..
أستيقظت اليوم الساعه الثامنه والنصف , كان نومي هذه المره أعلى جوده من اللليلة السابقه ولكنهُ لم يصل إلى حد الغرق بعد , الحد الذي لا أسمع فيه أي صوت لـ خطوات على الأرض , لازلت أعاني مشكلة نصف اليقظه ونصف النوم أن أكون في حلم متهلهل تفسده أقل ضجه , ومع ذلك ممتنه لـ هذه النومه الشبه لطيفه , أثناء أستيقاظي وجدت أطفالي قد أستيقظوا معي أيضا كانوا منهدشين لرؤيتي وسألتني سكينه : أذا كنت سأعاود للنوم أم سأدرس الطالبتين اللتين تأتيان لي كل صباح , أخبرتها بأن اليوم سبت وهو أجازتي , ولن يأتوا , فرحت كثيرا فـ مجيئهما يعني أن تنحجر في غرفتها طوال فترة مكوثهما رغم أن وقتهما عادة لايتعدى ساعتين لكن هذا التقييد يزعجها كـ عادة أي طفل لايحب أن تحده الأماكن والأبواب المغلقه , فقمت بإعداد وجبة الأفطار وبعد صراع حاد بين سكينه وريم بين زمجره وغضب وبين هدوء و أضطراب عم الصلح من جديد , أنهماا لاتتخليان عن عادتهما وهي الحرب اللسانيه بـ مجرد وجودي معهما رغم أنهما بدون وجودي يعم عليهم السلام من جميع الجهات وكـ عصفورين صغيرين يغردان بـ ود سحر آخاد , بعد أن أنتهوا من وجبتهم ذهبوا لرؤية الشمس فـ هم تعلموا أن بداية اليوم يعني شروق الشمس وأن عليهم أن يناموا مبكرا كي يـحظوا بلقائها ونتيجة لـ صحوتهم المبكره ستكافئهم بـ فيتامين دال بينما أنا ذهبت لألتقط صوره محترفه ولا أعلم أن كانت محترفه حقا أم أنه عناء لا طائل منه , المهم أن أطبق نصائح المحترفين من أستغلال ضوء الشمس والمفرش الناعم والزاوية الصحيحه , أريد أللتقط صوره للوحتي التي أنتههيت من رسمها الأمس , لم أكن أحب الرسم في صغري ولم أحترف ولو جزء بسيط منه وعلامتي المتدنيه كانت دائما في مادة الرسم , كنت أمقت حينها تلك المواد الفنية والتدبير المنزلي والخياطه , بل كنت أشعر بـ عاهتي من خلالها , عاهة الفقر لعدم توفر المال الكافي عند عائلتي لم أستطع توفير الأدوات اللازمه في هذه المواد , لم أكره المدرسه أبدا بل كنت من عشاقها وكنت أصرخ في وجه أمي طلبا في المذاكره أيام الأجازه كان التعليم بالنسبه لي كمال ومتعه , كان هويتي الضائعه , ولم أكن شيء أمام نفسي ألا من خلاله ,وأول يوم كرهت الذهاب إلى المدرسه كان في حصة الرسم , لم يبتاع لي أبي كراسة رسم حينها وما أن تأتي الحصة ألا ودج القلق في رأسي وأقتحمت الرعشات جسدي حتى تكاد أطرافي تهز الكره الأرضيه بأكملها لفرط ما اهتزت ورعشت خوفا من المعلمه , حينها صرخت في وجهي وقالت : أنتِ مثل أختك غير مباليه ومهمله هي أيضا نست دفتر التدبير المنزلي , وأيضا تضحكين يالك من فتاه وقحه , هي لاتعلم أن أبتسامتي كانت مجرد غطاء لغصه لا أريدها أن تخرج و أبتلعتها على عجل , كان هناك دموع تهطل من كافة أعضائي و وحدها الأبتسامه من وقفت كـ سد منيع لتحبسه عن هذا العضو الفاضح " العين " , فأنا أبنة الثامنه تربيت على أن البكاء للأطفال الذين لايذهبون إلى المدرسه , وكنت أحب المدرسه ولا أريد أن أصبح طفله لذا توقفت عن البكاء, لكن الذاكره سجلت تاريخ هذه اللحظه بـ تضاريس الوجع التي لم تظهر بـ خريطة الذل التي تمحيها برائة الوجه الطفولي , لذا كرهت الرسم والألوان لأنها لم تلون حياتي كما تفعل في اللوحات بل سودتها , واليوم وقد أصبحت كبيره , كبيره بما يكفي لـ أعيش يومي وكأنه هو اليوم الأخير, أحبهُ وكأني لتو ولدت ب قلب نقي وذاكره تفلسف الأحداث ولاتنسفها , قمت بتجربة كل الأشياء التي أجبرتني الأقدار على كرهها , وأقف بوجه القدر وأقتلع قلبي من آثامه لـ يخرج أبيض كـ يد موسى وهي تخرج من جيبه , وأرد إليه بصره بـ حبها كـ ما رد البصر إلى يعقوب بـ قميص يوسف , مارست الرسم وبـ قلم رصاص لأكتشف السحر المبعوث فيه , وكل الذي يطلبه منك الـ غرق فقط , أنك تغرق فيه فـ يحيل لوحة أحلامك إلى سلام داخلي لايعرف الكره , فكل رسمه أرسمها كانت تستل هذا الظلام المتعشعش داخلي شيئا فشيئا وتملأه بالضوء ....
المهم ألتقط الصوره بد قليل من الجهد , وكتبت عليها مُت فارغا , طلب مكون من كلمتين فقط ؟ لم أجد الكلمه المناسبه لها إلا هذه , التي تعني لي الكثير , وأهمها مت من كل الأشياء التي عبثت في قلبك يوما وملئته بالظلمه, مت وجميع أحلامك المعلقه في قنديل الواقع قد تحققت , مت وكل الجنون الذي تتمنى أن تفعله قد أصبح حقيقه , مت وكل كلمه أردت أن تقولها لأحدهم وصلت وكل كتاب أعجبك عنوانه قد قُرِأ وكل مهاره أحببتها يوما بت تتقنها , مت ...فارغا ...؟!