السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم

الجهل موتٌ للضمير، وذبح للحياة، ومَحْقٌ للعُمر، قال تعالى: إني أعظك أن تكون من الجاهلين 46 (هود).
والعلم نور للبصيرة وحياة للروح، ووقود للطبع، قال تعالى: أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها (الأنعام:122).
إن السرور والانشراح يأتي ان مع العلم، لأن العلم عثورٌ على الغامض، وحُصُولٌ على الضالة، واكتشاف للمستور، والنفسُ مولعة بمعرفة الجديد، والاطلاع على المستطرف.
أما الجهل فهو ملل وحزن، لأنه حياة لا جديد فيها، ولا طريف، ولا مستعذب، أمس كاليوم، واليوم كالغد.
فإن كنت تريد السعادة فاطلُب العلم وابحث عن المعرفة وحصِّل الفوائد، لتُذهب عنك الغموم والهموم والأحزان، ولا يفخر أحد بماله أو بجاهه، وهو جاهل، صفر من المعرفة، فإن حياته ليست تامة، وعمرهُ ليس كاملاً، قال تعالى: أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى (الرعد:19).
قال الزمخشري:
سهري وتنقيح العلوم ألذُّ لي
من وصل غانية وطيب عِناقِ
وتمايُلي طرباً لحلِّ عويصة
أشهى وأحلى من مُدامة ساقي
وصريرُ أقلامي على أوراقها
أحلى من الدوكاء والعُشَّاقِ
وألذُّ من نقرِ الفتاة لدفِّها
نقري لألقي الرملَ عن أوراقي
يا مَن يُحاول بالأماني رُتبتي
كم بين مُستفل وآخرَ راقي
أأبيتُ سهران الدُّجى وتبيتهُ
نوماً وتبغي بعدَ ذاك لِحَاقِي؟
فما أشرف المعرفة، وما أفرح النفس بها، وما أثلج الصدر ببردها، وما أرحب الخاطر بنزولها، قال تعالى: أفمن كان على" بينة من ربه كمن زين له سوء عمله واتبعوا أهواءهم 14 (محمد).

***
منوعات
غفلة الناس أعجب:
قال شاعر:
فرض على الناس أن يتوبوا
لكن ترك الذنوب أوجب
والصبر في النائبات صعب
لكن فوات الثواب أصعب
والدهر في صرفه عجيب
لكن غفلة الناس أعجب
وكل ما قد يجي قريب
والموت للعبد من ذاك أقرب
زور البكا ء:
وقال آخر:
تمتع بمالك قبل الممات
وإلا فلا مال إن أنت متَّا
شقيتَ به ثم خلَّفتهُ
لغيرك، بُعداً وسُحقاً ومَقتاً
فجادوا عليك بزور البُكا
وجُدت عليهم بما قد جمعتا
وأوهبتهم كُلَّ ما في يديك
وخلَّوك رهناً بما قد كسبتا.

***
مواعظ :
جاء في الأثر: إذا ظفر إبليس من ابن آدم بإحدى ثلاث خصال قال: لا أطلب غيرها:
إعجابه بنفسه، واستكثاره عمله، ونسيانه ذنوبه.
وقال الأحنف بن قيس لولده: يا بني: إذا أردت أن تواخي رجلاً فأغضبه، فإن أنصفك فالزمه وإلا فاحذره، فالإنصاف وقت الغضب من شيم الأكرمين.
وقال الحسن البصري: مسكين ابن آدم، محتوم الأجل، مكتوم الأمل، مستور العلل، يتكلم بلحم وينظر بشحم، ويسمع بعظم، أسير جوعه، صريع شبعه، تؤذيه البقة، وتنتنه العرقة، وتقتله الشرقة، لا يملك لنفسه ضراً ولا نفعاً ولا موتاً ولا حياة ولا نشوراً.

***

أوقات الفراغ
ما أجمل أن يقضي الإنسان وقت فراغه في شيء ينفعه بدلاً من أن يقضيه في شيء يضره، ويأثم عليه، ما أحلى أن يقضي فراغه في طاعة الله وعبادته من تلاوة القرآن وزيارة الأقارب وعمل الخيرات، وكل ما هو مفيد له إن الله تعالى لم يتركنا سدى: أيحسب الإنسان أن يترك سدى 36 (القيامة)، ولم يخلقنا عبثاً أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون 115 (المؤمنون).




تحياتي لكم