شهر رمضان والانفتاح على الذات..

(دعوة لمكاشفة الذات)

لو تأمل كل انسان في ذاته, واستقرأ حياته وأوضاعه, لوجد أن أفكاراً يتبناها , وصفات نفسية وشخصية يحملها, وسلوكاً معيناَ يمارسه, وأن يعيش ضمن وضع وقالب يؤطر حياته الشخصية و والاجتماعية.

والسؤال الذي يجب أن يطرحه الإنسان على نفسه هو ( هل أنه راض عن الحالة التي يعيشها؟ وهل يعتبر نفسه ضمن الوضع الأفضل والأحسن؟ أم أنه يعاني من نقاط ضعف وثغرات؟ وهل أن ما يحمل من أفكار وصفات وما يمارسه من سلوك شيء مفروض عليه لا يمكن تغييره أو تجاوزه؟ أم أنه انسان خلقه الله حر ذا إرادة واختيار؟)

إن هذه التساؤلات كامنة في نفس الإنسان وتبحث عن فرصة للمكاشفة والتأمل يتيحها الانسان لنفسه, لينفتح على ذاته, ويسبر غورها, ويلامس خباياها وأعماقها..


ورغم حاجة الإنسان للمكاشفة والمراجعة, إلا أن أكثر الناس لا يقفون مع ذاتهم وقفة تأمل وانفتاح لأسباب أهمها لامايلي :
أولاَ: الغرق في الانشدادات الحياتية العملية, وهي كثيرة مابين ماله قيمة وأهمية وما بين ماهو تافه وثانوي..

ثانياً: وهو الأهم, أن وقفة الانسان مع ذاته تتطلب منه اتخاذ قرارات تغييريه بشأن نفسه, وهذا ما يتهرب منه الكثيرون, كما يتهرب البعض من اجراء فحوصات طبية لجسده خوفاً من أمراض تلزمه الامتناع عن بعض الأكلات أو أخذ علاج معين..

دعوة إلى مكاشفة الذات..


في تعاليم الإسلام دعوة مكثفة للإنفتاح على الذات ومحاسبتها , بعيداً عن الاستغراق في الاهتمامات المادية, والانشغالات الحياتية التي لا تنتهي, ورد الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله :( حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا, وزنوها قبل أن توزنوا)..
وعن الإمام علي عليه السلام :( ما أحق الانسان أن تكون له ساعة لا يشغله عنها شاغل, يحاسب فيها نفسه , فينظر فيما اكتسب لها وعليها في ليلها ونهارها)..


إن لحظات التأمل ومكاشفة الذات تتيح للإنسان فرصة التعرف على أخطائه ونقاط ضعفه وتدفعه لتطوير ذاته نحو الأفضل. يقول الإمام علي عليه السلام:( ثمرة المحاسبة لإصلاح النفس)..

ويقول :( من حاسب نفسه ربح, ومن غفل عنها خسر)..


ولعل من أهداف قيام الليل حيث ينتصب الإنسان خاشعاً أمام خالقه, وسط الظلام والسكون, إتاحة هذه الفرصة للإنسان.


كذلك فإن عبادة الاعتكاف قد يكون من حكمتها هذا الغرض هو اللبث في المسجد بقصد العبادة لثلاثة أيام أو أكثر مع الصوم بحيث لا يخرج من المسجد إلا لحاجة مشروعة ...


والسلام


يتبع >>>> من كتاب
( شهر رمضان والانفتاح على الذات)
لـــ حسن موسى الصفار ..

اختكم

شجون آل البيت