«البحرين للبيئة»: ٪75 من الأسماك معرضة للانقراض

**ساقي العطاشا** · 08-12-2007, 03:27 PM

«الشباب والبيئة»: الحياة البحرية مهددة بكارثة
«البحرين للبيئة»: ٪75 من الأسماك معرضة للانقراض

الوسط - فاطمة عبدالله
أفاد نائب رئيس جمعية البحرين للبيئة سعيد منصور بأن 75 في المئة من الأسماك معرضة إلى الانقراض خلال العشر سنوات المقبلة وخصوصاً الأسماك المستوطنة التي تموت بمجرد موت بيئتها التي تموت بسبب أعمال التخريب.

وأوضح منصور في حديث إلى «الوسط» أن الأسماك المعرضة إلى الانقراض ستنقرض بسبب تغير طبيعة قاع البحر وخصوصاً بعد وصول نسبة الملوحة إلى 49 درجة في السواحل الغربية في الوقت الذي يجب فيه أن تكون النسبة 38 درجة، مبيناً أن الدفان والجرف سيلعبان الدور الثاني بعد تغير قاع البحر، مشيراً إلى أن الزحف العمراني سيؤثر على طبيعة السواحل إضافة إلى أن زيادة الحرارة ستؤثر على النباتات والحياة البحرية.

وأرجح منصور السبب الرئيسي إلى الانقراض يعود الإنسان الذي سيتحمل مسئولية استيراد الأسماك من الخارج، منوهاً إلى أن عملية الاستيراد بدأت خلال الفترة الأخيرة وذلك بسبب الأعمال التخريبية إلى البحر والسواحل، مؤكداً أن البحرين معرضة إلى نقص في الحياة السمكية.

وأشار منصور إلى أن عملية انقراض الأسماك بدأت منذ عمليات الدفان إذ إن هناك كمية كبيرة من سمك «الميد والبياح» انقرضت، موضحاً أن سمك الميد بدأ ينقرض بسبب ارتباطه بانصباب المياه العذبة في البحر، مبيناً أن هذه المياه التي يطلق عليها «المنجيات» التي تصب في مياه البحر بعد الانتهاء من سقي الزرع اختفت لذلك فإن سمك الميد فضل أن ينقرض، منوهاً إلى أن سمك الميد انقرض تحديداً في السواحل الغربية وخصوصاً مع زيادة نسبة الملوحة في تلك السواحل.

وأكد منصور أن سمك «القين» وسمك «الصافي الصنيفي» تقريباً بدأ يقل بأعداد كبيرة من السواحل إذ إن هذا النوع من الأسماك يعتبر من الأسماك المستوطنة التي تموت بمجرد إن يتم القضاء على بيئتها.

وقال منصور: «الخليج العربي عبارة عن بحيرة مغلقة وبعملية الدفان وشفط رمال البحر في البحرين سيتم القضاء على 75 في المئة من البيئة البحرية وخصوصا أن الإقبال على مشروعات بحرية تمس جميع مناطق البحرين (...)، أتوقع 100 في المئة أن تكون الأسماك المعروضة في الأسواق خلال السنوات المقبل مستوردة لذلك فإن الأجيال المقبلة لن تتعرف على الأسماك التي كانت موجودة في السابق إلى جانب أنه سيكون هناك نقص في المواد الغذائية لديهم».

من جانبه أكد نائب رئيس جمعية الشباب والبيئة عيسى الشملان أن الحياة البحرية في البحرين خلال الـ 10 سنوات ستكون كارثة وخصوصاً مع عمليات الدفان وعمليات التلوث المستمرة في السواحل التي سببت ابتعاد الأسماك عن قاع البحر، مبيناً أن الدليل على انقراض الأسماك هو خلو بحر سترة منها. وذكر الشملان أن خير دليل على أن الأسماك بدأت تنقرض هو القيام بزيارة لسوق السمك للتأكد أن معظم الأسماك المعروضة للبيع هي أسماك مستوردة من السعودية وقطر وعمان.

وقال الشملان: «سواحل خليج توبلي كانت من أكثر السواحل حيوية إذ إن جميع أنواع الأسماك كانت موجودة إلا أنه في الفترة الأخيرة مما مر على هذه السواحل من عمليات دفان وغيرها من استثمارات عمرانية ومد الجسور تضررت الأحياء البحرية فيها (...)، يجب دق ناقوس الخطر فالأمر بدأ بخليج توبلي وسينهي عند قضائه على جميع الأسماك في مختلف سواحل البحرين».

وأضاف الشملان «سواحل المنطقة الشمالية ابتداء من السنابس إلى البديع تعاني من عمليات الدفان المستمرة وذلك لبناء مدينة شمالية ما أبعد الأسماك على رغم علم الحكومة بأهمية هذه السواحل إذ إنها تعتبر من أهم مصائد الأسماك في البحرين وصيادو قرى باربار والدراز وجد الحاج وكرانة وغيرها يعتمدون على صيد الأسماك فيها وخصوصا سمك الصافي و «الجنعد» والهامور إلا أنه مع عمليات الدفان لم تبقَ هناك أسماك في هذه السواحل».

نائب الملك ورئيس الوزراء بحثا سبل الحفاظ على الثروة السمكية

يشار إلى أن بحث نائب جلالة الملك سمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة ورئيس الوزراء سمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة بحثا في الرابع والعشرين من الشهر الماضي السبل الكفيلة بالمحافظة على الثروة السمكية والبحرية باعتبارها مصدر رزق وغذاء أساسيين، وذلك من خلال مبادرة الأجهزة المعنية باتخاذ الإجراءات الكفيلة بالحفاظ على الثروة وتنظيم عملية استغلالها.