صفحة 4 من 6 الأولىالأولى ... 2 3 4 5 6 الأخيرةالأخيرة
النتائج 46 إلى 60 من 77

الموضوع: انصار الحسين(ع) (الحر-مسلم ابن عوسجه-عبدالله الحميري-سليمان بن رزين-منجح ابن سهم

  1. #46
    مشرفة سابقة تستحق التقدير الصورة الرمزية الأمل البعيد
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    الدولة
    القَطِيفْ ,, أمُ الجِزَمْ ..
    المشاركات
    4,620
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    313

    رد: نـــبـــذة عــــن الصــحــــابـــة المـنــتـجــبــــــيـن ....... ( ارجوا التثبيت

    الانتصار


    و بعد معارك ضارية تمكّن جيش الإمام من عقر الجمل فانهارت معنويات الجيش المقابل و فرّ المقاتلون من ساحة المعركة .

    أصدر الإمام أمراً أوقف فيه العمليات الحربية ، و أمر بمعاملة عائشة بكلّ احترام و إعادتها إلى المدينة معزّزة مكرّمة .

    أطلق الإمام الأسرى و أمر بمعالجة الجرحى و عفا عن الجميع .

    و دخل مالك الأشتر و عمّار بن ياسر على عائشة فقالت :

    ـ لقد كدت يا مالك أن تقتل ابن اختي .

    أجاب مالك :

    ـ نعم و لولا انّي كبير و كنت صائماً ثلاثة أيام لأرحت منه اُمّة محمّد ( صلى الله عليه وآله ) .

    في الكوفة

    و بعد أن أقام الإمام في البصرة أيّاماً عاد بجيشه قاصداً مدينة الكوفة .

    كان مالك الأشتر في المعارك كالأسد يُقاتل بشجاعة لا نظير لها ، و لهذا كان الأعداء يخافون منه .

    و لكنّه في الأيّام العادية كان يبدو كرجل فقير فهو يرتدي ثياباً بسيطة و يمشي بتواضع حتى أن أكثر الناس لا يعرفونه .

    ذات يوم و عندما كان مالك يسير في الطريق ، كان أحد السفهاء يأكل تمراً و يرمي النوى هنا و هناك .

    و عندما مرّ مالك أمامه ، رماه بنواة في ظهره و راح يضحك عليه .

    فقال له رجل رآه :

    ـ ماذا تفعل ؟! هل تعرف مَن هذا الرجل ؟

    أجاب :

    ـ كلاّ ، مَن هو ؟

    ـ إنّه مالك الأشتر .

    كان مالك الأشتر قد مضى في طريقه ، لأن المؤمن لا يهتم لما يفعله السفهاء من الناس ، و تذكّر ما كان يفعله المشركون بسيّدنا محمّد ( صلى الله عليه وآله ) في مكّة عندما كانوا يلقون عليه التراب و القاذورات فلا يقول شيئاً .

    دخل مالك المسجد و راح يصلّي لله و يستغفر لذلك الشخص الذي رماه بالنواة .

    جاء الرجل مهرولاً و دخل المسجد و ألقى بنفسه على مالك يعتذر إليه و قال :

    ـ اعتذر إليك ممّا فعلت فاقبل عذري .

    أجاب مالك بابتسام :

    ـ لا عليك يا أخي ، و الله ما دخلت المسجد إلاّ لكي أُصلّي و استغفر لك .



    معركة صفين


    كان الإمام يختار الصالحين من أهل التقوى و الإدارة و الحزم ولاةً على المدن ، لهذا عيّن مالكاً الأشتر حاكماً على الموصل و سنجار و نصيبين و هيت و عانات ، و هي مناطق واقعة على حدود الشام .

    كان معاوية قد أعلن العصيان للخلافة و انفرد بحكم الشام .

    حاول الإمام إقناع معاوية بالطاعة فبعث برسائل عديدة و أوفد إليه من يتحدّث معه ، و لكن بلا فائدة .

    لهذا جهّز الإمام جيشاً و أسند قيادته إلى مالك الأشتر .

    زحف الجيش باتجاه الشام و وصل منطقة " قرقيسيا " فاصطدم بجيش الشام تحت قيادة " أبي الأعور السلمي " .

    حاول مالك الأشتر إقناع " قائد الجيش " بإنهاء التمرّد و الدخول في طاعة أمير المؤمنين الذي ارتضاه الناس خليفة لهم فرفض ذلك .

    و في الليل ، انتهز جيش الشام الفرصة و قام بهجوم دون سابق انذار ، و كان هذا العمل مخالفاً للشريعة و الأخلاق لأنّه غدر .

    قاوم جيش الخلافة الهجوم المباغت و كبّد المهاجمين العديد من القتلى و أجبره على الإنسحاب إلى مواقعه .

    و مرّة اُخرى تجلّت فروسية مالك الأشتر ، فارسل إلى " أبي الأعور " مبعثواً يدعوه للمبارزة .

    قال الرسول :

    ـ يا أبا الأعور إن مالك الأشتر يدعوك للمبارزة .

    جبن قائد جيش معاوية و قال :

    ـ لا أُريد مبارزته .

    وصلت إمدادات كبيرة بقيادة معاوية ملتحقة بجيش الشام .

    و تقابل الجيشان في سهل " صفين " على ضفاف نهر الفرات .

    احتلّت قطعات من جيش معاوية الشواطئ و فرضت حصاراً على النهر .

    كان هذا العمل أيضاً مخالفاً للشريعة الإسلامية و لتقاليد الحروب .

    بعث الإمام أحد صحابة النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) و هو " صعصعة بن صوحان " للتفاوض :

    دخل صعصعة خيمة معاوية و قال :

    ـ يا معاوية إن عليّاً يقول : دعونا نأخذ حاجتنا من الماء حتى ننظر فيما بيننا و بينكم ، و إلاّ تقاتلنا حتى يكون الغالب هو الشارب .

    سكت معاوية و قال :

    ـ سوف يأتيك ردّي فيما بعد .

    خرج مبعوث الإمام ، و استشار معاوية رجال فقال الوليد بحقد :

    ـ امنع الماء منهم ، حتى يضطروا للاستسلام .

    و حظي هذا الرأي بتأييد كامل .

    لقد جمع معاوية حوله كلّ الأشرار الذين لا يعرفونه حرمة للدين و الإنسانية .

    كان مالك الأشتر يراقب ما يجري على الشواطئ فشاهد وصول تعزيزات عسكرية ، فأدرك أن معاوية يفكِّر بتشديد الحصار .

    شعر جنود الإمام بالعطش ، و كان مالك عطشان أيضاً ، فقال له جندي :

    ـ في قربتي ماء قليل اشربه .

    رفض مالك ذلك و قال :

    ـ كلاّ حتى يشرب جميع الجنود .

    ذهب مالك إلى الإمام و قال :

    ـ يا أمير المؤمنين ان جنودنا يصرعهم العطش و لم يبق أمامنا سوى القتال .

    أجاب الإمام :

    أجل لقد أعذر من أنذر .

    و خطب الإمام في الجنود و حثّهم على الاستبسال قائلاً :

    ـ الموت في حياتكم مقهورين .

    و الحياة في موتكم قاهرين .
    أي أن الموت هو أن يرضى الإنسان بالذلّ .

    و انّ الحياة في أن يموت المرء شهيداً .

    و قاد مالك الأشتر أوّل هجوم في حرب صفين و راح يقاتل ببسالة و يتقدّم باتجاه شواطئ الفرات .

    و بعد اشتباكات عنيفة تمّ تحرير ضفاف النهر و إجبار جيش معاوية على الإنسحاب .

    أصبح جيش معاوية بعيداً عن المياه ، و لهذا فكّر في حيلة لاستعادة مواقعه على نهر الفرات .

    و في اليوم التالي سقط سهم بين جنود الإمام و كان في السهم رسالة ، قرأها الجنود باهتمام .

    و انتقلت الرسالة بين الجنود بسرعة و انتشر الخبر : " من أخ ناصح لكم في جيش الشام : ان معاوية يريد أن يفتح عليكم النهر و يغرقكم ، فاحذروا " .

    و صدّق الجنود ما ورد في تلك الرسالة فانسحبوا و انتهز جيش الشام الفرصة فأعاد احتلاله للشواطئ مرّة اُخرى .

    غير أن جيش الإمام شن هجوماً كاسحاً و حرّر المنطقة من قبضة الاحتلال .

    شعر معاوية بالقلق ، فسأل عمرو بن العاص :

    ـ هل تظنّ ان عليّاً سيمنع علينا الماء ؟

    أجاب عمرو بن العاص :

    ـ إن عليّاً لا يفعل مثلما تفعل أنت .

    كان جنود الشام يشعرون بالقلق أيضاً .

    و لكن سرعان ما وصلت الأخبار بأن الإمام عليّاً سمح لهم بورود النهر و ترك لهم مساحة من الشواطئ كافية .

    أدرك بعض أهل الشام الفرق بين معاوية و علي ، فمعاوية يفعل كلّ شيء من أجل أن ينتصر ، أمّا علي فلا يفكّر في ذلك ، إنّه يسير في ضوء المُثل و الأخلاق الإنسانية .

    لهذا تسلل بعض الجنود ليلاً و انتقلوا إلى جبهة علي لأنّها تُمثّل الحقّ و الإنسانية .




    معاوية


    كان معاوية يشعر بالقلق من وجود مالك الأشتر ، لأن شجاعته و بسالته في القتال ألهب الحماس في جيش علي و بثت الذعر في جنود الشام .

    فكّر معاوية في القضاء عليه عن طريق المبارزة الفردية ، فعرض الأمر على مروان ، و لكن مروان كان يخاف من مالك فاعتذر إلى معاوية و قال :

    ـ لماذا لا تكلّف " ابن العاص " بذلك فهو ساعدك الأيمن .

    عرض معاوية اقتراحه على عمرو بن العاص فاضطر لقبوله .

    خرج ابن العاص يطلب مبارزة الأشتر .

    تقدّم مالك نحوه و بيده رمحه ، و لم يترك له فرصة للدفاع فسدّد له ضربة عنيفة جرحت قسماً من وجهه فلاذ عمرو بن العاص بالفرار .
    .. آسفه ع التقصــير ..


  2. #47
    مشرفة سابقة تستحق التقدير الصورة الرمزية الأمل البعيد
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    الدولة
    القَطِيفْ ,, أمُ الجِزَمْ ..
    المشاركات
    4,620
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    313

    رد: نـــبـــذة عــــن الصــحــــابـــة المـنــتـجــبــــــيـن ....... ( ارجوا التثبيت

    استشهاد عمّار


    تصاعدت حدّة الاشتباكات و كان عمّار يقود الجناح الأيسر من جيش الإمام ، و يقاتل ببسالة رغم شيخوخته .

    و عندما جنحت الشمس للمغيب طلب عمّار رضي الله عنه شيئاً يفطر به لأنّه كان صائماً .

    أحضر أحد الجنود إناءً مليئاً باللبن و قدّمه إليه ، استبشر عمّار بذلك و قال :

    ـ ربّما أُرزق الشهادة هذه الليلة فقد قال لي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يا عمّار تقتلك الفئة الباغية ، و آخر شرابك من الدنيا ضياح ( إناء ) من لبن .

    أفطر الصحابي الجليل و تقدّم إلى ساحات القتال بقلبٍ عامر بالإيمان و ظلّ يقاتل حتى هوى على الأرض شهيداً .

