عن العقول التي طيرتها النساء فهناك قصة رجل قاسى من النساء كثيرا وأقسمَ على ألا يتزوج حتى يشاور مائة إنسان. فاستشار تِسعة وتسعين، وبقي عليه واحد.. وخرج يسأل من لقيه، وإذا بمجنونٍ قد اتخذَ قلادةً من عظمٍ، وسوَّد وجهه، وركب قصبة كالفرس.. فسلمَ عليه وقال له: أريدُ أن أسألكَ عن مسألةٍ وأرجوكَ الجوابَ عنهَا.. فقال المجنون: سلْ مَا يَعنيك، وإياك أن تتعرض لما لا يعنيك.. قال له: إني رجلٌ لاقيْتُ من النساء بلاءً عظيما، وآليْتُ على نفسي ألا أتزوج حتى أستشيرَ مائة نفسٍ، وأنتَ تمامُ المائة فماذا تقول؟
فقال المجنون: اعلم أنَّ النساءَ ثلاثة.. واحدةٌ لك.. وواحدة عليْك.. وواحدة لا لكَ ولا عليك.. أما التي لك.. فهي شابة جميلة لطيفة لم يعرفها الرجال قبلك.. إن رأتْ خيراً حمدتْ، وإن رأت شرًا سترتْ.. وأما التي عليك.. فامرأة لها ولد من غيرك.. فهي تنهب مالك وتعطي ولدَها.. ولا تشكرُك مهما عملتَ معها.. وأما التي لا لك ولا عليك.. فهي امرأة قد تزوجت غيرك من قبلك.. فإن رأتْ خيراً قالتْ: هذا ما نحب، وإن رأتْ شراً حنّتْ إلى زوجها الأول.
فقال الرجل: ناشدتكَ الله من أنت؟.. فقال المجنون: ألم أشترط عليك ألا تسأل عما لا يعنيك. وعرف الرجل أن المسؤول هو أحد ضحايا النساء.
وقال الأصمعي: تزوج أعرابي امرأة فآذته، وضايقته، وعندما أراد أن يطلقها طلبت منه أن يعطيها حماره وجبته، وافتدى منها بالحمار والجبة وطلقها سعيدا، وجاءه ابن عم له من البادية وسأله عنها فقال:
خطبت إلى الشيطان للحين بنته
فأدخلها من شقوتي في حباليا
فأنقذني منها حماري وجبتي
جزى الله خيرا جبتي وحماريا.
المفضلات