الحر بن يزيد الرياحي

الحر بن يزيد بن ناجية بن قعنب بن عتاب بن هرمي بن رياح، من أصحاب الإمام الحسين (ع) ولد قبل البعثة.

كان من وجوه العرب، وشجعان المسلمين، وكان قائداً من أشراف تميم، أرسله والي الكوفة عبيد اللّه بن زياد مع ألف فارس لصدّ الإمام الحسين (ع) عن الدخول إلى الكوفة فسار بجيشه لتنفيذ هذا المهمة، فالتقى بركب الإمام الحسين (ع) في منطقة ذي حسم، ولما حان وقت صلاة الظهر صلّى وأصحابه خلف الإمام الحسين (ع).

عرض عليه الإمام الحسين (ع) كتب أهل الكوفة التي يطلبون فيها منه المجيء إليهم، فقال الحر: «فأنا لست من هؤلاء الذين كتبوا إليك، وقد أمرنا إذا نحن لقيناك ألا نفارقك حتّى نقدّمك على عبيد اللّه بن زياد».

لازم ركب الإمام الحسين (ع) وأخذ يسايره حتى أنزله كربلاء، ولكن ما إن حلّ اليوم العاشر من المحرّم، ورأى إصرار القوم على قتال الإمام الحسين (ع) حتّى بدأ يفكّر في أمره، وأقبل يدنو نحو الحسين (ع) قليلاً قليلاً وقد أخذته رعدة، فسأله بعض أصحابه عن حاله، فقال: «إنّي واللّه أخيّر نفسي بين الجنّة والنّار ولا أختار على الجنّة شيئاً، ولو قطّعت، وحرّقت» ثُمَّ ضرب فرسه والتحق بالإمام الحسين (ع).

وقف بين يديه معلناً توبته، فقال له الإمام (ع): «نعم يتوب اللّه عليك، ويغفر لك».

استشهد بين يدي الإمام الحسين (ع) ـ بعد قتال بطولي ـ في كربلاء في العاشر من المحرّم سنة 61هـ.

قال عنه الإمام الحسين (ع): «أنت الحر كما سمتك أمّك حراً في الدنيا والآخرة».

أمّا سبط ابن الجوزي فيقول: «كان الحر بن يزيد اليربوعي من سادتـهم (أهل الكوفة)».

قال أبـو القاسم النراقـي: «الحـر بن يزيد الرياحي من حواريي أبي عبد اللّه الحسين (ع)».
___________________
مسلم بن عوسجه
هو مسلم بن عوسجة بن سعد بن ثعلبة.. الأسدي السعدي. من أبرز وأجل الشخصيات الأسدية في الكوفة، كان شيخاً قديراً معروفاً في قومه بالوقار والنزاهة والالتزام والشرف، وله منزلته الرفيعة بينهم. وهو صحابي جليل، كان ممن رأى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وروى عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) أيضاً. وممن قام بمكاتبة الإمام الحسين (عليه السلام) من أهل الكوفة لمبايعته ومساندته ونصرته، فوفى له بذلك بعزم لا يلين وعقيدة لا تضعف وتصميم لا يفتر، وكان يأخذ البيعة له (عليه السلام) على يد سيدنا مسلم بن عقيل (رضي الله عنه) الذي هيأ له بدوره ربع مذحج وأسد لمحاربة ابن زياد. ولكن، بعد قتل مسلم بن عقيل وهاني بن عروة (رضي الله عنهما) اختفى شيخنا الجهادي مده بين قومه، وما إن تحرك الإمام الحسين سلام الله عليه إلى كربلاء حتى خرج إليه (عليه السلام) متخفياً، فأدرك الإمام الحسين (عليه السلام) وهو في كربلاء، فقاتل مع الإمام سلام الله عليه وأصحابه حتى استشهد بين يديه (عليه السلام).