    جاء الإمام و جلس قرب الشهيد و قال بحزن :

    ـ رحم الله عمّاراً يوم أسلم ، و رحم الله عمّاراً يوم استشهد ، و رحم الله عمّاراً يوم يبعث حيّاً . هنيئاً لك يا عمّار .

    كان لإستشهاد عمّار بن ياسر في ساحة الحرب أثره في سير المعارك ، فقد ارتفعت معنويات جيش الإمام فيما انخفضت لدى جنود معاوية ، لأن المسلمين جميعاً يحفظون حديث سيّدنا محمّد ( صلى الله عليه وآله ) لعمّار بن ياسر : " يا عمّار تقتلك الفئة الباغية " أي المعتدية .

    و أدرك الجميع ان معاوية و جنوده هم المعتدون و انّ علياً و أصحابه على الحقّ .

    لهذا تصاعدت حدّة الحملات الهجومية في جبهة الإمام ، و راح معاوية و جيشه يستعدّون للهزيمة .




    حيلة جديدة


    فكّر معاوية بحيلة جديدة يخدع بها جيش الإمام ، فاستشار " عمرو بن العاص " .

    قال عمرو بن العاص :

    ـ أرى أن نخدعهم بالقرآن . نقول لهم : بيننا و بينكم كتاب الله .

    فرح معاوية لهذه الحيلة و أمر برفع المصاحف على الرماح .

    عندما شاهد جنود الإمام المصاحف ، فكّروا في إيقاف الحرب ، و بذلك انطلت الحيلة على كثير من الجنود .

    قال الإمام : انّها مكيدة . أنا أوّل من دعا إلى كتاب الله و أوّل من أجاب إليه . انّهم عصوا الله فيما أمرهم و نقضوا عهده .

    و لكن عشرين ألفاً من الجنود عصوا أمر الإمام و قالوا :

    ـ اصدر أمرك بايقاف القتال و قل للأشتر ينسحب .

    أرسل الإمام أحد الجنود إلى مالك الأشتر يأمره بايقاف العمليات الحربية .

    استمر مالك الأشتر في القتال و قال :

    ـ ما هي إلاّ لحظات و نحرز النصر النهائي .

    قال الجندي :

    ـ و لكن الإمام محاصر بعشرين ألف من المتمرّدين و هم يهددون بقتله إذا لم توقف القتال .

    اضطر مالك الأشتر للإنسحاب و قال :

    ـ لا حول و لا قوّة إلاّ بالله .




    التحكيم


    كان مالك الأشتر يدرك أن ما قام به معاوية هو مجرّد حيلة ، و لكنه انصاع لأمر الإمام حتى لا تحدث الفتنة ، فكان قائداً شجاعاً و جندياً مطيعاً .

    توقفت المعارك و اتفق الطرفان على الاحتكام إلى كتاب الله .

    فأرسل معاوية عمرو بن العاص ممثّلاً عنه في المفاوضات .

    و أراد الإمام أن يختار رجلاً عاقلاً فطناً عالماً بكتاب الله فاختار عبد الله بن عباس حبر الاُمّة .

    و لكن المتمرّدين رفضوا ذلك مرّة اُخرى و قالوا :

    نختار " أبا موسى الأشعري " .

    فقال الإمام ( عليه السَّلام ) ناصحاً :

    ـ أنا لا أرضى به ، و عبد الله بن عباس أجدر منه .

    رفض المتمردون ذلك فقال الإمام :

    ـ إذن اختار الأشتر .

    فرفضوا أيضاً و أصرّوا على " أبي موسى الأشعري " .

    و حتى لا تحدث الفتنة قال الإمام :

    ـ اصنعوا ما شئتم .

    و هكذا اجتمع الممثلان للمفاوضات .

    فكّر عمرو بن العاص أن يخدع " الأشعري " فقال له :

    ـ يا أبا موسى إن سبب الفتنة وجود معاوية و علي ، فتعال لنخلعهما عن الخلافة و نختار رجلاً آخر .

    كان " الأشعري " لا يحبّ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، فرحّب بالفكرة ، فقال أمام الجميع :

    ـ إنّني أخلع عليّاً عن الخلافة كما أخلع خاتمي من يدي .

    ثم نزع خاتمه .

    و هنا قال عمرو بن العاص بخبث :

    ـ أما أنا فأُثبّت معاوية في الخلافة كما أُثبّت خاتمي في يدي .

    ثم لبس خاتمه .

    شعر المتمرّدون بالندم ، و بدل أن يتوبوا و يعودوا إلى طاعة أمير المؤمنين فإنّهم طلبوا من الإمام أن يتوب و يعلن الحرب .

    و لكن الإمام كان إنساناً يحترم العهود و المواثيق و قد اتّفق على الهدنة و إيقاف القتال لمدّة سنة .

    طلب الإمام منهم أن يصبروا هذه المدّة و لكنهم عصوا أوامره أيضاً و خرجوا على طاعة الإمام لهذا سمّوا ب " الخوارج " .



    مصر


    فكّر معاوية أن يستولي على مصر ، فأرسل جيشاً كبيراً لاحتلالها .

    كان الوالي على مصر محمّد بن أبي بكر " الخليفة الأوّل " .

    أرسل الوالي يطلب الإمدادات العسكرية بأقصى سرعة قبل أن تسقط مصر بأيدي الغزاة .

    فأرسل الإمام مالكاً الأشتر و قال له :

    ـ توجّه إلى مصر رحمك الله ، و لست أوصيك بشيء لأنني أكتفي برأيك .

    استعن بالله .

    استعمل اللين في مواضعه و الشدّة في مواضعها .

    و انطلق الأشتر إلى مصر .



    السمّ و العسل


    شعر معاوية بالقلق فهو يدرك ان وصول مالك الأشتر إلى مصر يعني إنقاذها ، لهذا فكّر بقتله .

    كان معاوية إذا أراد أن يغتال شخصاً دسّ إليه العسل المخلوط بالسمّ .

    و كان معاوية يستورد هذه السموم من القسطنطنية ، و كان الروم يسمحون بتصديرها لأنّهم يعرفون ان معاوية يستخدمها لقتل المسلمين .

    قال عمرو بن العاص :

    ـ انّي أعرف رجلاً يسكن مدينة القلزم على حدود مصر و هو يملك أراضٍ واسعة و لابدّ أن يمرّ الأشتر في هذه المدينة و يتوقّف فيها للإستراحة .

    قال معاوية :

    ـ إذن اتصل به و اخبره إذا تمكّن من اغتيال الأشتر فسنعفيه من دفع الضرائب مدى الحياة .

    و هكذا انطلق مبعوث معاوية على وجه السرعة ، و أخذ معه العسل المسموم ليتصل بذلك الرجل و يقنعه بهذه المهمّة



    الشهادة


    وافق الرجل على اقتراح معاوية و أخذ الخليط القاتل ، يترقّب وصول مالك الأشتر .

    و بعد أيام قليلة وصل مالك مدينة القلزم .

    دعا الرجل والي مصر الجديد لأن يحلّ ضيفاً في منزله .

    لبّى مالك الأشتر الدعوة شاكراً .

    وضع الرجل إناء العسل المسموم في مائدة الطعام .

    و عندما تناول الضيف ملعقة واحدة شعر بألم شديد في أمعائه و أدرك المؤامرة ، فقال و هو يضع يده على بطنه :

    ـ بسم الله . . إنّا لله و إنّا إليه راجعون .

    و استقبل مالك الأشتر الموت بشجاعة المؤمن المطمئن الذي يعرف انّ طريقه هو طريق الإسلام و الجنّة .

    و عندما استشهد مالك الأشتر ، كاد معاوية أن يطير من الفرح و قال :

    ـ لقد كانت لعليّ بن أبي طالب يدان .

    قطعت إحداهما يوم صفين و هو عمّار بن ياسر .

    و قطعت الاُخرى اليوم و هو مالك الأشتر .

    أمّا أمير المؤمنين علي ( عليه السَّلام ) فقد شعر بالأسف العميق و قال بحزن :

    ـ رحم الله مالكاً . .

    فقد كان لي كما كنت لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .

    أي ان مالكاً ( رضوان الله عليه ) كان يحبّ عليّاً و يطيعه كما كان عليّ ( عليه السَّلام ) يحبّ سيدنا محمّداً ( صلى الله عليه وآله ) و يطيعه .

    و هكذا ختم مالك الأشتر ( رضوان الله عليه ) حياته الحافلة بالجهاد لتبقى سيرته المضيئة مثالاً لشباب الإسلام في كل مكان .




    وأنــا أحببت أن أقــول أنـــه كمــا كــان مولانا أمير المؤمنين لرسولنا الكريمـ
    كــان مالــك الأشتر لمــولانـــا علي بن ابي طالب
    .. آسفه ع التقصــير ..


  3. #48
    مشرفة سابقة تستحق التقدير الصورة الرمزية الأمل البعيد
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    الدولة
    القَطِيفْ ,, أمُ الجِزَمْ ..
    المشاركات
    4,620
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    313

    رد: نـــبـــذة عــــن الصــحــــابـــة المـنــتـجــبــــــيـن ....... ( ارجوا التثبيت


    حبيب بن مظاهر



    كانت الصحراء مدّ البصر ، واسعةً مترامية الأطراف ، و السماء مليئة بالنجوم .

    غادر شيخ في الخامسة و السبعين من عمره خيمته ، ركب حصانه و مضى .

    كان يسمع من بعيد عواء الذئاب ، و لكن الشيخ لم يكن ليخاف شيئاً ، كان همّه أن يصل مضارب " قبيلة بني أسد " قرب نهر الفرات .

    عندما وصل نبحت بعض الكلاب ، و كان بعض رجال بني أسد جالسين في خيمة كبيرة يتسامرون .

    حيّى الشيخ رجال القبيلة ، فنهضوا له إجلالاً ، كانت تبدو عليه سيماء المهابة و لكنّهم لم يعرفوه .

    جلس الشيخ ، و تطلّع إليه الرجال ينظرون إلى قسماته الهادئة ، و لحيته البيضاء كالقطن .



    أنا حبيب



    قال الشيخ معرّفاً نفسه :

    ـ أنا حبيب بن مظاهر ، أنتمي إلى إحدى بيوتات بني أسد .

    و كان رجل طاعن في السن ، عارف بالأنساب فعرفه و قال :

    ـ صدق هذا ابن رئاب بن الأشتر ابن فقعس بن طريف بن قيس بن الحرث بن ثعلبة بن دودان بن أسد .

    و قال رجل آخر :

    ـ نعم هذا صاحب رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) ، سكن الكوفة أيام أمير المؤمنين علي ( عليه السَّلام ) ، و قاتل معه في حرب الجمل و صفين و النهروان .

    سأل أحدهم :

    ـ و لكن ماذا جاء بك يا شيخ بني أسد ؟!

    فقال حبيب بوجهه الهادئ :

    ـ جئتكم بخير ما أتى به رائدٌ قومه .

    تطلّع الرجال إليه باهتمام . فقال :

    ـ هذا الحسين بن علي أمير المؤمنين و ابن فاطمة بنت رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) قد نزل بين ظهرانيكم ( قريباً منكم ) في عصابة ( جمع ) من المؤمنين و قد أحاط به أعداؤه ليقتلوه ، فأتيتكم لتمنعوه ( لتحموه ) و تحفظوا حرمة رسول الله فيه ، فو الله لئن نصرتموه ليعطينكم الله شرف الدُّنيا و الآخرة .

    نهض أحد الرجال وكان اسمه عبد الله بن بشير الأسدي و قال :

    ـ شكر الله سعيك يا أبا القاسم فو الله لقد جئتنا بمكرمة يستأثر بها المرء الأحب فالأحبّ ، أما أنا فأوّل مَن أجاب .

