بسم الله الرحمن الرحيم
الهم صلي على محمد وآله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحلقة الخامسة
يقول الشيخ عبد العظيم / من مذكّرات الشيخ بهلول/ ص76ـــ77.
الطلاق الصّعب
لمّا قرّرتُ خوض الجهاد ضد الشاه رضا خان والتنقل بين المدن الإيرانية لتوعية الناس واستنهاضهم للثورة كنتُ أعلم ما يترتب على ذلك من أذى وسجن وهجرة وضرورة الإختفاء, لذلك أخذتُ أفكر في زوجتي المؤمنة, إذ أن مواقفي هذه تجلب لها مضايقات وربما تنتقم منها السلطات الشاهنشاهية للضغط عليّ, وهذا شيء يزعجني ويعرقل مسيرتي الجهادية وتحركي الإسلامي الثائر, من هنا بعد أن وضّحتُ لزوجتي تفاصيل قلت لها: ما رأيكِ أن نتفارق على حبُّ ورضى كما تزوجنا على حب ورضى؟
فقالت: من أجل الجهاد في سبيل الله, أنا راضية بما تقرّره أنت.
أبى ضميري أن أترك هذه المرأة الصالحة إلا أن اضمن لها زوجاً يسعدها ويهتم بحقوقها, لذلك بعد الطلاق الصعب وأخذ العِدّة الشرعية زوّجتها بسيد من أصدقائي في سبزوار يعمل في حياكة الفرش والسجّاد, وكانت زوجته قد فارقت الحياة قبل فترة. ولقد كان ذلك من أصعب الأمور على قلبي, ولكن حبّي لها وللجهاد في سبيل الله دفعني إلى إن إتخاذ هذا القرار العسير لكيلا يؤذيها الطاغوت بسببي إن بقيت زوجةً لي, وعندئذ كنتُ أضطر أن أخضع للحكومة لأدفع الأذى عنها, وهذا يعني أن أترك الجهاد, وهو كان من المستحيلات عندي.
لأني قطعتُ على نفسي مقارعة حكومة البهلوي حتى آخر لحظة من حياتي سيما بعد أمر المرجع الاصفهاني.*
* بالطبع لا يعني هذا أن يُطلق المجاهدون زوجاتهم حتى بالتوافق ما لم تكن ضرورة كالضرورة التي جعلت الشيخ بهلول يتخذ هذا القرار الصعب.( المترجم)
والحمدلله رب العالمين
وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
أخوكم في الله (33)
المفضلات