الفتية الذين هربوا من دقيانوس الجبار الى جبار السماوات والارض ولقد كان عيسى عليه السلام أخبرنا بقصتهم وانهم سيحيون . وانهى قصتهم الى الملك فأتى اليهم وحضرهم ولما رأى الملك تمليخا نزل عن فرسه وحمل تمليخا على عاتقه وجعل الناس يقبلون يديه ورجليه ويقولون ياتمليخا مافعل بأصحابك فأخبرهم انهم بالكهف وكانت المدينة قد وليها رجلان ملك مسلم وملك نصراني فركب الملكان في أصحابهما واخذا تمليخا فلما صاروا قريبا من الكهف قال لهم تمليخا : ياقوم اني أخاف ان أخوتي يحسون بوقع حافر الخيل والدواب وصلصلة اللجم والسلاح فيظنون ان دقيانوس قد غشيهم فيموتون جميعا فقفوا قليلا حتى أدخل عليهم فأخبرهم , فوقف الناس ودخل اليهم تمليخا فوثب اليه الفتية واعتنقوه و قالوا الحمد لله الذي انجاك من دقيانوس , فقال : دعوني منكم ومن دقيانوس , كم لبثتم ؟ قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم , قال : بل لبثتم ثلاث مئة وتسع سنين وقد مات دقيانوس وانقرض قرن بعد قرن وآمن اهل المدينة بالله العظيم وقد جاؤوكم , فقالوا : ياتمليخا تريد أن تصيرنا فتنة للعالمين ؟ قل : فماذا تريدون ؟ قالوا : ارفع يدك ونرفع أيدينا , فرفعوا أيديهم وقالوا : اللهم بحق ما أريتنا من العجائب في انفسنا الا قبضت ارواحنا ولم يطلع عليناأحد , فأمر الله ملك الموت فقبض أرواحهم وطمس الله باب الكهف فأقبل الملكان يطوفان حول الكهف سبعة أيام فلا يجدان له باب ولا منفذ ولا ملكا فأيقنا حينئذ بلطيف صنع الله وان أحوالهم كانت عبرة أراهم الله اياها , فقال المسلم : على ديني ماتوا وأنا أبني على باب الكهف مسجدا , وقال النصراني بل على ديني ماتوا وانا ابني على باب الكهف ديرا
فاقتتل الملكان فغلب المسلم فبنى على باب الكهف مسجدا , وذلك قوله تعالى (قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا )
وذلك يا يهودي ماكان من قصتهم , ثم قال الامام علي عليه السلام لليهودي : سألتك بالله يايهودي أوافق هذا مافي توراتكم ؟ فقال اليهودي مازدت حرفا ولا أنقصت حرفا يا أبا الحسن , لاتسمني يهوديا أشهد الا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله وانك اعلم هذه الأمة.
اللهم بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والتسعة المعصومين من ذرية الحسين احفظنا بحفظك يا كريم وارضى عنا وتقبل منا هذا القليل .. يا ارحم الراحمين ..
نور علي

المفضلات