    و نهض رجال كثيرون ، و استيقظت القبيلة رجالها و نساؤها و أطفالها ، و أعلنوا تأييدهم ، و تطوّع الرجال للقتال دفاعاً عن الإمام الحسين سبط سيّدنا محمّد ( صلى الله عليه و آله ) .

    بلغ عدد المتطوعين تسعين مقاتلاً خرج حبيب يقودهم نحو منطقة تدعى كربلاء ، حيث معسكر الإمام الحسين ( عليه السَّلام ) و أهل بيته و أنصاره من المؤمنين .

    كان في بني أسد رجل خائن ، فانسلّ في الظلام و أسرع ليخبر " عمر بن سعد " قائد جيش يزيد .

    كان جيش يزيد قد قطع الطريق على قافلة الإمام الحسين ، و منع عنهم الماء .

    جهّز عمر بن سعد فرقة مؤلّفة من خمسمائة فارس بقيادة رجل يدعى " الأزرق " .

    قطع الفرسان الطريق على بني أسد ، طلب الأزرق من بني أسد العودة فرفضوا ، فنشبت معركة سقط فيها رجال من بني أسد قتلى و جرحى .

    أدرك المتطوعون أنّهم أمام جيش كبير و من ورائه إمدادات كبيرة ففضّلوا الإنسحاب .

    و عندما وصلوا إلى مضارب قبيلتهم حذروا قومهم من البقاء في هذه المنطقة .

    بادر الرجال إلى جمع الخيام بسرعة و الإنتقال إلى مكان آخر في الصحراء .

    عاد حبيب وحيداً ، كان يشعر بالحزن لما حصل ، فأخبر الإمام الحسين ( عليه السَّلام ) .

    فقال الإمام ( عليه السَّلام ) : و ما تشاؤون إلاّ أن يشاء الله و لا حول و لا قوّة إلاّ بالله .



    في كربلاء


    عندما مات معاوية بن أبي سفيان جاء إلى الحكم بعده ابنه يزيد ، فأصبحت الخلافة ملكاً يتوارثه الأبناء عن الآباء .

    كان يزيد رجلاً فاسقاً ، أي منحرفاً عن الإسلام ، فهو يشرب الخمر و يرتكب المحرّمات ، كما انّه يقضي وقته في اللعب و اللهو مع كلابه و قروده ، لهذا امتنع الإمام الحسين عن مبايعته .

    و كان الناس في كثير من المدن الإسلامية يعانون ظلم بني أُمية ، و كان أملهم أن يموت معاوية فيتخلصوا من الظلم .

    عندما عرفوا أن يزيد أصبح خليفة تألموا كثيراً و شعروا بالغضب ، إذ كيف يحكم يزيد بلاد الإسلام ، و هو لا يحترم الإسلام و لا يحبّ المسلمين ؟!

    و كان الناس في الكوفة يحبّون الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السَّلام ) لما رأوه من العدل و الرحمة في عهده ، لهذا بعثوا آلاف الرسائل إلى ابنه الإمام الحسين ( عليه السَّلام ) ، فهو ابن فاطمة الزهراء بنت رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) كما إن الناس يعرفون سيرته و إنسانيته و حبّه و عطفه على إخوانه المسلمين .

    كان الإمام الحسين في مكّة يستقبل الوفود و معهم رسائل كثيرة تحمل آلاف التواقيع و الأسماء و كلّهم يقولون : أقدِم علينا ليس لنا إمام ( قائد ) غيرك .

    عندما يشعر الناس بالظلم و القهر و عندما يجوعون و يتعذبون فانّهم يبحثون عن إنسان يخلّصهم من الظلم و يحرّرهم من الاستعباد ، لهذا توجّهت أنظارهم نحو الإمام الحسين ، فهو الوحيد القادر على تخليصهم من العذاب و القهر .

    إستجاب الإمام الحسين ( عليه السَّلام ) لطلبهم ، و عقد العزم على الثورة ضدّ يزيد بن معاوية . فغادر مكّة متوجهاً نحو الكوفة .

    أخذ معه عياله من أطفال و نساء و بنات و كان معه رجال من أهل بيته و أنصاره .



    الحصار


    كان عبيد الله بن زياد قد أرسل فرقة عسكرية مؤلّفة من ألف فارس لقطع الطريق على قافلة الإمام الحسين .

    كان الجوّ حارّاً جدّاً ، و قد نفد ما عندهم من الماء ، و عندما رآهم الإمام الحسين بهذه الحالة أمر أصحابه أن يسقوهم الماء ، فسقوهم و سقوا الخيل أيضاً .

    عندما أصبحوا قريباً من نهر الفرات عسكر الإمام الحسين ، و نصبت الخيام وصلت الفرق العسكرية و أصبح جيش يزيد أكثر من أربعة آلاف مقاتل ، فاحتلوا شاطئ الفرات ، و فرضوا حصاراً على معسكر الإمام الحسين و أصحابه و منعوهم عن الماء .

    أرسل عمر بن سعد رجلاً يدعى قرّة بن قيس و قال له :

    ـ سل ( اسأل ) الحسين لماذا جاء إلى الكوفة ؟

    عندما جاء قرّة بن قيس ، سأل الإمام الحسين حبيب بن مظاهر :

    ـ هل تعرفه ؟

    فقال حبيب :

    ـ نعم . . هذا قرّة بن قيس لقد كنت أعرفه بحسن الرأي و ما كنت أظنّه يقاتلك .
    جاء قرّة و سلَّم على الإمام و أبلغه رسالة عمر بن سعد . فقال الإمام :

    ـ لقد أرسل إليّ أهل الكوفة بأن أقدم إليهم فإذا كرهوني انصرفت عنهم .

    سكت قرّة بن قيس ، فقال حبيب :

    ـ ويحك يا قرّة كيف ترجع إلى القوم الظالمين ، انصر الحسين .

    قال قرّة :

    ـ سأعود بالجواب إلى عمر ثم أُفكّر .



    تاسوعاء


    عندما حلّ يوم التاسع من شهر محرّم الحرام سنة 61 هجري أراد عمر بن سعد الهجوم ليلاً ، فزحف بقوّاته نحو معسكر الحسين .

    سمعت زينب بنت علي بن أبي طالب أصوات العدوّ فقالت لأخيها الحسين :

    ـ لقد اقترب العدوّ .

    أمر الإمام الحسين أخاه العباس أن يسألهم .

    ركب العباس فرسه و معه عشرون فارساً و كان معه حبيب بن مظاهر . فسألهم العباس عمّا يريدون ، فقالوا :

    ـ إمّا أن تنزلوا على إرادة عبيد الله بن زياد دون قيد أو شرط ، أو الحرب .

    عاد العباس إلى الإمام الحسين ليخبره .

    ظلّ حبيب في مكانه و راح ينصحهم قائلاً :

    ـ أما و الله لبئس القوم أنتم عند الله غداً ، قوم يقدمون عليه و قد قتلوا ذريّة نبيّه و أهل بيته و عبّاد أهل هذا المصر ( الكوفة ) ، المتهجدين بأسحار ( الذين يصلّون لله بعد منتصف الليل ) الذاكرين الله كثيراً .

    قال احدهم و اسمه عزرة :

    ـ انّك لتزكّي نفسك يا حبيب .

    فردّ زهير :

    ـ ان الله قد زكّاها و هداها فاتّق الله يا عزرة فانّي لك من الناصحين .

    قال عزرة :

    ـ يا زهير ما كنت عندنا من شيعة أهل البيت .

    قال زهير :

    ـ كنت عائداً من الحج فجمعني و إيّاه الطريق فذكرت به رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) و رأيت أن أنصره و أجعل نفسي دون نفسه .



    من أجل الصلاة


    عندما ذهب العباس ليخبر أخاه ، قال الإمام :

    ـ ارجع إليهم و استمهلهم ( اطلب منهم مهلة ) هذه العشية ( الليلة ) إلى غد لعلّنا نصلّي لربّنا الليلة و ندعوه و نستغفره فهو يعلم إني أحبّ الصلاة له و تلاوة كتابه وكثرة الدعاء و الاستغفار .

    عاد العباس إليهم و استمهلهم إلى غد .

    فكّر ابن سعد قليلاً و ظنّ إن الإمام الحسين ربّما سيغيّر رأيه و يتنازل ، لهذا وافق على تلك المهلة و قال :

    ـ إنّا أجلناكم إلى غد فإن استسلمتم سرحنا بكم ( أخذناكم ) إلى الأمير ابن زياد و إن أبيتم ( رفضتم ) فلسنا تاركيكم
    .


    الاستعداد للمعركة



    انصرف الإمام و أصحابه إلى الصلاة و الدعاء و قراءة القرآن ، لأنّها ستكون آخر ليلة لهم في هذه الدُّنيا .

    كانت الخيام متباعدة بعضها عن بعض ، فأمر الإمام أن يقاربوا بينها حتى تتشابك الأوتاد ، و يصعب على العدوّ اختراقها إذا أراد الهجوم . كما أمرهم بحفر خندق خلف الخيام ليكون القتال في جبهة واحدة .

    و جمع الإمام أصحابه و قال لهم :

    ـ اثني على الله أحسن الثناء و أحمده على السرّاء و الضراّء . اللّهم إنّي أحمدك على أن أكرمتنا بالنبوّة ، و علمتنا القرآن و فقهتنا في الدين و جعلت لنا أسماعاً و أبصاراً و أفئدة و لم تجعلنا من المشركين .

    أمّا بعد فانّي لا أعلم أصحاباً أولى و لا خيراً من أصحابي و لا أهل بيت أبرّ و أوصل من أهل بيتي فجزاكم الله عنّي جميعاً .

    و إنّي أظنّ يومنا من هؤلاء الأعداء غداً و إنّي قد أذنت لكم فانطلقوا جميعاً في حِلٍّ ليس عليكم ذِمام ، و ليأخذ كلّ رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي .

    رفض الجميع ذلك فما قيمة الحياة يعيشها الإنسان بذلّ . و قالوا :

    ـ نفديك بأنفسنا و أموالنا و أهلينا و نقاتل معك .
    .. آسفه ع التقصــير ..


  4. #49
    مشرفة سابقة تستحق التقدير الصورة الرمزية الأمل البعيد
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    الدولة
    القَطِيفْ ,, أمُ الجِزَمْ ..
    المشاركات
    4,620
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    313

    رد: نـــبـــذة عــــن الصــحــــابـــة المـنــتـجــبــــــيـن ....... ( ارجوا التثبيت

    الأسير


    و في الأثناء وصل شاب ، كان يبحث عن أبيه محمد بن بشير الحضرمي .

    قال الشاب لأبيه :

    ـ لقد وقع أخي في الأسر في ثغر الري ( قرب طهران ) .

    فقال الأب :

    ـ ما أحبّ أن يؤسر و أنا أبقى بعده حيّاً .

    قال الإمام الحسين :

    ـ أنت في حلّ من بيعتي فاعمل في فكاك ولدك من الأسر .

    رفض محمد بن بشير قائلاً :

    ـ لا و الله لا أفعل ذلك ، أكلتني السباع حيّاً إن فارقتك .

    فأعطاه الإمام خمسة أثواب قيمتها ألف دينار و قال :

    ـ أعطها إبنك ليعمل في فكاك أخيه .

    و هكذا كان أصحاب الإمام الحسين ( عليه السَّلام ) يفضّلون الموت مع الإمام على حياة الذلّ مع الظالمين .



