..
لأكثر من مره أفتح هذهِ الصفحه وأحاول أن أكتب ثم أغلقها كما هي !
أنا أتجنبني كما يتجنب أحدكم جاره ثقيل الظل ساعة ذهابهُ إلى العمل صباحاً ...
أن الكتابه بشريعتي هي شيء مقدس فحين تريد أن ترتكبها فـ عليك أن تغتسل جيدا من كل الأكاذيب التي ترتديها أمام هذا الكم الهائل من البشريه ..
وأن الأغتسال منها ليس بالأمر اليسير !
..
إلى شيء لم يدغدغ الضوء أطرافهُ بعد !
أن أخبرك بأنك شققت صدري وأنتزعت قلبي منه قبل أن تتكون لك يد فضلاً عن ذلك كيف تمسك بالسكين لتثلمه !!
أن أقسم لك يمينا أن بهجة العيد , ضحكة الأطفال , أشراقة الصباح , زقزقه العصافير , تموج أسماك الزينه , يد أمُي حين تحنو , كوب قهوه ..
كلها أنهالت عليّ دفعه واحده حين أعلنت دمائي قدومك !!
أن أقرأ لك مذكراتي لك في هذهِ الفتره الزمنيه وأنت غائب عن هذا الكون لتجدها فارغه من كل شيء ألا منك !!
دعائي الذي أعقبه بعد كل صلاه , و أسئلتي التي لاتنتهي للعم قوقل في كل لحظه طارئه , وزيارتي المتكرره للمستشفى لأي عارض , رجائي ودوع عيناي , تناولي للأطعمه , أمتناعي عن الشاي والقهوه وبقية التوابع التي تضرك وكنت أحبها , كلها تشهد بـ إنهزامي نحوك !
..
ربما تقول :
أنتِ لاتعرفيني ولأنها غريزة الأمومه تفطر قلبكِ لي مبكراً ولصلة الأم بالأبن وماتحملهُ من حب فطري فتحتي صدركِ لي كـ جنه تجري من تحتها الأنهار , وهذا شأنكِ شأن بقية الأمهات قبل أن يصبحوا أمهات وهنّ يحلمن أن يكونوا كـ ذلك !
بالمختصر : رغبتكِ بأن تصبحين أماً هي من أغدقت عليّ بالحب ولو كنت شخص آخر ستهديه هذا الحب أيضاً , المهم في نهاية المطاف أن يكون أبنك !
..
أوليس جيداً ياعزيز أمك أن يكون الرحم الذي جعلك تبصر هذا الضوء هو ذاته من يكن لك هذا الحب دون أن تجهد نفسك ولو قليلاً في سبيل الحصول عليه !!!
ربما ستدرك جيداً أن الأنسان الأول الذي أحبك قبل أن يكون لك أسماً وشيئاً من الطباع والمزايا و التفرد والملامح هو أنا , وبعد ذلك سترى أن الآخرون يحبونك لصفة فيك أو لوجه أو لخلق أو لطبع أو حتى لـِ سوء , المهم سيكون هذا الحب لهُ قرائن تختصك أنت !
هل سيروق لك هذا الحب أكثر من حبي !
أنا التي بحبي سأتكفل عناء تربيتك والأهتمام بشئونك الصغيره وأنت لتو تخطو !
وسأغرس بك شيئا مني لايبرح أبدا ..
ومهما كنت الشخص الذي لا أتوقعه عندما تكبر لن يقل حبي لك ...
لكن من السيء جداً أن أفشل في جعلك شخصا سويا ..
وهذا ما يقلقني في الوقت الحالي !
فكل الأمهات الللواتي أنجبنّ المجرمين والطغاه وبائعي الهيروين ومغتصبي الأطفال كانوا يحلمون بأشخاص أسوياء ..!
ويدعون الآله أن يكون أبنهم صالح للبشريه !!
ماذا لو كنت مثلهم , ماذا لو تعاليم الشارع أفسدت فيك التعاليم التي ربيتك عليها منذ الصغر !!
ماذا لو كان لك رفقاء سوء في المراهقه وأتفقت معهم على التمرد وتخريب الأشياء في السر وكبرت على هذا الشأن دون أن أنتبه ...!!
ماذا لو أستولت عليك الأنانيه والطغيان لحد الفتك بالأشخاص الضعفاء دون أعتبار لأي تنبيه من الضمير !!
هل سألعن حينها الساعه التي فكرت بأنجابك فيها !! هل سأكرهك وأعلن برائتي منك !!!
أنا التي أكره كلُ مظاهر العنف والأجرام وتدابير الشياطين , كيف لي أن أنجب أبن على هذهِ الشاكله !!
ثم هل سألوم نفسي وألقي الفشل على عاتقي وأني بالفعل لم أكن أماً جيده لذا أنجبت أبناً سيئاً !! وهل هناك قانون يعاقب الأمهات على سوء التربيه والنتائج المترتبه عليها !!
...
المفضلات