الســــــــــــــــــــــلام عليكم ورحمت الله وبركاته
و الصلاة و السلام على اشرف خلق الله أجمعين محمد وآله الطاهرين
تبدأ القصة في حوالي الساعة السادسة مساءً من يوم السبت
الموافق 11/ 8 / 2007 مـ
في الساحة المقابلة للبقيع
كان صبي لم يتجاوز 17 سنة ملقى على ظهره
يخرج شيء ما أبيض من فمه
و في حالة احتضار مخيفة
ساقاه ترتفعان و تهويان كأنما ظهور الروح قد بدأ
توقفنا أنا و أختي و بنت خالي و بنت عمتي ننظر إلى الموقف
سكن جسد ذاك الصبي
قلنا .. فارق الحياة
أحسست بحركة في قدمه
أشرت إليه وأنا أتحدث إلى بنت خالي
لم يمت .. انظري أنه يتحرك
بدأنا نصرخ في الرجال أن أسعفوه
ولا حياة لمن تنادي
قلت لأحد رجال مكافحة الشعب
"طيب أعملوا له إسعافات أوليه"
قال لي بأخلاقه السيئة <<أتوقع جايبنها من أبو ريالين
الإسعاف في الطريق
قالت أختي
"طيب حطوه على جنبه"
ولا من مجيب
أعطيتها هاتفي المحمول
و دخلت بين الجموع
صرخت فيهم بأعلى صوتي
وسعوا خلوووه يتنفس
ربما تفاجأ الرجال<<اللي كثر النمل حول المسكينمن موقفي
و ابتعدوا
أخذت أضعه على جانبه الأيمن
جاءت أختي تساعدني
وضعناه في وضعية الإسعاف التي تسمح لجهازه التنفسي بالبقاء مفتوح
جاءت بنت خالي و أمسكت بساقه و أخذت تحركها
كي تساعد في جريان الدم من جديد في جسمه
كانت الجموع تقترب من جديد
فأعود و اصرخ بهم ليبتعدوا عن هذا المسكين كي يتنفس
كان احد الزوار عابراً
فنظر إلى المشهد هذا
دخل بين الجموع غاضباً
"شلون واقفين تتفرجون و البنات هم اللي يتحركوا"
و اخذ يرش على وجه الفتى الماء البارد
و ينظف فمه من الزبد الذي افرزه و هو في حالته التي يرثى لها
أخبرته أن ارفعه عن الأرض لأنها شديدة الحرارة
فأسنده على العامود ..
أتى الإسعاف ..
و حملوا ذاك الفتى الذي حتى لم نعرف ما اسمه ومن أين
أتونا بعض الشباب يسألونا عن أهله
فأخبرناهم أن لا نعلم بل وجدناه ملقى ممدد أرضا ..
ما أثار خفيضتي من كل هذا :
1- رجالات الحرم ما وضيفتهم..؟!
أليس من المفروض أن لديهم خبرات في الإسعافات الأولية، بدل إزعاج الزوار و ضربهم
ونعتهم بعبدة القبور..؟!
2- الشاب السعودي "خواف" ففي وجوههم ألف علامة خوف وهم ينظرون إلى الفتى
أليس من المفترض أن كل شخص يعرف طريقة الإسعافات الأولية و أن تدرس في المدارس
بدل مادة " الوطنية ..اللي بالينها وشاربين مويتها ".
القارئ .. ما رأيك الآن برجالات الحرم اللذين وقفوا مكتوفي اليدين و اكتفوا بقول
" الإسعاف جاي الإسعاف جاي" .
حقاً الإسعاف وصل بسرعة .. لكن يفترض إسعافه أولياً
هذا وكان الله غفوراً رحيما
ملاحظه:هذي القصه صارت لبنات عمي وهم في المدينه.
تحياتي
المفضلات