ومن شدة ولاء هذا الصحابي الجليل لم يكتف بنفسه في مسيرته إلى كربلاء بل اصطحب معه أهله وخادمته؛ رغم صعوبة ومشقة ذلك ورغم ما ينتظرهم من مخاطر وعناء وآلام. وعند ما وصل مناضلنا الهمام إلى كربلاء، التقى بالإمام الحسين (عليه السلام) وانضم إلى مجموعة أنصاره (رضي الله عنهم)، وعندما ألقى مولانا أبو عبد الله الحسين (عليه السلام) خطابه المفعم بالرحمة والرأفة والإنسانية والمتضمن عبارات التسريح والإذن لأهل بيته (عليه السلام) وأصحابه (رضي الله عنهم) بالانصراف عنه والإعفاء من أي التزام نحوه، فنهض إليه سيدنا مسلم بن عوسجة - والجميع متخذ الموقف نفسه - معلناً تصميمه على البقاء مع الإمام الحسين (عليه السلام) ومتابعة المقاومة والنضال وعزمه على الجهاد والقتال، قائلاً: (أنحن نخلي عنك وبم نعتذر إلى الله في أداء حقك؟ أما والله حتى أطعن في صدورهم برمحي واضربهم بسيفي ما ثبت قائمه في يدي، ولو لم يكن معي سلاح أقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة والله لا نخليك حتى يعلم الله أنا قد حفظنا غيبة رسوله فيك، أما والله لو قد علمت أني أقتل، ثم أحيى. ثم أحرق ثم أحيى، ثم أذرى، يفعل بي ذلك سبعين مرة ما فارقتك حتى ألقى حمامي دونك، وكيف لا أفعل ذلك وإنما هي قتلة واحدة ثم هي الكرامة التي لا انقضاء لها أبداً).

وفعلاً، أقرن هذا النصير الحسيني الفذ- وكل أنصار الإمام الحسين (عليه السلام) العمل بالقول، وظل يقاتل حتى وقع شهيداً في ساحة القتال وكان ذلك في الحملة الثانية عند ما عاود أحد أعداء الإسلام وأسمه عمرو بن الحجاج الهجوم مرة أخرى ومن جانب نهر الفرات على أصحاب مولانا أبي عبد الله الحسين (عليه السلام)، ففي هذه المرة قاتل شيخنا المناضل الأبي مسلم بن عوسجة (رضي الله عنه) الذي برز إلى العدو قائلاً:

إن تسألوا عني فإني ذو لبد من فرع قوم في ذرى بني أسد

فمن بغاني حائد عن الرشد وكافر بدين جبار صمد

وبينما هو (رضي الله عنه) في ذروة القتال وإذ باثنين من الأعداء هما: مسلم بن عبد الله الضبابي وعبد الرحمن بن أبي خشكارة البجلي هجما عليه وقاما بقتله، وقد ثارت لشدّة العراك والمواجهة غبرة عظيمة لم تنجلِ إلا وسيدنا مسلم بن عوسجة (رضي الله عنه) ملقى صريعاً على الأرض، فاتجه إليه الإمام الحسين (عليه السلام) ومعه الصحابي الجليل حبيب بن مظاهر، فخاطبه الإمام الحسين (عليه السلام) قائلاً:(رحمك الله يا مسلم، وتلا قوله تعالى: (فمنهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلاً).

وكان سيدنا مسلم بن عوسجة رضوان الله عليه ما زال به رمق الحياة حيث يلفظ أنفاسه الأخيرة، فاقترب منه سيدنا حبيب بن مظاهر وقال له:( عزّ علي مصرعك يا مسلم أبشر بالجنة).

فأجاب سيدنا مسلم بصوت ضعيف: (بشرك الله بخير)، ثم أشار إلى الإمام الحسين (عليه السلام) وقال لحبيب: (أوصيك بهذا أن تموت دونه)، فأجابه حبيب بن مظاهر (رضي الله عنه): (أفعل ورب الكعبة ولأنعمنك عينا).

وسرعان ما فاضت روحه الشريفة بين الإمام الحسين (عليه السلام) وسيدنا حبيب بن مظاهر (رضي الله عنه)، فصاحت جارية له نادبة إياه: وا مسلماه، يا ابن عوسجتاه، يا سيداه!!.

وصار أعوان عمرو بن الحجاج يتنادون: قتلنا مسلم بن عوسجة.

وكان حاضراً رجل يدعى شبث بن ربعي، لما سمع تناديهم، قال لمن حوله: (ثكلتكم أمهاتكم، أيقتل مثل مسلم وتفرحون؟ لرب موقف له كريم في المسلمين يوم (آذربايجان) وقد قتل ستة من المشركين قبل أن تلتئم خيول المسلمين).
___________________________
عبد الله بن يقطر الحميري ( رضيع الحسين ( عليه السلام ) )