    خيمة زينب


    خرج الإمام الحسين في منتصف الليل لتفقّد التلال القريبة ، فرآه أحد أصحابه و اسمه نافع بن هلال الجملي ، فتبعه فسأله الإمام عن سبب خروجه فقال :

    ـ أخاف عليك الغدر يا بن رسول الله .

    فقال الإمام الحسين :

    ـ خرجت أتفقّد التلاع و الروابي مخافة أن تكون مكمناً لهجوم الخيل يوم تحملون و يحملون .

    عاد الإمام الحسين ممسكاً بيد صاحبه الوفيّ هلال ، و في الطريق قال له الإمام :

    ـ ألا تسلك بين هذين الجبلين في جوف الليل و تنجو بنفسك .

    بكى هلال و قال :

    ـ و كيف أتركك وحيداً . . و الله حتى أُقتل معك .

    و عندما وصل الإمام الخيام ، دخل خيمة اُخته زينب ، و وقف هلال ينتظر .

    سمع هلال زينب تقول لأخيها :

    ـ هل استعلمت ( عرفت ) من أصحابك نيّاتهم ، فانّي أخشى أن يسلموك عند الوثبة ( بدء المعركة ) .

    فقال الإمام :

    ـ و الله لقد بلوتهم ( امتحنتهم ) فما وجدت فيهم إلاّ الأشوس ( الشجاع ) يستأنسون بالمنية ( الموت ) دوني ( من أجلي ) إسئناس الطفل إلى محالب ( ثدي ) اُمّه .

    عندما سمع نافع كلام زينب ، بكى ثم مضى إلى خيمة حبيب بن مظاهر و حكى له ما سمعه و قال :

    ـ من الأفضل أن نذهب إليها و نُطمئنها ، و لعلّ النساء قد استيقظن و شاركنها في قلقها و حزنها .

    نهض حبيب ، و غادر الخيمة ، ونادى :

    ـ يا أصحاب الحميّة !

    خرج الرجال من خيامهم كالأسود ، و تحلّقوا حول حبيب ، فقال لهم :

    ـ امضوا بنا إلى خيمة زينب نطيّب خاطرها و خاطر النساء .

    مضى الرجال و هم يحملون أسلحتهم إلى خيمة زينب ، و عندما وصلوا هناك اصطفوا خلف حبيب و صاحوا :

    ـ يا معشر حرائر رسول الله هذه صوارم ( سيوف ) فتيانكم آلوا ( أقسموا ) ألاّ يغمدوها إلاّ في رقاب من يريد السوء فيكم ، و هذه أسنّة ( رماح ) غلمانكم أقسموا ألاّ يركزوها إلاّ في صدور من يُفرّق ناديكم .

    خرجت زينب و خلفها النساء و هن يبكين و قلن :

    ـ أيّها الطيبون حاموا عن بنات رسول الله و حرائر أمير المؤمنين .

    بكى حبيب و بكى معه أصحابه و أقسموا على الدفاع و المقاومة حتى الموت .

    رؤيا

    و مضى الجميع إلى خيامهم . انصرف بعضهم إلى النوم حتى يستعدّ لمعركة الغد ، و راح بعضهم يقرأ القرآن أو يُصلّي .

    كان الحسين ( عليه السَّلام ) في خيمته يصلح سيفه ، فشعر بالتعب ، فأغمض عينيه و نام .

    كان الوقت سحراً ، رأى الحسين في عالم النوم كلاباً هجمت عليه و راحت تعضّه ، و كان بينها كلب أبقع ، يهجم على عنقه و ينهشه . هبّ الحسين من نومه و قال :

    ـ إنّا لله و إنّا إليه راجعون .




    عاشوراء


    طلع فجر اليوم العاشر من المحرّم ، و صلّى الإمام الحسين ( عليه السَّلام ) صلاة الصبح و خلفه أصحابه .

    ثم هيأهم للمعركة ، قسّم أصحابه إلى ثلاث فرق صغيرة : الجناح الأيمن و قائده زهير بن القين ، و الجناح الأيسر و قائده حبيب بن مظاهر ، و القلب و قائده العباس و هو أخو الإمام ( عليه السَّلام ) .

    ركب الإمام الحسين ناقته و وقف قريباً من جيش يزيد و ألقى خطاباً وعظهم و نصحهم و حذّرهم من الإقدام على ارتكاب هذه الجريمة ، و لكن لا فائدة , لقد أضلّهم الشيطان فنسوا ذكر الله .



    المعركة


    بدأ جيش يزيد بالعدوان ، حيث أمطروا معسكر الحسين بالسهام فقال الإمام لأصحابه :

    ـ إنهضوا إلى الموت يا كرام .

    اشتبك الفريقان في معركة غير متكافئة ، حيث واجه سبعون مقاتل جيشاً كبيراً مؤلّفاً من ثلاثين ألف جندي .

    انتهت الجولة الأولى من الاشتباك ، و عاد رجال الحسين ( عليه السَّلام ) إلى مواقعهم .

    شنّ جيش يزيد هجمات وحشية ، فقاوم أصحاب الحسين مقاومة بطولية ، و كان الرجال يتساقطون على الأرض شهداء دفاعاً عن ابن الرسول ( صلى الله عليه و آله ) .



    مصرع مسلم


    قام عمرو بن الحجاج بهجوم كبير من جهة نهر الفرات ، فتصدّى له أصحاب الحسين و قاتلوا ببسالة .

    كان مسلم بن عوسجة و هو من أصحاب الإمام يقاتل بضراوة العشرات من جنود يزيد ، فأُصيب بجروح بليغة فسقط على الأرض .

    عندما شاهد الحسين ذلك هجم على العدو و معه حبيب بن مظاهر و أنقذا مسلم بن عوسجة .

    كان مسلم في الرمق الأخير من حياته .

    قال الإمام الحسين بحزن :

    ـ رحمك الله يا مسلم . { فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر و ما بدّلوا تبديلاً }.

    جلس حبيب قرب صديقه و قال :

    ـ عزّ عليّ ( آلمني ) مصرعك يا مسلم . . أبشِر بالجنّة .

    فقال مسلم بصوت ضعيف :

    ـ بشّرك الله بخير .

    قال حبيب :

    ـ لو لا أنّي في أثرك لأحببت أن توصي إليّ بكلّ ما يهمّك .

    نظر مسلم إلى حبيب ثم إلى الإمام الحسين ( عليه السَّلام ) و قال :

    ـ يا حبيب أُوصيك بهذا ( الحسين ) أن تموت دونه ( من أجله ) .

    فقال حبيب بحماس :

    ـ أفعل و ربّ الكعبة .
    .. آسفه ع التقصــير ..


  5. #50
    مشرفة سابقة تستحق التقدير الصورة الرمزية الأمل البعيد
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    الدولة
    القَطِيفْ ,, أمُ الجِزَمْ ..
    المشاركات
    4,620
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    313

    رد: نـــبـــذة عــــن الصــحــــابـــة المـنــتـجــبــــــيـن ....... ( ارجوا التثبيت


    الفرحة



    كان حبيب ذلك اليوم يشعر بالفرحة تملأ قلبه ، فكان وجهه ضاحكاً .

    تعجّب أحد أصحابه و قال له :

    ـ و هل هذا وقت فرح ؟!

    فقال حبيب :

    ـ و لماذا لا أفرح و أنا أعرف أنّي سأُقتل ثم أدخل بعد ذلك الجنّة .



    الصلاة الأخيرة


    استمرت المعارك من الصباح حتى الظهر .

    نظر أحد أصحاب الحسين إلى الشمس ، فرآها قد زالت فعرف إن وقت الصلاة قد حان .

    طلب الإمام الحسين إيقاف القتال حتّى يصلّوا .

    صاح الحصين بن نمير :

    ـ إن صلاتك لا تقبل يا حسين .

    صاح حبيب بن مظاهر بغضب :

    ـ زعمت أنّها لا تقبل من آل الرسول و تقبل منك يا حمار !



    النهاية


    شعر الحصين بالحقد فضرب فرسه بالسوط و هجم على حبيب .

    تصدّى حبيب له و ضرب وجه الحصان ، و سقط الحصين بن نمير على الأرض .

    اندفع عشرات الجنود لإنقاذ الحصين ، فاشتبك حبيب معهم ، و قاتلهم قتال الأبطال .

    تمكّن حبيب و بالرغم من شيخوخته من قتل أكثر من ستين جندياً .

    و في غمرة القتال سدّد أحد الغادرين رمحاً وطعنه بقسوة و هوى حبيب ابن مظاهر فوق الرمال شهيداً .

    و هكذا انتهت حياة ذلك الصحابي البطل الذي قضى عمره في الجهاد من أجل الإسلام .

    لم يكتف ابن نمير بقتل حبيب ، فأخذ رأسه و علّقه في رقبة حصانه و راح يجول بين الجنود متباهياً بعمله الدنيء .

    حاول الإمام الحسين إنقاذ صاحبه ، و لكنّه وصل متأخراً فدمعت عيناه و قال بحزن :

    ـ عند الله احتسب نفسي و حماة أصحابي . . إنّا لله و إنّا إليه راجعون .

    و عاد الحسين إلى موقعه حزيناً لأنّه فقد أقرب أصحابه و أكثرهم إخلاصاً و وفاءً .



    في قلوب المؤمنين


    اليوم عندما يذهب المرء إلى كربلاء لزيارة سيّد الأحرار في العالم ، سيشاهد من بعيد قبّة ذهبية شامخة في السماء و منائر شاهقة في الفضاء .

    و عندما يدخل الحرم الطاهر المغمور بروائح العطور و الربيع ، سيجد ضريحاً بالقرب من ضريح الإمام الحسين ، ذلك هو ضريح الشهيد حبيب بن مظاهر شيخ بني أسد و سيّد الأوفياء .

    و لابدّ لمن يزور الإمام الحسين أن يُحيي حواريه قائلاً :

    ـ السلام على حبيب بن مظاهر الأسدي .
    .. آسفه ع التقصــير ..


  6. #51
    مشرفة سابقة تستحق التقدير الصورة الرمزية الأمل البعيد
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    الدولة
    القَطِيفْ ,, أمُ الجِزَمْ ..
    المشاركات
    4,620
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    313

    رد: نـــبـــذة عــــن الصــحــــابـــة المـنــتـجــبــــــيـن ....... ( ارجوا التثبيت

    ميثـــم التــمـــــار

    مضى على استشهاد الإمام علي ( عليه السَّلام ) في محراب المسجد عشرون عاماً . و الكوفة الآن في أواخر سنة 60 هجرية .

    كان الوقت فجراً ، جاء ميثم كعادته إلى جذع نخلة ، رش الأرض حوله بالماء فانبعثت رائحة الأرض الطيبة . صلّى ركعتين ثم أسند ظهره إلى جذع النخلة .

    منذ أكثر من عشرين سنة و هو يزور هذه النخلة ، لم تكن هكذا مجرّد جذع يابس ، لقد كانت قبل عشرين سنة نخلة باسقة تهب الرطب و التمر و الظلال .

    و تمرّ الأيام و الشهور و الأعوام و ميثم يزورها في كلّ مرّة فيصلّي عندها ركعتين و يخاطبها قائلاً :

    ـ أنبتك الله من أجلي و غذاني من أجلك .

    كان ميثم يحبّ هذه النخلة ، و كان يسقيها عندما كانت خضراء ، ثم جاء يوم ماتت فيه النخلة و أصبحت جذعاً يابساً ، ثم قطع الجذع من أعلاه و أصبحت تلك النخلة الباسقة مجرّد جذع قصير .

