لكل رسالة جهتان جهة المرسل وجهة المرسَل إليه، أضف إلى ذلك موضوع الرسالة ومحتواها، وكل من الجهتين والموضوع يحدِّدان أهمية الرسالة ومكانتها الفكرية أو العلمية أو الأبعاد الأخرى…
وربما كانت الرسالة محررة كتابة كأية رسالة يبعثها هذا لذاك وذاك لهذا وربما كانت شفوية غير مكتوبة ..
وربما كانت رسالة مجازية وليست رسالة حقيقية كالرسائل المتبادلة بعض الأحيان بين طرفين يقوم أحدهما بعمل معين فيفهم الطرف الآخر معنى عمله ومفهوم بادرته.. دون أن تكون بينهما مكاتبات ومراسلات خطية أو شفوية ومثال ذلك: النار التي يشعلها الكرماء في بيوتهم ليلاً ليستدل بها الضيف على أن في هذا المكان منزل ومأوى وطعام.. فالنار المشتعلة على بيت من بيوت الشعر في عمق الصحراء، هي في الواقع رسالة عملية للمسرين على السابلة ليلاً.
وربما تكون الرسالة مؤقتة بوقت معين وزمان محدد.. ولكنها ليست كذلك في أحيان أخرى. حين تكون الرسالة للأزمان والأجيال عامة لا ينتهي دورها على مدى الدهور والأعصار.
ولقد كان للسيدة الحوراء زينب رسالة بعثت بها للأجيال والأقوام والأزمان جميعاً بمواقفها الثابتة الراسخة ومشاهد حياتها المباركة الكريمة.
والرسالة التي تحملها الحوراء زينب(ع) لا يحدها زمن معين ولا مكان معين فقد بدأت منذ يوم كربلاء واستمرت إلى يومنا هذا وستستمر إلى ما شاء الله وهي (ع) تحمل رسالة جدها النبي محمد (ص)التي أوصى بها إلى علي(ع) من بعده وإلى الأئمة الأطهار إلى الإمام المهدي (عج).
والحـوراء زيـنـب (ع) وإن لـم تـكـن بـمنزلة النبي أو الإمام المعصوم ولكنها حملت الرسالة المحمدية كما حملتها مريم بنت عمران
وأما الحوراء زينب (ع) فإنها حملت الرسالة المحمدية بوجود الإمام السجاد (ع) فهي (ع) حافظت على الرسالة بحفاظها على الإمام السجاد (ع) يوم عاشوراء بعد أن سمع صوت أبيه الإمام الحسين (ع) وهو يقول: «ألا من ناصر ينصرنا ألا من ذاب يذب عنا» فخرج علي بن الحسين (ع) وهو يتكأ على سيفه لملاقاة الأعداء فنادى الإمام الحسين (ع) على أخته وقال لها احبسيه لئلا تخلو الأرض من ذرية محمد (ص) ...
يا أيها القارئ الكريم ضع هذه الصورة أمامك عمّة تلقي بنفسها على ابن أخيها لتفديه من الموت والله إنها لتقرح القلوب وتبكي العيون.
والحوراء زينب(ع) حملت الرسالة وبلغتها بوجود الإمام السجاد (ع) وهي أهلٌ في حملها وتبليغها فهي من مدرسة جدها المصطفى(ص) ومدرسة أبيها علي وأمها الزهراء وأخويها الحسن والحسين وابن أخيها علي بن الحسين (ع).
جعلنا الله وياكم من الصابرين .. من اكبر قدوة لنا .. وهي الحوراء السيد زينب (ع ..
المفضلات