كانت أمه حاضنة للحسين كأم قيس بن ذريح للحسن ، ولم يكن رضع عندها ولكنه يسمى رضيعا له لحضانة أمه له . وأم الفضل بن العباس لبابة كانت مربية للحسين ( عليه السلام ) ولم ترضعه أيضا كما صح في الأخبار أنه لم يرضع من غير ثدي أمه فاطمة ( صلوات الله عليها ) وإبهام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ( 1 ) تارة ، وريقه تارة أخرى . قال ابن حجر في الإصابة : إنه كان صحابيا لأنه لدة الحسين ( عليه السلام ) ( 2 )
وقال أهل السير : إنه سرحه الحسين ( عليه السلام ) إلى مسلم بن عقيل بعد خروجه من مكة في جواب كتاب مسلم إلى الحسين ( عليه السلام ) يسأله القدوم ويخبره باجتماع الناس ، فقبض عليه الحصين بن تميم ( 3 ) بالقادسية ( 4 ) وأرسله إلى عبيد الله بن زياد فسأله عن حاله فلم يخبره ، فقال له : إصعد القصر والعن الكذاب بن الكذاب ثم انزل حتى أرى فيك رأيي ، فصعد القصر فلما أشرف على الناس قال : أيها الناس ، أنا رسول الحسين بن فاطمة بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إليكم لتنصروه وتوازروه على ابن مرجانة وابن سمية الدعي ابن الدعي ، فأمر به عبيد الله فألقي من فوق القصر إلى الأرض فتكسرت عظامه وبقي به رمق ، فأتاه عبد الملك بن عمير اللخمي ( قاضي الكوفة وفقيهها ) فذبحه بمدية ، فلما عيب عليه ، قال : إني أردت أن أريحه ( 5 ) .
قالوا : ولما ورد خبره وخبر مسلم وهاني إلى الحسين ( عليه السلام ) بزبالة ( 6) نعاه إلى أصحابه وقال : " أما بعد ، فقد أتانا خبر فظيع ، قتل مسلم بن عقيل وهاني بن عروة وعبد الله بن يقطر ، وقد خذلنا شيعتنا " إلى آخر ما ذكرناه آنفا ( 7 ) .
وقال ابن قتيبة وابن مسكويه : إن الذي أرسله الحسين قيس بن مسهر كما يأتي ، وإن عبد الله بن يقطر بعثه الحسين ( عليه السلام ) مع مسلم ، فلما أن رأى مسلم الخذلان قبل أن يتم عليه ما تم بعث عبد الله إلى الحسين يخبره بالأمر الذي انتهى ، فقبض عليه الحصين وصار ما صار عليه من الأمر الذي ذكرناه .
__________________________________
سليمان بن رزين مولى الحسين بن علي بن أبي طالب[CENTER]
كان سليمان هذا من موالي الحسين ( عليه السلام )

أرسله بكتب إلى رؤساء الأخماس بالبصرة حين كان بمكة .
قال الطبري : كتب الحسين ( عليه السلام ) إلى رؤساء الأخماس بالبصرة وإلى الأشراف كمالك بن مسمع البكري ، والأحنف بن قيس التميمي ، والمنذر بن الجارود العبدي ، ومسعود بن عمرو الأزدي ، وقيس بن الهيثم ، وعمرو بن عبيد الله ( 1 ) بن معمر ، فجاء الكتاب بنسخة واحدة " أما بعد : فإن الله اصطفى محمدا على خلقه وأكرمه بنبوته ، واختاره لرسالته ، ثم قبضه الله إليه وقد نصح لعباده ، وبلغ ما أرسل فيه ، وكنا أهله وأولياءه وأوصياءه وورثته وأحق الناس بمقامه في الناس ، فاستأثر علينا قومنا بذلك ، فرضينا وكرهنا الفرقة ، وأحببنا لكم العافية ، ونحن نعلم أنا أحق بذلك الحق المستحق علينا ممن تولاه ، وقد بعثت إليكم رسولي بهذا الكتاب ، وأنا أدعوكم إلى كتاب الله وسنة نبيه ، فإن السنة قد أميتت وإن البدعة قد أحييت ، فإن تسمعوا قولي وتطيعوا أمري أهدكم سبيل الرشاد " ( 2 ) . فكتم بعض الخبر وأجاب بالاعتذار أو بالطاعة والوعد ، وظن المنذر بن الجارود أنه دسيس من عبيد الله ، وكان صهره فإن بحرية بنت الجارود تحت عبيد الله ، فأخذ الكتاب والرسول فقدمهما إلى عبيد الله بن زياد في العشية التي عزم على السفر إلى الكوفة صبيحتها ، فلما قرأ الكتاب قدم الرسول سليمان وضرب عنقه ، وصعد المنبر صباحا وتوعد الناس وتهددهم ، ثم خرج إلى الكوفة ليسبق الحسين ( عليه السلام )
___________________________
منجح بن سهم مولى الحسن بن علي ( عليهما السلام )

كان منجح من موالي الحسن ( عليه السلام ) ، خرج من المدينة مع ولد الحسن ( عليه السلام ) في صحبة الحسين ( عليه السلام ) فأنجح سهمه بالسعادة وفاز بالشهادة ، ولما تبارز الفريقان في كربلا قاتل القوم قتال الأبطال . قال صاحب الحديقة الوردية : فعطف عليه حسان بن بكر الحنظلي فقتله ، وذلك في أوائل القتال