هلّا تعلمنا الفرح؟!
دائماً يقول كبار السن .. زمان الأول كان أحلى..! وزمانكم مـر!!
في هذا الزمن كثيراً ما يصاب المرء بالإحباط.. باليأس.. وبالضجر..
أحيان ليست بقليلة.. يصدمنا الواقع بنتائج سلبية لم نكن نتوقعها..
ولكن ماذا نفعل؟
حقيقةً.. هذا هو واقعنا!
إذا حضرنا مجالس نسمع قصص الموت والحوادث المرورية والمرض والطلاق والحقد والكره والحسد وسوالف تشل.. وتييب الغم!
وإذا فتحنا الصفحات الأخيرة من الجرائد لا نشاهد إلا كلمات القتل القتل القتل.. الجرائم.. السرقة السرقة.. الإغتصابات..!
وإذا نزلنا إلى الوزارات وحياتنا المهنية والدراسية أيضاً لا ننتهي من هذه السلسلة المتواصلة ونحبط كذلك بالبيروقراطيات الموجودة وأكبر الإحباط هو عندما تسحق طموحاتنا على مكاتب المدراء والمسؤولين..!
وأمام الشاشة الصغيرة لن تجد حديثاً متصدراً إلا الحروب والنزاعات والصراعات إضافةً لحوادث الكوارث الطبيعية.. والألعاب السياسية المريعة والتي لا يوجد ضحية لها إلا الشعوب المسكينة!
بل وحتى الرياضة وكرة القدم تلك اللعبة المثيرة الجميلة التي تروض الجسد وتسمو بالروح والتي تعلم لاعبها الكثير من معاني التعاون والروح الرياضية وتقبُّل الخسارة والتسامح وغيره.. تحولت هذه اللعبة في الدول العربية إلى صراع سياسي مقيت وباتت مثيرة للتعصبات والضغائن..!!
وسط هذا المعركة.. معركة الحياة البائسة، وأمام هكذا واقع.. تكونت شخصية جديدة للإنسان العربي.. هذا الوضع بضغوطاته النفسية شكّل شخصاً جديداً ناقماً من الحياة.. بائساً.. نظرته للحياة سوداوية وحزينة.. وهذا انعكس على الأدب العربي المعاصر والفن الحديث والإنتاج التلفزيوني..و.. الخ
أيام طفولتنا كنا نفرح ونطير لو أهدانا أحدهم قطعة حلوى.. وكأنما الدنيا لا تسعنا من الفرحة وكنا نحب الناس بصدق.. كان للبراءة مفعولها السحري..!!
وبعدما كبرنا.. أصبحنا لا نطمئن حتى عندما نضحك ونقول (اللهم اجعله خير..!) تعلمنا الحقد.. والكره.. والحزن.. من علمنا إياهم؟؟
هل نستطيع أن نرى وجه الحياة المشرق؟ وجهها السعيد..؟ هل نستطيع أن نترك عنا كلمات مثل (أنا متملل والدنيا ضايقة بي.. بس ما أدري والله ليش..!) (ودي أبكي..بس بدون سبب..) التي اصبحنا نتداولها كثيراً بيننا.. للأسف!
هل نستطيع أن نفرح بصدق ونقاء؟ ونحزن وقت الحزن وليس كل وقت؟ ونتعلم كيف نستغل لحظات السعادة.. ولحظات القرب بالأحبة..؟ هل نستطيع أن نعيش كل مرحلة عمرية بكل ما فيها من سعادة وأنس دون أن نندب حظنا ونتمنى عودة الماضي الذي نظنه سعيداً؟؟ هل فعلاً نستطيع أن نعود إلى أصلنا الطيب بعدما أصبحنا نشكك حتى في الإبتسامة؟
إننا حقيقةً لا نطلب الطفولة بل نطلب النقاء والبهجة والإنشراح والفرح..
فهل من عودة؟
منقول
اختكم ,,, نور علي
المفضلات