    و لكن ميثم كان يداوم على زيارة النخلة كلّما سنحت له الفرصة ، فمن هو ميثم هذا ؟ و ما هي قصّته مع جذع النخلة ؟


    أصله

    ولد ميثم التمار في " النهروان " بالقرب من مدينة الكوفة و أصله من فارس و كان في صباه غلاماً لامرأة من " بني أسد " .

    و ذات يوم اشتراه الإمام علي ( عليه السَّلام ) و أعتقه أي أعاد له حرّيته .

    كان الإمام علي منذ كان شابّاً يعمل بيده ، يحفر الآبار و العيون ويسقي البساتين فإذا توفر لديه بعض المال اشترى به عبداً أو جارية ثم يهبهما الحرّية .

    عندما استعاد ميثم حرّيته اتجه إلى سوق الكوفة و أصبح بائعاً للتمر .

    عاش ميثم حياة بسيطة . شيء واحد كان ينمو في قلبه : إيمانه بالإسلام و حبّه لعلي بن أبي طالب ( عليه السَّلام ) .

    لقد علّمه الإمام أن الإسلام هو طريق الحريّة ، فإذا أراد المرء أن يحيا كريماً و يموت سعيداً فما عليه إلاّ أن يؤمن بالله و اليوم الآخر و لا يخشى أحداً إلاً الله .

    و هكذا عاش ميثم . كان يبيع التمر في سوق الكوفة ، لا تهمّه مظاهر الحياة الزائفة .

    و كان الإمام علي يحبّ ميثماً لصفاء روحه و طهارة نفسه ، لهذا كان يقصده في دكانه في السوق و يتحدّث إليه و يعلّمه . و كان ميثم يُصغي إلى أحاديث الإمام لأنّه يعرف أن عليّاً هو باب مدينة علم النبي ( صلى الله عليه وآله ) و قد قال سيّدنا محمّد ( صلى الله عليه وآله ) : أنا مدينة العلم و علي بابها .


    الاسم الحقيقي
    لو لا ذلك اللقاء لظلّ ميثم غلاماً عند تلك المرأة الأسدية و لكان اسمه " سالماً ".

    عندما ما اشتراه الإمام من المرأة سأله عن اسمه فقال :

    ـ اسمي سالم .

    فقال الإمام :

    ـ لقد أخبرني رسول الله ان اسمك عند العجم ميثم .

    فقال ميثم بدهشة لأن أحداً لا يعرف اسمه الحقيقي :

    ـ صدق الله و رسوله .

    و منذ ذلك الوقت و ميثم لا يفارق الإمام .

    لقد وجد التلميذ اُستاذاً عظيماً تربّى في أحضان الرسالة .


    في الصحراء
    من يخرج إلى الصحراء ليلاً يشاهد السماء زاخرة بالنجوم فيمتلىء قلبه خشوعاً لله .

    لهذا كان الإمام علي يخرج إلى الصحراء ليلاً يعبد الله و يدعو ، و يصطحب معه في بعض الأحيان رجلاً من أصحابه فيفيض عليه من علوم الوحي ما شاء الله .

    كان يصطحب معه ميثماً إلى الصحراء فيتحدّث إليه و يعلّمه و يخبره بما سيحصل في مستقبل الأيام ، و الإمام لا يعلم الغيب و لكنه يحفظ ما سمعه من سيّدنا محمّد ( صلى الله عليه وآله ) الذي أخبره بأشياء كثيرة تحصل في المستقبل .

    و كان ميثم يصغي إلى كلّ ما يسمعه فإذا قام الإمام للصلاة صلّى خلفه و يصغي بخشوع إلى مناجاة الإمام فتنطبع في فؤاده الحروف و تضيء في نفسه الكلمات .


    في دكان التمار
    كان الإمام يقصد السوق للقاء ميثم التمار ، فيجلس معه و يتحدّث إليه ، و كان بعض الناس يمرّون فلا يعرفون الخليفة ، وكان بعضهم يعرفون الإمام فيتعجبون كيف يجلس الخليفة مع رجل يبيع التمر !!

    و ذات يوم ذهب الإمام إلى دكان التمر في السوق و جلس مع ميثم .

    عرضت لميثم التمار حاجة فاستأذن الإمام لقضائها و غادر الدكان .

    ظلّ الإمام في الدكان ليبيع التمر . و في الأثناء جاء رجل و اشترى تمراً بأربعة دراهم و مضى .
    عندما جاء ميثم و رأى الدراهم تعجب لأن الدراهم كانت مزيّفة .

    ابتسم الإمام و قال :

    ـ سوف يعود صاحب الدراهم .

    تعجّب ميثم مرّة اُخرى ، إذ كيف سيعود بعدما اشترى تمراً جيداً بدراهم مزيّفة.

    و بعد ساعة جاء صاحب الدراهم و قال بانزعاج :

    ـ لا أُريد هذا التمر انّه مرّ كالحنظل . . كيف يكون التمر مرّاً ؟!

    فقال الإمام :

    ـ كما تكون دراهمك مزيفة .

    فتح صاحب الدراهم فمه دهشة ، و أخذ دراهمه و ابتعد مسرعاً .


    حبر الأمّة
    كان ميثم عالماً كبيراً ، فلقد تلقى علمه عن الإمام علي ، قال يوماً لحبر الأمّة عبد الله بن عباس :

    ـ يا بن عباس سلني ما شئت من تفسير القرآن ، فلقد تعلمت تنزيله من أمير المؤمنين و علّمني تأويله ( أي تفسيره و معرفة باطنه ) .

    فكان ابن عباس يجلس كما يجلس التلميذ أمام معلمه يتعلّم دروس التفسير و علم التأويل .

    كان ميثم التمار عندما يرى عمرو بن حريث و هو من زعماء أهل الكوفة يقول له :

    ـ سوف أصبح جارك فأحسن جواري .

    فيتعجب عمرو و يقول :

    أتريد شراء دار ابن مسعود أم دار ابن الحكم ؟

    و لكن ميثم كان يسكت ، و يبقى عمرو بن حريث في حيرة ، ترى ماذا يقصد ميثم بذلك ؟

    و تمرّ الأيام و الأعوام ، ويتعاقب على الكوفة حكّام و ولاة ظالمين يسومون الناس العذاب .
    .. آسفه ع التقصــير ..


  7. #52
    مشرفة سابقة تستحق التقدير الصورة الرمزية الأمل البعيد
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    الدولة
    القَطِيفْ ,, أمُ الجِزَمْ ..
    المشاركات
    4,620
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    313

    رد: نـــبـــذة عــــن الصــحــــابـــة المـنــتـجــبــــــيـن ....... ( ارجوا التثبيت

    السوق
    و عندما أصبح زياد بن أبيه حاكماً على الكوفة ، راح يطارد أصحاب الإمام و يقتلهم الواحد بعد الآخر . كان ينفّذ أوامر معاوية الذي ظل يحقد على الإمام ة على أصحابه ، فكان يأمر بشتم الإمام فوق المنابر كلّ يوم .

    ذات يوم اشتكى أهل السوق من ظلم عامل السوق الذي عيّنه الوالي . .

    و لكنّهم كانوا يخافون ، فجاءوا إلى ميثم و اشتكوا عنده مما يلاقونه من الظلم ، و قالوا له :

    ـ انهض معنا إلى الأمير نشكو إليه عامل السوق ، و نسأله أن يعزله و يولّي علينا غيره .

    مضى ميثم معهم فدخل القصر و حدّث الوالي مما يعانيه الباعة في السوق .

    كان أحد الجلاوزة من الحاقدين قد غاظه منطق ميثم و شجاعته فقال :

    ـ أتعرف هذا أيها الأمير ؟ انّه الكذاب مولى الكذّاب .

    كان يعني أنّه أحد أصحاب الإمام علي ( عليه السَّلام ) .

    قال ميثم :

    ـ بل أنا الصادق مولى الصادق أمير المؤمنين حقّاً .

    كان حبيب بن مظاهر صحابياً جليل القدر لازم الإمام بعد وفاة سيّدنا محمّد ( صلى الله عليه وآله ) و كان من حواريه أي من أقرب أصحابه ذات يوم مرّ ميثم و كان راكباً فرساً بمجلس لبني أسد ، و كان حبيب بن مظاهر هو الآخر راكباً فرساً أيضاً قادماً من الجهة المقابلة فتقابلا أمام بني أسد فتحدّثا قليلاً و كان بنو أسد يصغون إليهما .

    قال حبيب مبتسماً :

    ـ لكأني بشيخ أصلح ضخم البطن يبيع البطيخ عند دار الرزق قد صلب في حبّ أهل بيت نبيّه .

    فقال ميثم :

    ـ و أنا أعرف رجلاً أحمر له ضفيرتان يخرج لنصرة ابن بنت نبيّه فيقتل و يجال برأسه بالكوفة .

    افترق الصديقان ، و ظل بنو أسد يتهامسون فقالوا :

    ـ ما رأينا أكذب من هذين .

    و في الأثناء مرّ " رشيد الهجري " و كان صديقاً لهما وهو من حواري الإمام علي أيضاً فسأل عنهما ، فقالوا :

    ـ كانا هنا ثم افترقا . . و قد سمعناهما يقولان كذا و كذا .

    ابتسم رشيد و قال :

    ـ رحم الله ميثماً لقد نسي أن يقول : و يزاد في عطاء الذي يجيء بالرأس مئة درهم . أي يضاف إلى مرتب من يجيء برأسه مئة درهم .

    و مضى رشيد فيما ظل بنو أسد متعجبين منه فقالوا :

    ـ و هذا و الله أكذب منهما .

    و تمرّ الأيام حتى إذا حلّ شهر المحرّم من سنة إحدى و ستين للهجرة رأوا رأس حبيب بن مظاهر فوق رمح طويل يطوف به جلاوزة ابن زياد في شوارع الكوفة .


    القافلة
    عندما مات معاوية بن أبي سفيان جاء إلى الحكم بعده ابنه يزيد ، و كان يزيد شاباً في الثلاثين من عمره ، يشرب الخمر و يقضي وقته في اللعب و اللهو مع الكلاب و القرود .

    لهذا امتنع الإمام الحسين عن مبايعته لأنّه ليس أهلاً للخلافة و إدارة شؤون المسلمين . و كان أهل الكوفة قد ملّوا ظلم معاوية فأرسلوا إلى الإمام الحسين لكي يأتي إليهم و يخلّصهم من ظلم بني أُمية .

    نقل الجواسيس ما يجري في الكوفة إلى يزيد ، و كان يزيد يستشير " سرجون " و هو رجل نصراني يحقد على المسلمين .

    أشار سرجون في تعيين عبيد الله بن زياد حاكماً على الكوفة إضافة إلى البصرة .


    السجن
    عندما وصل عبيد الله بن زياد الكوفة بدأ بحملة اعتقالات واسعة و زجّ الكثير من المسلمين في السجون ، خاصّة أصحاب الإمام علي و الذين يؤيدون الإمام الحسين ( عليه السَّلام ) .

    و كان مصير ميثم السجن ، و تلا ذلك اعتقال المختار الثقفي و عبد الله بن الحارث فكانوا في زنزانة واحدة .

    عندما وقعت مذبحة كربلاء و قتل سبط النبي ( صلى الله عليه وآله ) وصل الخبر إلى السجناء فتألموا .

    قال المختار لصاحبيه في السجن ميثم التمار و عبد الله بن الحارث :

    ـ استعدا للقاء الله ، فهذا الظالم لن يتورّع عن قتل الناس جميعاً بعدما قتل الحسين .

    فقال عبد الله بن الحارث :

    ـ نعم إن لم يقتلنا اليوم فسيقتلنا غداً .

    فقال ميثم :

    ـ كلا لن يقتلكما .

    و التفت إلى المختار و قال :

    ـ أخبرني حبيبي علي ( عليه السَّلام ) عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أنّك ستخرج و ستثأر من قتلة الحسين و أنصاره و تطأ بقدمك رأس الطاغية عبيد الله بن زياد .

    ثم قال لعبد الله بن الحارث :

    ـ و أما أنت فستخرج و تتولّى حكم البصرة .


    الإيمان
    لقد وهب الله ميثماً إيماناً عميقاً ، فكان صلِباً لا يخاف الظالمين . كان الناس يخافون من عبيد الله بن زياد و يرتعدون أمامه ، اما ميثم التمار فكان ينظر إليه بدون اكتراث لأنّه يعرف إن نهايته قريبة و إن الظلم لا يدوم و الظالمون لا يبقون إلى الأبد .

    في زمن معاوية و ابنه يزيد كان حبّ الإمام علي ( عليه السَّلام ) جريمة كبرى ، يعقبون عليها كلّ من يتهم بها .

    فكان الشرطة يطاردون أصحاب الإمام ، يهدمون دورهم و يلقونهم في السجن أو يقتلونهم .

    كان الإمام علي يعرف ذلك ، لهذا أوصى أصحابه .

    فقد قال لميثم ذات يوم :

    ـ كيف أنت يا ميثم إذا دعاك بنو أمية إلى البراءة مني .

    قال ميثم :

    ـ و الله لا أبرأ منك .

    كان ميثم يعتقد أن البراءة من الإمام يعني براءة من الإسلام ، و البراءة من الإسلام يعني الكفر .

    فقال الإمام :

    ـ إذن و الله تقتل و تصلب .

    قال ميثم :

    ـ أصبر فان هذا في سبيل الله قليل .

    فقال الإمام :

    ـ ستكون معي في الجنة .


    النهاية
    بعد استشهاد الإمام الحسين في كربلاء قام عبيد الله بن زياد بقتل الكثير من أصحاب الإمام علي ( عليه السَّلام ) و في طليعتهم ميثم التمار .

    أمر عبيد الله بن زياد بإحضاره من السجن و قال له باستعلاء :

    ـ لقد سمعت بأنك من أصحاب علي .

    ـ نعم .

    ـ تبرأ منه .

    ـ فإذا لم أفعل .

    ـ سأقتلك إذن .

    ـ و الله لقد أخبرني أمير المؤمنين بأنك ستقتلني و تصلبني و تقطع يدي و رجلي و لساني .

    صاح ابن زياد بعصبية :

    ـ سأكذب أمامك .

    ابتسم ميثم ساخراً من هذا الأحمق .

    أمر ابن زياد الجلاوزة بصلبه على جذع النخلة قرب دار عمرو بن حريث و أن يقطعوا يديه و رجليه فقط .


    الجار
    عندما شاهد عمرو بن حريث ميثم مصلوباً على جذع النخلة ، عرف قصد ميثم عندما كان يقول له : سوف أصبح جارك فأحسن جواري .

    لهذا كان عمرو بن حريث يأمر إحدى فتياته بأن تكنس مكان الصلب و ترشّه بالماء .

    قال رجل لميثم و هو يتألم لمصيره :

    ـ لقد كنت عن هذا غنياً .

    أي كان بإمكانك أن تعيش لو انّك تبرأت من علي .

    فقال ميثم و الإبتسامة تشرق في وجهه :

    ـ و الله ما نبتت هذه النخلة إلاّ لي و لا عشت إلاّ لها .

    و عندها أدرك الناس سرّ زيارة ميثم للنخلة طوال تلك السنين .


    أيها الناس
    و راح ميثم التمار يحدّث الناس قائلاً :

    ـ أيها الناس من أراد أن يسمع الحديث عن علي بن أبي طالب فليأتي إلّي .

    و انطلق يحدّثهم ألواناً من العلوم ، فاجتمع الناس حوله .

    و ينقل الجواسيس أخبار ميثم الذي فضح حكمهم القائم على الظلم و الجهل .

    أمر ابن زياد بقطع لسانه ، و عندما تقدّم الجلاّد نحوه أخرج ميثم لسانه قائلاً :

    ـ لقد أخبرني بذلك أمير المؤمنين .

    ثم تقدّم جلاّد آخر فطعنه بحربته قائلاً :

    ـ و الله لقد كنت ما علمتك قوّاماً ( تقضي الليل في العبادة ) صوّاماً ( كثير الصيام ) .

    و هكذا انطفأت حياة هذا المجاهد ، كما تنطفئ الشموع .


    المصلوب

    فرضت الشرطة حراسة مشدّدة حول المصلوب ، لأن الناس يحبّون هذا الإنسان الشهيد ، الذي قضى حياته تقيّاً يعمل الخير للناس .

    و ذات ليلة اجتمع سبعة أشخاص ، كانوا هم أيضاً ممّن يبيعون التمر في السوق . كانوا يحبون ذلك الشهيد ، و قرروا حمل الجسد الطاهر لدفنه .

    عندما انتصف الليل جاءوا يراقبون الشرطة ، كانوا مشغولين بإيقاد النار .

    عندما اشتعلت النار و تصاعدت ألسنتها في الفضاء ، تقدّم اثنان من التمَّارين . امسك أحدهما بجذع النخلة ، و راح الآخر ينشر الجذع . و ما هي الاّ لحظات و انفصل الجذع .

    و حمل الأصدقاء جسد الشهيد العظيم ، و اتجهوا به خارج الكوفة و هناك انزلوا الشهيد ، و فتحوا وثاقه .

    رموا الخشبة بعيداً ، و دفنوا جسد الشهيد ، و تركوا علامة تدلّ على قبره .

    و تمرّ ستة أعوام ، و اذا بالمختار يعلن الثورة في الكوفة ، ثم يصطدم جيشه بجيش عبيد الله بن زياد على شواطئ نهر " الخازر " في مدينة الموصل ، و إذا بسيف إبراهيم الأشتر يهوي على راس الأفعى عبيد الله بن زياد .

    و عندما جاءوا برأس ابن زياد إلى المختار ، نهض من سريره و وضع قدمه فوق وجه الطاغية و تذكر كلمات ميثم له في السجن :

    ـ ستخرج من السجن يا مختار و ستتولى الثأر من قتلة الحسين و أنصاره و تطأ بقدميك على وجنتيه ، بهذا أخبرني أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السَّلام ) .

    و تدور الأيام ، فلا يبقى أثر للجلادين . لقد اندثروا و اندثر معهم ظلمهم و طغيانهم و لا يذكرهم أحدٌ إلاّ باللعنة عليهم و على من مكّن لهم .

    و عندما يغادر الزائر اليوم مدينة النجف الأشرف لزيارة آثار الكوفة سيشاهد في الطريق قبّة جميلة تزين ضريح الشهيد ميثم التمار الذي أدهش الناس بصموده الملحمي و مقاومته للطغاة .
    .. آسفه ع التقصــير ..


  8. #53
    مشرفة سابقة تستحق التقدير الصورة الرمزية الأمل البعيد
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    الدولة
    القَطِيفْ ,, أمُ الجِزَمْ ..
    المشاركات
    4,620
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    313

    رد: نـــبـــذة عــــن الصــحــــابـــة المـنــتـجــبــــــيـن ....... ( ارجوا التثبيت

    سَعِيْدُ بْنَ جُبَيْر


    مدينة واسط بين الكوفة و البصرة سنة 94 هجري
    نام أهل القصر و بقي الحرّاس و الجنود يَدورُون في الأروقة ، و هم يحملون المشاعل و السيوف و الرماح .

    وقف اثنان من الحرّاس على باب قاعة كبيرة ، كان الحجاج بن يوسف حاكم العراق ينام فيها .

    قال الحارس يحدّث صاحبه :

    ـ لقد سمعت بأن الأمير قد أُصيب بالجنون .

    قال الآخر :

    ـ الأمر لا يحتاج إلى توضيح ، فتصرّفاته تدلّ على ذلك .

    ـ هذا صحيح منذ أن قُتل ذلك الرجل الصالح " سعيد بن جبير " و هو لا ينام . ينهض من نومه خائفاً و يصيح : مالي و لسعيد بن جبير .

    ـ سمعته يقول للطبيب " تياذوق " انّه يرى في المنام سعيداً يجرّه من رقبته و يقول له : لماذا قتلتني يا عدوّ الله .

    لقد قتل الأمير أكثر من مئة ألف إنسان ، و في سجنه الآن خمسون ألف رجل و ثلاثون ألف امرأة .

    و في الأثناء سمعوا صياح الحجاج و قد هبّ من نومه مذعوراً :

    ـ ما لي و لسيعد بن جبير .

    قال الحارس لصاحبه :

    ـ أظنّ انّ سعيد بن جبير قد جاءه مرّة أُخرى .

    قال الآخر متسائلاً :

    ـ من يكون هذا الرجل الصالح ؟

    سعيد بن جبير
    هو سعيد بن جبير ، اصله من الحبشة ، من موالي بني أسد ،كنيته أبو عبد الله ، سكن الكوفة ، و كان من أعلم التابعين في زمانه ، و كان مشهوراً بالتقوى و الزهد ، و كان من أصحاب الإمام زين العابدين عليّ ين الحسين ( عليه السَّلام ) .

    الصلاة
    كان سعيد بن جبير لا يحبّ شيئاً مثلما يحبّ الصلاة ، و كان يعيش مع و الدته حياة طيبة ، يبرّها و يطيعها ، لأن رضا الله من رضا الوالدين .

    كان سعيد يستيقظ على صياح الديك فينهض من فراشه ، و يتوضّأ ثم يصلّي صلاة الفجر ، و بعدها يقرأ القرآن حتى شروق الشمس .

    و ذات يوم لم ينهض سعيد لصلاة الفجر ، لأن الديك لم يصح ذلك اليوم .

    استيقظ سعيد بعد طلوع الشمس . شعر بالحزن لأن صلاة الفجر قد فات وقتها ، و شعر بالغضب من الديك لأنه لم يصح .

    و عندما وقع بصره على الديك قال سعيد بغضب :

    ـ ما لَكَ ؟! قطع الله صوتك .

    و منذ ذلك اليوم لم يسمع للديك صياح .

    عندما شاهدت أُم سعيد ذلك ، عرفت ان ولدها " سعيد " مُستجابُ الدعاء ، فقالت له :

    ـ يا سعيد يا ولدي لا تدع على أحد .

    أطاع سعيد أمر والدته فلم يدع على أحد أبداً إلاّ مرّة واحدة فقط ، فمتى كان ذلك .

    تعالوا نقرأ معاً قصّة استشهاد ذلك التابعي الذي قضى حياته في الجهاد من أجل أن يكون كلمة الله هي العليا .

    عبد الملك بن مروان

    عندما أصبح عبد الملك بن مروان خليفة على المسلمين أغلق القرآن الكريم و قال :

    ـ هذا فراق بيني و بينك .

    و بدأ عبد الملك يستخدم الحديد و النار من أجل تثبيت حكمه ، فعيّن ولاة ظالمين يحكمون المسلمين بالظلم و القهر ، فمثلاً عيّن خالد بن عبد الله القسري على الكوفة ثم على مكة و عيّن الحجاج بن يوسف الثقفي على الحجاز ثم على الكوفة ، و كان يأمرهم بقتل الناس .

