✿ ↩ 【الاستعداد الروحي لرمضان】
بقلم الفاضلة عضوة الجماعة:【مسار علي】.
مراجعة وإضافات سماحة: السيد أمين السعيدي.



كيف نستعد أحبتنا لشهر رمضان العظيم؟

أولاً:
التوبة والاستغفار.


أما التوبه: فهي ترك المعصيه مع الندم عليها، والعزم على عدم العودة إلى الذنب، وإعادة الحقوق لأصحابها إذا كان الذنب بحق العباد.

يجب عدم تأجيل التوبة؛ لأن تأجيلها هو بذاته يشكل ذنباً آخر وأكبر، ولكن لو لم نعيد كل الحقوق فعلينا أن نعيد المقدار الذي نتمكن منه ولو بالقدر القليل مع الإخلاص؛ فالقليل بإخلاص يجلب رضا الله تعالى، ويجعله سبحانه بقدرته ولطفه يسبِّب لنا أسباب التوفيق لتأدية ما تبقى.

وأما الاستغفار: فأُشبهه لكم بالطهر الذي ينقي القلب بعد التوبة.

فعلينا بالاستغفار لأنفسنا ولمن أخطأنا بحقوقهم؛ فالاستغفار كما في الروايات يمحو الذنوب ويجلب العفو والرحمة.

ويمكننا الاستغفار في أي وقت، علماً أن وضع السبحة في أيدينا يساعدنا كثيراً على ذكر الله تعالى ويذكرنا ذكره لو نسينا، ويساعدنا على الإكثار من الاستغفار.



ثانياً:
قطْعُ العلائق.


بمعنى أن تقطع كل علاقاتك الدنيوية التي تمنعك وتعيقك عن ذكر الله وعبادته في فرصة شهر رمضان العظمى؛ فهو شهر الله وفرصة ثمينة وعظيمة لا يُفوّتها المؤمن السالك العارف بحقيقة الحياة والرحيل وعرصات البرزخ والآخرة.

ثالثاً:
هجْرُ الطبائع.

بمعنى أن تجهر عاداتك السابقه، حتى لو كانت ضمن دائرة المباحات، لكنها من الملهيات؛ فأوقات هذا الشهر المباركة الثمين تعد أفضل الفرص لتنقية النفس من العادات الفاسدة أو الغير نافعة، وتعويدها على عادات بديلة نزيهة وفاضلة.

رابعاً:
معرفه الفوائد.


وتقتضي بأن تعرف أهميه ومكانة شهر رمضان، وفضائل الصيام، والحسنات المضاعفة فيه؛ وهذا تعرفه من خلال التفرغ قليلاً للتثقف في ثواب هذا الشهر الكبير ومكانته، وهنا نستعرض لك بعضها وعليك التزوّد:

عليك أن تدرِك بأن لله تعالى عتقاء من النار في شهر رمضان في كل ليلة.
وأن تدرك بأن من صام شهر رمضان إيماناً واحتساباً غفر له من ذنبه.
وأن من قام شهر رمضان إيماناً وأحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه.

وأن هناك ليله في شهر رمضان هي ليلة القدر، يغفر لك فيها إن أحييتَها كل ما تَقدَّم من ذنبك، وأن كل طاعة فيها بألف؛ لأن ليلة بألف ليله.

عندما تدرك هذه الكنوز التي أنت مقبل عليها؛ ستكون جاهزاً ومستعداً لدخول شهر الله الفضيل بعزيمة وثبات وقوة.

ختاماً نذكر لك بإيجاز مجموعة خطوات علمية وعملية كخلاصة للاستعداد لشهر رمضان؛ هي:


1- النية الصادقة والعزيمة القوية على اغتنام هذا الموسم بطاعة الله تعالى وعدم التسويف والتأجيل.

2- ضع لك جدولاً زمنياً يومياً تزينه بالطاعات والعبادات، ولا تجعل ذلك آخر مهامك واهتماماتك؛ فتطهير النفس والاستعداد للرحيل الأبدي أغلى وأهم من هذا الفَناء المنتهي، فلا يخدعك الزوال وتنسى البقاء الحق.

3- احرصْ على كل ساعة في هذا الشهر الكريم، وحاول أن تملأها بالعمل الصالح من إطعام وتَفكُّر وقراءة قرآن ودعاء وزيارة لأئمة الهدى وإمام الزمان الغريب العابد الصائم أرواحنا فداه، وأن تقوم بمعونة الأهل وقضاء حوائجهم، ومعونة المحتاجين؛ فهذا شهر صيام عن الخطأ، وشهر تهذيب وتربية للنفس ..

4- ضع خطة لك في كيفية ختم القرآن الكريم خلال هذا الشهر المبارك، وحاول قراءته والتعرف على معانيه، وطبِّق القرآن؛ فخص القرآن بخصوصية؛ فأنت في شهر القرآن أعظم كتاب في السماوات والأرضين؛ فإنّ الشقي من حُرِم ذلك وانشغل بالشواغل الخادعة والملاهي الغَرّارة.

5- الدعاء بالمأثور ومنه ما روي عن إمامنا جعفر الصادق عليه الصلاة والسلام أنه:
كان يدعو في آخر ليلة من شعبان وأول ليلة من رمضان ويقول:

«اللهم إنّ الشهر المبارك الذي أُنزل فيه القرآن وجُعل هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان قد حَضَر، فسلِّمنا فيه، وسلِّمه لنا، وتسلَّمه منا في يسر منك وعافية. يا مَن أَخذَ القليل، وشَكرَ الكثير، اقبـَلْ مني اليسير. اللهم إني أسألك أن تَجعل لي إلى كل خيرٍ سبيلاً، ومِن كل ما لا تحب مانعا، يا أرحم الراحمين».

نسألكم الدعاء
شهر مبارك عليكم أحبتنا جميعاً، شهر حُب وطهر وعمل ونزاهة.
وكل عام وأنتم بألف خير وصحة وعافية وسعادة وسرور.

تقبلوا خالص ود إخوانكم في جماعة أنبياء أولي العزم(ع)