رقم 79
عن کتاب صحيفة الإمام الرضا عليه السلام ؛ ؛ ص69 وكتاب ينابيع المودة للحنفي القندوزي
قال الراوي :
كنا يوما بين يدي علي بن موسى عليهما السلام فقال لي: (ليس في الدنيا نعيم حقيقى) فقال له بعض الفقهاء ممن يحضره: فيقول اللّه عزّ و جلّ: (ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ)
أمّا هذا النعيم في الدنيا و هو الماء البارد؟،
فقال له الرضا عليه السلام و علا صوته:
كذا فسرتموه أنتم و جعلتموه على ضروب فقالت طائفة: هو الماء البارد، و قال غيرهم هو الطعام الطيب، و قال آخرون هو النوم الطيب-
قال الرضا عليه السلام- و لقد حدثني أبي عن أبيه عن أبي عبد اللّه الصادق عليه السلام ان أقوالكم هذه ذكرت عنده في قول اللّه تعالى: (ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) فغضب عليه السلام، و قال: ان اللّه عزّ و جلّ لا يسأل عباده عمّا تفضل عليهم به و لا يمن بذلك عليهم، و الامتنان بالانعام مستقبح من المخلوقين، فكيف يضاف الى الخالق عزّ و جلّ ما لا يرضى المخلوق به؟!
و لكن النعيم حبّنا أهل البيت و موالاتنا يسئل اللّه عباده عنه بعد التوحيد و النبوة، لان العبد اذا وفا بذلك أداه الى نعيم الجنّة الذي لا يزول و لقد حدثني بذلك أبي عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين عليه السلام انه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:
ياعلي ان أول ما يسئل عنه العبد بعد موته شهادة أن لا اله الا اللّه و ان محمدا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و انك ولي المؤمنين بما جعله اللّه و جعلته لك، فمن أقرّ بذلك و كان يعتقده صار الى النعيم الذي لا زوال له). و نحوه في ينابيع المودة: 131.
جلال:
من تدبر بالرواية ورزقه الله نور البصيرة سيفهم ان من لم يسعد بولاية امير المؤمنين واولاده المعصومين عليهم السلام سيسال عن الماء البارد ويُسأل عن كل لقمة اكلها لانه لم يكن ممن جاء على مائدة الله سبحانه وتعالى من باب المدينة وهو علي بن ابي طالب عليه السلام فلا ينال النعيم من حلاله وحقه فكيف لا يُسال عن النعيم ؟؟





رد مع اقتباس
المفضلات