    الحجاج بن يوسف

    عندما وصل الحجاج إلى الكوفة ، صعد المنبر متلثماً ، و ظلّ ساكتاً ثم نزع اللثام و قال مخاطباً المسلمين :

    ـ يا أهل العراق ، يا أهل الشقاق و النفاق .

    و راح يسبّهم و يشتمهم ثم قال :

    ـ لقد أعطاني عبد الملك سوطاً و سيفاً ( أي خوّلني بقتلكم و تعذيبكم فالسوط للتعذيب و السيف للقتل ) فسقط السوط و بقي السيف ( أي ليس عندي لكم غير القتل ) .
    و هكذا بدأ عهد الإرهاب فراح يقتل و يسجن ، قتل كثيراً من الصحابة و التابعين بينهم كُميل بن زياد ، و قد قتل الحجاج طيلة حكمه 120000 إنسان كما سجن خمسين ألف رجل و ثلاثين ألف امرأة ، و كان في سجنه أطفال صغار .

    المجنون

    عمّ ظلم الحجاج في كل مكان ، حتى الناس في الصحراء و البوادي كانوا يخافون من مجرد اسمه .

    ذات يوم خرج الحجاج في الصحراء فلقي إعرابياً لوحده . فقال له الحجاج :

    ـ ما رأيك في الحجاج ؟

    فقال الاعرابي :

    ـ ظلوم غشوم .

    فقال الحجاج :

    ـ فما رأيك في أمير المؤمنين ( عبد الملك ) ؟

    فقال الاعرابي :

    ـ هو أظلم منه و أغشم .

    فقال الحجاج :

    ـ فهل تعرفني ؟

    ـ لا .. فمن تكون ؟

    ـ أنا الحجاج ؟

    و هنا ارتعد الإعرابي من الخوف فقال :

    ـ و هل تعرفني أيّها الأمير ؟

    فقال الحجاج :

    لا فمن أنت ؟

    فقال الإعرابي خائفاً :

    ـ مولى بني ثور أُجنّ في العام مرّتين و هذه إحداهما .

    فضحك الحجاج و تركه .

    و لم يتركه الحجاج إلاّ بعد أن تظاهر بالجنون و لأنه لا يؤثر على حكم عبد الملك .
    .. آسفه ع التقصــير ..


  9. #54
    مشرفة سابقة تستحق التقدير الصورة الرمزية الأمل البعيد
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    الدولة
    القَطِيفْ ,, أمُ الجِزَمْ ..
    المشاركات
    4,620
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    313

    رد: نـــبـــذة عــــن الصــحــــابـــة المـنــتـجــبــــــيـن ....... ( ارجوا التثبيت

    الثورة
    كانت سياسة الحجاج أن يشغل المسلمين بالمعارك على الحدود ، ليربح أحد شيئين الاستيلاء على أراضي البلدان المجاورة و نهب ممتلكاتها ، أو قتل المسلمين و التخلص منهم .

    لهذا ما أن تنتهي معركة و ينتصر المسلمون حتى يرسل أوامر جديدة بالتوغل أكثر فأكثر .

    ذات يوم أرسل الحجاج عبد الرحمن الأشعث على رأس جيش كبير لقتال " رتبيل " ملك الترك ، فانتصر المسلمون و أرسل عبد الرحمن إلى الحجاج يخبره أنه يستطلع الأراضي المفتوحة و انّه أوقف الحرب من أجل استراحة المقاتلين .

    غير أن الحجاج بعث إليه برسالة انتقده فيها و طلب منه استئناف الحرب و التوغل أكثر في بلاد الترك .

    أدرك عبد الرحمن أهداف الحجاج الدنيئة ، فأخبر الجنود بذلك .

    كان المسلمون يكرهون الحجاج لظلمه و يكرهون عبد الملك لأنه سلّط الحجاج عليهم .

    عندما أعلن عبد الرحمن الثورة استجاب له جميع الجنود ، و أعلنوا الثورة على الحجاج و على عبد الملك بن مروان و هكذا عاد عبد الرحمن إلى العراق للقضاء على الظلم ، و في الطريق كان الناس يلتحقون بجيش عبد الرحمن بن الأشعث .


    كتيبة القرّاء
    كان قرّاء القرآن آنذاك يعدّون مراجع للمسلمين في علم التفسير ، و في علوم القرآن الاُخرى ، و كان الناس يُجِلُّونهم و يعظمونهم ، و لكثرة من انضم إلى جيش عبد الرحمن من القرّاء فقد شكلوا كتبية خاصة بهم سمّيت بـ ( كتيبة القرّاء ) ، و كان كميل بن زياد قائداً لتلك الكتيبة .

    حرّر الثائرون مناطق و بلاداً شاسعة من ظلم الحجاج و عبد الملك ، من بينها سجستان ( افغانستان ) و كرمان ( في ايران ) و البصرة ، و فارس ( في ايران ) و الكوفة .

    خاض جيش عبد الرحمن سلسلة من المعارك الضارية و انتصر فيها .

    معركة دير الجماجم
    خاف عبد الملك من هذه الثورة الكبير فأراد أن يخدع الناس فقال : سوف أطرد الحجاج من منصبه إذا ألقى الثائرون السلاح .

    كان المسلمون يعرفون أن أساس المصائب هو من عبد الملك الذي عيّن الحجاج و غيره من الظالمين على بلاد الإسلام . لهذا رفضوا اقتراح عبد الملك و طلبوا منه التنازل عن الحكم .

    أرسل عبد الملك جيشاً كبيراً لمساعدة الحجاج ، و التقى الجيشان بموضع قرب الكوفة يدعى " دير الجماجم " و دارت رحى معركة كبيرة ، انتصر فيها الحجاج .
    فرّ عبد الرحمن بن الأشعث إلى بلاد الترك ، كما أُلقي القبض على الكثير من الثائرين و تمّ اعدامهم .

    كان الشهيد كميل بن زياد قائد كتيبة القرّاء قد اختفى مدّة من الزمن و لكنّه عندما رأى حلّ بقومه من العذاب بسببه نفسه إلى الحجاج فأمر بإعدامه .

    إلى مكة

    هرب سعيد بن جبير إلى مكة ليعيش هناك ، فاختار وادياً قريباً من مكة حتى لا يعرفه أحد .

    كان جواسيس الحجاج يبحثون عنه في كل مكان ، و كان عبد الملك أكثر حقداً على سعيد من الحجاج ، لهذا أرسل مبعوثه الخاص خالد بن عبد الله القسري يبلغ أهل مكة برسالته .

    وصل خالد بن عبد الله القسري إلى مكة و كان الوالي عليها محمد بن مسلمة فقطع خطاب الوالي و صعد المنبر .

    أخرج طوماراً ( رسالة ) مختوماً بختم عبد الملك و فتحه ثم قرأ رسالة عبد الملك إلى أهل مكة .

    من عبد الملك بن مروان إلى أهل مكة . أما بعد فانّي قد ولّيت عليكم خالد بن عبد الله القسري فاسمعوا له و أطيعوا ، و لا يجعلنّ امرؤ على نفسه سبيلاً فانّما هو القتل لا غير ، و قد برئت الذمة من رجل آوى سعيد بن جبير و السلام .

    و معنى الرسالة أن أي شخص يقدّم مساعدة لسعيد بن جبير فهو محكوم بالإعدام .

    و بعد أن قرأ رسالة عبد الملك صاح خالد بعصبية :

    ـ لا أجده في دار أحد إلاّ قتلته و هدمت داره و دور جيرانه .

    ثم حدد مهلة تبلغ ثلاثة أيام فقط لتسليم سعيد بن جبير .

    في الوادي
    كان سعيد يعرف ان الذي يقدّم له عوناً فهو محكوم بالقتل ، لهذا لم يطلب مساعدة من أحد ، بل أخذ أُسرته الصغيرة و سكن في أحد الأودية القريبة من مكة .

    و ذات يوم اكتشف أحد الجواسيس مكان سعيد بن جبير فأسرع ليخبر الأمير خالد بن عبد الله القسري .

    أصدر حاكم مكة أمراً بإلقاء القبض على سعيد بن جبير .

    انطلق بعض الفرسان المسلّحين إلى الوادي ، فشاهدوا خيمة صغيرة بين الصخور .

    كان سعيد بن جبير يصلّي ، عندما ترجّل الفرسان عن خيولهم و اقتربوا من الخيمة .

    شاهد ابن سعيد الفرسان المسلّحين فأدرك انّهم جاءوا لاعتقال ابيه .

    بكى الولد من أجل أبيه ، فقال الأب :

    ـ لماذا تبكي يا ولدي ، لقد عشت سبعاً و خمسين سنة ، و هذا عمرٌ طويل .

    ودّع الأب ابنه بعد أن أوصاه بالصبر و التحمّل .

    تقدّم سعيد بن جبير بثبات إلى قائد الفرسان ، و سلّم نفسه .

    تأثر القائد بشخصية سعيد ، تأثر لمنظره و هو يصلّي لله في تلك الصحراء ، و تأثر له و هو يودّع إبنه الوداع الأخير .

    قال القائد :

    ـ لقد كلّفني الأمير بإلقاء القبض عليك ، و أعوذ بالله من ذلك فاهرب إلى أي بلد تريد و أنا معك .

    سأل سعيد قائد الفرسان :

    ـ ألك أُسرة و عيال ؟

    أجاب القائد :

    ـ نعم .

    قال سعيد :

    ـ أفلا تخاف عليهم من القتل و انتقام الأمير منهم ؟

    قال القائد :

    ـ أتركهم في رعاية الله .

    رفض سعيد فكرة الفرار حتى لا ينتقم الحاكم من الناس الأبرياء ، فسلّم نفسه .

    الكعبة
    كان أمير مكة مسنداً ظهره إلى الكعبة الشريفة ، و ينتظر عودة الشرطة .

    جاء الشرطة بسعيد بن جبير . أمر خالد بن عبد الله القسري أمير مكة بشّد يديه إلى رقبته .

    فقال رجل من أهل الشام :

    ـ أيها الأمير أعف عنه و لا ترسله إلى الحجاج فيقتله ، انه رجل صالح فتقرّب إلى الله بحقن دمه ، لعل الله يرضى عنك .

    قال الأمير :

    ـ و الله لو علمت ان عبد الملك لا يرضى عني إلاّ بهدم الكعبة لهدمتها حجراً حجراً حتى يرضى عني .

    هكذا كان الأمراء الذين عيّنهم عبد الملك و سلّطهم على المسلمين .

    كانوا سفّاحين ظالمين لا يفكّرون بمرضاة الله بل بمرضاة عبد الملك . لهذا ثار سعيد بن جبير و غيره من المؤمنين .

    واسط

    بَنَى الحجاج مدينة جديدة بين الكوفة والبصرة هي مدينة واسط ، و بنى في وسطها قصراً كبيراً له و لأعوانه ، و بنى سجناً كبيراً يعذّب فيه الناس الأبرياء ، كان في سجنه آلاف الرجال و آلاف النساء و الأطفال .

    كان الحجاج جالساً في قصره الكبير و حوله الحرّاس و معه طبيب نصراي اسمه " تياذوق " . و كان الحجاج يحب أن يشاهد بنفسه قتل الناس و ينظر إلى دمائهم و هي تنزف .

    لهذا عندما أُدخل سعيد بن جبير ، كان كلّ شئ جاهزاً . فالجلاّد كان واقفاً ينتظر الإشارة .

