الطفل انسان واقعى
ان الشرط الاول للتربية الصحيحة وتنمية الشخصية والاستقلال عند الطفل ان يعرف الوالدان طفلهما ولا يتجاهلا قيمته الواقعية...ان يعتقدا بان طفلهما ليس شاة او دجاجة تحتاج الى الطعام واللعب والنوم..انه انسان صغير, انسان واقعى ولكنه ضعيف, انسان حقيقى يملك من الذخائر الفطرية ما يجب ان تبرز من عالم القوة الى حيز الطفل.
يحس الطفل طيلة ادوار نموه بالحقارة فى قبال والديه وجميع الناس. هذا الاحساس الظاهر فى جميع شئون الطفل وليد عدم القدرة الاوليةللاعضاء وعدم الاطمئنان به وفقدانه للاستقلال, وكذلك ينتج على اثر الاحتياج الى الغير ,والاعتماد على شى اقوى
منه, والخضوع لسيطرة المحيط . وهذا الاحساس بالحقارة هو الذى يوجد فى الطفل نشاطا دائما, واحتياجا الى الانشغال, والاهتمام بلعب دور بارز فى الحياة . انه يسير فى هالة ضخمة من الامال والا مانى المستقبلة والاستعداد الجسمى والعقلانى لتحقيقها,
وان الرغبة فى التفوق على الاخرين هى التى تدفعه الى ان يثبت لنفسه شخصية ,فيقلل
بذلك من حدة الحقارة المستولية عليه .
الرشد المعنوى للطفل .
ان الاباء والامهات الذين يفسحون المجال فى الاسرة للاطفال كى يمارسوا نشاطاتهم الفطرية ولا يسخرون منهم فى الافعال التى تصدر منهم ولا يحاولون تحقيرهم ابدا,
يتوفقون الى الرشد المعنوى بسرعة وينالون شخصية كاملة .
وعاى العكس فأن الاباء والامهات المستبدين فى الاسرة الذين يسلكون تجاه اطفالهم بالشدة والحدة ويملأون جو الاسرة رعبا وهلعا يكبتون القابليات والاستعدادات الباطنية
للاطفال ويمنعون من الرشد الطبيعى لهم فينشأون وهم فاقدون للشخصية .
ان احد اسباب الاحساس بالحقارة عند الاطفال هو المظاهر الشديدة لقدرة الكبار وضغطهم . لا شى يطفىء جذوة الرغبة فى التعالى والتكامل والاعتماد على النفس عند الطفل مثل الاهانة والتحقير الذى يلاقيه فى قبال الضغط والشدة , خصوصا عندما يؤكد الوالدان شدتهما بعبارة ( انك لاتستطيع القيام بهذا العمل) ...و0(لاتحاول عبثا), ومما يزيد فى الطين بلة انهما لا يكتفيان بذلك بل يبعثان السأم والملل فى نفس الطفل بعبارات من امثال (لماذا تريد ان تفعل هذا ايها الاحمق.....الاترى انك لاتستطيع ذلك؟ ) .
من النادر جدا ان لا يوجد سلوك كهذا عقدة الاحساس بالحقارة فى الاطفال. وقد يكون
وجود اب متزمت ومتنفذ كافيا فى ان يقف حاجزا دون ظهور الصفات الفاضلة فى نفس الطفل .
المفضلات