قال تعالى: ( فإذا جاء الخوفرأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت )
وقال الشاعر:
إن العيون لتبدى في نواظرها.. ما في القلوب من البغضاءوالإحن
وقال الآخر:
العين تبدىالذي في قلب صاحبها.. مــن الشناءة أو حب إذا كــانا
إن البغيض له عين يصدقها.. لا يستطيع لـــمـا فــي القلب كتمــانا
فالعين تنطق والأفواه صامته .. حتى ترىمن صميم القلب تبيانا

نعم إن العيون ليست وسيله فقط لرؤية الخارج بل هيوسيلة بليغة للتعبير عما في الداخل أي ما في النفوس والقلوب ونقلة للخارج.
فهناكالنظرات القلقة المضطربة وغيرها المستغيثة المهزومة المستسلمة، وأخرى حاقدة ثائرة،وأخرى ساخرة، وأخرى مصممة، وأخرى سارحة لا مبالية، وأخرى مستفهمة وأخرى محبة، وهكذاتتعدد النظرات المعبرة وقد سمى القرآن بعض النظرات( خائنة الأعين )

والإنسانفي تعامله مع لغة العيون يتعامل معها كوسيلة تعبير عما نفسه للآخرين، وكذا يتعاملمعها كوسيلة لفهم ما في نفوس الآخرين.

التعبير الأمثل بالعيون:
إذا أردتإيصال مرادك بعينيك فاحرص على الأمور الآتية:-
1.
إن تكون عيناك مرتاحتين إثناءالكلام مما يشعر الآخر بالاطمئنان إليك والثقة في سلامة وصحة أفكارك.

2.
تحدثإليه وراسك مرتفع إلى الأعلى، لان طأطأة الرأس إثناء الحديث، يشعر بالهزيمة والضعفوالخور.

3.
لا تنظر بعيداً عن المتحدث أو تثبت نظرك في السماء أو الأرض إثناءالحديث، لان ذلك يشعر باللامبالاة بمن تتحدث معه أو بعدم الاهتمام بالموضوع الذيتتحدث فيه.

4.
لا تطيل التحديق بشكل محرج فيمن تتحدث معه.

5.
أحذر منكثرة الرمش بعينيك أثناء الحديث، لان هذا يشعر بالقلق والاضطراب.

6.
ابتعد عنلبس النظارات القاتمة إثناء الحديث مع غيرك، لان ذلك يعيق بناء الثقة بينكوبينه.

7.
احذر من النظرات الساخرة الباهتة إلى من يتحدث إليك أو تتحدث معه،لان ذلك ينسف جسور التفاهم والثقة بينك وبينه، ولا يشجعه على الاستمرار في التواصلمعك ورب نظرة أورثت حسره.

كيف تفهم ما في نفوس الآخرين من خلال نظراتعيونهم؟
لقد قام علماء النفس بكثير من التجارب للوصول إلى معرفة دلالات حركاتالعيون عما في النفوس، ورحم الله ابن القيم الذي قال : إن العيون مغاريف القلوب بهايعرف ما في القلوب وان لم يتكلم صاحبها.
وكان مما وصلوا إليه كما ذكر الدكتورمحمد التكريتي في كتابه ( آفاق بلا حدود):-
النظر إثناء الكلام إلى جهة الأعلىلليسار: يعني إن الإنسان يعبر عن صور داخلية في الذاكرة، وان كان يتكلم وعيناهتزيغان لجهة اليمين للأعلى فهو ينشئ صوراً داخلية ويركبها ولم يسبق له أن رآها أماإن كانت عيناه تتجهان لجهة اليسار مباشرة فهو ينشئ كلاماً لم يسبق إن سمعه، وان نظرلجهة اليمين للأسفل فهو يتحدث عن إحساس داخلي ومشاعر داخلية، وان نظر لجهة اليسارمن الأسفل فهو يستمتع إلى نفسه ويحدثها في داخله كمن يقرأ مع نفسه مثلاً.
هذا فيحاله الإنسان العادي، إما الإنسان الأعسر فهو عكس ما ذكرنا تماماً.

وبناءعلى هذه المعلومات يمكنك إن تحدد كمن أي الأنماط يتحدث الإنسان وهو يتحدث معك بلويمكنك عند قراءة قصيدة أو قطعة نثرية إن تحدد النمط ال1ي كان يعيشه صاحبها عندأعداده لها هل هو النمط السمعي أو الصوري من الذاكرة أو مما ينشئه أو من الأحاسيسالداخلية، وذلك من خلال تأمل كلامه وتصنيفه في احد الأصناف السابقة.

نقل من الكتاب الرائع ( حتى لا تكون كلا- د. عوض القرني )
تحياتي
طوق الياسمين