فلسـفةالغيـبة
السؤال الثاني:
لماذا غاب الإمام عليه السلام عن الناس حتى حرموا الاستفادة من وجوده؟ وما هي المصلحة التي أخفته عن أعين الناس؟
الجــواب
إن هذا السؤال يجاب عليه بالنقض والحل:
أمّاالنقض:
فبماذكرناه في الإجابة عن السؤال الأول، فإن قصور عقولنا عن إدراك أسباب غيبته، لايجرنا إلى إنكار المتضافرات من الروايات.
وأما الحل:
فإن الإمام المهدي عليه السلام هو آخر الأئمة الإثنى عشر الذين وعد بهم الرسول، وأناط عزة الإسلام بهم، ومن المعلوم أن الحكومات التي كانت في عهدهم لم تقدرهم وكانت لهم بالمرصاد تلقيهم بالسجون وتريق دمائهم بالسيف أو السّم. فلو كان ظاهراً لأقدموا على قتله وإطفاء نوره.
فلأجل ذلك اقتضت المصلحة أن يكون مستورا عن أعين الناس، يراهم ويرونه ولكن لا يعرفونه، إلى أن تقتضي مشيئة الله سبحانه ظهوره بعد حصول استعداد خاص في العالم لقبوله والانطواء تحت لواء طاعته.
وقد ورد في بعض الروايات:
((على بن احمد عن عبيدالله بن موسى عن محمد بن احمد القلانسى عن أيوب بن نوح عن صفوان عن ابن بكير عن زراره قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إن للقائم غيبه قبل أن يقوم وهو المطلوب تراثه، قلت: ولم ذلك؟ قال: يخاف. وأومأ بيده إلى بطنه يعنى القتل))
البحار ج52 ص98 روايه22باب20
الإمام المهدي وطـول عمره
السؤال الثالث:
هل يمكن في منطق العلم أن يعيش إنسان هذا العمر الطويل؟
فقد وُلد عام 255هجرية فيكون عمره إلى العصرالحاضرة أكثر من ألف ومائة وخمسين عاما!
والجـواب : من وجهين،نقضاًوحلاً:
أما النقض:
فقد دل الذكر الحكيم على أن شيخ الأنبياء عاش قرابة ألف سنة، قال تعالى
((وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عَامًا))
وتضمنت التوراة أسماء جماعة كثيرة من المعمرين، وقام المسلمون بتأليف كتب حول المعمرين ككتاب المعمرين لأبي الحاتم السجستاني، كما ذكر الصدوق أسماء عدّة منهم في كتاب كمال الدين،والعلامة المجلسي في البحار وغيرهم.
وأماالحل:
فالسؤال عن إمكان طول العمر، يعرب عن عدم التعرّف على سعة قدرة الله سبحانه وكما قال سبحانه وتعالى مخاطبا المشككين
((وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقّ َقَدْرِهِ)) فأين المشكلة في أن يمدّ الله سبحانه في عمره ما يشاء. بعبارة أخرى إن الحياة الطويلة إما ممكنة في حدّ ذاتها أو ممتنعة،
والثاني لم يقل به أحد، فتعين الأول،فلا مانع من أن يقوم سبحانه وتعالى بمدّ عمر وليّه، لتحقيق غرض من أغراض التشريع.
أضف إلى ذلك ما ثبت في علم الحياة من إمكان طول عمر الإنسان إذا كان مراعياً لقواعد حفظ الصحة، وإن موت الإنسان في فترة متدنية ليس لقصور الاقتضاء، بل لعوارض تمنع عن استمرار الحياة، ولوأمكن تحصين الإنسان منها بالأدوية والمعالجات الخاصة لطال عمره وهناك كلمات من علماء الطب في إمكان طول العمر في حياة البشر، نشرت في الكتب والمجلاتؤالعلمية المختلفة (لاحظ مجلة المقتطف، الجزء الثالث من السنة التاسعةوالخمسين )
ومن هنا أُسست شركات تضمن حياة الإنسان إلى أمد معلوم تحت مقررات خاصة وحدود معينة، وإذا قرأت ما تدونه أقلام الأطباء في هذا المجال يتضح لك معنى قوله سبحانه ((فَلَوْلاَ أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ*لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ)) فإذا كان عيش الإنسان في بطون الحيتان، في أعماق المحيطات، ممكناً إلى يوم البعث، فكيف لا يعيش إنسان على اليابسة في أجواء طبيعية تحت رعاية الله وعنايته إلى ما شاء الله؟.
المفضلات