..
أنا أحتاج إلى هذا الغريب الذي حين أحدثه عن عاهتي لن يعايرني بها يوما سـ يصمت وينصت إلى الدموع التي لم تذرف , سيُهدأ هذا الضجيج الذي يصدح فوق رأسي,وسيربت على ذاكرتي بلطف ويعيد إليّ تنفسي من جديد ,..!
حسنا ! أنت ..أيها الغريب الذي لاتعرف عائلتي وأي المدن هي مدينتي , وكُل الذي تعرفهُ عني مجرد أسم أختاره أبي..!
أبي الذي لاتعرفه ولكنك تعرف عني مالا يعرفه أمي وأبي ..!
أنت الغيمه التي أختبىء فيها كلما هاج البحر ولم تشي بي عند أول نوبة مطر ...!
جئتُ إليك هذه المره لتنتشلني من ضعفي الطارىء وتعالجني بثمة أسطورة تحيُلني إلى بطله ,
وقبلها سأسألك سؤال :
مالذي يتوجب على طفله كسرت ثلاجة الشاهي فكسرت أمها عظامها لتحبسها ساعتين في العتمه وبعد أن تخرجها تسألها أن كان الشاهي سُكب عليها وحين تجيبها بلا , تقول ياليت أنهُ سكب عليك ولم تنسكر الثلاجه ؟؟
أتعلم ماهي الأفكار التي تواردت على هذه الطفله في تلك العتمه , كانت تحدث نفسها لو أنها باعت نفسها في سوق عبيد لربما سددت ثمن الثلاجه , وحين أمها قالت أمنيتها أن ليت الشاي أنسكب عليها كانت تتسائل هل تريد أمي أن أحترق و هل ستفرح بالفعل لو أنها أحترقت أم مجرد نوبة غضب ؟ هل تلعن الفقر الذي يجعل الأمهات قاسيات إلى هذا الحد على أبنائهن لمجرد أنكسر شي مادي ويتمنوا لو أنهم أحترقوا ؟ أم تلعن فرحتها لرؤية الظيوف والتي سلبتها عقلها لتقبض على الثلاجه بعجالة وتكسرها بدون أن تنتبه ؟ أم تلعن العتمه التي لم تسمح للضوء أن يدخل من شق الباب وسلطت عليها أسئله لا أجابة لها تلعن حياتها بعد أن كبرت؟
ياصديقي لم تعلم أمي أن تلك الليلة لم تنكسر الثلاجه فقط بل كسرت معها قلبي وأشياء أخرى , أهمها ثمني , أعتقدت حينها أني رخيصة جدا أمام الأشياء لذا بقيت طوال عمري أخاف أن أعبث بالأشياء كي لاتتلف ,..
هيا أخبرني ياصديقي كيف أتخلص من هذه الذكرى كلما طرأت عليّ في يوم بائس ؟؟
هل تعلم مالذي كنت نادمه عليه حينها , أني لم أصرخ في وجوههم , لم أتمرد كما يتمرد الأطفال بالعناد وقلب أفعال الطاعه , بل العكس تماما كنت أستجيب للأوامر كما تستجيب الخادمة لربة المنزل , كنت أطيعهم بتفاني وكنت مجتهدة في دراستي وعلى حد قول أمي أني البنت الوحيده التي لم أتعبهم في التربية فقد كنت مثال للأخلاق , لكنها لم تعلم أن هذا الأدب كان هو أكبر سبب لأختناقي اليوم...!
تمنيت يوما أن أفقد ذاكرتي , أن لا أتذكر طفولتي أبدا , أو أكون فيها مجرد عابر سبيل , لكنها شرسه ياصديقي أنها توخزني بأظافرها الشيطانيه وتنكش وتنكش ولاتمل , أنها تقفز من ذكرى سيئه إلى ذكرى أسوء , ولاتعلم أنها بهذا تعجل موتي , اليوم ياصديقي ماتت لدي جميع اسباب الحياه , حتى عيوني لم تتوقف عن الدمع , وكان أشد مخاوفي أن تنبعث لي غدا أسباب الموت , حينها مالذي ينتشلني عن فكرة الإنتحار ؟ ثم سأخبرك حادثه أخرى أتذكرها بجميع تفاصيلها ؟ ذات يوم أخبرتهم بـ حقائق سوداء عن أبنهم البكر وأنا طفله صغيره لا أكذب أقول الذي أشاهدهُ بمنتهى البرائه ,حتى أذكر أني كنت مرتديه فستان أصفر ليموني وعليه سترة بيضاء كنت أحبه قبل ذلك اليوم ولكني اليوم بت أكرهه جدا , المهم هل تعلم مالذي فعلته أمي بي حينها لقد شدتني من شعري وألقت وجهي بالطاوله ثم صفعتني على وجهي وقالت بغيظ: لا أريد أن أسمعك يوما تقولي لي أماه وأن قلتيها مره أخرى سأصفعك مجددا مثل هذه الصفعه وأشد ورمتني على الأرض ؟ هل علينا أن نزور الحقائق يا صديقي ونكذب أعيينا كي لايعاقبونا ؟ رغم أن أمي كانت شبه متيقنه بصحة ما أقول وكانت كل يوم يمتلأ رأسها بالشكوك ؟ ولأنها لاتريد أن تعاقبه عاقبتنا نحن في الأيام التي تلت هذا اليوم ؟ هل الله ياصديقي يعاقب الضحايا ويترك المتهمين؟ هل الأمهات اللواتي يصلون ليلا صلاة النوافل ولايغفلون عن أي فريضه ويصومون شهر رجب بأكمله يسكنهم الله بهذه الطريقه ؟ لماذا لا يزمجر الله نحو أفعالهم ويصدح صوته في قلوبهم ليهديهم إلى الصواب ؟ أذا كان الله لايزور المصلين فما فائدة الصلوات التي لاتأتي به ؟ هل أكفر بكلامي هذا ياصديقي .. لكنني في أعماقي كنت مؤمنه جد , لكن آلهي الذي يسكنني لايشبه آلههم , أنهُ يمنعنا عن ضرب الأطفال الصغار , ولايحب الفتنه , حتى أنه ذات يوم كنت أغيظ أختي الكبرى -التي عانت كثيرا من غضب أمي- بشقاوتي الطفوليه ف طلبت مني أن أعطيها يدي لأنها ستهديني شكلاته فقامت بحرقها بمكواة الملابس كانت في يدها ذالك الوقت ؟ لم أكن أتصور أنها ستقوم بهذا الفعل الفظيع وكان علي أن أخبر أمي لكني خفت من أمي أن تقسو عليها وخصوصا أني أنا التي تسبب في أغاظتها .. !
هل هذه الحادثه يتم أحتسابها لسذاجه أم أخلاص ؟ لا أعلم , ولكن ذلك الوقت كانت لي مبادئي رغم كل هذا الألم , حتى أنه في احد المرات قامت أختي الوسطى ب رفع فاتورة الهاتف من خلال مكالمتها اليوميه مع معلمتها التي تحبها ف غضب أبي منها كثير لكنه لم يعاقبها وطلب وعدا من أمي أن لا تعاقبها أيضا وأثناء غيابه وبينما كنت أنا أكنس المطبخ لم تستطع أمي كتمان غضبها من أختي وفي ذات الوقت لاتريد مخالفة الوعد الذي قطعته مع أبي فـ ضربتني أنا , لأني لم أشي عليها وتسترت على فعلتها هذه , هل الوشايه هو الفعل الصحيح أم الخاطىء ؟ هل سأكبر في عين أمي حين أخبرها عن أخطاء بناتها ؟ ولكن لماذا صغرت في عينها حينما أخبرتها بخطايا أبنها ؟؟؟
سأعود إلى أيماني الذي لايشبه أحد غيري وسأخبرك بأحد أمنياتي التي لم أنساها ...
كنت أتمنى يوما أن أجلس مع الله في تلك الجنه - التي حدثونا عنها - وأسأله عن خطيئة الأباء وعن الأحبال الصوتيه التي قطُعت في حنجرة الأطفال , عن الرحمه التي نستجلبها بالصلاه التي لم نتقنها, وعن الأمل الذي ينبعث من وميض الضوء , عن هذه العتمه في قلبي , وعن النقاء الذي يجب علينا المحافظه عليه , كان لدي الكثير من الأسئله التي لا أجابه لها ,, كنت متيقنه أن الرب سيسمعني يوما ...وسيهديني إليه بطريقه أوب أخرى ؟
كبرت ياصديقي ولم أتحرر من هذه الطفله ؟ كيف أعلمها أن تحب والديها ب منتهى الصدق وتبرر لهم خطاياهم ؟ وماذا أفعل بهذه الذاكره التي تواريت عنها طويلا و بحادثه واحده , - تصور - حادثه واحده فقط تبدا العاصفه , وتشدني بعنوه إلى كثبانها فلا أخرج منها كما دخلت ...!




 
			
			
 
					
						 
					
						 
					
					
					
						 رد مع اقتباس
  رد مع اقتباس
المفضلات