وأنشئ في هذا العصر بيت الحكمة و هو أول مجمع علمي و معه مرصد و مكتبة جامعة و هيئة للترجمة، وصل إلى أوج نشاطه العلمي في التصنيف والترجمة في عهد المأمون الذي أولاه عناية فائقة، ووهبه كثيرا من ماله ووقته، وكان يشرف على بيت الحكمة قيّم يدير شئونه، ويُختار من بين العلماء المتمكنين من اللغات. وضم بيت الحكمة إلى جانب المترجمين النسّاخين والخازنين الذين يتولون تخزين الكتب، والمجلدين وغيرهم من العاملين. وكان المرصد من أكبر المراصد الفلكية في ذلك العصر، عمل فيه أكبر علماء الفلك المسلمين و تمكنوا من خلاله من تفسير ظاهرة الجاذبية، وتعيين خط العرض وقياس طول محيط الأرض، وظل بيت الحكمة قائما حتى داهم المغول بغداد سنة 656 للهجرة الموافق 1258 للميلاد.

يعد ( بيت الحكمة ) أعظمالمكتبات العربية شأناً واقدمها زمناناً ، وأول من فكر بإنشاء هذا البيت أبو جعفرالمنصور ، فقد خصص بناية مستقلة جمع فيها نفائس الكتب ونوادرها من المؤلفات العربيةوالمترجمة عن اللغات المختلفة . ( 1) ولما لما جاء الخليفة هارون الرشيدوكان من أعظم خلفاء بني العباس وأكثرهم ذكرا في التاريخ ، فقد أصبحت بغداد في عهدهكعبة العلم والأدب ، فاتجه إلى إخراج الكتب والمخطوطات التي كانت تحفظ في جدران قصرالخلافة بعد أن تضخم رصيدها من التراث المدون ، والمخطوطات المؤلفة المترجمة ،لتكون مكتبة عامة مفتوحة الأبواب للدارسين وطلاب العلم ، وبدا فأسس دار رحبة ضخمةنقل اليها كل الذخائر وسماها " بيت الحكمة " تقديرا لجلال رسالتها ، وكانت هذه المؤسسة مؤسسة ثقافيةكبرى تقوم بعمل جليل . فكانت مهمتها أول الامر الملازمة كما يقول ابن النديم ، ثمتطورت زمن المامؤن حتلى أصبحت مؤسسة علمية همها ترقية البحث والدرس والتجردللدراسات العليا
أبرز المشتغلين في عصر الرشيد بدار الحكمة
1- يوحنا بن ماسويه : والذي تدرج فيها حتىتبؤا منصب أمانة الترجمة2الفضل بن نوبخت : أكبرالمترجمين عن الفارسية3- علان الوراق : رئيس النساخين .

عرف عن ابي جعفر المنصور عنايته بنشر العلوم المختلفة، ورعايته للعلماء من المسلمين وغيرهم، وقيامه بإنشاء "بيت الحكمة" في قصر الخلافة ببغداد، وإشرافه عليه بنفسه، ليكون مركزا للترجمة إلى اللغة العربية. وقد أرسل أبو جعفر إلى إمبراطور الروم يطلب منه بعض كتب اليونان فبعث إليه بكتب في الطبوالهندسةوالحسابوالفلك، فقام نفر من المترجمين بنقلها إلى العربية.
وفي عهد هارون الرشيد أتت إليها دفعة كبيرة من الكتب بعد فتح هرقلة وأقليم بيزنطة، وقد أوكل إلى يوحنا بن ماسويه مهمة ترجمة الكتب، فلم تعد تقتصر على حفظ الكتب بل وضم بيت الحكمة إلى جانب المترجمين النسّاخين والخازنين الذين يتولون تخزين الكتب، والمجلدين وغيرهم من العاملين.
وقد بلغ نشاط بيت الحكمة ذروته في عهد الخليفة المأمون الذي أولاه عناية فائقة، ووهبه كثيرا من ماله ووقته، وكان يشرف على بيت الحكمة، ويُختار من بين العلماء المتمكنين من اللغات. وقد أستقدم المامون من قبرص خزانة كتب الروم.
وبذلك كان بيت الحكمة خزانة كتب، ومركز ترجمة، والتاليف و مركز للأبحاث ورصد النجوم، ومن أهم ما ميز بيت الحكمة هو تعدد المصادر وهي الكتب القديمة والتراجم والكتب التي ألفت للخلفاء والكتب التي نسخت مما جعلها مجمعا علميا، وظل بيت الحكمة قائما حتى أجتاح المغولبغداد سنة (656هـ = 1258م)، حيث تم تدمير معظم محتوياته في ذلك الوقت.
وأعيد افتتاح مكتبة بيت الحكمة من جديد قبل أعوام قليلة من غزو العراق عام 2003م. وكانت على أسمها لكن لم يكن الهدف عينه.............................................. ........... أعاد الله العراق لأهلها وللإسلام والمسلمين