** إمرأه في أطراف ألزمن **

أحيانا نحتكم للظرف ليحدد خطواتنا أو نحدده تطويعا له، وأحيانا أخرى نصبح عبيدا له ولافتراضاته المتعددة الأوجه في حياتنا......الزمن في حياة امرأة هو الأخطر وهو الأكثر بطشا من العادات والتقاليد والضغوطات الأخرى التي نجهلها ولا تعرفها إلا المرأة.

من جهتي أؤمن بأن جمالية الأشياء تكمن في غرابتها كما أؤمن بأن للعذاب حكاية تولد مع الإنسان قسرا وأؤمن أيضا أن التركيبة السيكولوجية والفسيولوجية والعقائدية والاجتماعية للبشر تحدد مسار ثقافاتهم ويزداد إيماني يوما بعد يوم أن للزمن أروع الحكايات وابغضها في مسيرة هذا الوجود الأنثوي على الأرض.

لا اصدق بان ما أقراه من كتابات قصصية عن المرأة وبها .. تدخل في إطار العمق الوجودي والتكويني والكياني والشخصي والرغباتي للمرأة لأنها عادة ما تتاطر بالتجربة الشخصية للكاتب وبخياله وأمنياته أحيانا ليغلب عليها جانب الشخصنة بإفرازاتها المتعددة وهذا ما يضع المرأة في ظلم آخر تحكمه مزاجية فردية للكاتب خالية من العدالة الوصفية أو التحليلية.

ولان المرأة هي المعبر الجمالي الأهم في الحياة فإنها تقع فريسة الجنوح التعبيري للكاتب الذي ينتزعها من رونقها الإنساني والكياني ويختزلها في الحالة الأنثوية العابرة في مرمى الخيال اللحظي و في صورة تعبيرية لا تتعدى بضع امرأة تتلوى على مساحة أمنياته ...!!

هنا يلتقي الرجل والزمن على بقايا المرأة التي تتمسمر أمام قدرها المجهول.... هنا يلتقيان في إعدامها ضمن مساحة المتاح مكانيا وزمنيا !!

وهنا تقف المرأة
أمام حافة الأمنيات التي ارتسمت تجاعيدا على اطرف الزمن ...
وهنا تعلن توبتها عن الأحلام الليلية ...
وهنا تنحني لرجل منحني ...
وهنا تنام على صراخ دموعها
هنا تصبح الدموع خمرا معتق....
فتقاطع المرآة واستوديوهات التصوير وتتخلى عن أمسها كي لا يتحرش بها حبا ضرير..
هنا تعلن كفرها بكل العقود والتصاريح وتذاكر السفر..!
هنا تعشق الورد بديلا لعشقا مات واحتضر..!
هنا بأحلامها تقف على رصيف الشتات لتجفف أمسها..
هنا تعود لترسم نفسها
هنا تتقن تعذيب الرجال في حبسها
هنا فقط تسقط معادلة الأشياء في عرفها
فيصبح الرجل عهرا أزلياً
ويصبح الزمن فعلاً منسياً
هنا تحفر قبرها على خارطة الأشياء
هنا تعتزل الأحلام
هنا توافق على كان ما كان بالأمس سفيهاً
وأضحى الآن فارس أحلام..





لؤلؤة البحـــــــــــر..