    دخل سعيد بن جبير في القصر المملوء برائحة الدم . لم يشعر سعيد بالخوف لأنّه كان مؤمناً بالله و اليوم الآخر .

    سأل الحجاج عن اسمه فقال :

    ـ سعيد بن جبير .

    فقال الحجاج :

    ـ بل شقيّ بن كسير .

    قال سعيد :

    ـ امي أعلم باسمي و اسم أبي .

    ـ شَقيتَ و شقيتْ اُمك .

    ـ لا يعلم الغيب إلاّ الله .

    سكت الحجاج ثم صفق بيده .

    فجاء بعض الهزليين و قاموا بحركات مضحكة .

    قهقه الحجاج بصوت عالٍ و ضحك الحاضرون ، غير ان سعيد ظلّ ساكتاً .

    سأل الحجاج :

    ـ لماذا لا تضحك ؟

    فقال سعيد بحزن :

    ـ لم أرَ شيئاً يضحكني ، و كيف يضحك مخلوق من طين و الطين تأكله النار .

    قال الحجاج :

    ـ فأنا أضحك .

    ـ كذلك خَلَقَنا الله أطواراً !

    أمر الحجاج أن يحضروا له الخزانة .

    أحضر الحرّاس صندوقاً كبيراً مليئاً بالذهب و الفضة و الجواهر .

    راح الحجاج يصبّ أمام سعيد قطع النقد الذهبية و الفضية و الجواهر الثمينة .

    سأل الحجاج :

    ـ ما رأيك بهذا ؟

    فقال سعيد و هو يلقنه درساً :

    هذا حسن إن قمت بشرطه .

    سأل الحجاج :

    ـ و ما هو شرطه .

    ـ تشتري به الأمن من الفزع الأكبر يوم القيامة .

    مرّة أُخرى سكت الحجاج أمام منطق سعيد .

    التفت الحجاج إلى الجلاّد و أشار بقتله .

    تقدّم الجلاّد نحو التابعي الجليل .

    توجّه سعيد نحو الكعبة بقلبٍ مطمئن . طلب أن يصلي ركعتين قبل إعدامه ، توجّه نحو الكعبة و قال :

    ـ وجهت وجهي للذي فطر السموات و الأرض حنيفاً مسلماً و ما أنا من المشركين .

    صاح الحجاج :

    ـ احرفوه عن القبلة .

    دفعه الجلاّد إلى جهة اُخرى ، فقال سعيد :

    ـ أينما تولّوا فثم وجه الله .

    صاح الحجاج :

    ـ اكبّوه إلى الأرض .

    فقال سعيد :

    ـ منها خلقناكم و فيها نعيدكم و منها نخرجكم تارةً اُخرى .

    صرخ الحجاج بحقد :

    اضربوا عنقه .

    و هنا توجّه سعيد إلى السماء و دعا الله عزَّ و جَلَّ قائلاً :

    ـ اللهم لا تترك له ظلمي و اطلبه بدمي و اجعلني آخر قتيل يقتله من اُمة محمد ( صلى الله عليه وآله ) .

    و كان هذا الدعاء الوحيد الذي دعا به سعيد على إنسان بعد وصية والدته له .

    هوى الجلاّد بسيفه الغادر علىعنق سعيد فسقط الرأس فوق بلاط القصر .

    و هنا حدث أمر عجيب . عندما نطق الرأس قائلاً :

    ـ لا اله إلاّ الله .

    راح الحجّاج ينظر إلى تدفّق الدماء بلا انقطاع فتعجّب من كثرة الدم .

    التفت إلى الطبيب تياذوق ، و سأله عن السرّ في ذلك .

    فقال الطبيب :

    ـ ان كل الذين قتلتهم كانوا خائفين ، و كان الدم يتجمّد في عروقهم ، فلا ينزف منه إلاّ القيل .

    امّا سعيد بن جبير ، فلم يكن خائفاً ، و ظلّ قلبه ينبض بشكل طبيعي .

    لقد كان قلب سعيد مملوءاً بالايمان ، و لهذا لم يخف من الموت ، فرحل إلى الله شهيداً و كان سعيداً كما سمّاه أبواه .

    مصير الجلاّد
    اختلّ عقل الحجاج بعد هذه الجريمة ، و كان يرى كوابيس مخيفة في نومه فكان يهبّ من نومه مرعوباً و يصيح :

    ـ مالي و لسعيد بن جبير .

    لم يعيش الحجاج بعد هذه الجريمة سوى خمسة عشر يوماً ثم مات .

    لقد استجاب الله دعا ذلك الشهيد ، فكان آخر من قتله الحجاج في حياته السوداء الحافلة بالجرائم و الظلم .

    و عندما فتحت أبواب السجون وجدوا فيها خمسين ألف رجل و ثلاثين ألف امرأة و طفل .

    لقد مات الجلاّد و الضحية في نفس العام ، و أضحت قصّتهما عبرة للأجيال . فالتاريخ يذكر سعيد بإجلال ، امّا الحجاج فلا يُذكر إلاّ باللعنة مدى الأيام
    .. آسفه ع التقصــير ..


  10. #55
    عضو متميز الصورة الرمزية ملكة الإحساس
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    الدولة
    القطيف
    المشاركات
    222
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    221

    رد: نـــبـــذة عــــن الصــحــــابـــة المـنــتـجــبــــــيـن ....... ( ارجوا التثبيت

    مشكورة خيتو موضوع مرة حلو
    تحياااتي
    رمضآآآن كريييييم

  11. #56
    نائبة عامة الصورة الرمزية شمعه تحترق
    تاريخ التسجيل
    Nov 2004
    الدولة
    عالم العطاء
    المشاركات
    10,837
    شكراً
    0
    تم شكره 23 مرة في 23 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    2748

    رد: نـــبـــذة عــــن الصــحــــابـــة المـنــتـجــبــــــيـن ....... ( ارجوا التثبيت

    بسم الله الرحمن الرحيم

    وصلي اللهم على محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين

    مجهود طيب اختي الفاضله

    بوركت يمناك وأسأل الله أن يكون في ميزان أعمالك

    تابعي نحن في شوق لقراءة المزيد .

    موفقه بعون الله


    صغيره حروفي يازهرا
    إذا توصف كراماتك
    ويعجز حرفي بصغره
    ولايوصل عظم ذاتك
    ::بقلم شمعه::

    لازال في قلبي سؤال
    لا أجيزولا أحل لأحد نقل أو استخدام أو نسخ كتاباتي بلا اذن مني

  12. #57
    مشرفة سابقة تستحق التقدير الصورة الرمزية حنين الأمل
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    الدولة
    في بلد الضياع..
    المشاركات
    2,177
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    266

    رد: نـــبـــذة عــــن الصــحــــابـــة المـنــتـجــبــــــيـن ....... ( ارجوا التثبيت

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ماشاء الله عليك خيتو الامل البعيد
    بصراحه جهد رووووووووعه
    ربي يجعله في ميزان اعمالك يالله
    كملي عاد انا بشوق لقراءه المزيد

    تحياتي
    ريووووش


    حنين الأمل = الريشه الناعمه

  13. #58
    مشرفة سابقة تستحق التقدير الصورة الرمزية الأمل البعيد
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    الدولة
    القَطِيفْ ,, أمُ الجِزَمْ ..
    المشاركات
    4,620
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    313

    رد: نـــبـــذة عــــن الصــحــــابـــة المـنــتـجــبــــــيـن ....... ( ارجوا التثبيت

    مشكورين خوياتي ع المشاركة الحلوة منكم
    جاري كتابة الجزء >>>
    .. آسفه ع التقصــير ..


  14. #59
    مشرفة سابقة تستحق التقدير الصورة الرمزية الأمل البعيد
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    الدولة
    القَطِيفْ ,, أمُ الجِزَمْ ..
    المشاركات
    4,620
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    313

    رد: نـــبـــذة عــــن الصــحــــابـــة المـنــتـجــبــــــيـن ....... ( ارجوا التثبيت

    نعيم بن عجلان الأنصاري
    الكوفة


    الأسم والنسب
    هو نعيم بن عجلان الأنصاري الخزرجي من قبيلة الخزرج من الكوفة

    اخوة نعيم
    وكان لنعيم اخوةوهم النضر والنعمان كانوا جميعا من اصحاب امير المؤمنين ( ع)

    وكان لهم دور ومواقف مشرفة في صفين من بسالة وصبر وهم شعراء ايضا ,

    وفاة اخوة نعيم
    وبعد توفاة اخوة نعيم اي النضر والنعمان بقي نعيم في الكوفة الى

    حين ورود الحسين (ع) الى العراق

    سار نعيم من الكوفة والتحق مع ركب الحسين (ع)

    وفاته

    في كربلاء وفي اليوم العاشر

    استأذن مولاه وعانقه الامام الحسين (ع) وتقدم نعيم الى القتال وقتل

    في الحملة الاولى رضوان الله عليه
    * * *
    حنظلة بن عمر الشيباني
    الكوفة

    الأسم والنسب
    حنظلة بن عمر الشيباني هو كوفي الاصل وكان من وجها الشيعة في الكوفة

    صفاته
    كان رجل شجاع ومتحدث بارع ومعلما للقرآن

    الاعتقادات
    يعتقد البعض ان حنظله بن عمرو الشيباني

    هو نفسه عمر بن حنظله بن اسعد الشبامي وهو من جمله الشهداء

    الذين بقوا احياء حتى نهاية المعركة وظل يحمي الحسين (ع) من

    سهام ورماح الأعداء وكان احيانا يكلم جيش الكوفة محذرا و واعضا

    كربلاء
    وفي يوم العاشر من شهر محرم الحرام استأذن الامام بعد استشهاد

    الكثير من الأنصار فبرز الى الميدان وجاد بنفسه في سبيل الله وهو

    من شهداء كربلاء , وقتل في الحملة الأولى وقيل قتل في المبارزة

    الفردية ,وهذا ماقدموه عندهم قليل لنصرة ابن رسول الله (ع)

    فسلام عليك ياحنظلة بن عمرو الشيباني.
    * * *
    انتظروني مع الجزء الجديد
    .. آسفه ع التقصــير ..


  15. #60
    مشرف منتدى كرامات أهل البيت(ع) الصورة الرمزية ابو طارق
    تاريخ التسجيل
    May 2005
    الدولة
    لبنان العزة والكرامة
    المشاركات
    18,525
    شكراً
    398
    تم شكره 212 مرة في 176 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    80794

    رد: نـــبـــذة عــــن الصــحــــابـــة المـنــتـجــبــــــيـن ....... ( ارجوا التثبيت

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صلي على محمد وآل محمد

    جزاك الله الف الف الف خير

    موضوع رائع رائع رائع

    محمود سعد




صفحة 4 من 6 الأولىالأولى ... 2 3 4 5 6 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. سبايا كربلاء : أم سليمان، فكيهة، حسنية من جواري الحسين(ع).
    بواسطة أميرة باحساسي في المنتدى كربلائيات ( كربلاء " الطف " )
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 10-30-2008, 05:33 AM
  2. انصار الحسين(ع) (حبيب - انس - سعد - موقع - سعد - نصر)
    بواسطة عاشقة الزهراء في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 02-27-2004, 01:58 AM
  3. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-25-2004, 12:39 AM
  4. مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 02-24-2004, 08:29 AM
  5. انصار الامام الحسين(نافع بن هلال، مالك بن عبدالله الجابري)
    بواسطة عاشقة الزهراء في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 02-23-2004, 06:27 AM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •