ضرورة الزواج فردياً واجتماعياً (الحاجة الروحية) -1-
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
·مِن أهم الأمور الدَّاعية للزَّواج: (الحاجة الرّوحية للشّريك).
إنَّ الإنسان بفعل قسوة الحياة، وتغيّراتها المستديمة، وتّبدّلات الرّوح والجسد، يَحتاج لشريكٍ خاصٍّ مستقِرٍّ ودائم كديمومة التَّغيّرات والتَّبدّلات، وهذا بالتّالي يَفترِض أن يكون الشّريكُ مناسِباً لِرفْع الشّعور السّلبي النّاتج عن هذه العِلل؛ لذا كلّما كان الشَّريك مثالياً كلّما انسدّتِ الحاجة الرّوحيّة بدرجةٍ مُرْضية، والعكس بالعكس.
لكن المهم هو أنْ نَعرِف أسباب الامتلاء الرّوحي بالشّريك، وهذا ما يمكن بروزه في التّوفّر على (واقع الانسجام) وإيجاده فيما لو لم يكن متحقِّقاً، وكذا (الهِمَّة التَّبادُليّة) في ظلِّ (القناعة)؛ فإنَّ القناعة هي الكنزُ الذَّهبي الأكبر للرِّضا الروحي؛ كما يجب العلم بأنَّ القناعة مُوَلِّد رئيسي للمرونة التي بذاتها تُعتبَر أيضاً سباباً من أسباب الرِّضا الرُّوحي.
هذا وقد أشار كتابُنا الكريم لهذه الحقائق بصورة لطيفة كِنائيَّة مبدِعة في الآيتين التّاليتين:

{أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ ۚ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ ۗ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْـتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ ۖفَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ}[البقرة: 187].
وقوله تعالى:
{وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون}[الروم: 21.].


أمين السعيدي - قم المقدسة