    ولله عز وجل آيات كثيرة منها الظاهر الذي يراه الناس، كما قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ..}، {وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ}.
    والله سبحانه يريد أن يجعل لرسوله (ص) خصوصية، وأن يريه من آيات الغيب الذي لم يره أحد، ليرى (ص) حفاوة السماء به، ويرى مكانته عند ربه الذي قال له: {وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ} لأنك في سعة من عطاء الله، فإن أهانك أهل الأرض فسوق يحتفل بك أهل السماء في الملأ الأعلى، وإن كنت في ضيق من الخلق فأنت في سعة من الخالق.
    {إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}: يمكن أن يكون المعنى: (سميع) لأقوال الرسول (بصير) بأفعاله، حيث آذاه قومه وكذبوه وألجوؤه إلى الطائف، فكان أهلها أشد قسوة من إخوانهم في مكة، فعاد منكراً دامياً..

    إنّ حادثة الإسراء والمعراج تمر علينا في هذا الظرف لتنقذنا من وسوسة اليأس والإحباط، ولتذكرنا بهاتيك السنوات التي عاشها المسلمون الأوائل مع رسولهم الكريم (ص)، حيث ذاقوا الأمرين من بطش قريش وعدوانها الظالم وحصارها الاقتصادي... حتى ظنّ المنافقون يومها أن ذاك البطش والحصار هو نهاية المطاف لدعوة الإسلام.
    ولكن مهما طال الأمد سيبزغ نور الفجر الساطع من بين ركام الظلام والظلم، ولتنتهي بذلك حقبة ساد فيها الحقد الأسود الدفين، ثم ليتربع الإسلام المحمدي الأصيل المتمثل في قيادة البقية الباقية من أئمة أهل بيته عجل الله فرجه الشريف.
    إنّ حادثة الإسراء والمعراج كانت الحد الفاصل بين فترة الاستضعاف ومرحلة عزة الأمة وإقامة دولة الإسلام، فمن بين الدماء والآهات والأنات التي عاشها الكرام مع قائدهم الكبير محمد (ص)، امتدت يد القدر لتحمل رسول هذه الدعوة إلى السماوات العلى حيث سدرة المنتهى، ثم ليعود حاملاً بشرى الفرج القادم والانعتاق الآتي.
    وليس لنا في الختام إلا أن ندعو بدعائه (ص) الذي قاله بعد مجيئه من الطائف: "اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس يا أرحم الراحمين، أنت رب المستضعفين وأنت ربي، إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمني؟ أم إلى عدو ملكته أمري؟ إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي، ولكن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بي غضبك، أو يحل علي سخطك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك".

    ونسألكم الدعاء في هذه الليلة الشريفة

  2. #2
    عضو جديد
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    4
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    0

    رد: ماذا ينبغي أن نتعلمه في ذكرى الإسراء والمعراج

    لقد غفلت عن ذكر هذه الآية في مفتتح حديثي وهي قوله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}

  3. #3
    مشرفة منتدى تواقيع الأعضاء الصورة الرمزية ســحرالقوافي
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    الدولة
    دار تعشق الزهراء
    المشاركات
    5,372
    شكراً
    0
    تم شكره 4 مرة في 4 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    328

    رد: ماذا ينبغي أن نتعلمه في ذكرى الإسراء والمعراج

    اللهم صلي على محمد وال محمد وعجل فرجهم

    وهلك اعداء الله ظالميهم من الاولين والاخرين


    بوركت يمناك التي صاغت هذا الموضوع


    جُزيت خيراً

    باارك الله فيك

    مقضي الحوائج بإذن الله


    دمتــ بود











  4. #4
    عضو نشط الصورة الرمزية دانة البحرين
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    130
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    219

    رد: ماذا ينبغي أن نتعلمه في ذكرى الإسراء والمعراج

    اللهم صلي على محمد وال محمد وعجل فرجهم

    وهلك اعداء الله ظالميهم من الاولين والاخرين مشكور خوي

    جعله الله في ميزان حسناتك
    ومتباركين بالليلة ليلة الإسراء والمعراج

  5. #5
    عضو فيروزي الصورة الرمزية نور الهدى
    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    الدولة
    البحرين
    المشاركات
    11,187
    شكراً
    103
    تم شكره 88 مرة في 63 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    1417

    رد: ماذا ينبغي أن نتعلمه في ذكرى الإسراء والمعراج

    اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس يا أرحم الراحمين، أنت رب المستضعفين وأنت ربي، إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمني؟ أم إلى عدو ملكته أمري؟ إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي، ولكن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بي غضبك، أو يحل علي سخطك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك وصلى الله على سيدنا ونبينا حبيب قلوبنا ابو القاسم محمد وعلى اله وسلم

    الله يعطيك العافية

    وتسلم الايادي

    وجزاك الله خير الجزاء
    مشكورة روح وريحان على التوقيع
    سلمت يمناك عزيزتي

  6. #6
    مشرفة المنتدى الإسلامي الصورة الرمزية ام الحلوين
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    { في عالم الاحلام }
    المشاركات
    5,468
    شكراً
    50
    تم شكره 39 مرة في 23 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    507

    رد: ماذا ينبغي أن نتعلمه في ذكرى الإسراء والمعراج

    اللهم صلي على محمد وال محمد وعجل فرجهم
    جعله الله في ميزان حسناتك وجزاك الله الجنه
    ومتباركين بالليلة ليلة الإسراء والمعراج





معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 10-25-2008, 10:11 PM
  2. لة السكينة ورحلتها في ذكرى المبعث والإسراء والمعراج
    بواسطة جهاد النفس في المنتدى أخبار المجتمع
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 07-20-2008, 04:09 PM
  3. كيف ينبغي للمسلم الشيعي أن يكون ؟!!
    بواسطة اريام الدلوعة في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 12-25-2007, 10:55 AM
  4. الإسراء والمعراج.............
    بواسطة واحد فاضي في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 08-11-2007, 08:06 PM
  5. .:: ذكرى الاسراء والمعراج ::.
    بواسطة نور علي في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 08-20-2006, 12:05 PM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •