الإعلام .... رسالة المرأة في كربلاء
لماذا حمل الإمام الحسين عليه السلام النساء معه في كربلائ؟
ترى هل كان الإمام متعمداً إذاقة نسائه وأخواته وبناته السبي .؟ أم أن في المسألة أمر آخر ؟
إن للثورة جانبين ، جانب الرسالة وجانب الدم ، وقد قدم الحسين الدم ، بينما حملة المرأة الرسالة ، والمرأة باستطاعتها أن تتحمل مسؤولية الكلمة كما قامت بذلك زينب عليها السلام ، بل باستطاعة المرأة أن تتحول إلى وزارة إعلام للثائرين .
إن أول ما كان يريده العدو بعد قتل الإمام الحسين عليه السلام هو إخفاء الإمام جسدا وقضية ، ولقد سحقوا جثة الإمام بحوافر خيلهم ، لكي تتناثر أعضاء الإمام ، ولا يبقى لها إثر ولا يقام لها قبر ، فيختفي قبر الإمام ومن ثم قضيته ...
وعرفت زينب عليها السلام ما كان العدو يرمي له العدو ، فجاءت تمر على جثث الشهداء حتى وصلت إلى الجثمان الشريف لسيد الشهداء ، فرمت بنفسها على بقايا الجثمان ، لتعلن للتاريخ أن هاهنا سقط أبو عبد الله الحسين عليه السلام ، وهنا موضع قبره وهنا راية الثورة ....
ثم قالت بقوة الأبطال موجهة خطابها إلى معسكر ابن سعد الذي بلغ نشوة الانتصار:
(ولينصبن على قبر أبي عبد الله علم ، وليجتهدن أئمة الضلال على طمسه فلا يزداد إلا انتشاراً)
هذا هو الدور البطولي الذي قامت به ، سيدتنا زينب عليها السلام في لحظة تاريخية حالكة ، فاستطاعت بذلك أن ترفع راية الثورة على مر الأجيال ، وإن تفوت على يزيد وجلاوزته ، أكبر مؤامرة كادت أن تحدث في التاريخ ، ضد قضية الشهيد ، بل وسجلت في كل بقعة انتشر فيها النظام القاتل ، إدانة لهذا النظام ..
ولو لم تكن تسبى هذه النسوة الطاهرات ، لأمكن القول أن ثورة الحسين عليه السلام كانت تخنق في كربلاء حينها ، وكانت ستصل مشوهة للناس فيما بعد ..
ولكن السبي سمح لحاملات رسالة عاشوراء ، أن ينشرن القصية حية ، كما حدثت يوم عاشوراء ، وبذلك استطعن أن يوجهن الضربات القاضية لنظام يزيد ونشر رسالة الثورة .
سماحة آية الله السيد هادي المدرسي ( حفظة الله )
عظم الله أجورنا وأجوركم بمصاب سيد الشهداء أبو عبد الله الحسين عليه السلام
المفضلات